الإمام المهدي عليه السلام

من إمامةبيديا

تمهيد

الأئمة المعصومون بعد النبي(ص) هم اثنا عشر إماماً أولهم علي بن أبي طالب(ع) وآخرهم المهدي(ع). وللإمام المهدي(ع) موقعية خاصّة في الفكر الشيعي الاثني عشري حيث إنهم يعتقدون أنه غائب عن الأنظار، وسيظهر عندما يشاء الله ذلك، وسيملأ العالم عدلاً بظهوره، بعبارة أخرى: إنّ شخصية الإمام المهدي(ع) لها علاقة وثيقة بفكر المنجي الإلهي في آخر الزمان (الفكر المهدوي).[١]

إشارة تاريخية

ولد الإمام المهدي ابن الإمام الحسن العسكري في ۱۵ شعبان سنة ٢۵۵ ه ق في مدينة سامراء. اسمه وكنيته هما اسم وكنية الرسول الأكرم(ص) ومن ألقابه: الحجة، القائم، المهدي، الخلف الصالح، وصاحب الزمان(ع). كانت حكومة بني العباس تفتش عن أولاد الإمام الحسن العسكري لتقتلهم، من هنا اقتضت المشيئة الإلهية بأن يولد الإمام المهدي(ع) في الخفاء التام، بحيث لم يعلم بهذا الخبر قبل ولادته حتى المقربين من الإمام[٢]. بدأت مرحلة إمامته من سنة ٢۶٠ ه ق مع استشهاد أبيه(ع) ولم يكن يعرف مكانه إلا عدداً قليلاً جداً من الشيعة.

وتنقسم مرحلة إمامة الإمام المهدي(ع) إلى مرحلتين أساسيتين، تعرفان بالغيبة الصغرى والغيبة الكبرى. بدأت الغيبة الصغرى من أوّل إمامته إلى سنة ۳۲۹ ه.ق، أي: أنها استمرت ۶۹ سنة، ثمّ بدأت الغيبة الكبرى وستستمر إلى الظهور.

في مرحلة الغيبة الصغرى كان للإمام أربعة نواب من خواص الشيعة، عينهم الإمام(ع) وعرَّفهم للناس وكان الناس يتصلون بالإمام عن طريقهم. أوّل نائب للإمام(ع) هوعثمان بن سعيد من الأصحاب الثقات للإمامين الهادي والعسكري(ع). وبعده ابنه محمد بن عثمان الذي تولى مسؤولية النيابة وكان ثقة الإمام(ع) إلى أن توفي سنة ۳۰۴ ه. ق. بعده جاء حسين بن رَوح النوبختي وهو من كبار عصره وثقة الإمام(ع) وبعد وفاته في سنة ۳۲۶ ه ق تولى النيابة علي بن محمد السمري الذي كان من أصحاب الإمامين العاشر والحادي عشر(ع) وقد توفي سنة ۳۲۹، وقبل أن يتوفى بأيام حصل على رسالة من الإمام صاحب الزمان(ع) تتضمن الشكر والثناء على ما قدمه النواب الأربعة ويخبره بقرب وفاته وانتهاء الغيبة الصغرى بوفاته، وبدء الغيبة الكبرى.

في مرحلة الغيبة الكبرى التي لا تزال مستمرة لم ينصّب الإمام شخص مُعيّن لنيابته، بل أمر الناس بالرجوع إلى الفقهاء العدول[٣].[٤]

المهدوية تطلُّع عالمي

إنّ فكرة المهدوية والاعتقاد بظهور منجي عالمي في آخر الزمان ليست فكرة خاصّة بالمذهب الشيعي، بل إنّ كل الفِرق الإسلامية تتّفق عليها كما سيأتي.

حيث توجد روايات كثيرة في منابع أهل السنة تتعلق بهذه الفكرة، بل يُمكن أن نجد صور للاعتقاد بها في سائر الأديان، مثلاً نقرأ في كتاب المزامير من العهد العتيق[٥]، المنسوب إلى داود(ع).

۹ سينقطع الأشرار وسيرث المتوكلون على الله الأرض...، ۱۱. سيرث المتواضعون الأرض وسيتلذذون من كثرة السلامة...، ۲۲. سيرث المتبركون بالله الأرض وسينقطع الملعونون عنده[٦].

وجاء في كتاب الزند الذي يُعدّ من الكتب الدينية لدى الزرداشتية:

جيش أهريمن في قتال دائم مع جيش أيزد على الأرض، سينتصر جيش أيزد، وبعد الانتصار سيخسر جيش أهريمن وسيصل العالم إلى سعادته الحقيقية، وسيتربع بني آدم على عرش السعادة[٧].

وجاء في إنجيل متّى في الفصل ۲۴: ۲۷... كالبرق الذي يخرج من المشرق متجهاً إلى المغرب، هكذا هومجيء ابن آدم... ۳۰. سنرى أنّ ابن آدم سيأتي في غيوم السماء بقدرة وجلال عظيمين...

فالاعتقاد بظهور المنجي والمصلح العالمي في آخر الزمان من الأصول المشتركة المقبولة عند كل الأديان السماوية وقد اتفق عليها كل الفِرق الإسلامية، نعم اختلفوا في تعيين ذلك المنجي.

إننا نعتقد أنّ المهدي الموعود والمنجي العظيم الذي بظهوره سيملأ الأرض عدلاً، وستقام الحكومة العالمية للإسلام هوابن الإمام الحسن العسكري(ع) دون سواه وهوالخليفة الثاني عشر للرسول الأكرم(ص) الذي ولد سنة ۲۵۵ ه.ق وهوغائب الآن.

قبل أن نذكر الروايات المرتبطة بالإمام المهدي(ع)، من المناسب الإشارة إلى بعض الآيات التي أشارت إلى مسألة المهدوية وحكومة الإسلام العالمية[٨]

حكومة المهدي العالمية في القرآن

نجد في القرآن إشارات إلى ظهور المهدي(ع) في آخر الزمان وسيطرة حكومة الصالحين في الأرض، فقد جاء في سورة الأنبياء وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ[٩]، تقول الآية أنّ الله قضى في الزبور - كتاب النبي داوود(ع) في الذكر (يظهر أن المقصود منه التوراة) أنّ الأرض سيرثها الصالحون وبالالتفات إلى أنّ لفظة (الأرض) - مع عدم وجود قرينة - يُراد بها كل الأرض، وبالتأمّل في معنى الوراثة يتضح أنّ الآية مورد البحث، تعدنا بالحكومة العالمية للصالحين، وبالنظر إلى وجود حكومات صالحة على مرِّ التاريخ (سواء قبل الإسلام أوبعده) مثل حكومة النبي سليمان(ع) أوالحكومة الإسلامية في زمن النبي(ص) وعلي(ع) إلا أنه لا يُمكن القول أنّ أيّاً منها كانت تمثل حاكميّة الصالحين العالمية. فهذا الوعد الإلهي لم يتحقّق بعد، ومن المُحال أن يتخلّف الوعد الإلهي، فالنتيجة أنّ حاكمية الصالحين العالمية ستحقّق في المستقبل وهذا المعنى إشارة إلى ظهور المهدي(ع) وتأسيس حكومة الإسلام العالمية على يديه، ويؤيّد هذه النتيجة روايات متعدّدة كالرواية المنقولة عن الإمام الباقر(ع): «هُمْ أَصْحَابُ الْمَهْدِيِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ»[١٠].

