الإمام السجاد عليه السلام

من إمامةبيديا

اسمه ونسبه

هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع).

وامّه: شاه زنان بنت يزدجرد آخر ملوك فارس. وقيل: شهربانو[١].

كنيته ولقبه

كنيته: أبو الحسن، وقيل: أبو محمّد.

ألقابه كثيرة، أشهرها: «زين العابدين»، و «سيّد الساجدين»، و «السجّاد»، و «ذو الثفنات»[٢].

مولده

ولد في شعبان[٣] سنة ثمان وثلاثين من الهجرة النبويّة.

وفاته

توفّي بالمدينة في شهر محرّم الحرام سنة خمس وتسعين[٤]، ودفن بالبقيع عند عمّه الحسن (ع)[٥].

وجاء في الفصول المهمّة: «يقال: انّه مات مسموماً، وانّ الذي سمّه الوليد بن عبد الملك».[٦]

عمره الشريف

كان عمره سبعاً وخمسين سنة، عاصر جدّه علي بن ابي طالب (ع) سنتين، وعمّه الحسن (ع) عشر سنين، واباه الحسين (ع) اثنتين وعشرين سنة.[٧]

مدّة امامته

بلغت امامته اربعاً وثلاثين سنة، وهي المدّة التي عاشها بعد ابيه صلوات الله عليهما.

حكّام عصره

عاصره من حكّام بني اميّة: يزيد بن معاوية، وابنه معاوية الثاني، و مروان بن الحكم، و عبد الملك بن مروان، و الوليد بن عبد الملك، وتوفّي في حكم الاخير.[٨]

ما شاهده من الاحداث

شاهد استشهاد جدّه اميرالمؤمنين (ع)، واستشهاد عمّه الحسن (ع) بالسمّ.

وشاهد[٩] في كربلاء وهو ابن اثنتين وعشرين سنة استشهاد ابيه واخوته، وعمومته، وبني عمومته، وغيرهم من اهل البيت و بني‌هاشم وهم مضرّجون بدمائهم ومجزّرون كالاضاحي.

وشاهد احراق خيام ابيه، واسر اخواته وعمّاته وغيرهنّ من اهل البيت(ع)، يسوقونهنّ سوق الاماء الى ابن مرجانة واميره يزيد بن معاوية، ويطاف بهنّ من بلد الى بلد، والجامعة في عنقه ويديه ورجليه.

وشاهد ابن زياد ينكت بمخصرته شفتي ابيه الحسين (ع)، ذلك الموضع الذي كان يقبّله رسول الله(ص) دائماً.

ولم ينس محاولة ابن زياد لقتله، واعتناق عمّته زينب له ومنعها من ذلك، وقولها له: « يَا اِبْنَ زِيَادٍ حَسْبُكَ مِنْ دِمَائِنَا وَاِعْتَنَقَتْهُ وَقَالَتْ وَاَللَّهِ لاَ أُفَارِقُهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَاقْتُلْنِي مَعَهُ ».

ثمّ قوله ليزيد: «أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اَلْقَتْلَ لَنَا عَادَةٌ وَكَرَامَتَنَا اَلشَّهَادَةُ ».

وشاهد تهتّك يزيد بن معاوية، ودخوله عليه وعمّاته واخواته ونساء ابيه والاطفال مكتّفين بالحبال، ويزيد علي سريره شامخ بانفه، وراس الحسين (ع) امامه ينكت ثغره بالقضيب، وهو واهل بيته وقوف علي درج باب الجامع حيث يقام السبي.

ولم ينس ما دار بينه وبين يزيد من الكلام ومحاولة يزيد قتله ايضاً.

كما لم ينس انّه (ع) استاذن يزيد في الكلام فاذن له وقال: نعم، علي ان لا تقل هجرا، فقال (ع): «لَقَدْ وَقَفْتُ مَوْقِفاً لاَ يَنْبَغِي لِمِثْلِي أَنْ يَقُولَ اَلْهُجْرَ مَا ظَنُّكَ بِرَسُولِ اَللَّهِ لَوْ رَآنِي فِي اَلْغُلِّ»، فأمر يزيد بأن يفكّ الغلّ منه.

ثمّ لم ينس صعود الخطيب المنبر وإكثاره من الثناء على معاوية والوقيعة في عليّ والحسين (ع)، فصاح - أي السجّاد (ع) - به قائلاً: « اِشْتَرَيْتَ مَرْضَاةَ اَلْمَخْلُوقِ بِسَخَطِ اَلْخَالِقِ فَتَبَوَّأْ مَقْعَدَكَ مِنَ اَلنَّارِ ».

وهنا يستأذن الإمام السجاد(ع) يزيد ثانية في أن يتكلّم ويمتنع من الإجابة، ولكنّ ولده معاوية والحاضرين أصرّوا على يزيد ليجيبه، وما زالوا كذلك حتّى أذن له.

