الأمان
التعريف
الأمان: الطمأنينة، والعهد، والحماية، والذمّة، وعدم الخوف والسلامة من الشرّ، وهو اسم مصدر للفعل: «أمِنَ» يقال: أمِنَ أماناً: اطمأنّ ولم يخف. وفي الحديث: «لا إيمان لمن لا أمان له» أي وفاء. ويقال: دخل عليَّ أمان محمّد؛ أي التزم الأخير بتحقيق الأمن للأوّل.
قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ﴾[١].
فيه استفهام إنكاري عن أمنهم من غضبه وسخطه سبحانه، وعدم خوفهم من نزول بأس الله بهم وعذابه.
من بيانه(ع) لحكم وعلل بعض الفرائض: «فَرَضَ اللهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيرَاً مِنَ الشِّرْكِ... وَالسَّلَامَ (والإِسلام) أَمَاناً مِنَ الْمَخَاوِفِ»[٢].
ومن حثه(ع) على التقوى والإنابة إلى الله تعالى: «فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ، وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ... وَقَدَّمَ الْخَوْفَ لِأَمَانِهِ»[٣].
أي قدّم خوفه ليأمن في الآخرة، وكلّ من خاف الله في الدنيا كان حقّاً على الله أن لا يجمع له خوف الدنيا وخوف الآخرة[٤].
ومن حثّه(ع) على الاستغفار والإنابة إلى الله تعالى: «كَانَ في الْأَرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الْآخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ... وَأَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالْإسْتِغْفَارُ»[٥]. أي عهدان قطعهما الباري سبحانه على نفسه، مفادهما عدم نزول العذاب على أهل الأرض.
ومن وصفه(ع) لأمر الله تعالى ورضاه: «أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ، وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةٌ»[٦]. أي أمن واطمئنان.
وقال(ع) في ذمّ الدنيا: «الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَ الْأَمَانُ مِنْهَا مَعْدُومٌ»[٧].
بين «مَذْمُومٌ» و«مَعْدُومٌ» سجع متوازٍ جيء به: للتجافي عن اللذّات والولوغ فيها، وللتحذير من الوثوق في الدنيا؛ لكونها بالبلاء محفوقة، وبالخديعة موصوفة.
وقال(ع) في العمل الشاقّ المؤدّي إلى النار وعكسه: «وَمَا أَخْسَرَ الْمَشَقَّةً وَرَاءَهَا الْعِقَابُ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الْأَمَانُ مِنَ النَّارِ؟»[٨]. «الْأَمَانُ مِنَ النَّارِ»: السلامة منها.
إنّ الغرض من التقابل بين الجملتين المزدوجتين المصدّرتين بالاُسلوب الإنشائي التعجّبي، هو جذب الانتباه والحثّ على التفكير فيما سيسوقه من بيان. ووشّحهما بالطباق الذي جسّد مفهوم وحدة الموقفين بتوازن وإيجاز بليغ.[٩]
المأمَن
المأمَن: اسم مكان من أمِنَ أماناً: اطمأنّ فهو آمِنٌ.
قال(ع) في جواب من سأله عن حاله: «كَيْفَ يَكُونُ حالُ مَنْ يَفْنى ببقائِهِ، ويَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ، ويُؤْتى مِنْ مَأْمَنِهِ»[١٠]. أي الجهة التي يأمن إتيانه منها، فإنّ أسبابه كامنة في البدن نفسه[١١].[١٢]
المراجع والمصادر
الهوامش
- ↑ سورة الأعراف، الآية ٩٧.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٢٥٢.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ٨٣.
- ↑ شرح النهج، الموسوي، ج١، ص٤٨٨.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٨٨.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٦٠.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ٢٢٦.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٣٧.
- ↑ السيد جعفر السيد باقر الحسيني، شرح مفردات نهج البلاغة ، ج۱، ص ٣٠٣-٣٠٤.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ١١٥.
- ↑ نهج البلاغة، شرح الإمام عبده، ج٤، ص١٧٧.
- ↑ السيد جعفر السيد باقر الحسيني، شرح مفردات نهج البلاغة ، ج۱، ص ٣١٢.