وقد ذُكرت إشارات بهذا المعنى أيضاً في سورة القصص وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ[١١] مع أنّ هذه الآية ذكرت بين الآيات المرتبطة ببني إسرائيل إلا أنّ استعمال صيغة المضارع في فعل (نريد) يُبيّن نوع من الاستمرار. يُمكن القول أنّ الآية المذكورة تُشير إلى حكومة المستضعفين العالمية بقيادة المهدي(ع) في آخر الزمان، خاصّة أنه جاء في بعض الروايات أنّ المقصود من المستضعفين الذي سيرثون الأرض، هم أهل البيت(ع) حيث سيصلون إلى العزّة بقيام المهدي(ع)[١٢]. وجاء في بعض الآيات الأخرى ذكر للانتصار المطلق للإسلام على سائر الأديان، كما في سورة التوبة[١٣]: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[١٤]، حيث يُصرّح الله في الآية بوعده نصر الإسلام وغلبته على كل الأديان. وبالتأمّل في سائر الموارد التي استعمل فيها فعل (ظَهر) في القرآن[١٥]، يتبيّن أنّ المقصود من الغلبة والنصر العيني هنا هوأنّ المسلمين سيتغلبون على أتباع سائر الأديان[١٦]. وبما أنّ الإسلام - حتى اليوم - لم يغلب سائر الأديان - بشكل مطلق-، يُمكن أن يكون هذا الوعد إشارة إلى حكومة المهدي(ع) العالمية، وهذا ما يؤيّده بعض الروايات[١٧]. وبالإضافة إلى ما ذُكر، توجد آيات كثيرة أخرى تتضمّن إشارات إلى المهدي(ع) ونهضته العالمية، نكتفي بما ذكرناه احترازاً عن الإطالة.[١٨]

السنة الإسلامية وفكرة المهدوية

إذا تجاوزنا الإشارات القرآنية، نجد مجموعة كبيرة من الروايات الإسلامية ذكرت مسألة المهدوية وبيّنت أبعادها المختلفة. هذه الروايات لا تختص بمنابع الشيعة الروائية، بل هي موجودة بكثرة في منابع أهل السنة كذلك[١٩]. بالإضافة إلى أنّ بعض كبار أهل السنة بادروا بتأليف كتب مستقلة في مسألة الإمام المهدي(ع) مما يدلّ على أهمية فكرة المهدوية وانتشارها بين غير الشيعة[٢٠]. واتفق الشيعة وأهل السنة على أصل ظهور المهدي(ع) في آخر الزمان وأحواله وأوصافه، نعم الاختلاف الوحيد المهم بينهم يرتبط بولادته حيث يعتقد الشيعة أنه ولد سنة ٢۵۵ ه ق وهوغائب، أما أغلب أهل السنة يعتقدون بأنه لم يولد بعد.

هنا نذكر حديث من المنابع الروائية لأهل السنة عن علي(ع) عن النبي(ع) قال: «لولم يتبق من الدهر إلا يوم، يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً».[٢١]

الإمام المهدي(ع) في روايات الشيعة

تضع الروايات الموجودة في منابع الشيعة الروائية الكثير من المعلومات بين أيدينا تشمل كيفية الولادة، الأوصاف البدنية والمعنوية، عوامل الغيبة، علامات الظهور وأحداث ستقع بعد الظهور، سنكتفي بذكر أهم تلك المسائل الكثيرة باختصار.[٢٢]

المهدي الموعود: ابن الإمام العسكري

قلنا أنّ عامة علماء أهل السنة، يشكّكون في أنّ ابن الإمام العسكري هونفسه المهدي الموعود الذي أخبر عنه القرآن والنبي(ص) ويعتقدون أنّ منجي العالم لم يولد بعد، على خلاف عقيدة الشيعة حيث يستندون إلى روايات النبي(ص) والأئمة(ع) التي تقول بأنّ الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت(ع) هوالمهدي الموعود. كالرواية المنقولة عن الرسول(ص): «الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ، أَوَّلُهُمْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ، وَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ الَّذِي يَفْتَحُ اللَّهُ- تَعَالَى ذِكْرُهُ- عَلَى يَدَيْهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا»[٢٣] . كما توجد أحاديث تذكر المهدي الموعود بعنوانه الرجل التاسع من نسل الإمام الحسين والرابع من نسل الإمام علي بن موسى الرضا والثالث من نسل الإمام محمد بن علي الجواد[٢٤]، فإذا أضفنا إلى هذه الروايات ما نقله التاريخ من أخبار قطعية على ولادة ابن للإمام الحسن العسكري من جهة، وما نقله التاريخ من تأكيد على أنّ هذا المولود هوالمهدي الموعود من جهة أخرى، لا يبقى مجال للشك في أنّ المهدي الموعود هوابن الإمام العسكري(ع).

لقد التقى به الكثير من الناس في المقاطع الثلاثة:

  1. قبل وفاة الإمام العسكرى(ع).
  2. في زمن الغيبة الصغرى.
  3. في زمن الغيبة الكبرى.

