الإمام محمد الجواد عليه السلام

من إمامةبيديا

اسمه ونسبه

هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).

وامّه: امّ ولد يقال لها: «سبيكة»، أو «خيزران»، وكانت نوبيّة [١]، وقيل: «مريسيّة»[٢]، وقيل: كانت من أهل بيت مارية القبطية [٣].

كنيته ولقبه

كنيته: أبو جعفر الثاني،

وألقابه: «التقيّ»، «الجواد»، «المرتضى»، «المنتجب»[٤].

مولده

ولد سنة مئة وخمس وتسعين من الهجرة، واختلف في الشهر واليوم، فقيل: في شهر رمضان، وهو الذي ذكره المشايخ - الكليني و المفيد و الطوسي - وقيل: في العاشر من رجب [٥].

وقد ورد عن أبيه الرضا (ع)، أنّه قال فيه: « هَذَا اَلْمَوْلُودُ اَلَّذِي لَمْ يُولَدْ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ عَلَى شِيعَتِنَا بَرَكَةً مِنْهُ»[٦].

ولعلّ وجهه: أنّه لمّا لم يولد غير أبي جعفر (ع) للإمام الرضا (ع)، وكان الشيعة يفكّرون قبل ولادته: كيف يكون مصير الإمامة؟ لأنّها لا تجتمع لأخوين بعد الحسن و الحسين(ع)، ولم يكن للإمام الرضا (ع) ولد حينئذ، فمن يكون الإمام إذن بعد أبي الحسن الرضا(ع)؟ [٧]

وعند ولادته زالت هذه الشكوك والأوهام، وكانت هذه أعظم بركة على الشيعة.

وفاته

توفّي في آخر ذي القعدة سنة مئتين وعشرين ببغداد بعد إشخاص المعتصم إيّاه من المدينة ودفن في مقابر قريش عند قبر جدّه موسى بن جعفر (ع) [٨]

عمره الشريف

كان عمره خمساً وعشرين سنة، وعاش بعد أبيه سبع عشرة سنة[٩]. وهو أصغر الأئمّة (ع) سنّاً.

مدّة إمامته

بلغت إمامته سبع عشرة سنة، وهي المدّة التي عاشها بعد أبيه صلوات الله عليهما.

حكّام عصره

عاصره من الحكّام: المأمون، وأخوه محمد المعتصم.

تزويج المأمون ابنته ام الفضل للإمام(ع)

بعد أن استشهد الإمام الرضا (ع)، وعاد المأمون إلى بغداد، استدعى الإمام الجواد من المدينة وهو ابن تسع سنين وأشهر، وقصد أن يزوّجه ابنته امّ الفضل؛ لأنّه قد شغف به؛ لما رأى من فضله مع صغر سنّه وبلوغه في العلم والحكمة والأدب وكمال العقل ما لم يساوه فيه أحد من مشايخ أهل زمانه.

ولمّا بلغ ذلك العبّاسيّين استعظموه، فحذّروه من ذلك وأظهروا له خوفهم واستياءهم.

فأجابهم: بأنّه اختاره لبروزه على أهل الفضل كافّة في العلم والفضل مع صغر سنّه.

فقالوا: إنّه صبيّ لا معرفة له ولا فقه، فأمهله ليتأدّب ويتفقّه في الدين.

فقال لهم: ويحكم إنّني أعرف بهذا الفتى منكم، وإنّ هذا من أهل بيت علمهم من الله وموادّه وإلهامه، لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبيّن لكم به ما وصفت من حاله.

فاختاروا يحيى بن أكثم - وكان قاضي القضاة - على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها، ووعدوه بأموال نفيسة على ذلك.

فاجتمعوا في اليوم الذي اتّفقوا عليه، وحضر معهم يحيى بن أكثم.

فخرج أبو جعفر (ع) وجلس في الموضع الذي اعدّ له، وجلس يحيى بن أكثم بين يديه.

«فَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ لِلْمَأْمُونِ يَأْذَنُ لِي أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْ أَسْأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ اَلْمَأْمُونُ اِسْتَأْذِنْهُ فِي ذَلِكَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ فَقَالَ أَ تَأْذَنُ لِي جُعِلْتُ فِدَاكَ فِي مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَلْ إِنْ شِئْتَ قَالَ يَحْيَى مَا تَقُولُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِي مُحْرِمٍ قَتَلَ صَيْداً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ قَتَلَهُ فِي حِلٍّ أَوْ حَرَمٍ عَالِماً كَانَ اَلْمُحْرِمُ أَمْ جَاهِلاً قَتَلَهُ عَمْداً أَوْ خَطَأً حُرّاً كَانَ اَلْمُحْرِمُ أَمْ عَبْداً صَغِيراً كَانَ أَمْ كَبِيراً مُبْتَدِئاً بِالْقَتْلِ أَمْ مُعِيداً مِنْ ذَوَاتِ اَلطَّيْرِ كَانَ اَلصَّيْدُ أَمْ مِنْ غَيْرِهَا مِنْ صِغَارِ اَلصَّيْدِ كَانَ أَمْ كِبَارِهَا مُصِرّاً عَلَى مَا فَعَلَ أَوْ نَادِماً فِي اَللَّيْلِ كَانَ قَتْلُهُ لِلصَّيْدِ أَمْ نَهَاراً مُحْرِماً كَانَ بِالْعُمْرَةِ إِذْ قَتَلَهُ أَوْ بِالْحَجِّ كَانَ مُحْرِماً فَتَحَيَّرَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ وَ بَانَ فِي وَجْهِهِ اَلْعَجْزُ وَ اَلاِنْقِطَاعُ وَ لَجْلَج َ حَتَّى عَرَفَ جَمَاعَةُ أَهْلِ اَلْمَجْلِسِ أَمْرَهُ فَقَالَ اَلْمَأْمُونُ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى هَذِهِ اَلنِّعْمَةِ وَ اَلتَّوْفِيقِ لِي فِي اَلرَّأْيِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَ قَالَ لَهُمْ أَ عَرَفْتُمُ اَلْآنَ مَا كُنْتُمْ تُنْكِرُونَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ أَ تَخْطُبُ يَا أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ نَعَمْ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَهُ اَلْمَأْمُونُ اُخْطُبْ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِنَفْسِكَ فَقَدْ رَضِيتُكَ لِنَفْسِي وَ أَنَا مُزَوِّجُكَ أُمَّ اَلْفَضْلِ اِبْنَتِي وَ إِنْ رَغِمَ قَوْمٌ لِذَلِكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ إِقْرَاراً بِنِعْمَتِهِ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ إِخْلاَصاً لِوَحْدَانِيَّتِهِ وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ بَرِيَّتِهِ وَ اَلْأَصْفِيَاءِ مِنْ عِتْرَتِهِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ كَانَ مِنْ فَضْلِ اَللَّهِ عَلَى اَلْأَنَامِ أَنْ أَغْنَاهُمْ بِالْحَلاَلِ عَنِ اَلْحَرَامِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[١٠] ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى يَخْطُبُ أُمَّ اَلْفَضْلِ بِنْتَ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْمَأْمُونِ وَ قَدْ بَذَلَ لَهَا مِنَ اَلصَّدَاقِ مَهْرَ جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَ هُوَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ جِيَاداً فَهَلْ زَوَّجْتَهُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ بِهَا عَلَى هَذَا اَلصَّدَاقِ اَلْمَذْكُورِ قَالَ اَلْمَأْمُونُ نَعَمْ قَدْ زَوَّجْتُكَ أَبَا جَعْفَرٍ أُمَّ اَلْفَضْلِ اِبْنَتِي عَلَى هَذَا اَلصَّدَاقِ اَلْمَذْكُورِ فَهَلْ قَبِلْتَ اَلنِّكَاحَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ وَ رَضِيتُ بِهِ فَأَمَرَ اَلْمَأْمُونُ أَنْ يَقْعُدَ اَلنَّاسُ عَلَى مَرَاتِبِهِمْ فِي اَلْخَاصَّةِ وَ اَلْعَامَّةِ قَالَ اَلرَّيَّانُ وَ لَمْ نَلْبَثْ أَنْ سَمِعْنَا أَصْوَاتاً تُشْبِهُ أَصْوَاتَ اَلْمَلاَّحِينَ فِي مُحَاوِرَاتِهِمْ فَإِذَا اَلْخَدَمُ يَجُرُّونَ سَفِينَةً مَصْنُوعَةً مِنْ فِضَّةٍ مَشْدُودَةً بِالْحِبَالِ مِنَ اَلْإِبْرِيسَمِ عَلَى عَجَلٍ مَمْلُوءَةٍ مِنَ اَلْغَالِيَةِ فَأَمَرَ اَلْمَأْمُونُ أَنْ تُخْضَبَ لِحَى اَلْخَاصَّةِ مِنْ تِلْكَ اَلْغَالِيَةِ ثُمَّ مُدَّتْ إِلَى دَارِ اَلْعَامَّةِ فَطُيِّبُوا مِنْهَا وَ وُضِعَتِ اَلْمَوَائِدُ فَأَكَلَ اَلنَّاسُ وَ خَرَجَتِ اَلْجَوَائِزُ إِلَى كُلِّ قَوْمٍ عَلَى قَدْرِهِمْ فَلَمَّا تَفَرَّقَ اَلنَّاسُ وَ بَقِيَ مِنَ اَلْخَاصَّةِ مَنْ بَقِيَ قَالَ اَلْمَأْمُونُ لِأَبِي جَعْفَرٍ إِنْ رَأَيْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْ تَذْكُرَ اَلْفِقْهَ فِيمَا فَصَّلْتَهُ مِنْ وُجُوهِ قَتْلِ اَلْمُحْرِمِ اَلصَّيْدَ لِنَعْلَمَهُ وَ نَسْتَفِيدَهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَعَمْ إِنَّ اَلْمُحْرِمَ إِذَا قَتَلَ صَيْداً فِي اَلْحِلِّ وَ كَانَ اَلصَّيْدُ مِنْ ذَوَاتِ اَلطَّيْرِ وَ كَانَ مِنْ كِبَارِهَا فَعَلَيْهِ شَاةٌ فَإِنْ كَانَ أَصَابَهُ فِي اَلْحَرَمِ فَعَلَيْهِ اَلْجَزَاءُ مُضَاعَفاً وَ إِذَا قَتَلَ فَرْخاً فِي اَلْحِلِّ فَعَلَيْهِ حَمَلٌ قَدْ فُطِمَ مِنَ اَللَّبَنِ وَ إِذَا قَتَلَهُ فِي اَلْحَرَمِ فَعَلَيْهِ اَلْحَمَلُ وَ قِيمَةُ اَلْفَرْخِ وَ إِنْ كَانَ مِنَ اَلْوَحْشِ وَ كَانَ حِمَارَ وَحْشٍ فَعَلَيْهِ بَقَرَةٌ وَ إِنْ كَانَ نَعَامَةً فَعَلَيْهِ بَدَنَةٌ وَ إِنْ كَانَ ظَبْياً فَعَلَيْهِ شَاةٌ فَإِنْ قَتَلَ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ فِي اَلْحَرَمِ فَعَلَيْهِ اَلْجَزَاءُ مُضَاعَفاً ﴿هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ[١١] وَ إِذَا أَصَابَ اَلْمُحْرِمُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ اَلْهَدْيُ فِيهِ وَ كَانَ إِحْرَامُهُ لِلْحَجِّ نَحَرَهُ بِمِنًى وَ إِنْ كَانَ إِحْرَامُهُ لِلْعُمْرَةِ نَحَرَهُ بِمَكَّةَ وَ جَزَاءُ اَلصَّيْدِ عَلَى اَلْعَالِمِ وَ اَلْجَاهِلِ سَوَاءٌ وَ فِي اَلْعَمْدِ لَهُ اَلْمَأْثَمُ وَ هُوَ مَوْضُوعٌ عَنْهُ فِي اَلْخَطَإِ وَ اَلْكَفَّارَةُ عَلَى اَلْحُرِّ فِي نَفْسِهِ وَ عَلَى اَلسَّيِّدِ فِي عَبْدِهِ وَ اَلصَّغِيرُ لاَ كَفَّارَةَ عَلَيْهِ وَ هِيَ عَلَى اَلْكَبِيرِ وَاجِبَةٌ وَ اَلنَّادِمُ يَسْقُطُ بِنَدَمِهِ عَنْهُ عِقَابُ اَلْآخِرَةِ وَ اَلْمُصِرُّ يَجِبُ عَلَيْهِ اَلْعِقَابُ فِي اَلْآخِرَةِ فَقَالَ لَهُ اَلْمَأْمُونُ أَحْسَنْتَ أَبَا جَعْفَرٍ أَحْسَنَ اَللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَسْأَلَ يَحْيَى عَنْ مَسْأَلَةٍ كَمَا سَأَلَكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِيَحْيَى أَسْأَلُكَ قَالَ ذَلِكَ إِلَيْكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ عَرَفْتُ جَوَابَ مَا تَسْأَلُنِي عَنْهُ وَ إِلاَّ اِسْتَفَدْتُهُ مِنْكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَبِّرْنِي عَنْ رَجُلٍ نَظَرَ إِلَى اِمْرَأَةٍ فِي أَوَّلِ اَلنَّهَارِ فَكَانَ نَظَرُهُ إِلَيْهَا حَرَاماً عَلَيْهِ فَلَمَّا اِرْتَفَعَ اَلنَّهَارُ حَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا زَالَتِ اَلشَّمْسُ حَرُمَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ اَلْعَصْرِ حَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا غَرَبَتِ اَلشَّمْسُ حَرُمَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ وَقْتُ اَلْعِشَاءِ اَلْآخِرَةِ حَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا كَانَ اِنْتِصَافُ اَللَّيْلِ حَرُمَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا طَلَعَ اَلْفَجْرُ حَلَّتْ لَهُ مَا حَالُ هَذِهِ اَلْمَرْأَةِ وَ بِمَا ذَا حَلَّتْ لَهُ وَ حَرُمَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ لاَ وَ اَللَّهِ مَا أَهْتَدِي إِلَى جَوَابِ هَذَا اَلسُّؤَالِ وَ لاَ أَعْرِفُ اَلْوَجْهَ فِيهِ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُفِيدَنَاهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَذِهِ أَمَةٌ لِرَجُلٍ مِنَ اَلنَّاسِ نَظَرَ إِلَيْهَا أَجْنَبِيٌّ فِي أَوَّلِ اَلنَّهَارِ فَكَانَ نَظَرُهُ إِلَيْهَا حَرَاماً عَلَيْهِ فَلَمَّا اِرْتَفَعَ اَلنَّهَارُ اِبْتَاعَهَا مِنْ مَوْلاَهَا فَحَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا كَانَ اَلظُّهْرُ أَعْتَقَهَا فَحَرُمَتْعَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ اَلْعَصْرِ تَزَوَّجَهَا فَحَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ اَلْمَغْرِبِ ظَاهَرَ مِنْهَا فَحَرُمَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ اَلْعِشَاءِ اَلْآخِرَةِ كَفَّرَ عَنِ اَلظِّهَارِ فَحَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اَللَّيْلِ طَلَّقَهَا وَاحِدَةً فَحَرُمَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ اَلْفَجْرِ رَاجَعَهَا فَحَلَّتْ لَهُ. قَالَ فَأَقْبَلَ اَلْمَأْمُونُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَقَالَ لَهُمْ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ يُجِيبُ عَنْ هَذِهِ اَلْمَسْأَلَةِ بِمِثْلِ هَذَا اَلْجَوَابِ أَوْ يَعْرِفُ اَلْقَوْلَ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَ اَلسُّؤَالِ. قَالُوا لاَ وَ اَللَّهِ إِنَّ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ وَ مَا رَأَى. فَقَالَ لَهُمْ وَيْحَكُمْ إِنَّ أَهْلَ هَذَا اَلْبَيْتِ خُصُّوا مِنَ اَلْخَلْقِ بِمَا تَرَوْنَ مِنَ اَلْفَضْلِ وَ إِنَّ صِغَرَ اَلسِّنِّ فِيهِمْ لاَ يَمْنَعُهُمْ مِنَ اَلْكَمَالِ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اِفْتَتَحَ دَعْوَتَهُ بِدُعَاءِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ اِبْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَ قَبِلَ مِنْهُ اَلْإِسْلاَمَ وَ حَكَمَ لَهُ بِهِ وَ لَمْ يَدْعُ أَحَداً فِي سِنِّهِ غَيْرَهُ وَ بَايَعَ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ وَ هُمَا اِبْنَا دُونِ سِتِّ سِنِينَ وَ لَمْ يُبَايِعْ صَبِيّاً غَيْرَهُمَا أَ فَلاَ تَعْلَمُونَ اَلْآنَ مَا اِخْتَصَّ اَللَّهُ بِهِ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمَ وَ أَنَّهُمْ ذُرِّيَّةٌ ﴿بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ[١٢] يَجْرِي لِآخِرِهِمْ مَا يَجْرِي لِأَوَّلِهِمْ. قَالُوا صَدَقْتَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ نَهَضَ اَلْقَوْمُ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ أَحْضَرَ اَلنَّاسَ وَ حَضَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ صَارَ اَلْقُوَّادُ وَ اَلْحُجَّابُ وَ اَلْخَاصَّةُ وَ اَلْعُمَّالُ لِتَهْنِئَةِ اَلْمَأْمُونِ وَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأُخْرِجَتْ ثَلاَثَةُ أَطْبَاقٍ مِنَ اَلْفِضَّةِ فِيهَا بَنَادِقُ مِسْكٍ وَ زَعْفَرَانٍ مَعْجُونٍ فِي أَجْوَافِ تِلْكَ اَلْبَنَادِقِ رِقَاعٌ مَكْتُوبَةٌ بِأَمْوَالٍ جَزِيلَةٍ وَ عَطَايَا سَنِيَّةٍ وَ إِقْطَاعَاتٍ فَأَمَرَ اَلْمَأْمُونُ بِنَثْرِهَا عَلَى اَلْقَوْمِ مِنْ خَاصَّتِهِ فَكَانَ كُلُّ مَنْ وَقَعَ فِي يَدِهِ بُنْدُقَةٌ أَخْرَجَ اَلرُّقْعَةَ اَلَّتِي فِيهَا وَ اِلْتَمَسَهُ فَأُطْلِقَ لَهُ وَ وُضِعَتِ اَلْبِدَرُ فَنُثِرَ مَا فِيهَا عَلَى اَلْقُوَّادِ وَ غَيْرِهِمْ وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّاسُ وَ هُمْ أَغْنِيَاءُ بِالْجَوَائِزِ وَ اَلْعَطَايَا وَ تَقَدَّمَ اَلْمَأْمُونُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى كَافَّةِ اَلْمَسَاكِينِ وَ لَمْ يَزَلْ مُكْرِماً لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُعَظِّماً لِقَدْرِهِ مُدَّةَ حَيَاتِهِ يُؤْثِرُهُ عَلَى وُلْدِهِ وَ جَمَاعَةِ أَهْلِ بَيْتِهِ ».

