الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الأدلة على وجوب الإمامة»

من إمامةبيديا
لا ملخص تعديل
 
(٦ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ٧٢: سطر ٧٢:
والآيات المباركة التي يمكن الاستدلال بها على وجوب الإمامة وأنَّ الله تعالى قد أكد على ذلك وبينه فهي كثيرة، منها:
والآيات المباركة التي يمكن الاستدلال بها على وجوب الإمامة وأنَّ الله تعالى قد أكد على ذلك وبينه فهي كثيرة، منها:


====آية إكمال الدين====
====[[آية إكمال الدين]]====
{{متن قرآن|يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَغْتَ رِسَالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَفِرِينَ}} <ref>المائدة: ٦٧.</ref>، يتفق جميع المفسرين على أنَّ الرسول لما كان في حجة الوداع وقبل أنْ يتفرق المسلمون في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة قبل وفاة الرسول{{صل}} يأمر مَنْ تقدم من المسلين بالرجوع ومَنْ تخلف عنهم باللحاق عند غدير يعرف بغدير "خم" في منتصف الطريق وعندها جاءه الأمر الإلهي بقوله تعالى: {{متن قرآن|يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَغْتَ رِسَالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَفِرِينَ}} فالرسول{{صل}} كان قد بلغ جميع الأحكام الإلهية التي أمره الله تعالى بها ولكن الشيء الوحيد الذي كان باقياً عليه هو أنْ يأخذ البيعة من المسلمين للإمام الذي يتولى أمورهم بعده وإنْ كان قد بيَّنه لهم في مواطن عدة وذكره لهم فلم يبق عليهم إلا البيعة له علانية أمام النبي{{صل}} وبحضوره فنزلت هذه الآية المباركة عند رجوعه من تلك الحجة الأخيرة المعروفة ب "حجة الوداع" حينها قام رسول الله{{صل}} بتبليغ الآية والبيعة المباركة وتقدم كل الصحابة ليبايعوا علياً{{ع}} على ذلك المقام السامي ليكون{{صل}} قد بلَّغ رسالته كاملة وأتمَّ الله بذلك نعمته على المسلمين.


عند ذلك أمر الرسول الله{{صل}} بأحداج الإبل فصنع منها منبراً وصعد على ذلك المنبر وخاطب المسلمين بكلمة واحدة وقام في ذلك اليوم الشديد الحرارة فبادرهم بقوله: ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟
====[[آية الولاية]]====


قالوا: بلى، ولما أخذ منهم هذا الإقرار.
====[[آية التطهير]]====


أخذ بيد علي{{ع}} ورفعها وقال: {{متن حدیث|مَنْ كنتَ مَوْلَاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاه}}
====[[آية الأذن الواعية]]====


ذكر الشيخ الأميني في "الغدير" والسيد حامد حسين في "عبقات الأنوار" والعلامة الحلي في "منهاج الكرامة" وآخرون إسناد الحديث والرواة الذين وصل إلينا الحديث من طرقهم.
====[[آية الإطعام]]====


فالحديث واضح دلالته على إبلاغ أمر الزعامة والإمامة وأمر الولاية التامة المطلقة بقرينة المقدمة من قوله: {{متن حدیث|أَلَسْتْ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}} وكذا: {{متن حدیث| مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَاُنْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَ اُخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ}}، فأسرع المسلمون يبايعون علياً{{ع}} وبعد أخذ البيعة من المسلمين حول ولاية علي بن أبي طالب{{ع}} وبعد إتمام العهد والحجة عليهم جميعهم نزل قوله تعالى: {{متن قرآن|الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}} <ref>المائدة: ۳.</ref>، إذاً إنَّ إكمال الدين وإتمام النعمة إنما حصل بعد هذا التبليغ الرسمي من النبي{{صل}}.
====[[آية طاعة أولي الأمر]]====


واتفق المفسرون جميعاً بلا استثناء أنَّ الآيتين نزلتا بشأن واقعة الغدير، ونحاول أنْ نركز على النقاط التالية:
====[[الآيات التي نزلت في علي]]{{ع}}====
#الاسم الموصول في قوله تعالى: {{متن قرآن|بَلَغَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}} إشارة إلى أنَّ هناك حقيقة لم يبلغها رسول الله{{صل}} بالصراحة بعد.
#ما النافية في قوله تعالى: {{متن قرآن|وَ إِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}} إشارة إلى أنَّ هناك حقيقة إنْ لم يبلغها الرسول ولم يأخذ البيعة من الناس عليها فكأنه لم يفعل شيء.
#{{متن قرآن|وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}} إشارة إلى أنَّ هذا المعنى كان في ذهن رسول الله{{صل}} منذ زمن طويل وكان أمراً شاغلاً له يخشى إنْ بلَّغَه فالجماهير سوف تعترضه وتقف منه موقفاً مضاداً، ولكن الله تبارك وتعالى وعده على ذلك بالعصمة.


وهناك أمر نحاول أنْ نبينه بالمناسبة ما يتعلق بمعنى الولي وما ينصرف إليه هذا اللفظ في هذا الحديث، حيث أنَّ هناك قرائن تدل على أنَّ المراد من الولي هو الأولى بالتصرف نيابة عن النبي{{صل}} في ولاية أمور المسلمين دون المعاني الأخرى التي حاول بعض صرفها إليه، وهذه القرائن عبارة عن:
====[[سورة براءة]]====
#جمع الناس في يومٍ شديدِ الحرارة وقول الرسول{{صل}}: {{متن حدیث|مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلاَهُ}} وإشهاده الجمهور على ذلك.
#اقتران الولاية بعبارات البيعة التي رددها كثير من الصحابة وقولهم لعلي{{ع}}: {{متن حدیث| بَخْ بَخْ يَا اِبْنَ أَبِي طَالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلاَيَ وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ }} حيث قد فهموا من كلمة "الولي" هو مَنْ تجب طاعته بلا قيد وشرط، والذي له الإمامة والولاية ويستحق أنْ يكون قدوة وأميراً.
 
إذاً آية "إكمال الدين" هي دليل واضح وصريح على أنَّ هذا المنصب يختص بعلي{{ع}}: كإمامٍ وخليفةٍ بعد رسول الله{{صل}}.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٤٦-٢٤٨.</ref>
 
====آية الولاية====
{{متن قرآن|إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}} <ref>المائدة: ٥٥.</ref>، إنَّ قوله تعالى: {{متن قرآن|الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ }} صفة عامة تشمل كثيراً من الأفراد لكن في مقام التطبيق لا تنطبق إلا على شخصٍ واحدٍ كما ذكر ذلك المفسرون، فالولاية منحصرة في الله تبارك وتعالى أولاً وفي الرسول ثانياً وهو المبعوث من قبل الله تبارك وتعالى ثم الذين آمنوا.
 
إذاً ف {{متن قرآن|الَّذِينَ آمَنُوا}} يجب أنْ تكون الولاية لهم بنفس مستوى الولاية لله والرسول، فقد ذكر كل أرباب النزول أنَّ الآية نزلت في علي{{ع}} حيث دخل سائل إلى مسجد النبي{{صل}} وسأل الناس فلم يساعده أي أحد، وكان في يد الإمام علي{{ع}} خاتَم وهو في حال ركوع وقد أشار بخاتمه إلى ذلك السائل وانتزع الخاتم من يد علي{{ع}} لَمّا عرف أنَّ علياً يشير إلى ذلك قاصداً التصدق به إليه، حينئذ رجع إلى رسول الله وأخبره بالذي جرى فنزلت الآية: {{متن قرآن|إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}} فهنا قد اقترنت العبادتان الصلاة والزكاة في آنٍ واحدٍ وتحققت مرة واحدة في قضية واحدة في شخص علي{{ع}}.
 
فولاية الله تساوي وترادف وبنفس المستوى ولاية الرسول وبنفس المستوى ولاية مَنْ تصدق بالخاتم وهو راكع وهو الإمام علي{{ع}} فكما أنَّ إطاعة الله تقترن بطاعة الرسول{{صل}} وبالتالي إطاعة أولي الأمر، وعلى أساس ذلك يكون أولو الأمر معصومين من الخطأ.
 
إذاً فالإطاعة من جانب والولاية من جانب آخر، هما مفهومان مترابطان يكمل بعضهما الآخر، والمراد بالولي هو الأولى بالتصرف، فالولاية الذاتية المطلقة هي الله تبارك وتعالى، والولي هو الأولى بالتصرف.
 
فالولاية الذاتية المطلقة هي لله تبارك وتعالى والولي الذي تكون ولايته مكتسبة من ولاية الله تبارك وتعالى هو الرسول والإمام. ومن هذه الجهة نجد أنَّ الأنبياء أيضاً كانوا أئمة لأنَّ الولاية كانت شرطاً أساسياً في ذلك.
 
والآية لها علاقة بآية الطاعة في قوله تعالى: {{متن قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}} <ref>النساء: ٥٩.</ref>، حيث إنَّ معنى الطاعة هو الإطاعة التامة والانقياد الذي لا مجال للنقاش فيه أبداً والذي يعبر عنه القرآن الكريم في آية أخرى بأنه أصل الإيمان ومحض الإيمان، وبدون هذه الإطاعة المطلقة لا يكون الشخص مؤمناً.
 
فالتسليم المحض هو التعبير الدقيق الصحيح عن الإطاعة والإيمان والإسلام الذي وصفه الإمام علي{{ع}} في "نهج البلاغة" قال: {{متن حدیث|اَلْإِسْلاَمِ: لَأَنْسُبَنَّ اَلْإِسْلاَمَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي فَقَالَ: اَلْإِسْلاَمُ هُوَ اَلتَّسْلِيمُ...}}.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٤٨-٢٥٠.</ref>
 
====آية التطهير====
{{متن قرآن|إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} <ref>الأحزاب: ٣٣.</ref>
 
آية التطهير من الآيات الواضحة الدلالة على مقام علي{{ع}} وعلى عصمته وعلى أنه من أهل البيت المشمولين بالإرادة الإلهية لإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم.
 
يقول "العلامة الحلي" في كتابه "كشف الحق ونهج الصدق": أجمع المفسرون وروى الجمهور كأحمد بن حنبل وغيره أنَّ آية التطهير نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين{{ع}}. ويقول ق والكذب من الرجس، ولا خلاف في أنَّ أمير المؤمنين{{ع}} ادعى الإمامة لنفسه فيكون صادقاً.
 
ويقول ق في كتابه "مناهج الكرامة": وفي هذه الآية دلالة على العصمة مع التأكيد بلفظ {{متن قرآن|إِنَّمَا}} وبإدخال (اللام) في الخبر والاختصاص في الخطاب بقوله {{متن قرآن|أَهْلَ الْبَيْتِ }} والتكرير بقوله {{متن قرآن|وَيُطَهِّرَكُمْ}} والتأكيد بقوله {{متن قرآن|تَطْهِيرًا}} .. وفي هذه الآية دلالة على عصمتهم وأنَّ غيرهم ليس بمعصوم.
 
فتكون الإمامة في علي{{ع}}: لأنه ادَّعاها في عدة من أقواله كقوله{{ع}}: {{متن حدیث| وَ اَللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا اِبْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ اَلْقُطْبِ مِنَ اَلرَّحَى}}. وقد ثبت نفي الرجس عنه فيكون صادقاً، ويكون هو الإمام بلا شك.
 
إذاً:
#أداة الحصر (إنما) تفيد بأنَّ هذه الجملة تنحصر بهؤلاء ولا تشمل غيرهم.
#إن الله تبارك وتعالى تعلقت إرادتهُ التكوينية بأنْ يختص هؤلاء فقط بشيء من إذهاب الرجس بحيث لا تقترب منهم المعصية والآثام وهؤلاء يتبوؤون دور الهداية.
 
والرجس عبارة عن كل شيء فيه الدنس والإثم، فإنَّ أهل البيت{{عم}} ومنهم علي{{ع}} مشمولين بإذهاب الرجس الذي لا يتخلف لأنَّ الإرادة التكوينية لا تتخلف أبداً. والأحاديث التي تدل على أنَّ هذه الآية نزلت في أهل بيت الرسول.
 
وهنا لابد من التركيز على النقاط التالية:
#مفاد كلمة (إنما) هي للحصر.
#الإرادة هل أنها إرادة تكوينية أم تشريعية.
#معنى ذهاب الرجس ومعنى الرجس.
#من هم أهل البيت حتى يكون علي{{ع}} منهم؟
#لماذا لا يمكن الاستدلال بهذه الآية على نساء النبي{{صل}} ؟
 
فقد روى أبو عبيدة محمد بن عمران المرزباني، عن أبي الحمراء قال: خدمتُ النبي{{صل}} نحوا من تسعة أشهر أو عشرة أشهر عند كل فجر لا يخرج من بيته إلا ويأخذ بعضادتي عليٍّ فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فتقول فاطمة وعلي والحسن والحسين{{عم}}: وعليك السلام يا نبي الله ورحمة الله وبركاته. ثم يقول: الصلاة رحمكم الله - {{متن قرآن|إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} - ثم ينصرف إلى مصلاه.
 
وروى الطبري بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله{{صل}} {{متن حدیث| نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي خَمْسَةٍ فِيَّ وَ فِي عَلِيٍّ وَ فِي حَسَنٍ وَ حُسَيْنٍ وَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ {{متن قرآن|إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }}}}<ref>تفسير الطبري ج۲۲ ص۶.</ref>
 
وروي الحاكم الحسكاني بإسناده عن صفية بنت شيبة قالت: {{متن عربی|"قالت عائشة خرج النبي غداة وعليه مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله معه ثم جاء الحسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله معه، ثم قال {{متن قرآن|إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }}"}}<ref>شواهد التنزيل، ج۲ ص٣۶.</ref>.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٥٠-٢٥٢.</ref>
 
'''مَنْ هم أهل البيت؟'''
 
إنَّ التطبيق العملي لرسول الله{{صل}} يبين لنا المقصود من أهل البيت ومَنْ هم حيث هناك أحاديث تقول بأنَّ الرسول{{صل}} استمر لمدة ستة أشهر وفي بعضها تسعة أشهر كل يوم يأتي{{صل}} عند باب علي وفاطمة ويدق الباب عليهم فجر كل يوم وفي بعض الروايات عدة مرات في اليوم الواحد ويطرق الباب ويقول: {{متن حدیث|الصلاة .. الصلاة أهل البيت إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً.}} ونجد إنَّ هذا التطبيق العملي المقترن بذكر أسمائهم في الأحاديث.
 
١. التطبيق العملي لرسول الله{{صل}} أنها قالت في بيتي نزلت هذه الآية فأرسل الرسول{{صل}} إلى عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين أجمعين، فقال: {{متن حدیث|اَللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَنَا مِنْ أَهْلِ اَلْبَيْتِ قَالَ إِنَّكِ أهلي خَيْرٌ وَ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي اَللَّهُمَّ أهلِي أَحَقُّ}}.
 