وقد أخبروا بذلك ونقلوا أحداث اللقاءات التي جرت بينهم وبين الإمام(ع)، وبالالتفات إلى شخصياتهم وأوصافهم، لا يبقى مجال للشك فيما نقلوه[٢٥]. كما يستنتج من مجموع الروايات أنّ المهدي الموعود(ع) هوشخص واحد، أي: أنه لن يكون هناك عدّة أشخاص باسم المهدي، لهم ظهورات متعدّدة في مراحل مختلفة، فكل من يدّعي المهدوية من غير أبناء الإمام العسكري(ع) فهوكاذب.[٢٦]

عوامل الغيبة

يُطرح سؤال على اعتقاد الشيعة بغيبة إمام الزمان(ع) هو: ما العوامل التي أدت إلى غيبته؟ في الإجابة عن السؤال المذكور، يجب أوّلاً: الالتفات إلى أنّ الإمامة -كالنبوّة - مقولة إلهية، فمن غير الصحيح أن نتوقع أن تكشف لنا كل أسرارها وأبعادها. وإنّ الله هدف هوهداية البشر لذا منذ بدء الخلقة بدأ بإرسال الأنبياء وأنزل الكتب السماوية واستمر إلى بعثة النبي الأكرم(ص) آخر الأنبياء، ثمّ اقتضت المشيئة الإلهية بأن تستمر وظائف النبي(ص) ومسؤولياته على يد اثني عشر إمام من أهل بيته آخرهم سيغيب لمدة غير معلومة. ونحن نعتقد بحكمة الله ونعتقد أنّ مسألة الإمامة بكل تفاصيلها هي مسألة إلهية ونعتقد أنّ غيبة الإمام الثاني عشر عمل حكيم وإن لم نطلع على كل أسراره. جاء في حديث عن عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد(ص) يقول: «إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً لَا بُدَّ مِنْهَا يَرْتَابُ فِيهَا كُلُّ مُبْطِلٍ فَقُلْتُ وَ لِمَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ لِأَمْرٍ لَمْ يُؤْذَنْ لَنَا فِي كَشْفِهِ لَكُمْ قُلْتُ فَمَا وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَتِهِ قَالَ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَتِهِ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَاتِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ حُجَجِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِنَّ وَجْهَ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ لَا يَنْكَشِفُ إِلَّا بَعْدَ ظُهُورِهِ كَمَا لَمْ يَنْكَشِفْ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِيمَا أَتَاهُ الْخَضِرُ(ع) مِنْ خَرْقِ السَّفِينَةِ وَ قَتْلِ الْغُلَامِ وَ إِقَامَةِ الْجِدَارِ لِمُوسَى(ع) إِلَى وَقْتِ افْتِرَاقِهِمَا يَا ابْنَ الْفَضْلِ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ وَ غَيْبٌ مِنْ غَيْبِ اللَّهِ وَ مَتَى عَلِمْنَا أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَكِيمٌ صَدَّقْنَا بِأَنَّ أَفْعَالَهُ كُلَّهَا حِكْمَةٌ وَ إِنْ كَانَ وَجْهُهَا غَيْرَ مُنْكَشِفٍ لَنَا»[٢٧].

مع ذلك نجد أنّ بعض الروايات ذكرت بعض أسباب الغيبة وفوائدها –وإن كان السر الحقيقي لذلك غير معلوم لنا – وهي عبارة عن:

الصون من الاستشهاد سريع الوقوع

الحكومة العباسية كانت تترصد أبناء الإمام العسكري(ع) لقتلهم، فلوعاش الإمام المهدي(ع) بشكل علني كآبائه فسوف يُستشهَد مباشرة.

