الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حقيقة الروح»

من إمامةبيديا
لا ملخص تعديل
ط (استبدال النص - '{{متن قرآن' ب'{{نص قرآني')
 
سطر ٢: سطر ٢:
من الواضح حينما ينتهي عمر الإنسان يوارى جسده في الأرض ثم يتلاشى ويندثر فأين العنصر الذي بواسطته يكتسب الإنسان خلوداً؟
من الواضح حينما ينتهي عمر الإنسان يوارى جسده في الأرض ثم يتلاشى ويندثر فأين العنصر الذي بواسطته يكتسب الإنسان خلوداً؟


يُسأل الرسول{{صل}} عن الروح، كما قال تعالى: {{متن قرآن|وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}}<ref>الإسراء: ٨٥.</ref>، في الحقيقة القرآن الكريم لم يرد عدم الإجابة على السؤال عن الروح، ولم يرد أنْ يُبقى الأمر غامضاً، فإلى جانب قوله تعالى: {{متن قرآن|وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}}<ref>الإسراء: ٨٥.</ref>، نجد آية أخرى في القرآن تقول: {{متن قرآن|أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}} <ref>الأعراف: ٥٤</ref>، وتشير هذه الآية إلى أنَّ الله تبارك وتعالى نوعين من الإبداع والإفاضة:
يُسأل الرسول{{صل}} عن الروح، كما قال تعالى: {{نص قرآني|وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}}<ref>الإسراء: ٨٥.</ref>، في الحقيقة القرآن الكريم لم يرد عدم الإجابة على السؤال عن الروح، ولم يرد أنْ يُبقى الأمر غامضاً، فإلى جانب قوله تعالى: {{نص قرآني|وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}}<ref>الإسراء: ٨٥.</ref>، نجد آية أخرى في القرآن تقول: {{نص قرآني|أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}} <ref>الأعراف: ٥٤</ref>، وتشير هذه الآية إلى أنَّ الله تبارك وتعالى نوعين من الإبداع والإفاضة:


