الأعراف
تمهيد
مسألة الأعراف تعتبر من المسائل العقائدية المرتبطة بباب المعاد، ويظهر أنّ سبب تسمية السورة السابعة في القرآن الكريم ب (الأعراف) يرجع إلى أنّ بعض آياتها الشريفة صرحت بالأعراف ورجاله: ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾[١]، للأعراف معانٍ متعدّدة في اللغة العربية، منها: أعالي الحجاب، ظهر كلّ مرتفع من رمل وغيره، بناء على ذلك فإنّ ظاهر الآية يُشير إلى وجود حجاب بين الجنة والنار، أعلى ذلك الحجاب يوجد رجال يشرفون على الجنة والنار ويعرفون كل فرد فيهما بسيماه، وبالتأمّل في هذه الآية وآيات أخرى مرتبطة بالموضوع يظهر أنّ هؤلاء الرجال لا يحضرون في المحشر﴿فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ [٢] وذلك لعلو مقامهم ونيلهم مرتبة المخلَصين، فلا يحتاجون إلى حساب ووزن أعمال. كما أنه يُستفاد من الحوار الحاصل بين هؤلاء الرجال وبين كل من أهل الجنة وأهل النار أنّ أهل الأعراف هم أولئك الذين يأذن لهم الله سبحانه وتعالى بالكلام يوم القيامة ولا يقولون إلا صوابا"﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾[٣].
و تذكر آيات من سورة الأعراف ذلك الحوار الذي يدور بين أهل الأعراف وأهل النار: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾[٤]، التعبير ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ يُبيّن أنّ لأصحاب الأعراف يوم القيامة أذن بالقضاء والحكم وأنهم هم الحكّام يوم القيامة[٥]. مع ذلك، لم تتفق آراء المفسرين في بيان المراد من أهل الأعراف، لكن بناء على الروايات الكثيرة التي وصلتنا يتبين أنّ أهل الأعراف هم: النبي والأوصياء(ع) كالرواية الواردة عن سلمان الفارسي: قالب:متن حديث[٦].[٧]
المراجع والمصادر
الهوامش
- ↑ سورة الاعراف: ۴۶.
- ↑ سورة صافات: ۱۲۷-۱۲۸.
- ↑ سورة النبأ: ۳۸.
- ↑ سورة الاعراف: ۴۸-۴۹.
- ↑ للاطلاع أكثر، راجع: العلامة الطباطبائي، رسالة الإنسان بعد الدنيا.
- ↑ تفسير العياشي، ج۲، ص۱۸، ح۴۴.
- ↑ محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص٦٣٥-٦٣٦.