من جهة أخرى اقتضت الحكمة الإلهية أن يبقى حياً ويحقق الحكومة الإسلامية بقيامه(ع)، فالحكمة تقتضي أن يختفي عن الأنظار وبذلك يبقى في مأمن من الأعداء، ذُكرت هذه المسألة في أحاديث مختلفة، منها: ما ينقله زرارة عن الإمام الصادق(ع): «إِنَّ لِلْغُلَامِ غَيْبَةً قَبْلَ ظُهُورِهِ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ يَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ قَالَ زُرَارَةُ يَعْنِي الْقَتْلَ»[٢٨]. لا ينبغي الغفلة عن أنّ هذا الخوف ليس شخصياً فكل الأئمة المعصومين(ع) كانوا مستعدين للشهادة في سبيل الله. لكن المقصود هنا أنه لواستشهد الإمام لما تمّ إجراء البرنامج الإلهي - المبتني على إقامة العدل في كل أرجاء العالم - بشكل تام.

الامتحان الإلهي

من النقاط التي ذكرت في الروايات بعنوانها حكمة من حِكم الغيبة أنّ الله يمتحن الناس بغيبته، لتصفوصفوف المؤمنين حقاً من ضعيفي الإيمان. كما أنّ المصائب التي تقع في غيبته ستكون سبباً في تطهير الشيعة من الذنوب (المسمى بالتمحيص).

فقد روي «عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(ع) أَنَّهُ قَالَ: لَتُمْخَضُنَّ يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَخِيضِ الْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ لِأَنَّ صَاحِبَ الْكُحْلِ يَعْلَمُ مَتَى يَقَعُ فِي الْعَيْنِ وَ لَا يَعْلَمُ مَتَى يَذْهَبُ فَيُصْبِحُ أَحَدُكُمْ وَ هُوَ يَرَى أَنَّهُ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ أَمْرِنَا فَيُمْسِي وَ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا وَ يُمْسِي وَ هُوَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ أَمْرِنَا فَيُصْبِحُ وَ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا»[٢٩].

عدم الخضوع إلى بيعة الحكومات الظالمة

أشارت بعض الروايات التي ذكرت علّة غيبة المهدي أنه عندما يقوم، ليس في ذمته بيعة لأحد، إنّ آباءه العظام كل منهم - بمقتضى الحكمة الإلهية - كانوا يعيشون في شروط أمرهم الله بها رعايةً لمصالح الإسلام بتحمل حكومة حكام الجور، والامتناع عن المبارزة العلنية معهم، إلا أنّ المشيئة الإلهية اقتضت أن لا يعيش الإمام المهدي(ع) ولوللحظه في حال التقية وسيظهر عندما تتهيأ كل الأسباب للمبارزة العلنية مع الطواغيت، فقد روي عن الإمام الرضا(ع) في جوابه عن سؤال أحد الأصحاب عن سبب غيبة الإمام(ع) قال: «لِئَلَّا يَكُونَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ إِذَا قَامَ بِالسَّيْفِ»[٣٠].[٣١]

فوائد الإمام(ع) في زمن الغيبة

نعلم أنّ الهدف من غيبة الإمام(ع) هوهداية الناس وقيادة الأمة الإسلامية، فكيف يُمكن أن يغيب الإمام ويبتعد عن الناس ومع ذلك عليه القيام بمسؤوليات الإمامة؟ هل لوجود إمام غائب فائدة للناس؟ في الجواب عن أسئلة من هذا القبيل، يُمكن الإشارة إلى عدّة نقاط:

  1. غاب بعض الأنبياء الماضين عن قومهم مدّة قصيرة أوطويلة في حين استمر منصب نبوتهم[٣٢].
  2. غيبة إمام الزمان لا يعني عدم حضوره بين الناس مطلقاً، بل إنّ روايات كثيرة تدلّ على أنه يحضر بين الناس ويشارك في مجالس الشيعة، وأنه أيام الحج يقوم بأداء المناسك مع الحجاج، إلا أنّ غيابه بمعنى أنّ الناس لا تعرفه ولا تتعرّف على هويته. فالإمام(ع) يحضر بين الناس وهو منشأ آثار وبركات كثيرة وإن لم يشخّصه عموم الناس.
  3. بناءً على الروايات الموجودة، تشرّف جماعة من خواص الشيعة في زمن الغيبة الكبرى بلقاء إمام الزمان وتنعموا بنور هدايته، فمن البديهي أنّ هؤلاء يُمكنهم أن يكونوا واسطة تُثبت وجوده إلى سائر الناس.