#نوع يتعلق بالعوامل الطبيعية وينسجم معها، محدود بفواصل الزمان والمكان، وهذا يعبر عنه القرآن الكريم ب(الخلق) خلقناكم، خلقكم، خلق السموات والأرض و..، فالخلق هنا هو الإفاضة الإلهية والإيجاد المنبعث من الله تبارك وتعالى، ولكن الإيجاد المتصل بالفواصل والأبعاد المادية والزمان والمكان والحركة، وهذا لابد وأنْ يكون تدريجياً ولذلك نجد الفكرة الصحيحة في خلق السموات والأرض في ستة أيام عبارة عن مراحل وفترات، فالله تبارك وتعالى كان بإمكانه -و هو القادر المطلق- أنْ يخلق الكون كله في لحظةٍ واحدةٍ، لكن مزية عالم الخلق أنه مرتبط بمفهوم التدريج وتحكمه القوانين والسنن الطبيعية من قبيل قانون الجاذبية، الحركة، الثرموديناميكيا الحرارية و....
#نوع يتعلق بالعوامل الطبيعية وينسجم معها، محدود بفواصل الزمان والمكان، وهذا يعبر عنه القرآن الكريم ب(الخلق) خلقناكم، خلقكم، خلق السموات والأرض و..، فالخلق هنا هو الإفاضة الإلهية والإيجاد المنبعث من الله تبارك وتعالى، ولكن الإيجاد المتصل بالفواصل والأبعاد المادية والزمان والمكان والحركة، وهذا لابد وأنْ يكون تدريجياً ولذلك نجد الفكرة الصحيحة في خلق السموات والأرض في ستة أيام عبارة عن مراحل وفترات، فالله تبارك وتعالى كان بإمكانه -و هو القادر المطلق- أنْ يخلق الكون كله في لحظةٍ واحدةٍ، لكن مزية عالم الخلق أنه مرتبط بمفهوم التدريج وتحكمه القوانين والسنن الطبيعية من قبيل قانون الجاذبية، الحركة، الثرموديناميكيا الحرارية و....
#النوع الآخر من الإفاضة الإلهية يرتبط بعالم الأمر، فإنه ثابت لا تدريج فيه، والقرآن الكريم يصرح بذلك في قوله تعالى: {{متن قرآن|وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}} <ref>القمر: ٥٠</ref>، إنَّ عالم الأمر الذي هو في مقابل عالم الخلق لا يكون إلا دفعياً، لا يتناسب مع الزمان والمكان، قال تعالى: {{متن قرآن|إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}} <ref>يس: ۸۲</ref>، لذا نجد أنَّ القرآن نفسه يعطي صورة دقيقة جداً عن عالم الخلق وعالم الأمر، فعالم الخلق يرتبط بالعوالم المادية، وعالم الأمر يتعلق بالجوانب الدفعية التي تتصل بالمجرات، أما الشيء الثابت لايتدرج مع المادة ومع العوامل الطبيعية ومع الزمان والمكان، فحينما يسأل الرسول{{صل}} عن الروح يأتي الجواب قاطعاً صريحاً في دلالته: {{متن قرآن|قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}} <ref>الإسراء: ٨٥.</ref>، من عالم الأمر.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٨٥-٢٨٦.</ref>
#النوع الآخر من الإفاضة الإلهية يرتبط بعالم الأمر، فإنه ثابت لا تدريج فيه، والقرآن الكريم يصرح بذلك في قوله تعالى: {{نص قرآني|وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}} <ref>القمر: ٥٠</ref>، إنَّ عالم الأمر الذي هو في مقابل عالم الخلق لا يكون إلا دفعياً، لا يتناسب مع الزمان والمكان، قال تعالى: {{نص قرآني|إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}} <ref>يس: ۸۲</ref>، لذا نجد أنَّ القرآن نفسه يعطي صورة دقيقة جداً عن عالم الخلق وعالم الأمر، فعالم الخلق يرتبط بالعوالم المادية، وعالم الأمر يتعلق بالجوانب الدفعية التي تتصل بالمجرات، أما الشيء الثابت لايتدرج مع المادة ومع العوامل الطبيعية ومع الزمان والمكان، فحينما يسأل الرسول{{صل}} عن الروح يأتي الجواب قاطعاً صريحاً في دلالته: {{نص قرآني|قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}} <ref>الإسراء: ٨٥.</ref>، من عالم الأمر.<ref>[[سيد فاضل ميلاني|ميلاني، سيد فاضل]]، [[العقائد الإسلامية (كتاب)|العقائد الإسلامية]]، ص ٢٨٥-٢٨٦.</ref>


==حقيقة الروح وتجردها==
==حقيقة الروح وتجردها==

المراجعة الحالية بتاريخ ١٩:٢٧، ١٩ مارس ٢٠٢٣

تمهيد

من الواضح حينما ينتهي عمر الإنسان يوارى جسده في الأرض ثم يتلاشى ويندثر فأين العنصر الذي بواسطته يكتسب الإنسان خلوداً؟

يُسأل الرسول(ص) عن الروح، كما قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا[١]، في الحقيقة القرآن الكريم لم يرد عدم الإجابة على السؤال عن الروح، ولم يرد أنْ يُبقى الأمر غامضاً، فإلى جانب قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي[٢]، نجد آية أخرى في القرآن تقول: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [٣]، وتشير هذه الآية إلى أنَّ الله تبارك وتعالى نوعين من الإبداع والإفاضة:

  1. نوع يتعلق بالعوامل الطبيعية وينسجم معها، محدود بفواصل الزمان والمكان، وهذا يعبر عنه القرآن الكريم ب(الخلق) خلقناكم، خلقكم، خلق السموات والأرض و..، فالخلق هنا هو الإفاضة الإلهية والإيجاد المنبعث من الله تبارك وتعالى، ولكن الإيجاد المتصل بالفواصل والأبعاد المادية والزمان والمكان والحركة، وهذا لابد وأنْ يكون تدريجياً ولذلك نجد الفكرة الصحيحة في خلق السموات والأرض في ستة أيام عبارة عن مراحل وفترات، فالله تبارك وتعالى كان بإمكانه -و هو القادر المطلق- أنْ يخلق الكون كله في لحظةٍ واحدةٍ، لكن مزية عالم الخلق أنه مرتبط بمفهوم التدريج وتحكمه القوانين والسنن الطبيعية من قبيل قانون الجاذبية، الحركة، الثرموديناميكيا الحرارية و....
  2. النوع الآخر من الإفاضة الإلهية يرتبط بعالم الأمر، فإنه ثابت لا تدريج فيه، والقرآن الكريم يصرح بذلك في قوله تعالى: وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [٤]، إنَّ عالم الأمر الذي هو في مقابل عالم الخلق لا يكون إلا دفعياً، لا يتناسب مع الزمان والمكان، قال تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [٥]، لذا نجد أنَّ القرآن نفسه يعطي صورة دقيقة جداً عن عالم الخلق وعالم الأمر، فعالم الخلق يرتبط بالعوالم المادية، وعالم الأمر يتعلق بالجوانب الدفعية التي تتصل بالمجرات، أما الشيء الثابت لايتدرج مع المادة ومع العوامل الطبيعية ومع الزمان والمكان، فحينما يسأل الرسول(ص) عن الروح يأتي الجواب قاطعاً صريحاً في دلالته: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [٦]، من عالم الأمر.[٧]

حقيقة الروح وتجردها

يقول الفلاسفة المسلمون هناك مجموعتان من المكنونات للإنسان: المجموعة الأولى تندرج تحتها الأعضاء كالعين والأذان والجلد والشعر و...، المجموعة الثانية يندرج تحتها الفكر، الاستنتاج، الحب والإرادة و...

فنجد هاتين المجموعتين لاتنسجمان مع بعضهما، فكل مجموعة لها خواصها ومزاياها وطابعها الذي تنفرد به، فالمجموعة الأولى من الأعضاء الجسدية نجدها قابلة للتقطيع والقياس والوزن دون الثانية.

إذاً فالإنسان ليس جسماً فقط وإنما هناك عامل روحي فيه، وإنَّ هذا التجرد وهذا العامل الروحي والجانب القوي المملوء بالفاعلية والنشاط يستند إلى عالم أرحب عن طريقه نصل إلى الخلود ونفهم سر المعاد.

ويمكننا أنْ نبين ذلك أيضاً بأنَّ النوع الأول من وجود الإنسان هو من الناحية الجسدية له سعة واستيعاب معين، لكن الروح حيث لا يمكن القبض عليها ولاحصرها ولاتقطيعها ولاتشريحها ولايمكن وزنها، لكن من الممكن أنْ يُحَمِّلَها الشخص ملايين الأشياء ومع ذلك توجد فيها قدرة على الاستيعاب.

فهذا العنصر الذي لا يخضع لمقياس ولايقسَّم ولو أنه تم تقسيمه فالأهم من ذلك كله أنَّ في انقسام الخلايا تبقى الروح محافظة على وحدتها، فالخلايا تنقسم وتتكاثر والانشطار يحصل ولكن يبقى عنصر معين لاينشطر ولاينقسم، بل يبقى هو بنفسه.

فالروح تبقى لغزاً لايُحل، سواء عند الماديين أو عند الفلاسفة الإلهيين.

وأما النوع الثاني من وجود الإنسان، ليس جزءً من أجزاء البدن ولايمكن قياسه بالأدوات والوسائل المادية، ولايمكن أنْ يُدرك بالحواس الظاهرية، هذا الأمر جعل البحث محتدماً بين الفلاسفة الإلهيين في أنَّ الروح تجلياتها ونشاطاتها من قبيل الإرادة والتصميم والإدراك والفكر والإيمان مستقلة عن المادة ومجردة عنها بحيث لاتملك طولاً ولاعرضاً، لا زماناً ولا مكاناً ولا تزول بزوال الجسد، ويبقى هذا العنصر هو الذي يحمل صفة الخلود.