وعندئذ صعد (ع) تلك الأعواد - على حدّ تعبيره (ع)؛ لأنّها لا تحمل روح المنبر الواقعي - وقال بعد الحمد والثناء عليه: «أَيُّهَا اَلنَّاسُ أُعْطِينَا سِتّاً وَفُضِّلْنَا بِسَبْعٍ أُعْطِينَا اَلْعِلْمَ وَاَلْحِلْمَ وَاَلسَّمَاحَةَ وَاَلْفَصَاحَةَ وَاَلشَّجَاعَةَ وَاَلْمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَفُضِّلْنَا بِأَنَّ مِنَّا اَلنَّبِيَّ اَلْمُخْتَارَ مُحَمَّداً وَمِنَّا اَلصِّدِّيقُ وَمِنَّا اَلطَّيَّارُ وَمِنَّا أَسَدُ اَللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ وَمِنَّا سِبْطَا هَذِهِ اَلْأُمَّةِ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي أَنْبَأْتُهُ بِحَسَبِي وَنَسَبِي أَيُّهَا اَلنَّاسُ أَنَا اِبْنُ مَكَّةَ وَمِنًى أَنَا اِبْنُ زَمْزَمَ وَاَلصَّفَا أَنَا اِبْنُ مَنْ حَمَلَ اَلرُّكْنَ بِأَطْرَافِ اَلرِّدَا أَنَا اِبْنُ خَيْرِ مَنِ اِئْتَزَرَ وَاِرْتَدَى أَنَا اِبْنُ خَيْرِ مَنِ اِنْتَعَلَ وَاِحْتَفَى أَنَا اِبْنُ خَيْرِ مَنْ طَافَ وَسَعَى أَنَا اِبْنُ خَيْرِ مَنْ حَجَّ وَلَبَّى أَنَا اِبْنُ مَنْ حُمِلَ عَلَى اَلْبُرَاقِ فِي اَلْهَوَاءِ أَنَا اِبْنُ مَنْ أُسْرِيَ بِهِ مِنَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ إِلَى اَلْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى أَنَا اِبْنُ مَنْ بَلَغَ بِهِ جَبْرَئِيلُ إِلَى سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى أَنَا اِبْنُ مَنْ دَنٰا فَتَدَلّٰى `فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ أَنَا اِبْنُ مَنْ صَلَّى بِمَلاَئِكَةِ اَلسَّمَاءِ أَنَا اِبْنُ مَنْ أَوْحَى إِلَيْهِ اَلْجَلِيلُ مَا أَوْحَى أَنَا اِبْنُ مُحَمَّدٍ اَلْمُصْطَفَى أَنَا اِبْنُ عَلِيٍّ اَلْمُرْتَضَى أَنَا اِبْنُ مَنْ ضَرَبَ خَرَاطِيمَ اَلْخَلْقِ حَتَّى قَالُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ أَنَا اِبْنُ مَنْ ضَرَبَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اَللَّهِ بِسَيْفَيْنِ وَطَعَنَ بِرُمْحَيْنِ وَهَاجَرَ اَلْهِجْرَتَيْنِ وَبَايَعَ اَلْبَيْعَتَيْنِ وَقَاتَلَ بِبَدْرٍ وَحُنَيْنٍ وَلَمْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَنَا اِبْنُ صَالِحِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ اَلنَّبِيِّينَ وَقَامِعِ اَلْمُلْحِدِينَ وَيَعْسُوبِ اَلْمُسْلِمِينَ وَنُورِ اَلْمُجَاهِدِينَ وَزَيْنِ اَلْعَابِدِينَ وَتَاجِ اَلْبَكَّائِينَ وَأَصْبَرِ اَلصَّابِرِينَ وَأَفْضَلِ اَلْقَائِمِينَ مِنْ آلِ يَاسِينَ رَسُولِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ أَنَا اِبْنُ اَلْمُؤَيَّدِ بِجَبْرَئِيلَ اَلْمَنْصُورِ بِمِيكَائِيلَ أَنَا اِبْنُ اَلْمُحَامِي عَنْ حَرَمِ اَلْمُسْلِمِينَ وَقَاتِلِ اَلْمَارِقِينَ وَاَلنَّاكِثِينَ وَاَلْقَاسِطِينَ وَاَلْمُجَاهِدِ أَعْدَاءَهُ اَلنَّاصِبِينَ وَأَفْخَرِ مَنْ مَشَى مِنْ قُرَيْشٍ أَجْمَعِينَ وَأَوَّلِ مَنْ أَجَابَ وَاِسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَأَوَّلِ اَلسَّابِقِينَ وَقَاصِمِ اَلْمُعْتَدِينَ وَمُبِيدِ اَلْمُشْرِكِينَ وَسَهْمٍ مِنْ مَرَامِي اَللَّهِ عَلَى اَلْمُنَافِقِينَ وَلِسَانِ حِكْمَةِ اَلْعَابِدِينَ وَنَاصِرِ دِينِ اَللَّهِ وَوَلِيِّ أَمْرِ اَللَّهِ وَبُسْتَانِ حِكْمَةِ اَللَّهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ سَمِحٌ سَخِيٌّ بَهِيٌّ بُهْلُولٌ زَكِيٌّ أَبْطَحِيٌّ رَضِيٌّ مِقْدَامٌ هُمَامٌ صَابِرٌ صَوَّامٌ مُهَذَّبٌ قَوَّامٌ قَاطِعُ اَلْأَصْلاَبِ وَمُفَرِّقُ اَلْأَحْزَابِ أَرْبَطُهُمْ عِنَاناً وَأَثْبَتُهُمْ جَنَاناً وَأَمْضَاهُمْ عَزِيمَةً وَأَشَدُّهُمْ شَكِيمَةً أَسَدٌ بَاسِلٌ يَطْحَنُهُمْ فِي اَلْحُرُوبِ إِذَا اِزْدَلَفَتِ اَلْأَسِنَّةُ وَقَرُبَتِ اَلْأَعِنَّةُ طَحْنَ اَلرَّحَى وَيَذْرُوهُمْ فِيهَا ذَرْوَ اَلرِّيحِ اَلْهَشِيمَ لَيْثُ اَلْحِجَازِ وَكَبْشُ اَلْعِرَاقِ مَكِّيٌّ مَدَنِيٌّ خَيْفِيٌّ عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ شَجَرِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ مِنَ اَلْعَرَبِ سَيِّدُهَا وَمِنَ اَلْوَغَى لَيْثُهَا وَارِثُ اَلْمَشْعَرَيْنِ وَأَبُو اَلسِّبْطَيْنِ اَلْحَسَنِ وَاَلْحُسَيْنِ ذَاكَ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ قَالَ أَنَا اِبْنُ فَاطِمَةَ اَلزَّهْرَاءِ أَنَا اِبْنُ سَيِّدَةِ اَلنِّسَاءِ وَاِبْنَ خَدِيجَةَ اَلْكُبْرَى»

