الأنس في نهج البلاغة
التعريف
الأُنس: الطمأنينة والبهجة والارتياح، أو لطف المعاشرة، أو مجاذبة النساء الحديث، و أنُسَ: صار ذا أُنْسٍ، فهو أنيسٌ، و أنِسَ به و إليه يأنَسُ أنَساً و أنَسَةً: ألِفَهُ، وسكن قلبه به، ولم ينفر منه، و يقال: أنَسَ به و إليه يأنِسُ أُنْساً: سَكَنَ، و ذَهَبَتْ به وَحشَتُهُ، و أنَسَ: فَرِحَ، يُقال: لي بفلان أُنْس و أنَسَة و أنَسَ. وقيل: أصل أنس هو نظر من بعد إلى قادم ونحوه ممّا يؤنس به.
قال(ع) محذّراً من الدنيا: «وَضَوْءٌ آفِلٌ، وَظِلٌّ زَائِلٌ، وَسِنَادٌ مَائِلٌ، حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا، وَاطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا، قَمَصَتْ بِأَرْجُلِهَا»[١]. أي اطمأنّ وسكن قلبه بعد أن كان متنفّراً منها.
بين «آفِلٌ» و «زَائِلٌ» و «مَائِلٌ» صفات متماوجة يظهر منها الحسن في عيون الغافلين وهم في معرض الفناء والزوال وعدم الثبات والقرار سرعان ما تدفعه الدنيا التي اغتر بها كالدابة القامصة الممتنعة عن الركوب فتدفعه برجليها تحقيراً له.
ومثله قوله(ع): «أَنِسُوا بِالدُّنْيَا فَغَرَّتْهُمْ، وَوَثِقُوا بِهَا فَصَرَعَتْهُمْ»[٢]. أي اطمأنّوا إليها وركنوا.
وقال(ع) في صفة الأئمّة(ع): «وَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَعْوَرَهُ الْمُتْرَفُونَ، وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ»[٣].
ألفوا ما رفضه المترفون من خشونة العيش وقساوته، فوجدوه طيّباً لذيذاً، فالزهد والتقشّف وجشوبة العيش، كلّها بالنسبة لهم حياة كريمة ليّنة؛ لأنّ وراءها أهدافاً عظيمة[٤].
ومن مواعظه(ع) البليغة: «وَكُنْ لِلّهِ مُطِيعاً، وَبِذِكْرِهِ آنِسَاً»[٥].
لا كمن يذكره سبحانه وكأنّ على صدره جبل عظيم، بل ذكر عاشق لمعشوقه لا يعرف الملل والكلل في المناجاة.[٦]
المراجع والمصادر
الهوامش
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ۸۳.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ۱۸۸.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ۱۴۷.
- ↑ شرح نهج البلاغة، الموسوي، ج۵، ص۳۳۲.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ۲۲۳.
- ↑ السيد جعفر السيد باقر الحسيني، شرح مفردات نهج البلاغة ، ج۱، ص ٣٣٨-٣٣٩.