وبالالتفات لما ذكر يتضح أنّ الإمام المهدي(ع) حتى في زمان الغيبة هوموظف بوظائف الإمامة، والأمة تتنعّم بفيض وجوده وإن كانت هذه الاستفادة محدودة مقارنة بعصر الظهور. كما تُشبّه الروايات وجود الإمام في عصر الغيبة بالشمس التي تخفيها السحب، في حديث لجابر بن عبدالله الأنصاري عن رسول الله(ص) عندما سأله، هل ينتفع الناس من وجود القائم في زمن الغيبة؟ قال:(ص). «إِي وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ إِنَّهُمْ لَيَنْتَفِعُونَ بِهِ يَسْتَضِيئُونَ بِنُورِ وَلَايَتِهِ فِي غَيْبَتِهِ كَانْتِفَاعِ النَّاسِ بِالشَّمْسِ وَ إِنْ جَلَّلَهَا السَّحَابُ»[٣٣]. إنّ تاريخ الشيعة يشهد على أنّ كثير من العلماء كانوا عندما تستعصي عليهم بعض المسائل العلمية يلجؤون للإمام(ع) لحلها، كما أنه تمّ شفاء كثير من المرضى ونجاة كثير من المحتاجين بعنايته، كل هذا دليل على الدور الحياتي للإمام(ع) في عصر الغيبة.[٣٤]

علامات الظهور

لا يعلم زمن ظهور الإمام المهدي(ع) على وجه الدقة غير الله، وكل من يدعي العلم بذلك فهوكاذب[٣٥]، والالتفات إلى هذه العلامات يساعد الشيعة على كشف كل من يدعي المهدوية والظهور والقيام. إلا أنّ الروايات كثيرة لا يُمكن ذكرها هنا[٣٦].[٣٧]

طول عمر الإمام المهدي(ع)

إذا قبلنا أنّ ولادة إمام الزمان(ع) كانت سنة ٢۵۵ ه ق يعني أنّ عمره حالياً أكثر من ۱۱۶۰ سنة وكلما تأخر ظهوره كلما طال عمره. قد يصعب على البعض القبول بهذا العمر ويستبعده أوحتى يعدّه غير ممكن؟ هل يُمكن أن يكون للإنسان عمراً طويلاً هكذا؟ في الجواب عن السؤال المذكور يُمكن القول:

١. لا شك أنّ طول العمر أمر غير مُحال ذاتاً؛ بل يُمكن القول أنه مُحال وقوعه على الأكثر، يعني أنه أمر غير ممكن حسب مقتضى القوانين الطبيعية المعروفة، وإن كان هوفي حدّ ذاته ممكن. ذكرنا في بحث القدرة الإلهية، أنه من القدرة الإلهية أنّ معجزات الأنبياء هي من الحالات الوقوعية التي تتعلّق بها القدرة الإلهية، فيُمكن القول أنّ الله عزّوجلّ – بناءً على حكمته - قدّر أن يعيش الإمام قروناً متمادية بالرغم من جريان القوانين الطبيعية العادية.

بالرغم من وضوح هذه المسألة وعدم الحاجة إلى الاستدلال عليها إلا أنه يُمكن ذكر مؤيّدات من بعض آيات القرآن الكريم، يقول القرآن في النبي يونس(ع): فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[٣٨]. هذه الآية صريحة في إمكان استمرار حياة الإنسان إلى يوم القيامة. الخلاصة أنه بملاحظة القدرة المطلقة الإلهية والإمكان الذاتي لطول العمر، لا يبقى مجال للشك أوللإنكار بالنسبة لطول عمر الإمام المهدي(ع).