ثم يذكر الحاكم النيسابوري في المستدرك يقول: إنَّ هذا الحديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
 
۲. إنَّ الشرف لم تَدَّعه ولا واحدة من نساء النبي{{صل}} أبداً.
 
۳. النظرة الاستقرائية في الآيات السابقة ومسألة تذكير الضمائر وتأنيث الضمائر. فحينما يكون المخاطب النساء فقط فلا يكون الخطاب إلا بضمير الجمع المؤنث السالم، ثم تأتي آية التطهير في الوسط، مع تذكير الضمير.
 
ومن الواضح جداً إنَّ المشمولين بهذه الآية لا يمكن أنْ يكونوا أنفسهم الذين ذكروا في ما لا يقل عن عشرين ضميرٍ من الضمائر المؤنثة. وأول مَنْ قال بأنَّ آية التطهير نزلت في نساء النبي{{صل}} هو عكرمة الذي كان خادماً لابن عباس وكان كثير الكذب والدجل والتزوير على ابن عباس.
 
إذاً فعليٌّ{{ع}} كان ممن شملته آية التطهير، والتطهير يبين أنَّ الله تبارك وتعالى أراد إرادة تكوينية قطعية لا تتخلف في إذهاب الرجس والمعصية والذنب وكل ألوان الخطأ عن هؤلاء الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسنين{{عم}}.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٥٢-٢٥٣.</ref>
 
====آية الأذن الواعية====
قال تعالى: {{متن قرآن|لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}}<ref>الحاقة: ۱۲.</ref>، روي ابن المغازي في كتابة مناقب علي بن أبي طالب<ref>ص ۲۶۵.</ref> بإسناد عن حوشب عن مكحول يقول لما نزلت وتعيها أُذن واعية، قال النبي: {{متن حدیث| اَللَّهُمَّ اِجْعَلْهَا أُذُنَ عَلِيٍّ. ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: فَمَا سَمِعْتُ شَيْئاً مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَنَسِيتُهُ}}.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٥٣.</ref>
 
====آية الإطعام====
قال تعالى: {{متن قرآن|وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}} <ref>الإنسان: ۸.</ref>، روى ابن المغازي أيضاً في مناقب علي ابن بي طالب{{ع}}<ref>مناقب علي ابن بي طالب، ص ۲۷۲.</ref> بإسناده عن طاووس في هذه الآية، نزلت في علي بن ابي طالب{{ع}} وذلك أنهم صاموا وفاطمة وخادمتهم فلما كان عند الإفطار وكانت عندهم ثلاثة أرغفة، قال فجلسوا ليأكلوا فأتاهم سائل فقال أطعموني فإني مسكين فقام علىٌّ فأعطاه رغيفه. ثم جاء سائل فقال أطعموا اليتيم فأعطته فاطمة الرغيف. ثم جاء سائل فقال أطعموا الأسير فقامت الخادمة فأعطته الرغيف. وباتوا ليلتهم طاوين، فشكر الله فيهم هذه الآيات.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٥٤.</ref>
 
====آية طاعة أولي الأمر====
قال تعالى: {{متن قرآن|ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ }} <ref>النساء: ٥٩.</ref> روي الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل<ref>شواهد التنزيل، ج ۱.</ref> بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي عن علي{{ع}} قال رسول الله{{صل}} شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي (الاقتران في الطاعة) وأنزل فيهم: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي... قلت يا نبيَّ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قالَ أنتَ أَوَّلُهم.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٥٤.</ref>
 
====الآيات التي نزلت في علي{{ع}}====
وهناك آيات أخرى قد ذكر المفسرون أنها نزلت في علي بن أبي طالب{{ع}} يمكن ذكرها إجمالاً لنكون على بينة منها:
 
قال تعالى: {{متن قرآن|فَمَنْ حَاجَكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وأَبْنَاءَكُمْ ونِسَاءَنَا ونِسَاءَكُمْ وأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعَنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَذِبِينَ}} <ref>آل‌عمران: ٦١.</ref>، أشار العلامة الحلي ق في "منهاج الكرامة" إلى مسألة "النفس" وقال: وأنفسنا أشارة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهذه الآية أدل دليل على ثبوت الإمامة لعلي{{ع}} لأنه قد جعله نفس الرسول{{صل}} والاتحاد بمعنى أنْ يكون الاثنان واحد محال، فيبقى المراد هو التساوي، والتساوي يكون في كل شيء فللرسول الولاية العامة وهكذا لمساويه. وأيضاً لو كان غير هؤلاء مساوياً لهم أو أفضل منهم في استجابة الدعاء لأمر الله تعالى رسوله بأخذهم معه إلى الملاعنة والمباهلة لأنه في موضع الحاجة، وإذا كانوا هم الأفضل تعينت الإمامة فيهم.
 
قال تعالى: {{متن قرآن|الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّيْلِ والنَّهَارِ سِرًا وعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ولَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولَا هُمْ يَحْزَنُونَ}} <ref>البقرة: ٢٧٤.</ref>، اتفق المفسرون على أنَّ هذه الآية نزلت في علي{{ع}} حيث يروي الكنجي الشافعي بإسناده عن ابن عباس، قال نزلت في علي بن أبي طالب وكان عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحداً وبالنهار واحداً وفي السر واحداً وفي العلانية واحداً!
 
قال تعالى: {{متن قرآن|أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيْنَةٍ مِّن رَّبِّهِ، وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ومِن قَبْلِهِ كِتَبُ مُوسَى إمَامًا ورَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ، ومَن يَكْفُرْ بِهِ، مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيهٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}} <ref>هود: ۱۷.</ref>، في الآية يمكن ملاحظة ما يلي:
#تبين الآية إنَّ الذي يكون على بينةٍ من ربه ولا يخفى عليه شيء من أوامر الله تبارك وتعالى، ولا يخفى عليه شيء من الشريعة وحقائق الغيب والشهادة هو الرسول{{صل}}.
#ويتلوه ... الذي يتلوه هو الذي يأتي بعد الشيء مباشرة بلا فاصل.
#شاهد منه .. فيتبين أنه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك.
 
من خلال ما تقدم يتبين أنَّ علياً{{ع}} من رسول الله{{صل}} وهو شاهد منه.
 
ومن الآيات المباركة كذلك:
 
قال تعالى: {{متن قرآن|إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}} <ref>الرعد: ۷.</ref>، روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين<ref>ج ۳، ص۳۲۹.</ref> عن عليٍّ{{ع}} قال: {{متن حدیث|رَسُولُ اَللَّهِ اَلْمُنْذِرُ وَ أَنَا اَلْهَادِي}} ويعلق النيسابوري على هذا الحديث بقوله: هذا الحديث صحيح الإسناد.
 
وروى الطبري في تفسيره إنما أنت منذر لكل قوم هاد، وضع{{صل}} يده على صدره فقال أنا المنذر ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ فقال: أنت الهادي، يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي.
 
