الرؤيا ووجود الروح

من إمامةبيديا
مراجعة ٢٠:٣٠، ١٩ مارس ٢٠٢٣ بواسطة Hosein (نقاش | مساهمات) (استبدال النص - '{{متن قرآن' ب'{{نص قرآني')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

تمهيد

ويمكن أنْ نثبت وجود الروح عن طريق الرؤيا التي يشترك في موضوعها كل البشر، فإنها وإنْ كانت تختلف في النوع من إنسانٍ لآخرٍ ولكنها في الحقيقة والمبدأ لاتختلف فهي اتصال بعالمٍ آخرٍ غير البدن.

ونحاول أنْ نستعرض فيما يلي أنواع الرؤيا:

  1. الرؤيا صادقة.
  2. الرؤيا تحتاج إلى تأويل.
  3. أضغاث الأحلام.

وبغض النظر عن هذه الأنواع الثلاثة، سواء كانت رؤيا صادقة أو تحتاج إلى تأويل أو أضغاث أحلام، كل هذه الأحلام تفتح لنا نافذة على عالم أرحب من عالم المادة، إنما هو عالم الروح ومن خلال ذلك نثبت أنَّ الوجود ليس منحصراً في المادة، وأنَّ الروح لها دورها القوي في أعمال هذه الاتصالات، وهذه آية من آيات الله تعالى في الخلق، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [١]، ففي هذه الآية إشارة إلى انتقال الإنسان في عالم الرؤيا إلى عالم أرحب وأوسع، والطرق التي تنفتح منها نافذة على عالم غير متناهٍ. وقد ورد في الحديث عن النبي(ص): «اَلرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ مِنْهَا تَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيطانِ لِيَحزُنَ بِهَا ابْنُ آدَمَ وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَراهُ فِي مَنَامِهِ ومِنْهَا جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ».

ومن الأمثلة على أنواع الرؤيا:

  1. الرؤيا الصريحة: مثل الرؤيا التي رآها إبراهيم(ع) كما قال تعالى: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى [٢]، فقال إسماعيل(ع) في جواب ذلك: قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ[٣]، وكان صريحاً في ذلك، يعني الصورة التي رآها في المنام هي نفسها الصورة التي كان القرار أنْ تطبق في الخارج، إلا أنَّ الله تبارك وتعالى فدى إسماعيل من الذبح: وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [٤]
  2. الرؤيا التي تحتاج إلى تفسير: مثل رؤيا يوسف(ع) حيث قال تعالى: إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [٥]، والشمس والقمر هما أبواه(ع) والكواكب إخوانه.
  3. أضغاث الأحلام: وهى عبارة عن أمور مشوشة مضطربة وهذه الأمور المضطربة لاتكون صريحة ولاتكون من النوع الثاني وإنما قد يرى انعكاساً لما رآه في عالم اليقظة.

وهذه الأنواع الثلاثة قد يكون كل إنسانٍ مَرَّ بها فعلينا أنْ نتفكر في ذلك لنكون على بينة من العالم الآخر الذي يحيط بنا دون الإغراق في العالم المادي للجسد فقط.[٦]

المراجع

  1. الروم: ٢٣.
  2. الصافات: ۱۰۲.
  3. الصافات: ۱۰۲.
  4. الصافات: ۱۰۷.
  5. يوسف: ٤.
  6. ميلاني، سيد فاضل، العقائد الإسلامية، ص ٢٩٧-٢٩٨.