وعندئذ ضجّ الناس بالبكاء، فخشي يزيد اضطراب الناس، فأمر المؤذّن أن يؤذّن.

وعندما وصل المؤذّن إلى الشهادة بالرسالة، قال له زين العابدين (ع): «أسألك بحقّ محمّد أن تسكت حتّى اكلّم هذا».

والتفت إلى يزيد قائلاً: «هذا الرسول العزيز الكريم جدّك أم جدّي؟ فإن قلت: جدّك، علم الحاضرون والناس كلّهم أنّك كاذب، وإن قلت: جدّي، فلم قتلت أبي ظلماً وعدوانا، وانتهبت ماله، وسبيت نساءه، فويل لك يوم القيامة إذا كان جدّي خصمك».

فصاح يزيد بالمؤذّن: أقم للصلاة، فوقعت بين الناس همهمة وصلّى بعضهم وتفرّق الآخر.

كلّ ذلك صار سبباً لأن يطول بكاؤه بعد أبيه، ويقول لمن اعترض على ذلك: « إِنَّمٰا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اَللّٰهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اَللّٰهِ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ إِنِّي لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِي فَاطِمَةَ إِلاَّ خَنَقَتْنِي اَلْعَبْرَةُ» [١٠].

ما شاهده الإمام (ع) بعد حادثة كربلاء

شاهد الإمام السجّاد (ع) حوادث عديدة بعد حادثة كربلاء:

أوّلها: واقعة الحرّة، وقد استشهد فيها كثير من الصحابة والتابعين وأهل المدينة بيد مسلم بن عقبة، وبأمر من يزيد بن معاوية؛ لخلعهم إيّاه عن الخلافة بسبب ارتكابه المنكرات والقبائح. فأباح مسلم المدينة ثلاثة أيام هتكت فيها الحرمات؛ فلذلك سمّي بعد ذلك مسرفا؛ لإسرافه في سفك الدماء.

ولكنّ الله تعالى جنّب عليّ بن الحسين (ع) آثار ذلك، بوصيّة من يزيد إلى قائد جيشه مسلم بن عقبة[١١].

ثانيها: هدم الكعبة في السنة الرابعة والستين على يد جيش يزيد في الحرب التي قامت بينه وبين ابن الزبير[١٢].

ثالثها: ثورة التوابين والطلب بثأر الحسين(ع) بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي سنة ٦٥ ه.

رابعها: ثورة المختار وإرساله رأس عبيد الله بن زياد إلى محمد بن الحنفية و علي بن الحسين(ع). وقد وصله الرأس وهو يتغدّى، فقال عليّ بن الحسين (ع): «أُدْخِلْتُ عَلَى اِبْنِ زِيَادٍ وَهُوَ يَتَغَدَّى وَرَأْسُ أَبِي بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: اَللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِي حَتَّى تُرِيَنِي رَأْسَ اِبْنِ زِيَادٍ وَأَنَا أَتَغَدَّى، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي أَجَابَ دَعْوَتِي»[١٣].