قال تعالى: {{متن قرآن|وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}} <ref>الشعراء: ٢١٤.</ref>، حيث جمع رسول الله{{صل}} بني عبدالمطلب وهم يومئذ أربعون رجلاً، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس فأمر بِرِجُلِ شاة وقال: {{متن حدیث| اُدْنُوا بِسْمِ اَللَّهِ فَدَنَا اَلْقَوْمُ عَشْرَةً عَشْرَةً فَأَكَلُوا حَتَّى صَدَرُوا ثُمَّ دَعَا بِقَعْبٍ مِنْ لَبَنٍ فَجَرَعَ مِنْهُ جُرْعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُمْ اِشْرَبُوا بِسْمِ اَللَّهِ فَشَرِبُوا حَتَّى رَوُوا فَبَدَرَهُمْ أَبُو لَهَبٍ فَقَالَ هَذَا مَا سَحَرَكُمْ بِهِ اَلرَّجُلُ فَسَكَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْمَئِذٍ وَ لَمْ يَتَكَلَّمْ ثُمَّ دَعَاهُمْ مِنَ اَلْغَدِ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ مِنَ اَلطَّعَامِ وَ اَلشَّرَابِ ثُمَّ أَنْذَرَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ يَا بَنِي عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ إِنِّي أَنَا اَلنَّذِيرُ إِلَيْكُمْ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اَلْبَشِيرُ فَأَسْلِمُوا وَ أَطِيعُونِي تَهْتَدُوا ثُمَّ قَالَ مَنْ يُؤَاخِينِي وَ يُوَازِرُنِي عَلَى هَذَا اَلْأَمْرِ يَكُونُ وَلِيِّي وَ وَصِيِّي مِنْ بَعْدِي وَ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي وَ يَقْضِي دِينِي فَسَكَتَ اَلْقَوْمُ فَأَعَادَهَا ثَلاَثاً كُلَّ ذَلِكَ يَسْكُتُ اَلْقَوْمُ وَ يَقُولُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَا فَقَالَ لَهُ فِي اَلْمَرَّةِ اَلثَّالِثَةِ أَنْتَ هُوَ فَقَامَ اَلْقَوْمُ وَ هُمْ يَقُولُونَ لِأَبِي طَالِبٍ أَطِعْ اِبْنَكَ فَقَدْ أُمِّرَ عَلَيْكَ}}
 
قال تعالى:{{متن قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}} <ref>التوبة: ۱۱۹.</ref>، يذكر الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل<ref>شواهد التنزيل، ج ۱، ص٢۶٠.</ref> بسنده عن ابن عباس: قال مَنْ هم الصادقون: قال: هم علي وأصحابه.
 
وكذلك روي الخوارزمي في المناقب<ref>المناقب، الفصل ۱۷، ص۱۹۸.</ref> بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: {{متن قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}} يقول: هو علي بن أبي طالب خاصة.
 
إننا نرى في قوله تعالى: {{متن قرآن|كُونُوا}} خطاب من الله تبارك الله وتعالى للذين آمنوا، فهذا أمرٌ من الله تبارك وتعالى بالتزام التقوى، والآية صريحة بالأمر، فهو أمرٌ للعباد بأنْ يكونوا مع الصادقين وأنْ يقتدوا بهم.
 
والصادق هو الذي يصدق في أقواله وأفعاله ولا يكذب أبداً ومَنْ كان كذلك فهو المعصوم. لأجل ذلك نجد اعتقاد الإمامية بأنَّ العصمة شرط أساسي في الإمام.
 
قال تعالى: {{متن قرآن|وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}} <ref>النجم: ۱-۲</ref>
 
ففي رواية سد الأبواب ذكر الجويني أو الحمويني في فرائد السمطين<ref>فرائد السمطين، ج۱، ص٢٠۵.</ref> بإسناد عن بريده الأسلمي قال: أمر رسول الله{{صل}} بسد الأبواب فشق ذلك على أصحابه، فلما بغ ذلك الرسول{{صل}} دعا الصلاة جامعة، حتى إذا اجتمعوا وصعد المنبر فخطبهم، لم يسمع الرسول{{صل}} تحميد وتعظيم في خطبة مثل يومئذ، فقال: {{متن حدیث|يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَا أَنَا سَدَدْتَهَا وَ مَا أَنَا فَتَحْتُهَا بَلِ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَدَّهَا ثُمَّ قَرَأَ {{متن قرآن|وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}}}} <ref>النجم: ١-٤.</ref>، فقال رجل: دَغ لي كوة في المسجد، فأبى الرسول وترك باب علي مفتوحاً فكان يدخل ويخرج منه.
 
وفي رواية الكوكب ذكر الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل<ref>شواهد التنزيل، ج۲، ص۲۰۲.</ref> بشأن نزول الكوكب، يقول بإسناده {{متن حدیث|عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اِنْقَضَّ كَوْكَبٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اُنْظُرُوا إِلَى هَذَا اَلْكَوْكَبِ فَمَنِ اِنْقَضَّ فِي دَارِهِ فَهُوَ اَلْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي فَنَظَرُوا فَإِذَا قَدِ اِنْقَضَّ فِي مَنْزِلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى:{متن قرآن|وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}}}}
 
وغير ذلك من الآيات المباركة التي تدل على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{{ع}}.
 
وذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد<ref>تاريخ بغداد، ج ۶، ص٢٢١.</ref> أنه نزلت في عليِّ{{ع}} ٣٠٠ آية.
 
وذكر الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل<ref>شواهد التنزيل، ج ۱، ص٣٩.</ref>ما أُنزل في أحدٍ من كتاب الله ما نزل في عليِّ{{ع}}. وذكر في الجزء نفسه<ref>شواهد التنزيل، ج ۱، ص ۵۴.</ref> لقد أُنزلت في عليِّ{{ع}} الثمانون آية صُفوا في كتاب الله ما يشركه فيها أحدٌ في هذه الأمة.
 
ذكر الكنجي الشافعي في كفاية الطالب<ref>كفاية الطالب، ص ١۴٠.</ref> ما نزلت آية {{متن قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}} إلا وعليٌّ رأسها وأميرها وشريفها.
 
في ترجمة الإمام علي{{ع}} من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر<ref>تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، ج۲، ص۲۲۸.</ref> رواية عن ابن عباس قال: ما نزل في القرآن {{متن قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}} إلا وعليٌّ على رأسها وأميرها وشريفها. وما أحد من أصحاب الله إلا وقد عاتبه الله في القرآن ما خلا علي ابن أبي طالب فإنه لم يعاتبه في شيء منه.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٥٥-٢٥٩.</ref>
 
====سورة براءة====
قصة البراءة قصة معروفة في التأريخ الإسلامي، حيث كان المشركون يعيثون في المسجد الحرام وأطراف الكعبة الفساد. ويفعلون ما يريدون من دون وجود ضوابط تردعهم عن ذلك، وبهذه المناسبة كان الموقف الحاسم من قبل الله تبارك وتعالى تجاه المشركين والبراءة القطعية من أعمالهم حتى ينتهي ذلك الموقف منهم، لذلك بعث النبي{{صل}} آيات براءة لتتلى على المشركين بيد أبي بكر، وما كان من أبي بكر وهو في منتصف الطريق إلا وجاءت تعليمات جديدة تقضي بأنْ يتولى عليٌّ{{ع}} تبليغ هذه البراءة للمشركين وليس أبوبكر، ونجد في النصوص التأكيد كان من قبل الله تبارك وتعالى لرسوله{{صل}} أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.
 
وفي ذلك يروي السيوطي في الدار المنثور ج۳، ص۲ و۹، عن علي{{ع}} يقول: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي طلب من أبي بكر أنْ يقرأها عل أهل مكة، ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر وحيثما لقيته فخذ الكتاب منه. ورجع أبوبكر فقال لرسول الله، نزل فِيَّ شيء قال لا ولكن جبرائيل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.
 
أخيراً إنَّ كثيراً من الصحابة منهم ابن عباس، وعمار بن ياسر، وجابر ابن عبد الله الأنصاري، وأبو رافع، وأنس بن مالك، وعبد الله بن سلام، وأبو سعيد الخدري كل هؤلاء الصحابة رووا نزول هذه الآيات في علي{{ع}} واختصاص عليٍّ بهذه الفضائل بحيث لم يشركه أحد فيها.
 
