الإمام جعفر الصادق عليه السلام
اسمه ونسبه
هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع).
وامّه: ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر.[١]
كنيته ولقبه
كنيته: «ابو جعفر»،
مولده
ولد بالمدينة في السابع عشر من ربيع الاوّل سنة ثلاث وثمانين، [٣] أيام عبد الملك بن مروان.
وفاته
توفّي بالمدينة في الخامس والعشرين من شوّال سنة مئة وثمان واربعين.[٤]
ودفن بالبقيع مع ابيه وجدّه وعمّه الحسن(ع).[٥]
قال المسعودي: «ولعشر سنين خلت من خلافة المنصور توفّي ابو عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة ثمان واربعين ومئة، ودفن بالبقيع مع ابيه وجدّه، وله خمس وستّون سنة، وقيل: انّه سمّ».[٦]
وروي الكليني - وغيره - عن ابي ايوب النحوي، قال: «بعث الىّ ابو جعفر المنصور في جوف الليل، فاتيته فدخلت عليه وهو جالس علي كرسيّ وبين يديه شمعة وفي يده كتاب، قال: فلمّا سلمت عليه رمي بالكتاب الىّ وهو يبكي، فقال لي: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا انّ جعفر بن محمد قد مات، فانّا للّه وانّا الىه راجعون - ثلاثاً - واين مثل جعفر؟ ثمّ قال: اكتب، قال: فكتبت صدر الكتاب، ثمّ قال: اكتب ان كان اوصي الى رجل واحد بعينه فقدّمه واضرب عنقه، قال: فرجع الىه الجواب: انّه قد اوصي الى خمسة واحدهم ابو جعفر المنصور، و محمد بن سليمان، وعبد الله، وموسي، وحميدة».[٧]
وهذا من علم الإمام (ع) وفطنته بما كان يجري في زمانه، فانّه اوصي الى خمسة احدهم المنصور ليدفع القتل عن الوصي الواقعي وهو الإمام موسي (ع) من بعده.
عمره الشريف
كان عمره حينما توفّي خمسا وستّين سنة.[٨]
عاش فيها مع جدّه وابيه اثنتي عشرة سنة، ومع ابيه بعد جدّه تسع عشرة سنة، وبعد ابيه اربعاً وثلاثين سنة.[٩]
مدّة امامته
كانت مدّة امامته اربعاً وثلاثين سنة، وهي المدّة التي عاشها بعد ابيه (ع).[١٠]
حكّام عصره
ولد الإمام الصادق (ع) في اواخر ايام عبد الملك بن مروان، وعاصره بعده الوليد بن عبد الملك، و سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز، و يزيد بن عبد الملك، و هشام بن عبد الملك، و الوليد بن يزيد، و يزيد بن الوليد، و إبراهيم بن الوليد، و مروان الحمار.
وعاصره من بني العباس: ابو العباس السفاح، واخوه ابو جعفر المنصور، وقبض بعد مضي عشر سنوات من ملك الاخير.[١١]
الظروف السياسية في عهد الإمام (ع)
تنقسم الحياة السياسية في المدّة التي عاشها الإمام الصادق (ع) بصورة عامّة الى ثلاثة عهود:
العهد الاموي
شاهد الإمام (ع) في هذا العهد الظلم والقتل الذريع الذي كان يذيقه بنو اميّة خصومهم بصورة عامّة والعلويّين بصورة خاصّة، من تشريد وسجن وتعذيب وقتل، مضافا الى التعذيب النفسي الذي كان يقوم به الولاة والمتزلّفون الى الحكّام، فانّهم كانوا يجمعون بني علي قريباً من المنبر - يوم الجمعة - ويقوم الخطيب بسبّ علي بن أبي طالب (ع)، وكان هذا ديدنهم حتّى حكم عمر بن عبد العزيز فرفع السبّ.
وعاصر ثورة عمّه زيد بالكوفة ايام هشام بن عبد الملك، وقمعها واستشهاد زيد ومطاردة العلويّين باشدّ ممّا كان من ذي قبل.
العهد الانتقالى
وشاهد في هذا العهد تحرّك ابي سلمة الخلّال، و ابي مسلم الخراساني والاطاحة بحكم بني اميّة، وكان موقفه تجاه هذه الحركة موقف الرافض، لعلمه بعاقبة الامر.[١٢]
العهد العبّاسي
لم يعلن السفّاح العداء لولد علي (ع) عند وصوله للسلطة، بل كان يتظاهر بالولاء لهم؛ لانّه كان يعلم انّ الثورة ضدّ الامويّين انّما نجحت تحت لواء شعار الولاء لآل محمد وعلي عليهما السّلام.
ومع ذلك فقد اشخص الإمام الصادق (ع) من المدينة الى الهاشميّة، والزمه بالاقامة الجبريّة في الكوفة لمدّة قصيرة، ثمّ ارجعه الى المدينة.[١٣]
وما دامت ايام السفّاح الّا نحو اربع سنوات، [١٤] وجاء المنصور واشتدّ الامر على العلويّين، فاخذوا وابعدوا الى الكوفة، وحبسوا في سجن لا يعرف النهار فيه من الليل، فكان اغتسالهم فيه، ومات بعضهم فبقيت جثّته حتّى تعفّنت، ومرضوا فمات بعضهم من ذلك، وهدم السجن علي باقيهم.[١٥]
شاهد الإمام (ع) ذلك كلّه، كما لاقي من المنصور اذي كثيراً، فقد كان الوشاة ينقلون الى المنصور ما هو بريء منه، فيزداد غيظاً على الإمام (ع).
فمن ذلك: «أَنَّ اَلْمَنْصُورَ أَمَرَ اَلرَّبِيعَ بِإِحْضَارِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَأَحْضَرَهُ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ قَالَ: قَتَلَنِيَ اَللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، أ تُلْحِدُ فِي سُلْطَانِي و تَبْغِينِي اَلْغَوَائِلَ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: «و اَللَّهِ مَا فَعَلْتُ و لاَ أَرَدْتُ، فَإِنْ كَانَ بَلَغَكَ فَمِنْ كَاذِبٍ، و لَوْ كُنْتُ فَعَلْتُ لَقَدْ ظُلِمَ يُوسُفُ فَغَفَرَ و اُبْتُلِيَ أَيُّوبُ فَصَبَرَ و اعطي سُلَيْمَانُ فَشَكَرَ، فَهَؤُلاَءِ أَنْبِيَاءُ اَللَّهِ تعالى و إِلَيْهِمْ يَرْجِعُ نَسَبُكَ». فَقَالَ لَهُ اَلْمَنْصُورُ: أَجَلْ اِرْتَفِعْ هَاهُنَا، فَارْتَفَعَ فَقَالَ لَهُ: ان فلان بن فلان أَخْبَرَنِي عَنْكَ بِمَا ذكرت. فَقَالَ: «أَحْضِرْهُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ليواقفني على ذلك». فَأَحْضَرَ اَلرَّجُلَ اَلْمَذْكُورَ، فَقَالَ لَهُ اَلْمَنْصُورُ: أَنْتَ سَمِعْتَ مَا حَكَيْتَ عن جعفر؟ قال: نعم. قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: «فَاسْتَحْلِفْهُ عَلَى ذَلِكَ». فَقَالَ لَهُ اَلْمَنْصُورُ: أ تَحْلِفُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَابْتَدَأَ بِالْيَمِينِ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ: «دَعْنِي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ احلّفه أنا». فقال له: افعل. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِلسَّاعِي: «قُلْ: بَرِئْتُ مِنْ حَوْلِ اَللَّهِ و قُوَّتِهِ و اِلْتَجَأْتُ إِلَى حَوْلِي و قُوَّتِي لَقَدْ فَعَلَ كَذَا و كَذَا جَعْفَرٌ». فامتنع منها هنيهة ثُمَّ حَلَفَ بِهَا، فَمَا بَرِحَ حَتَّى اِضْطَرَبَ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: جُرُّوا بِرِجْلِهِ، فَأَخْرِجُوهُ لَعَنَهُ اَللَّهُ . قَالَ اَلرَّبِيعُ: و كُنْتُ رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام حين دخل على اَلْمَنْصُورِ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فَكُلَّمَا حَرَّكَهُمَا سَكَنَ غَضَبُ اَلْمَنْصُورِ حَتَّى أَدْنَاهُ مِنْهُ و رَضِيَ عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ عِنْدِ أَبِي جَعْفَرٍ اِتَّبَعْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذَا اَلرَّجُلَ كَانَ أَشَدَّ اَلنَّاسِ غَضَباً عَلَيْكَ، فَلَمَّا دَخَلْتَ عَلَيْهِ و حَرَّكْتَ شَفَتَيْكَ سَكَنَ غَضَبُهُ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتَ تُحَرِّكُهُمَا؟ قَالَ: «بِدُعَاءِ جَدِّيَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام». فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، و مَا هَذَا اَلدُّعَاءُ؟ قَالَ: «يَا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي، و يَا غَوْثِي عِنْدَ كُرْبَتِي، اُحْرُسْنِي بعينك اَلَّتِي لاَ تَنَامُ، و اُكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ اَلَّذِي لاَ يُرَامُ». قَالَ اَلرَّبِيعُ: فَحَفِظْتُ هَذَا اَلدُّعَاءَ، فَمَا نَزَلَتْ بِي شِدَّةٌ قَطُّ فَدَعَوْتُ بِهِ إِلاَّ فَرَّجَ اَللَّهُ عَنِّي. قَالَ: و قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: لِمَ مَنَعْتَ اَلسَّاعِيَ أَنْ يَحْلِفَ بِاللَّهِ تعالى؟ قَالَ: «كَرِهْتُ أَنْ يَرَاهُ اَللَّهُ تعالى يُوَحِّدُهُ و يُمَجِّدُهُ فَيَحْلُمَ عَنْهُ و يُؤَخِّرَ عُقُوبَتَهُ، فَاسْتَحْلَفْتُهُ بِمَا سَمِعْتَ فَأَخَذَهُ اَللَّهُ أَخْذَةً رٰابِيَةً»[١٦]
وقال السيد المرتضي: «قال المنصور لابي عبد الله (ع): اردت الخروج علينا؟! فقال: نحن ندلّ عليكم في دولة غيركم، فكيف نخرج عليكم في دولتكم؟!».[١٧]
يريد بذلك انّه (ع) كان في زمن بني اميّة يخبر بانّ الملك سيكون للسفّاح والمنصور وولده، [١٨] فكيف ينازعهم الامر ايّام ملكهم؟!
