الإمام

من إمامةبيديا

التعريف

لغةً‌: «الإمام» من يُقتدى به، والمتحصّل من كلمات اللغويين، أنّ الإمام هو المقدّم، أو المقتدى به، أو المقصود، أو الهادي، وهو بإطلاقه يشمل المقتدى بهم في مجال الخير كانوا أم الشرّ[١].

اصطلاحاً: يستعمل في معنيين:

  1. عامّ وهو مأخوذ من المعنى اللغوي، وله إطلاقان: أحدهما: الحاكم الشرعي والوليّ العامّ للمسلمين. وثانيهما: إمام الجماعة في الصلاة.
  2. المعنى الخاصّ‌، وهو من له منصب الإمامة والولاية العظمى، وهي مرتبة عظيمة تجعل من قِبل الله تعالى للأنبياء وأوصيائهم (ع)، قال تعالى مخاطباً إبراهيم (ع): إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا[٢]، فيكون للإمام بهذا المعنى الولاية المطلقة في أُمور الدين والدنيا[٣].

والإمامة الخاصّة الكبرى هي منزلة إلهية في الشريعة الإسلامية لا تعطى إلّا للمعصوم عن الذنب والمنزّه عن الاشتباه والخطأ، ويكون ذلك بتنصيب من الله سبحانه مباشرة، ويكون الإمام بذلك حجّة على الخلق في قوله وفعله وتقريره، وهذا المعنى الخاصّ هو الشائع والمعروف لدى فقهاء الإماميّة عند إطلاق كلمة «أئمة»، وينصرف اللفظ عندهم إلى الأئمة الإثني عشر (ع) من أهل بيت النبيّ(ص) الذين نصبهم الله عزّ وجلّ أوصياءاً وخلفاءاً بعد النبيّ(ص)، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وآخرهم محمّد بن الحسن المهدي(ع). واستدلّ على ذلك ببعض الآيات الكريمة[٤] وبعدد غفير من الروايات التي رواها أصحاب الصحاح والمسانيد من الإماميّة، وأهل السنّة[٥].

وأمّا المعنى العامّ فيستعمل فيه لفظ «إمام» أو «أئمة» مضافاً فيقال: إمام المسلمين أو إمام الجماعة، أو يستعمل مع القرينة.[٦]

الأحكام

أحكام إمامة الصلاة

أحكام إمام المسلمين

ذهب الإماميّة إلى أنّها منصب إلهي لا يكون لأحد إلّا بتعيين له من قبل الله عزّ وجلّ على لسان نبيّه(ص). وقد نصّ الرسول(ص) على الأئمة الإثني عشر من آل بيته (ع)، هذا مضافاً إلى لزوم طاعتهم على جميع الأُمّة. ولا يكون لغيرهم حقّ التقدّم عليهم ولا مخالفتهم[٧] ومن يخرج عليهم يكون باغياً [٨].[٩]

المراجع والمصادر

  1. السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، موسوعة الفقه الإسلامي المقارن

الهوامش

  1. انظر: الصحاح ١٨٦٥: ٥-١٨٦٦ (أمم). معجم مقاييس اللغة ٢١: ١، ٢٨. تهذيب اللغة ٦٣٥: ١٥-٦٣٦. لسان العرب ٢١٤: ١ (أمم).
  2. سورة البقرة، الآية ١٢٤.
  3. الرسائل العشر (للطوسي): ١٠٣.
  4. إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (سورة المائدة، الآية ٥٥). الميزان في تفسير القرآن ٥: ٦-٢٥. يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (سورة المائدة، الآية ٦٧). شواهد التنزيل ٢٤٩: ١-٢٥٨.
  5. منها: ما دلّ على حصر الأئمة في الإثني عشر (صحيح البخاري ٢٦٤٠: ٦. كتاب الأحكام، باب الاستخلاف، ح ٦٧٩٦. وسنن الترمذي ٤٣٤: ٤، ح ٢٢٢٣. المستدرك علی الصحيحين ٥١٧: ٣، ح ٦٥٨٦. ينابيع المودّة ٢٨٩: ٣. صحيح مسلم ١٤٥٢: ٣. كتاب الإمارة، ح ١٨٢٢. مسند أحمد ٩٠: ٦، ح ٢٠٢٩٣.٩٥، ح ٢٠٣٣٠.....). ومن طريق الإماميّة: الكافي ٢٥٢: ١، ح ١. وسائل الشيعة ١٥: ٧، ب ٦ من سجدتي الشكر، ج ١.
  6. السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، ج١، ص ٦١.
  7. الكافي ١٨٧: ١، ح ٧. كشف الغطاء ٧٨: ١. حاشية المكاسب (للأصفهاني) ٣٨١: ٢-٣٨٢.
  8. المبسوط ٢٨٧: ٦. شرائع الإسلام ١٨١: ٣. تذكرة الفقهاء ٣٩٥: ٤.
  9. السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، ج١، ص ٦٣.