وقد روي عن النبي{{صل}} في فضائل علي{{ع}} قوله: {{متن حدیث|يَا عَلِيُّ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مَدَداً وكَانَتْ أَوْرَاقُ الشَّجَرِ أوراقاً وَكانَتِ الْأَغْصَانُ أَقْلاماً وكَانَتِ الْمَلائِكَةُ كُتَّاباً مَا أَحْصَوْا فَضَائِلَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ}}.
 
والروايات التي وردت عن النبي{{صل}} في إمامة أهل البيت{{صل}} كثيرة إضافة لما تقدم من الآيات المباركة.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٥٩-٢٦٠.</ref>


===ثانياً: السنة الشريفة===
===ثانياً: السنة الشريفة===
وأما السنة الشريفة فقد تضمنت عدداً من الروايات المباركة التي تدل على الإمامة نذكر منها:
وأما السنة الشريفة فقد تضمنت عدداً من الروايات المباركة التي تدل على الإمامة نذكر منها:


====حديث الثقلين====
====[[حديث الثقلين]]====
قال رسول الله{{صل}}: {{متن حدیث|إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اَللَّهِ وَعِتْرَتِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعدي أَبَداً وَإِنَّ اَللَّطِيفَ الخَبيرَ قَد أنْبَأَني أنّهمَا لَنْ يَفْتَرِقا حتّى يرِدا علَيَّ اَلحَوض}}.
 
وهذا الحديث متواتر قطعي الصدور لا مجال للمناقشة في سنده، وهو متواتر جيلاً بعد جيل.
 
أما من حيث الدلالة:
 
'''النقطة الأولى:''' قوله: {{متن حدیث|إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ}} فالبحث الأساسي إنما يركِّز على الخلافة. وإذا ربطنا هذه الخلافة بخلافة من نوع آخر في قوله تعالى: {{متن قرآن|إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}} أي مَنْ يمثل إرادة الله تعالى في الأرض، وهذا التمثيل كان عن طريق الأنبياء{{عم}} وحينما يصدر من الرسول{{صل}} إني مخلف فيكم، تصدر عن وعي بأنه مفارق الحياة الدنيا، وأنه حين مفارقته للحياة الدنيا لابد أنْ يترك حجة ومستمسكاً بحيث لو تمسك بهِ أبناء الأمة لن يضلوا بعده. إذاً {{متن حدیث|إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ}} تركز على نقطتين أساسيتين:
#إِنَّ النبي{{صل}} راحل عن الدنيا كما يرحل أي شخص آخر.
#ما دام هو يرحل وما دامت الرسالة الإسلامية هي الرسالة الخاتمة حينئذ يكون الرسول{{صل}} مُكَلَّفا من قبل الله تبارك وتعالى بأنْ يترك في الأمة مَنْ يكون مناراً دائماً للهدى الذي أشار إليه من عدم الضلالة.
 
'''النقطة الثانية:''' إنَّ النبي{{صل}} يطلب من أمته أنْ يتمسكوا بأمرين متوازيين يكمل أحدهما الآخر فيجب التمسك بهما معاً دون التمسك بأحدهما وترك الآخر.
 
'''النقطة الثالثة:''' قوله: {{متن حدیث| وَإِنَّ اَللَّطِيفَ الخَبيرَ قَد أنْبَأَني أنّهمَا لَنْ يَفْتَرِقا حتّى يرِدا علَيَّ اَلحَوض}} أي إنه لا يمكن الاحتجاج بالقرآن وحده من دون العترة الطاهرة، والسبب في ذلك هو ما أجمع عليه المؤرخون والمفسرون أنَّ ابن عباس قد روي عن علي{{ع}} أنه قال: {{متن حدیث|واللّهِ مَا نزلَت آية بِلَيْلٍ أو نَهَارٍ أوْ سَهْلٍ أوْ جَبَلٍ أوْ سَفَرٍ أوْ حَضَرٍ إِلاَّ وأنَا أَعْلَمُ فِيمَ نَزَلَتْ}}
 
إذن علي{{ع}} كان مع القرآن والقرآن معه، وكان يعلم فيم نزلت كل آية وهذا العلم نُقل منه إلى أولاده الأئمة الطاهرين{{ع}} من بعده.
 
ولقد ذكر الإمام علي{{ع}} في خطبة له قوله: {{متن حدیث|وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اِتِّبَاعَ اَلْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ ...وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ اَلشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ اَلْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذِهِ قَالَ رَنَّةُ اَلشَّيْطَانِ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى إِلاَّ أَنَّكَ لَسْتُ بِنَبِيٍّ}}.
 
فقد لازم علي{{ع}} الرسالة منذ اللحظات الأولى وبقي معاصراً لها ومرافقاً للرسول{{صل}} في كل مناسبة، وقد تربى تربيته ثم فاضت روح رسول الله إلى الملأ الأ على ورأسه في صدره.
 
وأما إذا رويت الرواية بالشكل الآتي كما يريد أنْ يرويها بعض: {{عربی|"إني مخلف فيكم كتاب الله وسنتي"}} فإذا كان نص الحديث هكذا فنقول: إنَّ رسول الله{{صل}} خلف في الأمة أمرين عظيمين هما الكتاب والسنة ولا نشك بأنَّ سنة الرسول{{صل}} حجة وهي من مصادر التشريع، ولكن هذه السنة نؤمن بأنها معتبرة حينما تصلنا عن طريق العترة، والطريق الذي عاصر الرسول{{صل}} منذ اللحظة الأولى من لحظات الوحي هو علي{{ع}} لا الذي عاشر الرسول لسنة أو سنتين.
 
فإذا كان الحديث كما يقولون هو {{عربی|"كتاب الله وسنتي"}} فهذه السنة لا يؤمن عليها إلا علي{{ع}} أما سند هذه الرواية: نجد إنَّ أول كتاب يذكر هذا الحديث هو كتاب الموطأ للإمام "مالك بن أنس" وقد ألفه بأمر من أبي جعفر المنصور في حدود سنة (١۵٠ه) والفاصل الزمني بين هذا الكتاب وبين الرسول{{صل}} هو حوالي سنة (١۵٠ه أو ١۴٠ه)، ويقول المؤلف: بلغني إنَّ رسول الله{{صل}} قال إني مخلف ...
 
إذاً هذا الحديث لا سند له ولا اعتبار له لأنه حديث مرفوع، والمرفوع لااعتبار له في مقابل حديث المسند المتواتر الذي ذكرت فيه سلسلة الرواة واحدٌ بعد الآخر بشكل مضبوط ودقيق، وعليه لا يمكن الاعتماد على هذا الحديث.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٦٠-٢٦٣.</ref>
 
====حديث المنزلة====
قال رسول الله{{صل}}: {{متن حدیث| يَا عَلِيُّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى }} أو {{متن حدیث| أَ مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي}}.
 