ومن نماذج ما لاقاه الإمام الصادق (ع) من انواع الظلم هو ما رواه المفيد وغيره: « أَنَّ دَاوُدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَتَلَ اَلْمُعَلَّى بْنَ خُنَيْسٍ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَخَذَ مَالَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ جَعْفَرٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ فَقَالَ لَهُ قَتَلْتَ مَوْلاَيَ وَ أَخَذْتَ مَالِي أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اَلرَّجُلَ يَنَامُ عَلَى اَلثَّكَلِ وَ لاَ يَنَامُ عَلَى اَلْحَرَبِ أَمَا وَ اَللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ اَللَّهَ عَلَيْكَ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ أَ تَتَهَدَّدُنَا بِدُعَائِكَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِقَوْلِهِ فَرَجَعَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى دَارِهِ فَلَمْ يَزَلْ لَيْلَهُ كُلَّهُ قَائِماً وَ قَاعِداً حَتَّى إِذَا كَانَ اَلسَّحَرُ سُمِعَ وَ هُوَ يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ يَا ذَا اَلْقُوَّةِ اَلْقَوِيَّةِ وَ يَا ذَا اَلْمِحَالِ اَلشَّدِيدِ وَ يَا ذَا اَلْعِزَّةِ اَلَّتِي كُلُّ خَلْقِكَ لَهَا ذَلِيلٌ اِكْفِنِي هَذَا اَلطَّاغِيَةَ وَ اِنْتَقِمْ لِي مِنْهُ - فَمَا كَانَ إِلاَّ سَاعَةً حَتَّى اِرْتَفَعَتِ اَلْأَصْوَاتُ بِالصِّيَاحِ وَ قِيلَ قَدْ مَاتَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلسَّاعَةَ»[١٩]
القيادة العلمية للإمام الصادق(ع)
اخذت الحركة العلميّة تزداد في اواخر عهد الإمام السجاد (ع)، ثمّ اشتدّت ايّام الإمام الباقر (ع)، حتّى ازدادت شدّة وسرعة ايام الإمام الصادق (ع)، فانّه تزعّم الحركة العلميّة والفكرية في عصره مع ما لاقاه من الاذى، وما شاهده من الظلم تجاه اهل بيته وسائر العلويّين. قال المفيد في حقّه: «ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر ذكره في البلدان، ولم ينقل عن احد من اهل بيته العلماء ما نقل عنه، ولا لقي احد منهم من اهل الآثار ونقلة الاخبار، ولا نقلوا عنهم، كما نقلوا عن ابي عبد الله (ع)، فانّ اصحاب الحديث قد جمعوا اسماء الرواة عنه من الثقات، على اختلافهم في الآراء والمقالات، فكانوا اربعة آلاف رجل».[٢٠]
وقال الحسن بن زياد الوشاء - وهو من اصحاب الرضا (ع): «ادركت في هذا المسجد تسعمئة شيخ كلّ يقول: حدّثني جعفر بن محمد».[٢١]
مع العلم بانّ الإمام (ع) كان بالمدينة، والمسجد المشار اليه هو مسجد الكوفة؛ لانّ الراوي وهو أحمد بن محمد بن عيسى، قال: «خرجت الى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن علي...» .
انّ الدور القيادي الذي قام به الإمام الصادق (ع) في العلم لا ينحصر بجانب واحد ولا بعلم خاصّ، بل كان رائداً وقائداً في جميع العلوم: كالفقه والكلام والتفسير، بل حتّى العلوم الغريبة، ممّا جعل بعض الناس لا يتحمّله، فمن ناصب حنق، ومن مغال يقول فيه ما هو يتبرّا منه.
قال المحقّق الحلّي عند بيان تفوّق الائمّة(ع) في العلوم: «... وكذا الحال في جعفر بن محمد (ع)؛ فانّه انتشر عنه من العلوم الجمّة ما بهر به العقول، حتّى غلا فيه جماعة واخرجوه الى حدّ الإلهيّة».[٢٢]
ونشير فيما يأتي الى نماذج من هذا الدور القيادي:
الدور القيادي للإمام (ع) في الفقه
لا شكّ في انّ الإمام الصادق (ع) كان الذروة العليا في علم الفقه، كيف لا وقد تربّى في بيت نزل فيه الوحي، وصدر منه علم الشريعة، وقد اتيحت له بعض الفرص لاظهار هذا العلم ولم يقدّر مثلها لغيره من الائمّة(ع)؛ ولذلك نرى انّ احاديثه واحاديث ابيه هي المصدر الاساسي عندنا في الفقه والاصول بعد القرآن الكريم.
وقد تربّى على يديه ويدى ابيه الباقر(ع) جمع غفير من الفقهاء الإماميّين، بل انتهل من معين علمه فقهاء آخرون، ومنهم رؤساء بعض المذاهب، ولتوضيح ذلك نشير فيما يلي الى اسماء جملة منهم:
أ. تلامذة الإمام (ع) من الشيعة:
قلنا: المعروف انّه كان للإمام (ع) اربعة آلاف تلميذ، وقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله اسماء أكثر من ثلاثة آلاف ومئتي شخص، من ابرزهم في الفقه: زرارة، و محمد بن مسلم، و بريد العجلي.
ومنهم: ابو بصير الاسدي - او المرادي - ومعروف بن خرّبوذ، و الفضيل بن يسار.
قال الكشّي: «اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاوّلين من اصحاب ابي جعفر وابي عبد الله، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: افقه الاوّلين ستّة: زرارة، ومعروف بن خرّبوذ، وبريد، وابو بصير الاسدي، والفضيل بن يسار، و محمد بن مسلم الطائفي.
قالوا: وافقه الستّة زرارة.
وقال بعضهم مكان ابي بصير: ابو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري».[٢٣]
ومن تلامذة الإمام الصادق (ع): ما ذكرهم الكشّي ايضاًً غير الستّة الاولين؛ فانّه قال: «اجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون، واقرّوا لهم بالفقه، من دون اولئك الستّة الذين عددناهم وسمّيناهم، ستّة نفر: جميل بن دراج، و عبد الله بن مسكان، و عبد الله بن بكير، و حماد بن عيسى، و حماد بن عثمان، و ابان بن عثمان، قالوا: وزعم ابو إسحاق الفقيه - يعني ثعلبة بن ميمون[٢٤]-: انّ افقه هؤلاء جميل بن دراج، وهم احداث اصحاب ابي عبد الله (ع)».[٢٥]
ب. الراوون عنه من سائر المذاهب:
كان لعديد من رؤساء المذاهب اتّصال بالإمام الصادق (ع)، ينهلون من علومه، ويروون حديثه، فمن جملتهم:
- ابو حنيفة[٢٦] : كان ابو حنيفة يتردّد على ابي عبد الله الصادق(ع)، منفرداً او مع غيره من رؤساء المذاهب، وقضاياه مع الإمام (ع) كثيرة، سوف نذكر بعضها عند الكلام عن احتجاجات الإمام (ع) ومناظراته العلميّة. ونقل عنه قوله: «ما رايت اعلم من جعفر بن محمد»، [٢٧] وقوله: «لولا السنتان لهلك النعمان»، [٢٨] مشيرا بهما الى السنتين اللتين لازم فيهما الإمام الصادق (ع) بالمدينة.
- مالك بن انس [٢٩] : وقد كانت له صلة بالإمام الصادق (ع) وكان يحترمه، فقد اورد الصدوق في اماليه باسناده عن ابن ابي عمير، قال: «سمعت مالك بن انس فقيه المدينة يقول: كنت ادخل على الصادق جعفر بن محمد، فيقدّم لي مخدّة، ويعرف لي قدرا، ويقول: يا مالك، انّي احبّك، فكنت اسرّ بذلك وأحمد الله عليه».[٣٠] وذكره ابو نعيم في جملة من حدّث عن الإمام (ع) من الائمّة والاعلام.[٣١] واشتهر قوله: «ما رات عين افضل من جعفر بن محمد».[٣٢]
- سفيان الثوري [٣٣]: وكان يتردّد على الإمام (ع)، ويأخذ منه الآداب والاخلاق والمواعظ.[٣٤] وذكره ابو نعيم[٣٥]ممّن حدّث عنه من الائمّة، وذكر بعض احاديثه، وسوف نذكر بعض احتجاجات الإمام (ع) معه عن قريب.