وهكذا عاش (ع) وهو يرى ما يجري عليه وعلى شيعته وشيعة أبيه وجدّه من الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد حتّى فارق الدنيا واستراح من همّها وغمّها.

فضائله ومناقبه

إنّ مناقب الإمام (ع) كثيرة جدّاً وإن حاول بنو اميّة وغيرهم إطفاء نور الله، ولكنّ الله يأبى إلّا أن يتمّ نوره ولو كره المشركون والكافرون، فعليّ بن الحسين(ع) - كما قال سعيد بن المسيب -: هو «الذي لا يسع مسلما أن يجهله» [١٤].

وهو الذي انفرج له الناس ليستلم الحجر، في حين أنّ هشام بن عبد الملك لم يتمكّن من ذلك، فسأله أهل الشام: من هذا؟ فتجاهل وقال: لا أعلم، فقال الفرزدق من فوره:

هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُوَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ‏
هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُهَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ


والقصيدة طويلة تراجع في مظانّها [١٥].

وما عساني أقول في علمه، وعبادته، وزهده، وخشيته من الله تعالى، وإنفاقه في سبيل الله، وحلمه، وتواضعه، و...

علمه

فهو من الذين ورثوا العلم والفصاحة، وزقّوا العلم زقّا [١٦].

قال المفيد: «وقد روى عنه فقهاء العامّة من العلوم ما لا يحصى كثرة، وحفظ عنه من المواعظ والأدعية وفضائل القرآن والحلال والحرام والمغازي والأيّام ما هو مشهور بين العلماء...» [١٧].

وكانت له مواقف جليلة في التصدّي للانحرافات الفكرية والعقائدية إضافة إلى بيان الأحكام الشرعية، ومن تلك المواقف:

١. موقفه ضدّ القول بالجبر: حاول بنو اميّة بدءا من معاوية بثّ عقيدة الجبر؛ لتبرير عمل الحكّام فيما يرتكبونه من أنواع الظلم والفساد؛ لأنّ ما يصدر من الحاكم هو ما يريده الله، فلا مسؤولية على الحاكم إذن [١٨]!

لكنّ الإمام (ع) حاول دحض هذه العقيدة وهو في الأسر، فمن ذلك محاورته مع عبيد الله بن زياد: « سأله عبيد الله: ما اسمك؟ قال: عليّ. قال ابن زياد: أليس قد قتل الله عليّا؟! قال عليّ (ع): كان لي أخ يسمّى عليّا، قتله الناس. فقال ابن زياد: بل الله قتله. فقال عليّ (ع): ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا[١٩][٢٠].

وجرى مثل هذا الحوار في مجلس يزيد أيضاً [٢١].

وعندما سئل (ع): أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل؟ أجاب (ع) قائلاً: «إِنَّ اَلْقَدَرَ وَاَلْعَمَلَ بِمَنْزِلَةِ اَلرُّوحِ وَاَلْجَسَدِ»، ثمّ أخذ يشرح ذلك بالتفصيل ثمّ قال: « أَلاَ إِنَّ مِنْ أَجْوَرِ اَلنَّاسِ مَنْ رَأَى جَوْرَهُ عَدْلاً وَعَدْلَ اَلْمُهْتَدِي جَوْراً» [٢٢].

٢. موقفه ضدّ الاعتقاد بالإرجاء: الإرجاء - كما قيل -: هو الاعتقاد بأنّ المعصية مهما كانت لا تضرّ الإيمان [٢٣].

والقول بهذا يكون مبرّرا لما يفعله السلاطين والحكّام من الظلم والجور.

وكانت للأئمّة (ع) مواقف شديدة ضدّ هذه العقيدة، فقد جاء عن عليّ (ع): «عَلِّمُوا صِبْيَانَكُمْ مَا يَنْفَعُهُمُ اَللَّهُ بِهِ لاَ تَغْلِبُ عَلَيْهِمُ اَلْمُرْجِئَةُ بِرَأْيِهَا » [٢٤].

وقد قام الإمام السجّاد (ع) بدحض هذه الفكرة بأدعيته ومناجاته وفيها التضرّع والخوف والخشية من الله تعالى، كما ستأتي الإشارة إلى ذلك.