٢. من الممكن تقوية مدّعانا بالقول: أنّ طول العمر منسجم حتى مع القوانين الطبيعية، فلا تحتاج إلى إعمال قدرة إلهية خاصّة، بل إنّ طبيعة الإنسان إذا ابتعد عن تأثير العوامل التي تعجل في الموت (مثل سوء التغذية، استنشاق هواء غير مناسب، الضيق الروحي، عدم الرعاية الصحية و...) فسيكون له عمر طويل جداً مقارنة بالناس العاديين. يؤيّد هذا المدّعى شواهد كثيره اليوم، وأيدها كثير من العلماء والأطباء الذين يرون أنّ كبر السن والموت هونوع من المرض الذي يُمكن مواجهته من خلال اكتساب الطرق المناسبة لذلك، وبالتالي يضمن سر العيش لآلاف السنوات، من هنا في المدن المتطورة التي تتميّز بالرعاية الصحية لعامة الناس نجد أنّ متوسط عمر الناس فيها أرفع منه بالقياس إلى الدول المتخلّفة. فوجود المعمّرين طوال التاريخ هوشاهد آخر على المدّعي، فالقرآن يصرّح أنّ عمر نوح(ع) يقارب ألف سنة وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا[٣٩]. فطول العمر لا يستبعده العقل ولا العلوم التجربية.[٤٠]

خصوصيات عصر الظهور

بعض الروايات وصفت الأحداث التي ستقع بعد ظهور الإمام المهدي(ع) وطريقته في إدارة الحكومة والأوضاع العامة للأمة الإسلامية. بناء على هذه الروايات فإنّ الإمام المهدي(ع) سوف يسير بسيرة جده رسول الله[٤١] وسيقضي بين الناس -كما كان النبي داوود - بدون الحاجة إلى دليل وشاهد[٤٢]، وسيوسّع حكومة الإسلام في كل أرجاء الأرض وستظهر بركات السماء والأرض للناس في زمانه وسينتشر الأمن وتنتهي الآفات والأمراض. وستفتح كل الاستعدادات العملية والمعرفية للمؤمنين وستظهر علوم الأنبياء والأوصياء للناس. وأنه سيمحوكل مظاهر البدعة وسيظهر الوجه الحقيقي للإسلام الذي تعرض لتغيرات طوال التاريخ، وسيملأ الأرض عدلاً وسيقتلع جذور الظلم حتى لا يبقى كافر إلا ويؤمن ولا فاسق إلا ويتبع مسلك الصلاح.[٤٣]

فضيلة الانتظار

روايات كثيرة تؤكّد على فضيلة الإيمان بقائم آل محمد(ص) في زمن غيبته وانتظار ظهوره؛ مثلاً عن الإمام الصادق(ع): «مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ وَ هُوَ مُنْتَظِرٌ لِهَذَا الْأَمْرِ كَمَنْ هُوَ مَعَ الْقَائِمِ فِي فُسْطَاطِهِ قَالَ ثُمَّ مَكَثَ هُنَيْئَةً ثُمَّ قَالَ لَا بَلْ كَمَنْ قَارَعَ مَعَهُ بِسَيْفِهِ ثُمَّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا كَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ(ص)»، كما جاء في الروايات «أن أفضل العبادات انتظار الفرج».[٤٤]