- سفيان بن عيينة[٣٦]: روى عن الإمام (ع)، فقد عدّه ابو نعيم من الائمّة الذين رووا عنه (ع).[٣٧]
- حفص بن غياث[٣٨]: روى عن الصادق (ع)، [٣٩] ورواياته موجودة في كتبنا الفقهية والروائيّة ويعتمد عليها.[٤٠]
- شعبة بن الحجاج[٤١]: روى عن الصادق (ع) كما ذكر ابو نعيم، [٤٢] وروي عنه اصحاب السنن والصحاح والمسانيد.[٤٣]
وممّن ذكرهم ابو نعيم غير هؤلاء: ابن جريج، و روح بن القاسم، و سليمان بن بلال، و إسماعيل بن جابر، و حاتم بن إسماعيل، و عبد العزيز بن المختار، و وهب بن خالد، و إبراهيم بن طهمان[٤٤] .
وذكروا اشخاصاً كثيرين ايضاًً غير من تقدّم[٤٥] لا يسعنا فعلا ذكر اسمائهم؛ لانّ منهجنا قائم على الاختصار.
الدور القيادي للإمام (ع) في علم الكلام
توسّعت الابحاث الكلاميّة زمن الإمام الصادق (ع) في جميع مجالاتها: التوحيد، والإمامة، وما يترتّب عليهما من ابحاث، وكانت للإمام (ع) احتجاجات كثيرة في هذا الموضوع.
وقد تربّى على يديه جماعة امتازوا في هذا العلم وتفوّقوا على من سواهم، امثال: مؤمن الطاق، و هشام بن الحكم، و هشام بن سالم، و حمران بن اعين، و الطيار، وغيرهم، نكتفي بترجمة الاوّلين منهم:
١. مؤمن الطاق: ابو جعفر محمد بن علي بن النعمان، الملقّب بـ الاحول، ولقّبه مخالفوه ب «شيطان الطاق»، ولقّبه هشام ب «مؤمن الطاق»، ثمّ اشتهر به بين موافقيه. وكان صيرفياً، ودكانه في طاق المحامل بالكوفة.[٤٦]
قال عنه الإمام الصادق (ع): «أَرْبَعَةٌ أَحَبُّ اَلنَّاسِ إِلَيَّ أَحْيَاءً وَ أَمْوَاتاً، بُرَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ اَلْعِجْلِيُّ وَ زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ اَلْأَحْوَلُ ، أَحَبُّ اَلنَّاسِ إِلَيَّ أَحْيَاءً وَ أَمْوَاتاً».[٤٧]
وقال عنه المرزباني: «كان من الفصحاء البلغاء، ومن لا يطاول في النظر والجدال في الإمامة، وكان حاضر الجواب».[٤٨]
وقال عنه ابن النديم: «كان حسن الاعتقاد والهدى، حاذقاً في صناعة الكلام، سريع الخاطر والجواب، وله مع ابي حنيفة مناظرات...» .[٤٩]
وقال عنه الشيخ الطوسي: «هو من اصحاب ابي عبد الله جعفر بن محمد(ع)، وكان متكلّماً حاذقاً حاضر الجواب».[٥٠]
وذكروا له ما يقارب عشرة كتب اغلبها في الإمامة.[٥١]
وكان ممّن اجازه ابو عبد الله (ع) في الكلام بأن يحاجج ويناظر المخالفين، ولم يجز الّا بعض اصحابه.
روى الكشّي باسناده عن ابي خالد الكابلي، قال: «رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ صَاحِبَ اَلطَّاقِ وَ هُوَ قَاعِدٌ فِي اَلرَّوْضَةِ قَدْ قَطَعَ أَهْلُ اَلْمَدِينَةِ أَزْرَارَهُ وَ هُوَ دَائِبٌ يُجِيبُهُمْ وَ يَسْأَلُونَهُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ إِنَّ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ يَنْهَانَا عَنِ اَلْكَلاَمِ فَقَالَ أَمَرَكَ أَنْ تَقُولَ لِي فَقُلْتُ لاَ وَ اَللَّهِ وَ لَكِنْ أَمَرَنِي أَنْ لاَ أُكَلِّمَ أَحَداً، قَالَ فَاذْهَبْ فَأَطِعْهُ فِيمَا أَمَرَكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَأَخْبَرْتُهُ بِقِصَّةِ صَاحِبِ اَلطَّاقِ وَ مَا قُلْتُ لَهُ وَ قَوْلُهُ لِي اِذْهَبْ وَ أَطِعْهُ فِيمَا أَمَرَكَ، فَتَبَسَّمَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَ، قَالَ يَا أَبَا خَالِدٍ إِنَّ صَاحِبَ اَلطَّاقِ يُكَلِّمُ اَلنَّاسَ فَيَطِيرُ وَ يَنْقَضُّ، وَ أَنْتَ إِنْ قَصُّوكَ لَنْ تَطِيرَ ».[٥٢]
٢. هشام بن الحكم: قال عنه ابن النديم: «من جلّة اصحاب ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(ع). وهو من متكلّمي الشيعة الإماميّة وبطائنهم، وممّن دعا له الصادق (ع)، فقال: اقول لك ما قال رسول الله (ص) التحيّات: «لاَ تَزَالُ مُؤَيَّداً بِرُوحِ اَلْقُدُسِ مَا نَصَرْتَنَا بِلِسَانِكَ». وهو الذي فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب وسهّل طريق الحجاج فيه، وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب.
وكان اوّلا من اصحاب الجهم بن صفوان، ثمّ انتقل الى القول بالإمامة بالدلائل والنظر...» [٥٣].
وذكروا له أكثر من ثلاثين كتاباً[٥٤]اغلبها يرتبط بعلم الكلام، كالتوحيد والإمامة وما يرتبط بهما من ابحاث وخلافات ومناظرات.
كان من الجهميّة، ثمّ انتقل الى القول بالإمامة على يد الإمام الصادق (ع) وبواسطة عمّه عمر بن يزيد.[٥٥]
ثمّ صار مقرّباً عنده وعند ابنه ابي الحسن موسى(ع). وكان من خواصّ اصحابه، [٥٦] روي عنه في العقل والمعرفة رواية طويلة، ذكرها الكليني في كتاب العقل والجهل.[٥٧]
مات بالكوفة سنة مئة وتسع وسبعين، [٥٨] وقيل: سنة مئة وتسع وتسعين، [٥٩] والاوّل اصحّ.[٦٠]
هدّد بالقتل من قبل هارون الرشيد بتحريض من يحيى بن خالد البرمكي.[٦١]
الدور القيادي للإمام (ع) في سائر العلوم
لم ينحصر الدور القيادي للإمام (ع) في علمي الفقه والكلام، بل شمل مختلف العلوم ايضاً، كالتفسير وآداب اللغة، والسيرة، والعلوم الغريبة، وغيرها، وكان له تلاميذ مختصّون بهذه العلوم.
روى الكشّي باسناده عن هشام بن سالم، قال: « كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَرَدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اَلشَّامِ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْجُلُوسِ ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا حَاجَتُكَ أَيُّهَا اَلرَّجُلُ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا تُسْأَلُ عَنْهُ فَصِرْتُ إِلَيْكَ لِأُنَاظِرَكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِيمَا ذَا قَالَ فِي اَلْقُرْآنِ وَ قَطْعِهِ وَ إِسْكَانِهِ وَ خَفْضِهِ وَ نَصْبِهِ وَ رَفْعِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا حُمْرَانُ دُونَكَ اَلرَّجُلَ فَقَالَ اَلرَّجُلُ إِنَّمَا أُرِيدُكَ أَنْتَ لاَ حُمْرَانَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنْ غَلَبْتَ حُمْرَانَ فَقَدْ غَلَبْتَنِي فَأَقْبَلَ اَلشَّامِيُّ يَسْأَلُ حُمْرَانَ حَتَّى ضَجِرَ وَ مَلَّ وَ عَرَضَ وَ حُمْرَانُ يُجِيبُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَيْفَ رَأَيْتَ يَا شَامِيُّ قَالَ رَأَيْتُهُ حَاذِقاً مَا سَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَجَابَنِي فِيهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا حُمْرَانُ سَلِ اَلشَّامِيَّ فَمَا تَرَكَهُ يَكْشِرُ فَقَالَ اَلشَّامِيُّ أَ رَأَيْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ أُنَاظِرُكَ فِي اَلْعَرَبِيَّةِ فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ نَاظِرْهُ فَنَاظَرَهُ فَمَا تَرَكَ اَلشَّامِيُّ يَكْشِرُ قَالَ أُرِيدُ أَنْ أُنَاظِرَكَ فِي اَلْفِقْهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا زُرَارَةُ نَاظِرْهُ فَمَا تَرَكَ اَلشَّامِيُّ يَكْشِرُ قَالَ أُرِيدُ أَنْ أُنَاظِرَكَ فِي اَلْكَلاَمِ فَقَالَ يَا مُؤْمِنَ اَلطَّاقِ نَاظِرْهُ فَنَاظَرَهُ فَسُجِلَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَهُمَا ثُمَّ تَكَلَّمَ مُؤْمِنُ اَلطَّاقِ بِكَلاَمِهِ فَغَلَبَهُ بِهِ فَقَالَ أُرِيدُ أَنْ أُنَاظِرَكَ فِي اَلاِسْتِطَاعَةِ فَقَالَ لِلطَّيَّارِ كَلِّمْهُ فِيهَا قَالَ فَكَلَّمَهُ فَمَا تَرَكَ يَكْشِرُ فَقَالَ أُرِيدُ أُنَاظِرُكَ فِي اَلتَّوْحِيدِ فَقَالَ لِهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ كَلِّمْهُ فَسُجِلَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَهُمَا ثُمَّ خَصَمَهُ هِشَامٌ فَقَالَ أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فِي اَلْإِمَامَةِ فَقَالَ - لِهِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ كَلِّمْهُ يَا أَبَا اَلْحَكَمِ فَكَلَّمَهُ مَا تَرَكَهُ يَرْتِمُ وَ لاَ يُحْلِي وَ لاَ يُمِرُّ قَالَ فَبَقِيَ يَضْحَكُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فَقَالَ اَلشَّامِيُّ كَأَنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَنَّ فِي شِيعَتِكَ مِثْلَ هَؤُلاَءِ اَلرِّجَالِ قَالَ هُوَ ذَلِكَ».[٦٢]
وامّا دوره القيادي بالنسبة الى التاريخ والسيرة، فيكفيك ما نقل عنه مثل ابان بن عثمان الاحمر البجلي المتوفّي سنة ١٤٠ ه، و هشام بن محمد السائب الكلبي المتوفّي سنة ٢٠٦ ه. امّا ابان، فقد قال عنه النجاشي: «... أكثر الحكاية عنه في اخبار الشعراء والنسب والايام، روى عن ابي عبد الله وابي الحسن موسي(ع)، له كتاب حسن كبير يجمع المبتدا، والمغازي، والوفاة، والردّة».[٦٣]
وامّا هشام، فقال عنه النجاشي: «... الناسب، العالم بالايام، المشهور بالفضل والعلم، وكان يختصّ بمذهبنا. وله الحديث المشهور، قال: اعتللت علّة عظيمة نسيت علمي، فجلست الى جعفر بن محمد (ع)، فسقاني العلم في كأس، فعاد الىّ علمي. وكان ابو عبد الله (ع) يقرّبه، ويدنيه، ويبسطه».[٦٤]
ثمّ ذكر له أكثر من اربعين كتاباً أكثرها في المغازي والمقاتل والانساب، منها: «كتاب المذيّل الكبير في النسب وهو ضعف كتابه الجمهرة، وكتاب الجمهرة، وكتاب فتوح العراق، وكتاب فتوح الشام، وكتاب الردّة، وكتاب فتح خراسان، ... وكتاب مقتل اميرالمؤمنين (ع)، وكتاب مقتل حجر بن عدي، وكتاب الحكمين، وكتاب مقتل الحسين (ع)، وكتاب قيام الحسن(ع)...»، وغيرها.