المنزلة المذكورة في كلا الحديثين واضحة وتتعلق بمواطن عديدة منها غزوة تبوك حيث خرج رسول الله{{صل}} من المدينة لقتال المشركين وترك علياً{{ع}} مع النساء والصبيان، فالمنافقون لما اطَّلعوا على خروج الرسول{{صل}} وتخلف علي{{ع}} في المدينة المنورة، بدؤوا يشيعون كلاماً وأحاديث وإنَّ رسول الله{{صل}} لم يسمح لعلي{{ع}} بالاشتراك في هذه الغزوة أو في هذه الحرب المقدسة، وانتشر الخبر في كل المدينة المنورة إلى درجة أنْ صار كل شخصين يتقابلان يتحدثان، يسأل أحدهما الآخر عن هذا الخبر وأن رسول الله{{صل}} غادر المدينة وترك الإمام علي{{ع}} مع النساء والصبيان في المدينة المنورة ... فهذا الجو أحدث شيئاً من الحرج لعواطف علي{{ع}} ولذلك دمعت عيناه وقابل رسول الله{{صل}} بهذه العبارة قال: أَتخَلِّفني مع النساء والصبيان؟
 
فجاء جواب الرسول{{صل}} :{{متن حدیث| يَا عَلِيُّ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي  ...  إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلاَّ وَ أَنْتَ خَلِيفَتِي}}.
 
بهذا المضمون روي عن الرسول{{صل}} بشكل متواتر ذكره المحدث السيد هاشم البحراني في كتابه "غاية المرام وحجة الخصام" ص١٢۶-١٠٩. ذكره بمائة سند من المصادر المختلفة.
 
من خلال ما تقدم نركز على:
 
أولاً: قوله {{متن حدیث|إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي}} لماذا ذكر الرسول{{صل}} هذه الجملة؟
 
إذن فكل المناصب والمزايا التي كانت لهارون{{ع}} موجودة لعلي{{ع}} إلا مسألة النبوة. فالمناصب التي كانت لهارون{{ع}} واضحة من خلال قوله تعالى: {{متن قرآن|وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي}} <ref>طه: ۲۹.</ref>
 
ثانياً: مشاركته في الرسالة، ويدل عليه قوله تعالى على لسان موسى{{ع}}: {{متن قرآن|وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}} <ref>طه: ۳۲</ref>، فالأمر هو أمر الرسالة والتبليغ.
 
ثالثاً: الدعم والتأييد، ويدل عليه قوله تعالى: {{متن قرآن|اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي}} <ref>طه: ۳۱.</ref> وقد جاء الجواب من الله تبارك وتعالى: {{متن قرآن|قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}} <ref>طه: ٣٦.</ref>
 
رابعاً: الخلافة، ويدل عليه قوله تعالى: {{متن قرآن|وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}} <ref>الأعراف: ١٤٢.</ref>، فهذه المناصب كلها باستثناء النبوة موجودة لعلي{{ع}} فيكون وزيراً ويكون خليفة ويكون أخاً ودعماً وتأييداً لرسول الله{{صل}} وبالفعل فقد قام الإسلام على أموال خديجة وسيف علي{{ع}}.
 
فحديث المنزلة من ناحية السند متواتر قطعي الصدور. ومن ناحية الدلالة فيه من التأكيد الواضح على خلافة الإمام علي{{ع}}.
 
وعلينا أنْ نشير إلى أنَّ هناك مقامات ثلاثة كانت لعلي{{ع}} كان يتمنى كل مسلم وكل صحابي أنْ تكون له شرف واحدة منها.
 
وتلك المقامات العظيمة هي:
 
۱. قول رسول الله{{صل}} العلي{{ع}}: {{متن حدیث|يَا عَلِيُّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى}}.
 
۲. قول رسول الله{{صل}}: {{متن حدیث|لأَعْطِيَنَّ الرايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ ويُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، كَرارٌ غيرُ فرارٍ، لا يَرْجِعُ حَتى يَفْتَح اللَّهُ على يَدَيْهِ}}.
 
وفي تلك الليلة صار الجميع يتوقعون هذا الفخر العظيم، ولم يحتمل أحد منهم أَنَّ علياً{{ع}} سيفوز بهذا الوسام لأنه كان مريضاً أرمد العين وعندما أصبح الصباح قال رسول الله{{صل}} عَلَيَّ بعليٍّ. قالوا إنه يشتكي عينيه، قال رسول الله: علَيَّ بهِ. فأخذ شيئاً من ماء فمه الطاهر ووضعه على عيني عليٍّ فبرئتا، ثم سلم الراية بيده وقال: اذهب يفتح الله على يديك!
 
٣. إنَّ عليا{{ع}} كان بمنزلة نفس النبي لقوله تعالى في آية المباهلة: {{متن قرآن|وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}}.
 
ومن الروايات الأخرى التي وردت بحق علي{{ع}}:
 
قول رسول الله{{صل}} مخاطباً علياً{{ع}} : {{متن حدیث|يَا عَلِيُّ اَلنَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى وَ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ}}. ثم قرأ رسول الله{{صل}} {{متن قرآن|وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعْ مُتَجَوِرَتٌ وجَنَّتُ مِنْ أَعْنَبٍ وزَرْعُ ونخيلٌ صِنْوَانُ وغَيْرُ صِنْوَانِ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ ونُفَضِلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}} <ref>الرعد: ٤.</ref>، يذكر الحديث الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ويعلق على هذا الحديث بأنه حديث صحيح الإسناد.
 
قول رسول الله{{صل}} مخاطباً علياً{{ع}}: {{متن حدیث|خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ نُورِ اللَّهِ عَلَى يَمِينِ الْعَرْشِ، نُسَبِّحُ اللَّهِ ونقدسُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ عزوجل آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ}}.
 
يذكر الجويني هذا الحديث في فرائد السمطين. والكنجي الشافعي في كفاية الطالب والخوارزمي في المناقب و....
 
قول رسول الله{{صل}} مخاطباً علياً{{ع}}: {{متن حدیث| يَا عَلِيُّ إِنَّكَ قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَّكَ تَنْفِرَ بَابِ الْجَنَّةِ فتدخلها بِغَيْرِ حِسابٍ، أَوْ بِلَا حِسَابٍ}}.
 
يذكر هذا الحديث الخوارزمي في المناقب وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق والقندوزي في ينابيع المودة.
 
قول رسول الله{{صل}} مخاطباً علياً{{ع}} كما في حديث أم سلمة: {{متن حدیث|عَلَيَّ مَعَ الْقُرْآنِ‏، وَ الْقُرْآنِ مَعَ عَلَيَّ، لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ}}.
 
نلاحظ إنَّ القرآن الصامت يضم إليه القرآن الناطق وهو علي{{ع}} الذي كان خبيراً بكل آية نزلت من القرآن، وهذه الفضيلة تؤكد عصمة علي{{ع}} كما أنَّ القرآن معصوم من الخطأ والزلل.
 
ذكر هذا الحديث الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين وذكره الشبلنجي في نور الأبصار والمتقي الهندي في كنز العمال وصاحب ينابيع المودة وصاحب الصواعق المحرقة ومجمع الزوائد.
 
قول رسول الله{{صل}} مخاطباً علياً{{ع}} كما في حديث أبي ذر الغفاري: ترد عليَّ الحوض راية أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجه أصحابه وأقول ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: تتبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه. فأقول: ردوا رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمأون بعدها أبداً.
 
والحوض كناية عن رضا الله تعالى وكناية عن الفوز بالجنة.
 
ويعلق الكنجي الشافعي على هذا الحديث في كفاية الطالب ويقول: في هذا الخبر بشارة وإنذار من النبي{{صل}}. أما البشارة وإنذار فلمن كفر بالله ورسوله وأبغض أهل بيته وقال ما لا يليق بهم.
 
قول رسول الله{{صل}} مخاطباً علياً{{ع}} كما عن أنس: {{متن حدیث| إِنَّ اللَّهَ رَبُّ الْعَالَمِينَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْداً فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِي : إِنَّهُ رَايَةِ الْهُدَى وَ مَنَارُ الْإِيمَانِ وَ إِمَامُ أَوْلِيَائِي وَ نُورُ جَمِيعِ مَنْ أَطَاعَنِي وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِينِي غَداً فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ صَاحِبُ رايتي غَداً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ الْأَمِينُ عَلى مَفَاتِيحُ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي}}.
 