٣. موقفه ضدّ التجسيم والتشبيه: حاول الإمام (ع) دحض فكرة تجسيم الربّ وتشبيهه بمخلوقاته، فمن جملة ذلك ما رووه: «أَنَّ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ كَانَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَمِعَ قَوْماً يُشْبِهُونَ اَللَّهَ بِخَلْقِهِ فَفَزِعَ لِذَلِكَ وَاِرْتَاعَ لَهُ وَنَهَضَ حَتَّى أَتَى قَبْرَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَوَقَفَ عِنْدَهُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ يُنَاجِي رَبَّهُ فَقَالَ فِي مُنَاجَاتِهِ لَهُ - إِلَهِي بَدَتْ قُدْرَتُكَ وَلَمْ تَبْدُ هَيْئَةً فَجَهِلُوكَ وَقَدَّرُوكَ بِالتَّقْدِيرِ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْتَ بِهِ شَبَّهُوكَ وَأَنَا بَرِيءٌ يَا إِلَهِي مِنَ اَلَّذِينَ بِالتَّشْبِيهِ طَلَبُوكَ لَيْسَ مِثْلَكَ شَيْءٌ إِلَهِي وَلَمْ يُدْرِكُوكَ وَظَاهَرُ مَا بِهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ دَلِيلُهُمُ عَلَيْكَ لَوْ عَرَفُوكَ فِي خَلْقِكَ يَا إِلَهِي مَنْدُوحَةٌ أَنْ يَتَأَوَّلُوكَ بَلْ سَوَّوْكَ بِخَلْقِكَ فَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَعْرِفُوكَ وَاِتَّخَذُوا بَعْضَ آيَاتِكَ رَبًّا فَبِذَلِكَ وَصَفُوكَ فَتَعَالَيْتَ يَا إِلَهِي عَمَّا بِهِ اَلْمُشَبِّهُونَ نَعَتُوكَ »[٢٥].

وبهذه الطريقة - أي طريقة الدعاء - تمكّن في تلك الظروف القاسية والشديدة أن يظهر للناس جانبا من العلم الإلهي الذي كان مكنونا في صدره (ع).

وأنت إذا تأمّلت الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق وجدتهما منبعاً فيّاضاً من المعارف الإلهيّة بأسلوب الدعاء. وقد قام جمع من العلماء بشرحهما، منهم العلّامة السيد علي خان الشيرازي حيث شرح الصحيفة السجادية في سبعة مجلّدات.

٤. موقفه ضدّ الغلوّ: وقف ضدّ الغلوّ، فقال لبعض القادمين من العراق: «أَحِبُّونَا حُبَّ اَلْإِسْلاَمِ فَمَا زَالَ حُبُّكُمْ لَنَا حَتَّى صَارَ شَيْناً عَلَيْنَا»[٢٦].

أي أحبّونا حبّا يكون موافقا لقانون الإسلام ولا يخرجكم عنه، ولا تفرطوا في حبّكم لنا بحيث تقولون فينا ما لا نرضى به، فتصيرون شينا وعيبا علينا [٢٧].

عبادته

فناهيك بها أنّه كان يلقّب بزين العابدين، وسيّد الساجدين، وذي الثفنات.

وقد دخل عليه ابنه أبو جعفر الباقر (ع)، فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه اصفرّ لونه من السهر، ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، فقال أبو جعفر (ع): «فَلَمْ أَمْلِكْ حِينَ رَأَيْتُهُ بِتِلْكَ اَلْحَالِ اَلْبُكَاءَ فَبَكَيْتُ رَحْمَةً لَهُ وَإِذَا هُوَ يُفَكِّرُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مِنْ دُخُولِي وَقَالَ يَا بُنَيَّ أَعْطِنِي بَعْضَ تِلْكَ اَلصُّحُفِ اَلَّتِي فِيهَا عِبَادَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَعْطَيْتُهُ فَقَرَأَ فِيهَا شَيْئاً يَسِيراً ثُمَّ تَرَكَهَا مِنْ يَدِهِ تَضَجُّراً وَقَالَ مَنْ يَقْوَى عَلَى عِبَادَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ؟!» [٢٨].

وروي عن طاووس اليماني أنّه قال: «دخلت الحجر في الليل، فإذا علي بن الحسين (ع) قد دخل فقام يصلّي، فصلّى ما شاء الله، ثمّ سجد، قال: فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير، لأستمعنّ إلى دعائه، فسمعته يقول في سجوده: «عُبَيْدُكَ بِفِنَائِكَ، مِسْكِينُكَ بِفِنَائِكَ، سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ، يَسْأَلُكَ مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُكَ».

قال طاووس: فما دعوت بهنّ في كرب إلّا فرّج عنّي[٢٩].

زهده

فقد قال عنه حفيده أبو عبد الله (ع) - بعد أن شرح زهد جدّه عليّ بن أبي طالب (ع) وسيرته -: «... وما أشبهه من ولده، ولا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من عليّ بن الحسين (ع)» [٣٠].