وكان ابوه محمد بن السائب من اصحاب الإمامين الباقر والصادق(ع)، كما ذكره الشيخ في رجاله.[٦٥] وكان من رجالات هذا الفن.
وممّن عدّ من اصحاب الإمام الصادق (ع) من المؤرّخين: محمد بن إسحاق بن يسار المدني.[٦٦] وعدّ من اصحاب الباقر (ع) ايضاً.
قال الكشّي تحت عنوان: «محمد بن إسحاق صاحب المغازي: » «محمد بن إسحاق، و محمد بن المنكدر، و عمرو بن خالد الواسطي، و عبد الملك بن جريح، و الحسين بن علوان، و الكلبي، هؤلاء من رجال العامّة، الّا انّ لهم ميلا ومحبّة شديدة، وقد قيل: انّ الكلبي كان مستوراً ولم يكن مخالفاً».[٦٧]
والظاهر انّ مراده من الكلبي هو محمد بن السائب لا ابنه هشام؛ للتصريح بكونه مختصّاً بالمذهب.
احتجاجات الإمام الصادق (ع)
كانت للإمام (ع) احتجاجات كثيرة مع مختلف الاشخاص بمختلف مذاهبهم ونحلهم، فقد سجّلت احتجاجاته مع امثال ابن ابي العوجاء، و ابي شاكر الديصاني المعروفين بالزندقة، ومع ابي حنيفة في القياس وغيره، وكذا ربيعة الرأي، ومع سفيان الثوري في الزهد والتصوّف، ومع عمرو بن عبيد في مسائل شتّي.
نماذج من احتجاجاته مع ابي حنيفة
- نقل في المناقب عن ابي القاسم البغّار في مسند ابي حنيفة انّه قال: «قَالَ اَلْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ : سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ وَ قَدْ سُئِلَ مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ لَمَّا أَقْدَمَهُ اَلْمَنْصُورُ بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ إِنَّ اَلنَّاسَ قَدْ فُتِنُوا بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَيِّءْ لَهُ مِنْ مَسَائِلِكَ اَلشِّدَادِ فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ وَ هُوَ بِالْحِيرَةِ فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ جَعْفَرٌ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِهِ فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِ دَخَلَنِي مِنَ اَلْهَيْبَةِ لِجَعْفَرٍ مَا لَمْ يَدْخُلْنِي لِأَبِي جَعْفَرٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ فَجَلَسْتُ ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ نَعَمْ أَعْرِفُهُ ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ أَلْقِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ مِنْ مَسَائِلِكَ - فَجَعَلْتُ أُلْقِي عَلَيْهِ فِيُجِيبُنِي فَيَقُولُ أَنْتُمْ تَقُولُونَ كَذَا وَ أَهْلُ اَلْمَدِينَةِ يَقُولُونَ كَذَا وَ نَحْنُ نَقُولُ كَذَا فَرُبَّمَا تَابَعْنَاكُمْ وَ رُبَّمَا تَابَعْنَاهُمْ وَ رُبَّمَا خَالَفَنَا جَمِيعاً حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى اَلْأَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً فَمَا أَخَلَّ فِيهَا بِشَيْءٍ ثُمَّ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ أَ لَيْسَ أَنَّ أَعْلَمَ اَلنَّاسِ أَعْلَمُهُمْ بِاخْتِلاَفِ اَلنَّاسِ»[٦٨]
- رووا: انّ ابا حنيفة، و عبد الله بن شبرمة، و ابن أبي ليلى دخلوا على ابي عبد الله (ع)، فقال (ع) لابن أبي ليلى: «من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في امر الدين، قال: لعلّه يقيس امر الدين برايه؟ قال: نعم. فقال ابو عبد الله (ع) لابي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان...» الى ان جاء في الرواية: «فقال: يا نعمان، حدّثني ابي عن جدّي: انّ رسول الله (ص) قال: اوّل من قاس امر الدين برايه ابليس. قال الله تعالى له: اسجد لآدم، فقال: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾[٦٩] فمن قاس الدين برايه قرنه الله تعالى يوم القيامة بابليس؛ لانّه اتّبعه بالقياس. ثمّ قال ابو عبد الله (ع): ايّهما اعظم قتل النفس او الزنا؟ قال: قتل النفس. قال ابو عبد الله (ع): انّ الله عزّ وجلّ قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا الّا اربعة. ثمّ قال: ايّهما اعظم الصلاةام الصوم؟ قال: الصلاة. قال: فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فكيف ويحك يقوم لك قياسك؟! اتّق الله ولا تقس الدين برايك!».[٧٠]
- وذكروا: «ذَكَرُوا أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ أَكَلَ طَعَاماً مَعَ اَلْإِمَامِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا رَفَعَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَدَهُ مِنْ أَكْلِهِ قَالَ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[٧١] اَللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَ مِنْ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ أَ جَعَلْتَ مَعَ اَللَّهِ شَرِيكاً فَقَالَ لَهُ وَيْلَكَ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾[٧٢] وَ يَقُولُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ﴾[٧٣] فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَ اَللَّهِ لَكَأَنِّي مَا قَرَأْتُهُمَا قَطُّ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ وَ لاَ سَمِعْتُهُمَا إِلاَّ فِي هَذَا اَلْوَقْتِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَلَى قَدْ قَرَأْتَهُمَا وَ سَمِعْتَهُمَا وَ لَكِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ فِيكَ وَ فِي أَشْبَاهِكَ ﴿أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾[٧٤] وَ قَالَ ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[٧٥]»[٧٦]
- وحكي ابن خلكان عن كتاب المصايد والمطارد: «أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا حَنِيفَةَ مَا تَقُولُ فِي مُحْرِمٍ كَسَرَ رَبَاعِيَةَ ظَبْيٍ فَقَالَ يَا اِبْنَ بِنْتِ رَسُولِ اَللَّهِ لاَ أَعْلَمُ فِيهِ فَقَالَ إِنَّ اَلظَّبْيَ لاَ يَكُونُ لَهُ رباعيا [رَبَاعِيَةٌ] وَ هُوَ ثَنِيٌّ أَبَداً.».[٧٧]
احتجاجه مع سفيان الثوري
روى الكليني انّه: « دَخَلَ سُفْيَانُ اَلثَّوْرِيُّ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَرَأَى عَلَيْهِ ثِيَابَ بِيضٍ كَأَنَّهَا غِرْقِئُ اَلْبِيضِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَا اَللِّبَاسَ لَيْسَ مِنْ لِبَاسِكَ فَقَالَ لَهُ: اِسْمَعْ مِنِّي وَ عِ مَا أَقُولُ لَكَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكَ عَاجِلاً وَ آجِلاً، إِنْ أَنْتَ مِتَّ عَلَى اَلسُّنَّةِ وَ اَلْحَقِّ وَ لَمْ تَمُتْ عَلَى بِدْعَةٍ أُخْبِرُكَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ فِي زَمَانٍ مُقْفِرٍ جَدْبٍ فَأَمَّا إِذَا أَقْبَلَتِ اَلدُّنْيَا فَأَحَقُّ أَهْلِهَا بِهَا أَبْرَارُهَا لاَ فُجَّارُهَا، وَ مُؤْمِنُوهَا لاَ مُنَافِقُوهَا، وَ مُسْلِمُوهَا لاَ كُفَّارُهَا، فَلِمَا أَنْكَرْتَ يَا ثَوْرِيُّ فَوَ اَللَّهِ إِنَّنِي لَمَعَ مَا تَرَى مَا أَتَى عَلَيَّ مُنْذُ عَقَلْتُ صَبَاحٌ وَ لاَ مَسَاءٌ وَ لِلَّهِ فِي مَالِي حَقٌّ أَمَرَنِي أَنْ أَضَعَهُ مَوْضِعاً إِلاَّ وَضَعْتُهُ، قَالَ: وَ أَتَاهُ قَوْمٌ مِمَّنْ يُظْهِرُ اَلزُّهْدَ وَ يَدْعُو اَلنَّاسَ أَنْ يَكُونُوا مَعَهُمْ عَلَى مِثْلِ اَلَّذِي هُمْ عَلَيْهِ مِنَ اَلتَّقَشُّفِ فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ صَاحِبَنَا حَصِرَ عَنْ كَلاَمِكَ وَ لَمْ يَحْضُرْهُ حُجَّةٌ، فَقَالَ لَهُمْ فَهَاتُوا حُجَجَكُمْ» ثمّ ذكروا جملة من الآيات[٧٨] فاجاب الإمام (ع) عمّا تمسّكوا به في كلام طويل ذكره الكليني في عدّة صفحات.[٧٩]
احتجاجه مع عمرو بن عبيد
كانت لعمرو بن عبيد لقاءات وحوارات متعدّدة مع الإمام الصادق (ع)، منها:
ما رواه الكليني بسند صحيح: انّه «دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَلَمَّا سَلَّمَ وَ جَلَسَ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةَ ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ﴾[٨٠] ، ثُمَّ أَمْسَكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ مَا أَسْكَتَكَ قَالَ أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ اَلْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ نَعَمْ يَا عَمْرُو أَكْبَرُ اَلْكَبَائِرِ اَلْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ يَقُولُ اَللَّهُ ﴿مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾[٨١]، وَ بَعْدَهُ اَلْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اَللَّهِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ﴿ُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾[٨٢]، ثُمَّ اَلْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اَللَّهِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾[٨٣]، وَ مِنْهَا عُقُوقُ اَلْوَالِدَيْنِ لِأَنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ اَلْعَاقَّ جَبَّاراً شَقِيّاً وَ قَتْلُ اَلنَّفْسِ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾[٨٤] إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ وَ قَذْفُ اَلْمُحْصَنَةِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ﴿ِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[٨٥] ، وَ أَكْلُ مَالِ اَلْيَتِيمِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾[٨٦] ، وَ اَلْفِرَارُ مِنَ اَلزَّحْفِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّٰ مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ فَقَدْ﴿ْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾[٨٧] ، وَ أَكْلُ اَلرِّبَا لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾[٨٨] ، وَ اَلسِّحْرُ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾[٨٩] ، وَ اَلزِّنَا لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾[٩٠] ﴿يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا﴾[٩١]، وَ اَلْيَمِينُ اَلْغَمُوسُ اَلْفَاجِرَةُ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ﴾[٩٢] ، وَ اَلْغُلُولُ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾[٩٣]، وَ مَنْعُ اَلزَّكَاةِ اَلْمَفْرُوضَةِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ﴾[٩٤]، وَ شَهَادَةُ اَلزُّورِ وَ كِتْمَانُ اَلشَّهَادَةِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ ﴿وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾[٩٥] ، وَ شُرْبُ اَلْخَمْرِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهَى عَنْهَا كَمَا نَهَى عَنْ عِبَادَةِ اَلْأَوْثَانِ وَ تَرْكُ اَلصَّلاَةِ مُتَعَمِّداً أَوْ شَيْئاً مِمَّا فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ مَنْ تَرَكَ اَلصَّلاَةَ مُتَعَمِّداً ، فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اَللَّهِ وَ ذِمَّةِ رَسُولِهِ وَ نَقْضُ اَلْعَهْدِ وَ قَطِيعَةُ اَلرَّحِمِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ﴿َ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾[٩٦]، قَالَ فَخَرَجَ عَمْرٌو وَ لَهُ صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ وَ هُوَ يَقُولُ هَلَكَ مَنْ قَالَ بِرَأْيِهِ وَ نَازَعَكُمْ فِي اَلْفَضْلِ وَ اَلْعِلْمِ .».[٩٧]
كان هذا بعض النماذج من احتجاجاته ومجالسه (ع)، وذكروا له مجالس كثيرة في مجالات مختلفة، لم يسع المجال ذكر أكثر ممّا تقدّم، وقد خرجنا به عن طور البحث.
ردود فعل الإمام (ع) علي فتاوي معاصريه
لقد كانت تنقل الى الإمام (ع) فتاوي معاصريه، وكان يعلّق عليها ويذكر الجواب الصحيح فيها، ونكتفي بذكر مثال واحد فيما ياتي:
اخرج الكليني بسند صحيح: «عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ اَلْحَنَّاطِ قَالَ: اِكْتَرَيْتُ بَغْلاً إِلَى قَصْرِ اِبْنِ هُبَيْرَةَ ذَاهِباً وَ جَائِياً بِكَذَا وَ كَذَا وَ خَرَجْتُ فِي طَلَبِ غَرِيمٍ لِي فَلَمَّا صِرْتُ قُرْبَ قَنْطَرَةِ اَلْكُوفَةِ خُبِّرْتُ أَنَّ صَاحِبِي تَوَجَّهَ إِلَى اَلنِّيلِ فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ اَلنِّيلِ فَلَمَّا أَتَيْتُ اَلنِّيلَ خُبِّرْتُ أَنَّ صَاحِبِي تَوَجَّهَ إِلَى بَغْدَادَ فَاتَّبَعْتُهُ وَ ظَفِرْتُ بِهِ وَ فَرَغْتُ مِمَّا بَيْنِي وَ بَيْنَهُ وَ رَجَعْنَا إِلَى اَلْكُوفَةِ وَ كَانَ ذَهَابِي وَ مَجِيئِي خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً فَأَخْبَرْتُ صَاحِبَ اَلْبَغْلِ بِعُذْرِي وَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَحَلَّلَ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ وَ أُرْضِيَهُ فَبَذَلْتُ لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَماً فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ فَتَرَاضَيْنَا بِأَبِي حَنِيفَةَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالْقِصَّةِ وَ أَخْبَرَهُ اَلرَّجُلُ فَقَالَ لِي وَ مَا صَنَعْتَ بِالْبَغْلِ فَقُلْتُ قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ سَلِيماً قَالَ نَعَمْ بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً فَقَالَ مَا تُرِيدُ مِنَ اَلرَّجُلِ قَالَ أُرِيدُ كِرَاءَ بَغْلِي فَقَدْ حَبَسَهُ عَلَيَّ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً فَقَالَ مَا أَرَى لَكَ حَقّاً لِأَنَّهُ اِكْتَرَاهُ إِلَى قَصْرِ اِبْنِ هُبَيْرَةَ فَخَالَفَ وَ رَكِبَهُ إِلَى اَلنِّيلِ وَ إِلَى بَغْدَادَ فَضَمِنَ قِيمَةَ اَلْبَغْلِ وَ سَقَطَ اَلْكِرَاءُ فَلَمَّا رَدَّ اَلْبَغْلَ سَلِيماً وَ قَبَضْتَهُ لَمْ يَلْزَمْهُ اَلْكِرَاءُ قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ جَعَلَ صَاحِبُ اَلْبَغْلِ يَسْتَرْجِعُ فَرَحِمْتُهُ مِمَّا أَفْتَى بِهِ أَبُو حَنِيفَةَ فَأَعْطَيْتُهُ شَيْئاً وَ تَحَلَّلْتُ مِنْهُ فَحَجَجْتُ تِلْكَ اَلسَّنَةَ فَأَخْبَرْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ بِمَا أَفْتَى بِهِ أَبُو حَنِيفَةَ فَقَالَ فِي مِثْلِ هَذَا اَلْقَضَاءِ وَ شِبْهِهِ تَحْبِسُ اَلسَّمَاءُ مَاءَهَا وَ تَمْنَعُ اَلْأَرْضُ بَرَكَتَهَا قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَمَا تَرَى أَنْتَ قَالَ أَرَى لَهُ عَلَيْكَ مِثْلَ كِرَاءِ بَغْلٍ ذَاهِباً مِنَ اَلْكُوفَةِ إِلَى اَلنِّيلِ وَ مِثْلَ كِرَاءِ بَغْلٍ رَاكِباً مِنَ اَلنِّيلِ إِلَى بَغْدَادَ وَ مِثْلَ كِرَاءِ بَغْلٍ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى اَلْكُوفَةِ تُوَفِّيهِ إِيَّاهُ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي قَدْ عَلَفْتُهُ بِدَرَاهِمَ فَلِي عَلَيْهِ عَلَفُهُ فَقَالَ لاَ لِأَنَّكَ غَاصِبٌ فَقُلْتُ أَ رَأَيْتَ لَوْ عَطِبَ اَلْبَغْلُ وَ نَفَقَ أَ لَيْسَ كَانَ يَلْزَمُنِي قَالَ نَعَمْ قِيمَةُ بَغْلٍ يَوْمَ خَالَفْتَهُ قُلْتُ فَإِنْ أَصَابَ اَلْبَغْلَ كَسْرٌ أَوْ دَبَرٌ أَوْ غَمْزٌ فَقَالَ عَلَيْكَ قِيمَةُ مَا بَيْنَ اَلصِّحَّةِ وَ اَلْعَيْبِ يَوْمَ تَرُدُّهُ عَلَيْهِ قُلْتُ فَمَنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ قَالَ أَنْتَ وَ هُوَ إِمَّا أَنْ يَحْلِفَ هُوَ عَلَى اَلْقِيمَةِ فَتَلْزَمَكَ فَإِنْ رَدَّ اَلْيَمِينَ عَلَيْكَ فَحَلَفْتَ عَلَى اَلْقِيمَةِ لَزِمَهُ ذَلِكَ أَوْ يَأْتِيَ صَاحِبُ اَلْبَغْلِ بِشُهُودٍ يَشْهَدُونَ أَنَّ قِيمَةَ اَلْبَغْلِ حِينَ أَكْرَى كَذَا وَ كَذَا فَيَلْزَمَكَ قُلْتُ إِنِّي كُنْتُ أَعْطَيْتُهُ دَرَاهِمَ وَ رَضِيَ بِهَا وَ حَلَّلَنِي فَقَالَ إِنَّمَا رَضِيَ بِهَا وَ حَلَّلَكَ حِينَ قَضَى عَلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ بِالْجَوْرِ وَ اَلظُّلْمِ وَ لَكِنِ اِرْجِعْ إِلَيْهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا أَفْتَيْتُكَ بِهِ فَإِنْ جَعَلَكَ فِي حِلٍّ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ فَلاَ شَيْءَ عَلَيْكَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو وَلاَّدٍ فَلَمَّا اِنْصَرَفْتُ مِنْ وَجْهِي ذَلِكَ لَقِيتُ اَلْمُكَارِيَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا أَفْتَانِي بِهِ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ قُلْتُ لَهُ قُلْ مَا شِئْتَ حَتَّى أُعْطِيَكَهُ فَقَالَ قَدْ حَبَّبْتَ إِلَيَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ وَقَعَ فِي قَلْبِي لَهُ اَلتَّفْضِيلُ وَ أَنْتَ فِي حِلٍّ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ اَلَّذِي أَخَذْتُ مِنْكَ فَعَلْتُ».[٩٨]
والرواية مهمّة جدّاً، وقد قال عنها الشيخ الانصاري: «انّ الصحيحة مشتملة على احكام كثيرة، وفوائد خطيرة».[٩٩]
موقف الإمام (ع) من الغلاة
كانت المحنة التي عاناها الإمام (ع) من الغلاة ليست بأقلّ ممّا كان يعانيه من اعدائه، بل كانت تصرفات الغلاة واقاويلهم مستمسكاً للذين يريدون الوقيعة بالإمام (ع) سواء كانت السلطة، او علماء البلاط، او غيرهم ممّن كان ياخذهم الحسد؛ فلذلك كان الإمام (ع) يتبرّا من الغلو والغلاة اشدّ البراءة، لا لاجل ذلك فقط؛ بل لانّه كان يرى ذلك لزاماً عليه.