فهل ما يراه الفلاسفة الإلهيون صحيحاً أم العكس وهو ما يراه الفلاسفة الماديون من أنَّ هذه الحقائق مادية جميعاً تابعة لصحة البدن، وهذه الروح تبقى مع الجسد ومرتبطة بخصائص الجسد، وقد أثبت علم التشريح إنَّ الخلايا أقوى ما تكون من التعويض حينما يكون الإنسان بين الخامسة والعشرين أو السادسة والعشرين سنة تقريباً، دائماً الخلايا عنده تتجدد، فالخلايا السابقة تندثر وتزول والجسد يتبدل، ولكن مع كل ذلك تبقى (الأنا) وحدة ثابتة، وبالتالي فالروح لا تخضع للمادة.

هناك نظريات متعددة حول أصل الروح وحقيقتها وهي كالتالي:

النظرية الأولى: الروح روحانية الحدوث والبقاء.

النظرية الثانية: الروح مادية الحدوث والبقاء.

النظرية الثالثة: الروح مادية الحدوث روحانية البقاء.

النظرية الرابعة: الروح روحانية الحدوث مادية البقاء

النظرية الأولى: إنَّ هناك روايات وأدلة سمعية كثيرة تؤيد هذا الرأي وقد ذهب إلى ذلك أيضاً الفلاسفة اليونانيون، مثل أفلاطون ومن تبعه والفلاسفة الإسلاميون مثل ابن سينا فإنهم يؤيدون هذه النظرية، بأنَّ هذه الروح عنصر غير مادي منذ البداية وسيبقى عنصر غير مادي حتى النهاية.

النظرية الثانية: هي نظرية الماديين الذين ينكرون وجود كل شيء مجرد.

النظرية الثالثة: التي ابتدأها أول مرة صدر المتأهلين الشيرازي وبعده السبزواري واتِّباع مدرسته مثل العلامة الطباطبائي والشهيد مرتضى مطهري والشيخ جواد آملي وآخرون، لعلهم يميلون إلى هذه النظرية وهي أن بداية الروح كانت في تكونها جانب مادي، يعني لم تهبط من عالم أعلى وإنما لحظة حدوث النطفة، فهذا التكون تكون مادي ولكنه تدريجياً نجد الإشراقات الروحية أو النفسية تظهر.

النظرية الرابعة: هي إنَّ الروح في بدايتها وبداية تكون غير مادية ولكن بقاءها تخضع لعوامل المادة، يعني أنها عن طريق التناسخ تحل في الأجساد المختلفة.

وهناك نظرية تقول أنه لا شيء في هذا العالم المادي ومن عالم الجسم بثابت، وإنما هو في حالة تغير مستمر، والتفسير الفلسفي للحركة هو إنَّ الحركة خروج تدريجي من القوة إلى الفعل، والإيمان بهذا التحول والتحرك موجود في طبيعة كل إنسان، وإنَّ الحركة قانون عام شامل، وإنها تسيطر على كل مقولة في هذا الكون، إذاً فهذا العالم الطبيعي كله محكوم بالتغير والتحول، وهذا التغير والتحول لاينطبق على الإدراك الذهني والفكر لأنه لو كان الفكر كالمادة خاضعاً للتحول والتبدل فلا يمكن أنْ يكون عندنا شيء اسمه علم المنطق! لأنَّ ما أردنا أنْ نثبت به الفكر الصحيح قد تغير وتحول وتبدل وصار شيئاً آخر.

إذاً يجب أنْ نؤمن بأنَّ قانون حركة العالم في الكون لا ينطبق على الإدراك الفكري والفهم، فإننا من تغير المخ والخلايا العصبية وكونها متجددة ومن ثبات المدركات الفكرية نكتشف إنَّ هناك عنصرين مختلفين، عنصر مادي وعنصر غير مادي.[٨]

المراجع

  1. الإسراء: ٨٥.
  2. الإسراء: ٨٥.
  3. الأعراف: ٥٤
  4. القمر: ٥٠
  5. يس: ۸۲
  6. الإسراء: ٨٥.
  7. ميلاني، سيد فاضل، العقائد الإسلامية، ص ٢٨٥-٢٨٦.
  8. ميلاني، سيد فاضل، العقائد الإسلامية، ص ٢٨٦-٢٨٩.