السنة الشريفة وتجرد الروح

تمهيد

الأول: بعد غزوة بدر الكبرى وقف رسول الله(ص) على المشركين من قتلى بدر وحينما جُمعوا وألقي بهم في القليب بأمر منه(ص) وقف على رأسهم يحدثهم فيقول لهم: كنتم جيران سوء لي، أخرجتم نبي الله من بلده وشردتموه ثم تكالبتم واتفقتم على القضاء عليه .. ثم قال: لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فقال عمر: هل تكلم أجساداً ميتة؟ فقال رسول الله: مَهْ! يا ابن الخطاب ما أنتم بأسمع منهم.

الثاني: بعد حرب الجمل وقف الإمام علي(ع) على جسد كعب بن سورة وطلحة.. ثم خاطبهم بنفس الخطاب الذي خاطب به رسول الله قتلى بدر: لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، فهل وجدتما ما وعدكما ربكما حقاً؟

فاعترض عليه من كان بجوار الإمام(ع) وكان الجواب منه: فوالله لقد سمع أهل القليب كلام رسول الله(ص).

الثالث: حينما توفيت فاطمة بنت أسد كَفَّنها الله(ص) بثوبه وصلى عليها ودخل قبرها وتمدد بجوارها بعد أنْ ألحدها، قَرَّبَ فَمَهُ الشريف من أذنها وانكبَّ عليها طويلاً يناجيها ويقول لها: ابْنُكِ، ابْنُكِ، ابْنُكِ. ثم خرج وسَوّى عليها. حيث يذكر الشيخ الكليني (رض) في أصول الكافي: حينما خرج رسول الله(ص) من القبر بعد أنْ لحد فاطمة بنت أسد، سُئل عن ذلك وماذا صار يناجيها، وكان جواب الرسول(ص): فإنها سئلت عن ربها فأجابت، وسئلت عن وليها وإمامها فارتجٌ عليها وقلتُ لها: (ابنُكِ، ابنُكِ، ابنُكِ)، إشارة إلى الإمام علي(ع).[١]

المراجع