روى الكليني: «عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ إِنِّي خَرَجْتُ آنِفاً فِي حَاجَةٍ فَتَعَرَّضَ لِي بَعْضُ سُودَانِ اَلْمَدِينَةِ فَهَتَفَ بِي لَبَّيْكَ يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَبَّيْكَ فَرَجَعْتُ عَوْدِي عَلَى بَدْئِي إِلَى مَنْزِلِي خَائِفاً ذَعِراً مِمَّا قَالَ حَتَّى سَجَدْتُ فِي مَسْجِدِي لِرَبِّي وَ عَفَّرْتُ لَهُ وَجْهِي وَ ذَلَّلْتُ لَهُ نَفْسِي وَ بَرِئْتُ إِلَيْهِ مِمَّا هَتَفَ بِي وَ لَوْ أَنَّ عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ عَدَا مَا قَالَ اَللَّهُ فِيهِ إِذاً لَصَمَّ صَمّاً لاَ يَسْمَعُ بَعْدَهُ أَبَداً وَ عَمِيَ عَمًى لاَ يُبْصِرُ بَعْدَهُ أَبَداً وَ خَرِسَ خَرْساً لاَ يَتَكَلَّمُ بَعْدَهُ أَبَداً ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اَللَّهُ أَبَا اَلْخَطَّابِ [١٠٠]وَ قَتَلَهُ بِالْحَدِيدِ»[١٠١]
وقال (ع) لسدير - حينما قال له: «انّ قوما يزعمون انّكم آلهة» -: «فَقَالَ يَا سَدِيرُ سَمْعِي وَ بَصَرِي وَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ لَحْمِي وَ دَمِي مِنْ هَؤُلاَءِ بِرَاءٌ وَ بَرِئَ اَللَّهُ مِنْهُمْ وَ رَسُولُهُ مَا هَؤُلاَءِ عَلَى دِينِي وَ لاَ عَلَى دِينِ آبَائِي وَ اَللَّهِ لاَ يَجْمَعُنِي اَللَّهُ وَ إِيَّاهُمْ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ إِلاَّ وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ قَالَ قُلْتُ فَمَا أَنْتُمْ قَالَ نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اَللَّهِ نَحْنُ تَرَاجِمَةُ أَمْرِ اَللَّهِ نَحْنُ قَوْمٌ مَعْصُومُونَ أَمَرَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِطَاعَتِنَا وَ نَهَى عَنْ مَعْصِيَتِنَا نَحْنُ اَلْحُجَّةُ اَلْبَالِغَةُ عَلَى مَنْ دُونَ اَلسَّمَاءِ وَ فَوْقَ اَلْأَرْضِ»[١٠٢]
وعن ابي بصير، قال: ««قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اِبْرَأْ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّا أَرْبَابٌ قُلْتُ بَرِئَ اَللَّهُ مِنْهُ فَقَالَ اِبْرَأْ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّا أَنْبِيَاءُ قُلْتُ بَرِئَ اَللَّهُ مِنْهُ».[١٠٣]
وعن مرازم قال: ««قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: قُلْ لِلْغَالِيَةِ تُوبُوا إِلَى اَللَّهِ فَإِنَّكُمْ فُسَّاقٌ كُفَّارٌ مُشْرِكُونَ».[١٠٤]
وهكذا كان يتبرّا جميع الائمّة(ع) ممّن كان يغالى فيهم او يكذب عليهم، وقد كان لكلّ امام من يكذب عليه او يغالى فيه.[١٠٥]
الى هنا نكتفي بالكلام عن الإمام ابي عبد الله الصادق (ع)، ولم يسعنا الكلام عن أكثر من ذلك بشان حياته المشرقة والمضيئة رغم كلّ الصعوبات التي لاقاها من خصومه وبعض من انتسب اليه، فالسلام عليه يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حيّاً.[١٠٦]
المراجع والمصادر
الهوامش
- ↑ انظر: اصول الكافي ١: ٤٧٢، والارشاد ٢: ١٨٠، وغيرهما.
- ↑ انظر البحار ٤٧: ٨ - ١٠، تاريخ الإمام الصادق (ع)، باب اسمائه والقابه. وورد في المصدر نفسه عن علل الشرائع تعليل تلقيبه بالصادق وهو: التفرقة بينه وبين من يدّعي الإمامة من احفاده كذبا، وهو جعفر المعروف بالكذّاب، وهذا من بديع علوم الائمّة(ع)، الذي تلقّوه من جدّهم رسول الله (ص).
- ↑ انظر: اصول الكافي ١: ٤٧٢، والارشاد ٢: ١٧٩، والتهذيب ٦: ٧٨، كتاب المزار، الباب ٢٥، ولم يذكروا الشهر ولا اليوم، نعم ذكرهما الشهيد الاوّل في الدروس ٢: ١٢.
- ↑ انظر اصول الكافي ١: ٤٧٢، باب مولد ابي عبد الله (ع).
- ↑ انظر المصدر المتقدّم وغيره.
- ↑ مروج الذهب ٣: ٢٨٥، وانظر الفصول المهمّة: ٢١٩.
- ↑ اصول الكافي ١: ٣١٠، باب الاشارة والنصّ علي ابي الحسن موسي (ع). ومحمد بن سليمان كان الوالى علي المدينة من قبل المنصور، وعبد الله هو الابن الاكبر للإمام والمعروف بالافطح، وحميدة زوجة الإمام (ع).
- ↑ انظر: اصول الكافي ١: ٤٧٢، باب مولد ابي عبد الله (ع)، واعلام الوري ١: ٥١٤.
- ↑ انظر: اصول الكافي ١: ٤٧٢، باب مولد ابي عبد الله (ع)، واعلام الوري ١: ٥١٤.
- ↑ انظر اعلام الوري ١: ٥١٤.
- ↑ انظر اعلام الوري ١: ٥١٤ وغيره.