وروى الكليني بإسناده عن سعيد بن المسيب، قال: «كان عليّ بن الحسين (ع) يعظ الناس ويزهّدهم في الدنيا، ويرغّبهم في أعمال الآخرة في كلّ جمعة في مسجد رسول الله (ص)» ثمّ نقل عنه خطبة طويلة جاء في أوّلها: «أَيُّهَا اَلنَّاسُ، اِتَّقُوا اَللَّهَ، وَاِعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، فَتَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ فِي هَذِهِ اَلدُّنْيَا مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً، وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً، وَيُحَذِّرُكُمُ اَللَّهُ نَفْسَهُ، وَيْحَكَ يَا اِبْنَ آدَمَ، اَلْغَافِلَ وَلَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ....».

وجاء في أثنائها: « فَازْهَدُوا فِيمَا زَهَّدَكُمُ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مِنْ عَاجِلِ اَلْحَيَاةِ اَلدُّنْيَا...».

ثمّ جاء في آخرها: «فَأَسْأَلُ اَللَّهَ اَلْعَوْنَ لَنَا وَلَكُمْ عَلَى تَزَوُّدِ اَلتَّقْوَى وَاَلزُّهْدِ فِيهَا، جَعَلَنَا اَللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ اَلزَّاهِدِينَ فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ اَلْحَيَاةِ اَلدُّنْيَا، اَلرَّاغِبِينَ لِأَجْلِ ثَوَابِ اَلْآخِرَةِ، فَإِنَّمَا نَحْنُ لَهُ وَبِهِ، وَصَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ اَلنَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَاَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» [٣١].

حلمه وعفوه

فحسبك أنّه آوى إليه جماعة من بني مروان - وخاصّة نساءهم - في واقعة الحرّة ومنع من وصول الأذى إليهم [٣٢]، في حين كان مروان العدوّ اللدود لأهل البيت (ع)، فقد اشترك في حرب الجمل وصفّين ضدّ الإمام عليّ (ع)، ومنع من أن يدفن الحسن (ع) عند جدّه رسول الله (ص)، وأشار على الوليد بقتل الحسين (ع)، وغير ذلك من جرائمه.

وكان (ع) قد لقي من هشام بن إسماعيل أذى شديداً، فلمّا عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس، فمرّ به علي بن الحسين(ع) وقد وقف عند دار مروان، فسلّم عليه، وقد تقدّم الإمام (ع) إلى حامّته ألّا يعرض له أحد [٣٣].

وروي: « عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَلَوِيِّ عَنْ جَدِّهِ يَحْيَى بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اَلرَّزَّاقِ قَالَ: جَعَلَتْ جَارِيَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ تَسْكُبُ اَلْمَاءَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ فَسَقَطَ اَلْإِبْرِيقُ مِنْ يَدِ اَلْجَارِيَةِ عَلَى وَجْهِهِ فَشَجَّهُ فَرَفَعَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ رَأْسَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتِ اَلْجَارِيَةُ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ[٣٤] فَقَالَ قَدْ كَظَمْتُ غَيْظِي قَالَتْ ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ[٣٥] قَالَ لَهَا قَدْ عَفَا اَللَّهُ عَنْكِ قَالَتْ ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[٣٦] قَالَ اِذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ»[٣٧].

إلى غير ذلك من القضايا الكثيرة.

إنفاقه في سبيل الله تعالى

فقد كان أهل المدينة يقولون: «ما فقدنا صدقة السرّ حتّى مات عليّ بن الحسين» [٣٨]، وكان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلمّا مات عليّ بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل [٣٩].

وعندما مات (ع) وغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد بظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة [٤٠].

وروي: أنّه (ع) قاسم الله عزّ وجلّ ماله مرّتين [٤١].

ودخل على زيد - أو محمّد - بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل يبكي، فقال له علي بن الحسين (ع): « مَا يُبْكِيكَ قَالَ يُبْكِينِي أَنَّ عَلَيَّ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ وَلَمْ أَتْرُكْ لَهَا وَفَاءً فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ لاَ تَبْكِ فَهِيَ عَلَيَّ وَأَنْتَ بَرِيءٌ مِنْهَا فَقَضَاهَا عَنْهُ».[٤٢].

وضمّ إلى عائلته أربعمئة من أهل المدينة في واقعة الحرّة، فكان يعولهم حتّى ذهاب مسلم بن عقبة منها ورجوع الحالة الاعتيادية إليها [٤٣].

وكان يتصدّق بالسكّر واللوز، فسئل عن ذلك، فقرأ قوله تعالى:﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[٤٤].[٤٥].

كانت هذه بعض الجوانب من حياة الإمام علي بن الحسين (ع) ولم يسعنا المجال للتطرّق إلى الجوانب الأخرى، مثل معاملته الجميلة للعبيد وعتقهم بأدنى سبب، ومقابلته بالإحسان لمن أساء إليه، وكثرة خشيته من الله واصفرار لونه عند إرادة الصلاة، وتواضعه وجلوسه مع الفقراء، وغير ذلك من صفاته الحميدة.