قول رسول الله{{صل}} مخاطباً علياً{{ع}} كما يرويه الخوارزمي في المناقب عن النبي{{صل}} {{متن حدیث| أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَشُقُّ عَنْهُ الْأَرْضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مَعِي ، وَ مَعَنَا لِوَاءُ الْحَمْدُ وَ هُوَ بِيَدِكَ تُسَيَّرُ بِهِ أَمَامِي تَسْبِقُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ!}}
 
ومن المزايا التي انفرد بها الإمام علي{{ع}} من دون سائر الخلق ولم يشركه أحد في هذه الميزة التي انفرد بها هي: أنَّ علياً كان وليد الكعبة! يقول الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين في الجزء الثالث: تواترت الأخبار أنَّ فاطمة بن أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) في جوف الكعبة الشريفة! فيقول محمد الآلوسي: وأحرى بإمام الأمة وأحرى بإمام الأئمة أنْ يكون وضعه (ولادته) في ما هو قبلة المؤمنين.
 
ومن مزاياه الأخرى أنه{{ع}} صعد على منكب رسول الله{{صل}} لتحطيم الأصنام وتطهير الكعبة المشرفة. وهذا مشهور عند علماء الفريقين، ذكره أحمد بن حنبل في المسند والنسائي في الخصائص ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى والرياض النضرة و..
 
ومن مناقبه الأخرى قول الرسول{{صل}} لعلي{{ع}}: {{متن حدیث|أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها فمَنْ أراد مدينة العلم فليأت الباب}}. وهذا حديث آخر متواتر صحيح رواه عدد من الصحابة وذكر في المستدرك على الصحيحين وفي المناقب لابن المغازي وفي أسنى المطالب للجزري والصواعق المحرقة وفرائد السمطين. وحديث آخر يرويه أحمد بن حنبل بإسناد عن أبي سعيد الخدري، قال رسول الله{{صل}}: {{متن حدیث|إنَّ منكم مَنْ يقاتل على تأويله (تأويل القرآن) كما قاتلت على تنزيله}}. قال فقام أبو بكر وعمر فقالا: نحن؟! قال{{صل}}: لا ولكن خاصف النعل، وكان علي{{ع}} يخصف نعله.


إضافة إلى كون علي{{ع}} الصديق الأكبر والفاروق الأكبر ونظائر ذلك أيضاً فقد ورد في أحاديث صحيحة ومتواترة.
====[[حديث المنزلة]]====


وغير ذلك من الروايات التي وردت في حقه{{ع}}.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٦٣-٢٦٨.</ref>
== المراجع ==
{{مراجع}}

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٩:٥٧، ٦ فبراير ٢٠٢٣

تمهيد

إنَّ الإمامة واجبة على الله تعالى بالنسبة لعباده وإنها أمر إلهي لا يتعلق تعيينها بأحدٍ من البشر كما يعتقد الإمامية بذلك ولهم أدلة عدة من العقل والنقل في إثبات وتحقيق ذلك، نحاول أنْ نبينها في هذه الصفحات بشيء من الإيجاز لنكون على بينة منها.[١]

الأدلة العقلية

الإمامة واجبة عقلاً على الله تبارك وتعالى أي محال بحكم العقل أنْ ينقض الله تبارك وتعالى غرضه. وإنَّ الله تبارك وتعالى بعث الرسول(ص) لهداية الناس ومعه رسالة وأراد لهذه الرسالة الاستمرار وأنْ تبقى حية لتنقذ البشرية جمعاء من المتاهات، فإذا لم يتكلف سبحانه ببيان استمرارية هذه الرسالة والتي تتم عن طريق الإمامة، فمعنى ذلك أنَّ الله تبارك وتعالى -و العياذ بالله- ناقض لغرضه! ويستحيل بحكم العقل أنْ ينقض غرضه.

وحسب قاعدة اللطف فالله تبارك وتعالى يريد من الناس أنْ يسيروا في طريق الهداية ويتجنبوا طريق الظلال، فيأمرهم بالطاعة ويبعدهم عن المعصية. وإنَّ امتثال الطاعة وترك المعصية إذا كان متوقفاً على وجود إمامٍ يسددهم ويرشدهم إلى الطريق الصحيح فالله تبارك وتعالى لحكمته ولطفه لابد أنْ يعين لهم الإمام ليكمل خطوات النبي، وهذا هو الفارق الأساس بين الإمامية وغيرهم من الطوائف الأخرى.

فالإمامية يقولون بأنَّ الإمامة قاعدة من قواعد اللطف، وأنها منصب إلهي لابد وأنْ يكون الله تبارك وتعالى المتعهد والمتكفل لأمر الإمامة كما تعهد وتكفل أمر الرسالة، فكما أنَّ الرسول لا يعينه الناس ولا يختاره إجماع الأمة فكذلك الإمامة، لأنَّ الله تبارك وتعالى خلق في الإنسان روح التكامل وأودع فيه قابليات للحركة التكاملية والإنسان مستمر في هذه الحركة التكاملية وهناك عوامل تصده، فلابد من وجود فرد متميز جامع لكل المزايا الروحية ومستوعب أعماق الحكم الإلهي ويكون إنساناً مسدداً ربانياً معصوماً اختاره الله ليكون داعية التوحيد ويكون بهذا ذو أهلية للقيادة، وهذا القائد والإنسان الكامل المعصوم هو رائد ركب الإنسانية وواسطة الفيض الرباني وحلقة الوصل بين عالم الغيب وأفراد البشر ليوصلهم إلى الهداية المنشودة للإنسانية فيستحيل بحكم العقل أنْ يحرم الله تبارك وتعالى الإنسان من الهداية التي تتكفل وصوله إلى الغاية. فالألطاف الإلهية اللامتناهية تقتضي أنْ يهدي العبد نحو الوصول إلى الحقائق السامية والكمالات العليا بأطروحة جامعة شاملة تضمن له سعادة الدنيا والآخرة وحينما يُعين له الإمام فإنه قد نَصَّب له الهادي والمرشد ويكون قد أكمل له طريق الهداية.

وإنَّ الأدلة العقلية على وجوب الإمامة عدة نحاول بيان ثلاثة منها:[٢]

أولاً: قاعدة اللطف

الإنسان بناء على فطرته السليمة في حركة لا تتوقف باتجاه الكمال، فهو يقطع الطريق من حيث يشعر أو لا يشعر وبشوقٍ شديدٍ حتى المحطة الأخيرة في حركته، ومن خلال إحساسه بالحاجة الملحة يحاول أنْ يقطع مراحل أكثر في هذا الطريق لكي يتقرب من المدارج العالية، وهذا الطريق التكويني له مراتب مختلفة يربط بينها رباطٌ وثيقٌ عميقٌ، وبما أنَّ الإنسان قد أودعت فيه نوازع الخير وتجليات الجمال فهذه يجب أنْ تظهر من مرحلة القوة إلى مرحلة الفعل لحظة بعد أخرى. وغريزة حب الجمال والتوجه نحو الكمال والتكامل موجودة عند الإنسان بشكل فطري، لكنه قد يُخطئ في التطبيق إضافة إلى وجود عوائق ومثبطات وعوامل كالميول والرغبات والأهواء الغير متزنة تقضي على هذا المعنى، ففي حركته التكاملية يجب أنْ يُقوي ويُنمي من طاقته ومواهبه الروحية والنفسية للتكامل، وفي جانب آخر يحاول أنْ يمنع من الآثار السيئة للغرائز والعوامل السلبية في الشخصية الإنسانية، فهذه الطاقات المخربة دائماً تصده من الوصول إلى الكمال لذلك فهو في كفاحٍ مستمر مع الشيطان ومع الغرائز التي تغويه وترديه، وإلى جانب ذلك نجد إنساناً كاملاً بلغ الرتبة النهائية في الكمال ويأتي ليأخذ بأيدي المجموعة البشرية وليكون حجة الله الظاهرية، بعد أنْ أودع الله تبارك وتعالى في الباطن حجة باطنية تتعاون الحجتان الظاهرية والباطنية لتدعم الحركة التكاملية للإنسان.