- ↑ ذكروا: «انّه لمّا قدم ابو العبّاس السفّاح سرّا علي ابي سلمة الخلّال الكوفي ستر امرهم، وعزم ان يجعلها شوري بين ولد علي والعبّاس حتّى يختاروا هم من ارادوا، ثمّ خاف ان لا يتّفقوا، ثمّ عزم ان يعزل الامر الى ولد علي من الحسن والحسين، فكتب الى ثلاثة نفر منهم: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وعمر بن علي بن الحسين، وعبد الله بن الحسن بن الحسن. فبدا الرسول بجعفر بن محمد، فلقيه ليلا واعلمه: انّ معه كتابا الىه من ابي سلمة، فقال: وما انا وابو سلمة؟! هو شيعة لغيري! فقال: تقرا الكتاب وتجيب عليه بما رايت. فقال جعفر لخادمه: قدّم منّي السراج، فقدّمه، فوضع عليه كتاب ابي سلمة فاحرقه. فقال: الا تجيبه؟ - ونسبه؟ كيف يكونون من شيعتك وانت لا تعرفهم ولا يعرفونك؟ فقال له عبد الله: ان كان هذا الكلام منك لشيء، فقال جعفر: قد علم الله انّي اوجب علي نفسي النصح لكلّ مسلم، فكيف ادّخره عنك؟ فلا تمنّين نفسك الاباطيل، فانّ هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم، وقد جاءني مثل ما جاءك. فانصرف غير راض بما قاله». اعيان الشيعة ١: ٦٦٥، ترجمة الإمام الصادق (ع)، وانظر مروج الذهب ٣: ٢٥٤. فقال: قد رايت الجواب. فخرج من عنده واتي عبد الله بن الحسن المثنّي، فقبّل كتابه وركب الى جعفر بن محمد، فقال: ايّ امر جاء بك يا ابا محمد؟. .. قال: هذا كتاب ابي سلمة يدعوني للامر، ويري انّي احقّ الناس به، وقد جاءته شيعتنا من خراسان، فقال له جعفر الصادق (ع): ومتي صاروا شيعتك؟! اانت وجّهت ابا مسلم الى خراسان وامرته بلبس السواد؟ هل تعرف احدا منهم باسمه ونسبه؟ كيف يكونون من شيعتك وانت لا تعرفهم ولا يعرفونك؟ فقال له عبد الله: ان كان هذا الكلام منك لشيء، فقال جعفر: قد علم الله انّي اوجب علي نفسي النصح لكلّ مسلم، فكيف ادّخره عنك؟ فلا تمنّين نفسك الاباطيل، فانّ هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم، وقد جاءني مثل ما جاءك. فانصرف غير راض بما قاله». اعيان الشيعة ١: ٦٦٥، ترجمة الإمام الصادق (ع)، وانظر مروج الذهب ٣: ٢٥٤.
- ↑ انظر الكافي ٤: ٨٣، كتاب الصيام، باب الىوم الذي يشكّ فيه، الحديث ٩.
- ↑ لانّه بويع سنة ١٣٢ ه، ومات سنة ١٣٦ ه.
- ↑ انظر مروج الذهب ٣: ٢٩٨ - ٢٩٩.
- ↑ انظر: الارشاد ٢: ١٨٢ - ١٨٤، والفصول المهمّة: ٢١٤ - ٢١٥.
- ↑ امالى السيّد المرتضي ١: ٢٨٣.
- ↑ اخبر بذلك مرارا، فمنه: ما تقدّم في الهامش الاوّل من العمود الثاني في الصفحة ٥٤٥ - ٥٤٦. ومنه: ما رواه المفيد عن مقاتل الطالبيّين لابي الفرج الاصفهاني، وقال: انّه وجده بخطّه، وخلاصته: انّ جماعة من بنيهاشم اجتمعوا بالابواء، وفيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس، وابو جعفر المنصور، وصالح بن علي، وعبد الله بن الحسن، وابناه: محمد وإبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان... وحاولوا ان يبايعوا واحدا منهم، فبايعوا محمد بن عبد الله بن الحسن. وقال عبد الله بن الحسن لمن حضر: لا تريدوا جعفرا، فانّا نخاف ان يفسد عليكم امركم... وجاء جعفر بن محمد، فاوسع له عبد الله بن الحسن الى جنبه. فقال جعفر: لا تفعلوا، فانّ هذا الامر لم يات بعد. ان كنت تري - يعني عبد الله - انّ ابنك هذا هو المهدي، فليس به، ولا هذا اوانه، وان كنت انّما تريد ان تخرجه غضبا للّه وليامر بالمعروف وينهي عن المنكر، فانّا والله لا ندعك - وانت شيخنا - ونبايع ابنك في هذا الامر. فغضب عبد الله وقال: لقد علمت خلاف ما تقول، وو الله ما اطلعك الله علي غيبه، ولكنّه يحملك علي هذا الحسد لابني. فقال: والله ما ذاك يحملني، ولكن هذا واخوته وابناؤهم دونكم، وضرب بيده علي ظهر ابي العبّاس، ثمّ ضرب بيده علي كتف عبد الله بن الحسن وقال: انّها والله ما هي الىك ولا الى ابنيك، ولكنّها لهم، وانّ ابنيك لمقتولان. ثمّ نهض وتوكّا علي يد عبد العزيز بن عمران الزهري، فقال: ارايت صاحب الرداء الاصفر؟ يعني ابا جعفر. فقال له: نعم. فقال: انّا والله نجده يقتله. قال له عبد العزيز: ايقتل محمدا؟ قال: نعم. فقلت في نفسي: حسده وربّ الكعبة! قال: ثمّ، والله ما خرجت من الدنيا حتّى رايته قتلهما. قال: فلمّا قال جعفر ذلك ونهض القوم وافترقوا، تبعه عبد الصمد وابو جعفر، فقالا يا ابا عبد الله، اتقول هذا؟ قال: نعم، اقوله والله واعلمه. وروي المفيد عن ابي الفرج ايضاً: انّه كان جعفر بن محمد (عليهماالسّلام) اذا راي محمد بن عبد الله بن الحسن تغر غرت عيناه، ثمّ يقول: «بنفسي هو، انّ الناس ليقولون فيه، وانّه لمقتول، ليس هو في كتاب علي من خلفاء هذه الامّة». انظر الارشاد ٢: ١٩٠ - ١٩٣.
- ↑ انظر: الارشاد ٢: ١٨٤ - ١٨٥، والفصول المهمّة: ٢١٥.
- ↑ الارشاد ٢: ١٧٩، وانظر المعتبر: ٤ - ٥.
- ↑ رجال النجاشي: ٣٩ - ٤٠، الترجمة ٨٠، وانظر المعتبر: ٤ - ٥.
- ↑ المعتبر: ٤ - ٥.
- ↑ اختيار معرفة الرجال: ٢٣٨، الرقم ٤٣١.
- ↑ قال عنه النجاشي: «... كان وجها في اصحابنا، قارئا، فقيها، نحويا، لغويّا، راوية، وكان حسن العمل، كثير العبادة والزهد، روي عن ابي عبد الله وابي الحسن عليهما السّلام». رجال النجاشي: ١١٧ - ١١٨، الترجمة ٣٠٢.
- ↑ اختيار معرفة الرجال: ٣٧٥، الرقم ٧٠٥.
- ↑ النعمان بن ثابت امام المذهب الحنفي، فارسي، ولد سنة ٨٠ ه، وتوفّي سنة ١٥٠ ه، ونقل ابن خلّكان عن حفيده إسماعيل: انّ جدّ ابي حنيفة هو الذي اهدي لعلي (ع) الفالوذج يوم النيروز، انظر وفيات الاعيان ٥: ٤٠٥، الترجمة ٧٦٥.
- ↑ الإمام الصادق والمذاهب الاربعة (١ - ٢): ٦٩ - ٧٠، نقلا عن التحفة الاثني عشرية (للآلوسي): ٨.
- ↑ الإمام الصادق والمذاهب الاربعة (١ - ٢): ٦٩ - ٧٠، نقلاً عن التحفة الاثني عشرية (للآلوسي): ٨.
- ↑ امام المذهب المالكي، المتوفّي سنة ١٧٩ ه.
- ↑ امالى الصدوق: ١٤٣.
- ↑ انظر حلية الاولياء ٣: ١٩٩، وانظر اعلام كتاب الموطّا حرف الجيم «جعفر»، وذكر فيه ابا حنيفة من جملة من روي عنه.
- ↑ انظر الإمام الصادق والمذاهب الاربعة (١ - ٢): ٧٠.
- ↑ من رؤساء المذاهب البائدة، بقي مذهبه الى القرن الرابع ثمّ باد، مات متواريا - كما قيل - في سنة ١٦١ ه. انظر وفيات الاعيان ٢: ٣٨٦ - ٣٩٠، الترجمة ٢٦٦.
- ↑ انظر الإمام الصادق والمذاهب الاربعة (١ - ٢): ٧٠.
- ↑ انظر حلية الاولياء ٣: ١٩٩.
- ↑ ولد سنة ١٠٧ ه بالكوفة وتوفّي سنة ١٩٨ ه بمكّة. وروي عنه الشافعي وشعبة وابن جريج وغيرهم. انظر وفيات الاعيان ٢: ٣٩١ - ٣٩٣، الترجمة ٢٦٧.
- ↑ انظر حلية الاولياء ٣: ١٩٩.
- ↑ ولي القضاء ببغداد الشرقية لهارون، ثمّ ولّاه قضاء الكوفة، ومات بها سنة مئة واربع وتسعين. انظر رجال النجاشي: ١٣٤، الترجمة ٣٤٦.
- ↑ روي عنه: أحمد، وإسحاق، وابو نعيم، ويحيي بن معين، وغيرهم. انظر الإمام الصادق والمذاهب الاربعة (١ - ٢): ٧٠.
- ↑ انظر معجم رجال الحديث ٦: ١٤٨، ترجمة حفص بن غياث.
- ↑ روي عنه سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، - وشريك بن عبد الله، والاعمش وغيرهم، توفّي بالبصرة سنة ١٦٠ ه. انظر وفيات الاعيان ٢: ٤٦٩ - ٤٧٠، الترجمة ٢٩٢.
- ↑ انظر حلية الاولياء ٣: ١٩٩.
- ↑ انظر الإمام الصادق والمذاهب الاربعة (١ - ٢): ٤٠٨.
- ↑ انظر حلية الاولياء ٣: ١٩٩.
- ↑ انظر: اختيار معرفة الرجال: ٣٩٠، الرقم ٧٣٣، والإمام الصادق والمذاهب الاربعة (١ - ٢): ٧٠ - ٧٣، و٤٠٠ - ٤٢١. .
- ↑ انظر رجال النجاشي: ٣٢٥ - ٣٢٦، الترجمة ٨٨٦.