كما أنّ الصحيفة السجادية - وهي المليئة بالمعارف الإلهيّة - تستدعي كلاما واسعا، ولسنا قادرين فعلا على الدخول في البحث عنها، ولعلّنا نتعرّض لها في موسوعتنا نفسها بالمناسبة..[٤٦]

المراجع والمصادر

  1. محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة

الهوامش

  1. قال المفيد: «كان أمير المؤمنين (ع) ولّى حريث بن جابر الحنفي جانبا من المشرق، فبعث إليه ببنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى. فنحل ابنه الحسين (ع) شاه زنان منهما، فأولدها زين العابدين (ع)، ونحل الأخرى محمّد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمّد بن أبي بكر، فهما ابنا خالة». الإرشاد ٢: ١٣٨. ونقل الكليني: أنّهما اسرتا في زمن عمر بن الخطّاب فأراد بيعهما، فنهاه الإمام عليّ (ع)؛ لما ورد عن النبيّ (ص) من النهي عن بيع بنات الأشراف. ثمّ خيّرهما فاختارت شهربانو الحسين (ع). ولذلك قيل لعليّ بن الحسين (ع): ابن الخيرتين؛ لأنّ خيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم فارس، وفي ذلك يقول أبو الأسود الدؤلي:
    وإنّ غلاما بين كسرى وهاشم لأكرم من نيطت عليه التمائم‏


    انظر أصول الكافي ١: ٤٦٦ - ٤٦٧. ونقلت مصادر أخرى هذا المعنى أيضا. انظر وفيات الأعيان ٣: ٢٦٧، الترجمة ٤٢٢، حيث نقله عن الزمخشري في ربيع الأبرار. ولكنّ القرائن تدلّ على صحّة ما نقله الشيخ المفيد، وأهمّ هذه القرائن ما هو المعروف من ولادته في - - زمن خلافة جدّه أمير المؤمنين (ع) سنة ٣٨ ه. مضافا إلى ضعف رواية الكليني بعمرو بن شمر. انظر رجال النجاشي: ٢٨٧، الترجمة ٧٦٥.