المراجع والمصادر

  1. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي

الهوامش

  1. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٢٣.
  2. لمطالعة الروايات المرتبطة بولادة الإمام المهدي(ع)، راجع: كامل سليمان، يوم الخلاص، ص۸۵- ۸۸ والعلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۵۱، ص٢و٣.
  3. جاء في التوقيع الشريف للإمام المهدي(ع): «وَ أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ» .
  4. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٢٣-٥٢٤.
  5. العهد العتيق هومجموعة كتب اليهود المقدسة (۳۹ كتاب).
  6. هذه العبارة شبيهة بالآية ۱۰۵ من سورة الأنبياء: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، لمطالعة البشارات المذكورة في العهدين القديم والجديد، راجع: بشارات العهدين، البشارات ۳۲ - ۵۰.
  7. نقلاً عن السيد هادي خسروشاهي، مصلح جهاني ومهدي موعود از ديدگاه اهل سنت، ص۵۹.
  8. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٢٤-٥٢٦.
  9. سورة الأنبياء: ۱۰۵.
  10. الكافي، ج۸، ۳۱۳.
  11. سورة القصص: ۵.
  12. نُقل عن الإمام علي(ع): «هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ يَبْعَثُ اللَّهُ مَهْدِيَّهُمْ بَعْدَ جَهْدِهِمْ فَيُعِزُّهُمْ وَ يُذِلُّ عَدُوَّهُمْ...»؛ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۵۱، ص۵۴.
  13. ذُكر في سورة الفتح آية ٢٨ وسورة الصف آية ۹، تعبيراً مشابها لهذا التعبير.
  14. سورة التوبة: ۳۳.
  15. كالآية: ۳۰ من سورة الكهف: إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ.
  16. بالتالي فالمقصود من الغلبة في الآية ليست هي الغلبة المنطقية والنظرية للمعارف الإسلامية على عقائد الأديان الأخرى، خصوصاً بلحاظ الآية السابقة التي كانت تتضمن الكلام عن الكفُار ومساعيهم من أجل اطفاء نور الله: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ سورة التوبة: ۳۲.
  17. أبوبصير ينقل عن الإمام الصادق(ع) قال: «والله ما يجيء تأويلها حتى يخرج (القائم) المهدي، فإذا خرج القائم لم يبق مشرك إلا كره خروجه...»؛ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۵۱، ص۶۰.
  18. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٢٦-٥٢٨.
  19. تم تصنيف الروايات الواردة، محاورها الكلية، راجع: السبحاني، الإلهيات، ج۴، ص۱۳۳ و۱۳۴.
  20. من الكتب: حافظ أبونعيم الأصفهاني، صفة المهدي؛ محم بن سويف الكنجي الشافعي، البيان في أخبار صاحب الزمان؛ ملا علي متقي، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان؛ عباد بن يعقوب الرواجني، أخبار المهدي؛ السيوطي، العرف الوردي في أخبار المهدي؛ ابن حجر المكي، القول المختصر في علامات المهدي المنتظر؛ شيخ جمال الدين الدمشقي، عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر؛ ملا علي القاري، المشرب الوردي في مذهب المهدي؛ مرعي بن يوسف الحنبلي، فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر.
  21. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٢٨-٥٢٩.
  22. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٢٩-٥٣٠.
  23. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۳۶، ص٢٢۶، ح۱.
  24. راجع: الطبرسي، أعلام الورى، ج۲، ص٢٢۵ - ٢۵٣.
  25. الشاهرودي، الإمام المهدي وظهوره، ص۱۳۲ – ١۵٢.
  26. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٣٠-٥٣١.
  27. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۵٢، ص۹۱.
  28. الشيخ الصدوق، إكمال الدين، باب علّة الغيبة (باب ۴۴)، ص۴۸۱، ح۷- ۱۰.
  29. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۵۲، ص۱۰۱.
  30. الشيخ الصدوق، كمال الدين، باب علّة الغيبة، ح۴.
  31. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٣١-٥٣٣.
  32. كالنبي موسى(ع) الذي غاب أربعين يوماً عن قومه، الأعراف: ١۴٢، والنبي يونس الذي غاب في بطن الحوت. الأنبياء: ۸۷ -۸۸.
  33. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۵۱، ص۹۳؛ كما جاء في توقيع للإمام المهدي(ع): «وَ أَمَّا وَجْهُ الِانْتِفَاعِ بِي فِي غَيْبَتِي فَكَالانْتِفَاعِ بِالشَّمْسِ إِذَا غَيَّبَتْهَا عَنِ الْأَبْصَارِ السَّحَابُ»؛ الشيخ الصدوق، كمال الدين، باب ۴۵، ص۴۸۵، ح۴.
  34. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٣٤-٥٣٥.
  35. جاء في أحد التوقيعات الشريفة للإمام المهدي: «أَمَّا ظُهُورُ الْفَرَجِ فَإِنَّهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ»؛ الشيخ الصدوق، المصدر السابق، ص۴۸۴.
  36. يُمكن مطالعة الروايات الواردة في كتاب: العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۵٢، ص۱۸۱ – ۲۷۸.
  37. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٣٥.
  38. سورة الصافات: ۱۴۳-۱۴۴.
  39. سورة العنكبوت: ۱۴.
  40. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٣٥-٥٣٧.
  41. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۵۲، ص۳۴۷، ح۹۷.
  42. المصدر السابق، ص۲۸۶، ح۱۹؛ وص۳۳۶، ح۷۴؛ وص۳۲۵، ح۳۹.
  43. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٣٧-٥٣٨.
  44. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٥٣٨.