- ↑ اختيار معرفة الرجال: ١٣٥، الرقم ٢١٥ و٢٤٠، الرقم ٤٣٨.
- ↑ الإمام الصادق والمذاهب الاربعة (٣ - ٤): ٧٠، نقلا عن شعراء الشيعة (للمرزباني): ٨٦.
- ↑ الفهرست (لابن النديم): التكملة، الصفحة ٨.
- ↑ الفهرست (للشيخ الطوسي): ٣٢٣، الترجمة ٦٩٨.
- ↑ انظر: المصدر المتقدّم، ورجال النجاشي: ٣٢٥ - ٣٢٦، الترجمة ٨٨٦.
- ↑ اختيار معرفة الرجال: ١٨٥ - ١٨٦، الرقم ٣٢٧.
- ↑ الفهرست (لابن النديم): التكملة، الصفحة ٨.
- ↑ انظر: رجال النجاشي: ٤٣٣، الترجمة ١١٦٤، والفهرست (للشيخ الطوسي): ٣٥٥، الترجمة ٧٧١.
- ↑ انظر اختيار معرفة الرجال: ٢٥٦، الرقم ٤٧٦.
- ↑ انظر الفهرست (للشيخ الطوسي): ٣٥٥، الترجمة ٧٧١.
- ↑ انظر اصول الكافي ١: ١٣، كتاب العقل والجهل الحديث ١٢.
- ↑ انظر اختيار معرفة الرجال: ٢٥٦، الرقم ٤٧٥، نقلا عن الفضل بن شاذان.
- ↑ انظر رجال النجاشي: ٤٣٣، الترجمة ١١٦٤.
- ↑ لانّه اوفق بما يقال: من انّ موته كان في زمان يحيي بن خالد البرمكي، فانّ البرامكة ازيلوا سنة ١٨٧ ه، ولم يبق يحيي الى سنة ١٩٩ ه. ومن جهة اخري: لو قبلنا انّ القاء القبض علي الإمام موسي بن جعفر (ع) كان له عدّة اسباب منها: احتجاج هشام في الإمامة وسماع الرشيد له واغتياظه عليه وعلي موسي بن جعفر (ع)، فيكون هذا التاريخ اصحّ. لانّ استشهاد الإمام (ع) كان سنة ١٨٣ ه.
- ↑ انظر: اختيار معرفة الرجال: ٢٥٨ - ٢٦٣، الرقم ٤٧٧.
- ↑ اختيار معرفة الرجال: ٢٧٥ - ٢٧٧، الرقم ٤٩٤.
- ↑ رجال النجاشي: ١٣، الترجمة ٨.
- ↑ المصدر المتقدّم: ٤٣٤، الترجمة ١١٦٦.
- ↑ انظر رجال الشيخ الطوسي: ١٣٦ و٢٨٩.
- ↑ انظر: رجال الشيخ الطوسي: ١٣٥ و٢٨١، ومعجم رجال الحديث ١٥: ٧٣ و٧٥.
- ↑ اختيار معرفة الرجال: ٣٩٠، الرقم ٧٣٣.
- ↑ مناقب آل أبي طالب ٤: ٢٥٥، وعنه في البحار ٤٧: ٢١٧، تاريخ الإمام الصادق، باب مناظراته، الحديث ٤.
- ↑ سورة الأعراف، الآية 12.
- ↑ حلية الاولياء ٣: ١٩٦ - ١٩٧، ونقله عنه ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب ٤: ٢٥٢، وعن امالى الشيخ الطوسي، ونقله الحرّ العاملي في الوسائل ٢٧: ٤٦، الباب ٦ من ابواب صفات القاضي، الحديث ٢٥، عن الصدوق في علل الشرائع: ٨٦.
- ↑ سورة الفاتحة، الآية 2.
- ↑ سورة التوبة، الآية 74.
- ↑ سورة التوبة، الآية 59.
- ↑ سورة محمد، الآية 24.
- ↑ سورة المطففين، الآية 14.
- ↑ كنز الفوائد ٢: ٣٦.
- ↑ وفيات الاعيان ١: ٣٢٨، الترجمة ١٣١، عن المصايد: ٢٠٢.
- ↑ الحشر: ١٠، والدهر: ٨.
- ↑ الكافي ٥: ٦٥ - ٧٠، كتاب المعيشة، الباب الاوّل، الحديث الاوّل.
- ↑ سورة الشورى، الآية ٣٧.
- ↑ سورة المائدة، الآية ٧٢.
- ↑ سورة يوسف، الآية ٨٧.
- ↑ سورة الأعراف، الآية ٩٩.
- ↑ سورة النساء، الآية ٩٣.
- ↑ سورة النور، الآية ٢٣.
- ↑ سورة النساء، الآية ١٠.
- ↑ سورة الأنفال، الآية ١٦.
- ↑ سورة البقرة، الآية ٢٧٥.
- ↑ سورة البقرة، الآية ١٠٢.
- ↑ سورة الفرقان، الآية ٦٨.
- ↑ سورة الفرقان، الآية ٦٩.
- ↑ سورة آل عمران، الآية ٧٧.
- ↑ سورة آل عمران، الآية ١٦١.
- ↑ سورة التوبة، الآية ٣٥.
- ↑ سورة البقرة، الآية ٢٨٣.
- ↑ سورة الرعد، الآية ٢٥.
- ↑ اصول الكافي ٢: ٢٨٥، باب الكبائر، الحديث ٢٤.
- ↑ الكافي ٥: ٢٩٠، كتاب المعيشة، باب الرجل يكتري الدابة فيجاوز بها الحدّ، الحديث ٦، واخرجه عنه الوسائل ١٩: ١١٩، الباب ١٧ من ابواب الاجارة، الحديث الاوّل.
- ↑ كتاب المكاسب (للشيخ الانصاري) ٣: ٢٤٥.
- ↑ محمد بن ابي زينب ابو الخطّاب الاسدي، كان من اصحاب ابي عبد الله (ع) ثمّ انحرف وغلا في الإمام، وكان يكذب عليه، فلعنه الإمام (ع) وتبرّا منه ودعا عليه، فقتل هو واصحابه علي يد عيسي بن موسي بن علي بن عبد الله بن العبّاس الذي كان عامل المنصور علي الكوفة، ولم ينج منهم الّا رجل واحد توهّم انّه مجروح، فانسلّ من بين القتلي ليلا، وهو ابو خديجة (او ابو سلمة) سالم بن مكرم الجمّال، فتاب، وكان ممّن يروي الحديث. انظر: اختيار معرفة الرجال: ٣٥٢، الرقم ٦٦١، ومعجم رجال الحديث ١٤: ٢٤٣ - ٢٦٠، ومقباس الهداية ٢: ٣٥٥ - ٣٥٧. وقال الشهرستاني: «الخطّابية اصحاب ابي الخطّاب محمد بن ابي زينب الاسدي الاجدع مولي بني اسد، وهو الذي عزا نفسه الى ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، فلمّا وقف الصادق علي غلوّه الباطل في حقّه تبرّا منه ولعنه، وامر اصحابه بالبراءة منه، وشدّد القول في ذلك، وبالغ في التبرّي منه واللعن عليه، فلمّا اعتزل عنه ادّعي الإمامة لنفسه. زعم ابو الخطّاب: انّ الائمّة انبياء ثمّ آلهة، وقال بالهيّة جعفر بن محمد، والهيّة آبائه م، وهم ابناء الله واحبّاؤه، والإلهيّة نور في النبوّة، والنبوّة نور في الإمامة، ولا يخلو العالم من هذه الانوار، وزعم انّ جعفرا هو الاله في زمانه، وليس هو المحسوس الذي يرونه، ولكن لمّا نزل الى هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها». الملل والنحل ١: ١٧٩ - ١٨٠. وانظر: المقالات والفرق (لسعد بن عبد الله الاشعري): ٥٤ - ٥٨، وفرق الشيعة (للنوبختي): ٤٧، وكشّاف اصطلاحات الفنون ٢: ٩، وكتاب المواقف وشرحه ٣: ٦٨٠ - ٦٨١.
- ↑ الكافي (الروضة) ٨: ٢٢٥، الحديث ٢٨٦، وقد استجاب الله دعاءه كما تقدّم.
- ↑ معجم رجال الحديث ١٤: ٢٥٥.
- ↑ >معجم رجال الحديث ١٤: ٢٥٣.
- ↑ >معجم رجال الحديث ١٤: ٢٥٣.
- ↑ انظر معجم رجال الحديث ١٤: ٢٤٣ - ٢٦٠، ترجمة ابي الخطّاب، و١٨: ٢٧٥ - ٢٧٩، ترجمة المغيرة بن سعيد الذي كان يكذب علي ابي جعفر (ع)، وجاء في حقّه عن ابي عبد الله (ع): «لعن الله المغيرة بن سعيد، انّه كان يكذب علي ابي فاذاقه الله حرّ الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقول في انفسنا، ولعن الله من ازالنا عن العبودية للّه الذي خلقنا، والىه مآبنا ومعادنا، وبيده نواصينا». وانظر ايضاً ترجمة بنان في معجم رجال الحديث ٣: ٣٧٠، فقد ورد عن ابي جعفر (ع) لعنه، وانّه كان يكذب علي علي بن الحسين (ع). وانظر خاتمة المستدرك ١: ١٣٥ - ١٣٩، عند كلامه عن كتاب دعائم الإسلام للقاضي نعمان المصري، وانظر الكتاب نفسه ١: ٤٩، ضمن الكلام عن منازل الائمّة صلوات الله عليهم
- ↑ محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة 5: 543 - 562.