  2. انظر: إعلام الورى ١: ٤٨٠، والفصول المهمّة: ١٨٩، لقّب بذي الثفنات لكثرة عبادته وسجوده، وظهور ثفنات على مواضع سجوده مثل ثفنات البعير.
  3. في اليوم الخامس أو التاسع منه، وقيل: في النصف من جمادى الآخرة، وقيل: في سنة ستّ أو سبع وثلاثين أيضا. انظر: أصول الكافي ١: ٤٦٦، والإرشاد ٢: ١٣٧، والتهذيب ٦: ٧٧، وإعلام الورى ١: ٤٨٠، والبحار ٤٦: ١٢ - ١٦، والفصول المهمّة: ١٨٩.
  4. وقيل: سنة اثنتين أو أربع وتسعين، واختلف في يومه: هل هو الثاني عشر، أو الثامن عشر، أو الخامس والعشرون من محرّم؟ انظر المصادر المتقدّمة.
  5. انظر إعلام الورى ١: ٤٨١.
  6. الفصول المهمّة: ١٩٦.
  7. انظر الارشاد ٢: ١٣٧.
  8. انظر اعلام الوري ١: ٤٨١.
  9. انظر ذلك كلّه في مقتل الحسين (للمقرّم): ٣٩٣ - ٤٥٥.
  10. البحار ٤٦: ١٠٨، تاريخ عليّ بن الحسين (ع) باب حزنه، الحديث الأوّل.
  11. انظر: الإرشاد ٢: ١٥١ - ١٥٢، ومروج الذهب ٣: ٧٠ - ٧١، ولم يذكر الأخير الوصيّة، نعم ذكر كلّ منهما دعاء للسجّاد (ع) يستدفع به شرّ مسلم بن عقبة، وأنّه آمنه بعد ذلك وشفّعه في كثير ممّن أريد قتلهم. والدعاء الذي نقله المفيد هو: «ربّ كم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري، وكم من بليّة ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري، فيامن قلّ عند - - نعمته شكري فلم يحرمني، وقلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا، صلّ على محمّد وآل محمّد، وادفع عنّي شرّه، فإنّي أدرأ بك في نحره، واستعيذ بك من شرّه». الإرشاد ٢: ١٥١ - ١٥٢ وقال المسعودي: «وبايع الناس على أنّهم عبيد ليزيد، ومن أبى ذلك، أمرّه مسرف على السيف، غير عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب السجّاد، وعليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب...». ثمّ قال: «ونظر الناس إلى عليّ بن الحسين السجّاد وقد لاذ بالقبر وهو يدعو، فاتي به إلى مسرف وهو مغتاظ عليه، فتبرّأ منه ومن آبائه، فلمّا رآه قد أشرف عليه ارتعد، وقام له، وأقعده إلى جانبه، وقال له: سلني حوائجك، فلم يسأله في أحد ممّن قدّم إلى السيف إلّا شفّعه فيه، ثمّ انصرف عنه، فقيل لعليّ: رأيناك تحرّك شفتيك، فما الذي قلت؟ قال: قلت: " اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظللن، والأرضين السبع وما أقللن، ربّ العرش العظيم، ربّ محمّد وآله الطاهرين، أعوذ بك من شرّه، وأدرأ بك في نحره، أسألك أن تؤتيني خيره وتكفيني شرّه ". وقيل لمسلم: رأيناك تسبّ هذا الغلام وسلفه، فلمّا اتي به إليك رفعت منزلته؟! فقال: ما كان ذلك لرأي منّي، لقد ملئ قلبي منه رعبا». مروج الذهب ٣: ٧٠ - ٧١.
  12. انظر مروج الذهب ٣: ٧١.
  13. أعيان الشيعة ١: ٦٣٦.
  14. وفيات الأعيان ٣: ٢٦٨، ترجمة عليّ بن الحسين (ع)، نقلا عن الكامل ( للمبرّد ) ٢: ١٢٠.
  15. ذكرت القضية والقصيدة - مع اختلاف في عدد أبياتها وتقديمها وتأخيرها - في عديد من مصادر الأدب والسيرة. انظر: الإرشاد ٢: ١٥١، وديوان الفرزدق ٢: ١٧٨، والأغاني ٢١: ٣٧٦، والفصول المهمّة: ١٩٥، وحلية الأولياء ٣: ١٣٩، وغيرها.
  16. نقل هذا التعبير عن يزيد بن معاوية. انظر مقتل الحسين (ع) ( للمقرّم ): ٤٥٣.
  17. الإرشاد ٢: ١٥٣.
  18. انظر جهاد الإمام السجّاد: ١٠١، نقلا عن القاضي عبد الجبّار في المغني في أبواب العدل والتوحيد.
  19. سورة الزمر، الآية 42.
  20. تاريخ الطبري ٤: ٣٥٠، والآية ٤٢ من سورة الزّمر.
  21. انظر المصدر المتقدّم: ٣٥٢.
  22. توحيد الصدوق: ٣٦٦، والحديث فيه تفصيل وبيان لصدر كلامه.
  23. انظر شرح المواقف ٣: ٧٠٧.
  24. الخصال: ٦١٤، حديث الأربعمئة.
  25. الإرشاد ٢: ١٥٢ - ١٥٣.
  26. انظر: الإرشاد ٢: ١٤١، وحلية الأولياء ٣: ١٣٦.
  27. انظر البحار ٤٦: ٧٣، ذيل الحديث ٥٨.
  28. الإرشاد ٢: ١٤٢.
  29. انظر: الإرشاد ٢: ١٤٣ - ١٤٤، والفصول المهمّة: ١٩٠، ونقل عن مصادر عديدة أخرى ذكرت في هامش الإرشاد.
  30. الإرشاد ٢: ١٤٢.
  31. الكافي ( الروضة ) ٨: ٧٢ - ٧٦.
  32. قال الطبري: «.. وقد كان عليّ بن الحسين لمّا خرج بنو اميّة نحو الشام آوى إليه ثقل مروان بن الحكم وامرأته عائشة بنت عثمان بن عفّان»، وذكر أنّ مروان كلّم ابن عمر أن يفعل ذلك فامتنع، ثمّ كلّم عليّ بن الحسين (ع) فخرج بحرمه وحرم مروان حتّى وضعهم بينبع. انظر تاريخ الطبري ٤: ٣٧٢. وهذه صورة أخرى يتجلّى فيها الخطّ العلوي وتمايزه من الخطّ الأموي.
  33. انظر الإرشاد ٢: ١٤٧.
  34. سورة آل عمران، الآية 134.
  35. سورة آل عمران، الآية 134.
  36. سورة آل عمران، الآية 134.
  37. الإرشاد ٢: ١٤٦ - ١٤٧.
  38. حلية الأولياء ٣: ١٣٦.
  39. انظر: المصدر المتقدّم، والإرشاد ٢: ١٤٩، وإعلام الورى ١: ٤٩١ - ٤٩٢، وذكرت بهامشهما مصادر اخر.
  40. حلية الأولياء ٣: ١٣٦.
  41. انظر حلية الأولياء ٣: ١٤٠.
  42. انظر: المصدر المتقدّم: ١٤١، وفيه: محمّد بن اسامة، والإرشاد ٢: ١٤٩، وفيه: زيد بن اسامة.
  43. انظر البحار ٤٦: ١٠١، تاريخ علي بن الحسين (ع)، باب مكارم أخلاقه، الحديث ٨٨.
  44. سورة آل عمران، الآية 92.
  45. انظر البحار ٤٦: ٨٩، تاريخ علي بن الحسين (ع)، باب مكارم أخلاقه، الحديث ٧٧. والآية ٩٢ من سورة آل عمران.
  46. محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة ٥: ٥٢٥ - ٥٣٤.