إذاً فالإمامةُ لطفُ، واللطفُ عبارةٌ عن كل ما يُقرب العبد من الطاعة ويُبعده عن المعصية، والذي يقود الناس إلى مسيرة التكامل ويمنعهم من الخطأ هو الإمام.

ولتقريب هذا المعنى نورد مناقشة لطيفة تروى عن هشام بن الحكم أحد تلامذة الإمام الكاظم(ع) تبين هذا المعنى، حيث ذهب هشام إلى البصرة ودخل إلى مجلس درس عمرو بن عبيد المعتزلي إمام المعتزلة بالبصرة فيجده يتحدث عن الإمامة وأنَّ الإمامة إنما هي ليست واجبة على الله تبارك وتعالى وإنكار وجوبها العقلي.

- فيقول له هشام: هل لي أنَّ أسألك سؤالاً؟

- فيبدأ هشام يسأله: هل لك عين؟

- قال: ألا تراني أبصر؟

- قال هشام: نعم ولكن أجب على سؤالي.

- قال: نعم.

- قال هشام: هل لك يد؟ وظل يعد له مجموعة من الأعضاء والجوارح ويسأله ماذا يفعل بتلك الجوارح.

- قال هشام: إذا أخطأت هذه الحواس في إدراكها للأشياء فهل هناك عضو ليرفع الخطأ عن هذه الأعضاء؟

- قال: نعم.

- فقال هشام وما هو؟

- قال: القلب.

- قال: إذاً تقول إنَّ الله تبارك وتعالى بلطفه خلقَ عضواً في داخل الإنسان مركزاً للدقة والموازنة يسيطر على الأعضاء والجوارح ترجع إليه الأعضاء إذا أخطأت.

- قال: نعم.

- قال هشام: إذاً كيف خلق الله تعالى في الإنسان عضواً ترجع إليه الأعضاء كلها عندما تخطئ ولم يخلق للأمة شخصاً ترجع إليه أفراد الأمة عندما يخطؤون وهو مصون من الخطأ؟

فكما أنَّ الله تبارك وتعالى في عالم التكوين يخلق عضواً في داخل الجهاز الإنساني وهذا العضو يرشد الأعضاء كلها ويُقَوِّم خطأها، كذلك لابد حسب قاعدة اللطف أنْ يخلق الله للأمة كلها مركزاً واعياً لإدراك الحقيقة حينما يخطئ أفراد البشر يرجعون إليه.

إذاً فالعصمة إنما هي للإمام الذي هو قلب الأمة، وليست الأمة من دون الإمام بمعزل عن الخطأ في القضاء والحكم على سائر الأمور.[٣]

ثانياً: نقض الغرض

إذا كان النبي(ص) يأتي برسالته ويرشد الناس ويعظهم ويوجههم نحو الخير لمدة ثلاث وعشرين سنة ثم يتوفى ويترك الأمة بلا راعٍ ولا مصير معين، فإنَّ هذا نقضٌ للغرضِ الذي بُعث له، ويستحيل على الحكيم أنْ ينقضَ غرضه، لأنَّ هذا العلاج علاج مؤقت، فمَنْ يضمن المسيرة الصحيحة للأمة بعد وفاة الرسول(ص) إذا لم يعين خليفة وإماماً يتصدى لذلك فلا يمكن أنْ يترك كل شيء للناس فيختارون ما يشاؤون وهو يعلم أنَّ هذه الأمور تؤدي إلى التفرقة والخلافات ولا تعود على الأمة الإسلامية بخير، فكيف إذاً وهو يعلم أنَّ هذه الأخطار ستواجههم؟

فإذا فعل ذلك فهو قد نقضُ الغرض، والحكيم لا ينقض غرضه.

فالطريقة التي اتخذها رسول الله(ص) من أول لحظة كانت تشير إلى مراعاة هذا الأمر العظيم وحديث يوم الدار أكبر دليل على أنَّ النبي(ص) قرر مقام الوصي والخليفة والإمام الذي يكون من بعده.

الإمامة منصب الهي:

إنَّ الإمام لابد أنْ يكون مستجمعاٌ لصفات الفضيلة والعلم، وأنْ يكون أعلم أهل زمانه لأنه المرشد والقدوة، وإنَّ الله تبارك وتعالى هو مَنْ له القدرة على معرفة الكمال والعصمة والهداية والمزايا الموجودة في باطن الإنسان ليكون أهلا لتقبل المسؤولية في الإمامة والقيادة حيث هو الخالق الذي جَبَلَ النفوس وعرف دخائلها، وهو الوحيد الذي يحيط بضمائر الناس ويعرف من يصلح لهذا المنصب من غيره.[٤]

ثالثاً: طريقة العقلاء

إنَّ طريقة كل العقلاء في الخلافة هو تعيين وصي وخليفة ونائب حينما يغيبون عن كل شيء هو في مسؤوليتهم وهذا في أدنى الأمور فكيف بأعظمها، والرسول(ص) الذي يتبعه كل العقلاء لم يسافر مرة إلا وعين مَنْ ينوبه ويتولى الشؤون في غيابه، وكذلك غيره(ص) حيث نلاحظ أنَّ أبا بكر لما توفى أوصى بالخلافة لعمر بن الخطاب ليكون خليفته على الأمة ويتولى شؤونها. فهل هذا يعني أنَّ أبا بكر كان أكثر حرصاً على مستقبل الأمة الإسلامية من الرسول(ص)!!

فهل يمكن القول أنَّ أبا بكر يعرف هذه الحقيقة وأنه لا يمكن أنْ تُترك الأمة سُدىً فيعيِّن وينص على الخليفة الذي بعده، ولكن رسول الله(ص) يجهل أهمية هذه المسألة وخطورتها بالنسبة لمستقبل المسلمين، حاشا رسول الله(ص) من الجهل والإغفال والعياذ بالله.

إذاً فالإمامة واجبة عقلاً على الله تبارك وتعالى.[٥]

الأدلة النقلية

وأما الأدلة النقلية على وجوب الإمامة فهي متعددة كذلك من خلال الآيات المباركة في القرآن الكريم وكذا السنة الشريفة التي أكدت على ذلك في مواطن متعددة.

أولاً: القرآن الكريم

والآيات المباركة التي يمكن الاستدلال بها على وجوب الإمامة وأنَّ الله تعالى قد أكد على ذلك وبينه فهي كثيرة، منها:

آية إكمال الدين

آية الولاية

آية التطهير

آية الأذن الواعية

آية الإطعام

آية طاعة أولي الأمر

الآيات التي نزلت في علي(ع)

سورة براءة

ثانياً: السنة الشريفة

وأما السنة الشريفة فقد تضمنت عدداً من الروايات المباركة التي تدل على الإمامة نذكر منها:

حديث الثقلين

حديث المنزلة

المراجع