وقد روي: «أنّ امّ الفضل كتبت إلى أبيها من المدينة تشكو أبا جعفر (ع) وتقول: إنّه يتسرّى عليّ ويغيرني، فكتب إليها المأمون: يا بنيّة، إنّا لم نزوّجك أبا جعفر لتحرّمي عليه حلالاً، فلا تعاودي لذكر ما ذكرت بعدها» [١٣].

الإمام الجواد (ع) أيام المعتصم

ولمّا مات المأمون وخلّفه أخوه المعتصم، أشخص الإمام (ع) من المدينة إلى بغداد، فوردها وامّ الفضل لليلتين بقيتا من المحرّم سنة مئة وعشرين، وتوفّي في ذي القعدة من السنة نفسها [١٤].

وذكروا أنّه استشهد بالسمّ واختلفوا في كيفيّته [١٥].

تلامذة الإمام الجواد (ع) والراوون عنه

لم يتعرّض الإمام الجواد (ع) لضغط سياسي حادّ أيام المأمون، فكان في هذه المدّة وهي نحو من عشر سنوات يتّصل به شيعته ويأخدون من علمه، وذكر الشيخ الطوسي ما يقارب مئة وخمسة عشر شخصا ممّن روى عنه، ونحن نشير إلى ترجمة ثلاثة منهم باختصار:

١. علي بن مهزيار الأهوازي:

كان من الشخصيات العلميّة البارزة أيام الإمام الجواد (ع)، ومن أصحابه المختصّين به، قال عنه النجاشي: «... كان أبوه نصرانيا فأسلم، وقد قيل: إنّ عليّا أيضا أسلم وهو صغير، ومنّ الله عليه بمعرفة هذا الأمر، وتفقّه، وروى عن الرضا وأبي جعفر (ع)، واختصّ بأبي جعفر الثاني وتوكّل له، وعظم محلّه منه، وكذلك أبو الحسن الثالث (ع)، وتوكّل لهم في بعض النواحي، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير، وكان ثقة في روايته لا يطعن عليه، صحيحا اعتقاده، وصنّف الكتب المشهورة...» [١٦]. ثمّ ذكر كتبه.

وكانت له مراسلات كثيرة مع أبي جعفر الجواد(ع) كان يسأله فيها عن المسائل الفقهية وغيرها، ومكاتبته في الخمس [١٧] معروفة، وكانت له (ع) عناية خاصّة به، فقد روى الكشّي عن عليّ بن مهزيار: أنّه كتب إلى الإمام الجواد (ع) يسأله الدعاء، فكتب (ع) إليه: « وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ مِنَ اَلدُّعَاءِ فَإِنَّكَ بَعْدُ لَسْتَ تَدْرِي كَيْفَ جَعَلَكَ اَللَّهُ عِنْدِي، وَ رُبَّمَا سَمَّيْتُكَ بِاسْمِكَ وَ نَسَبِكَ، كَثْرَةُ عِنَايَتِي بِكَ وَ مَحَبَّتِي لَكَ وَ مَعْرِفَتِي بِمَا أَنْتَ إِلَيْهِ، فَأَدَامَ اَللَّهُ لَكَ أَفْضَلَ مَا رَزَقَكَ مِنْ ذَلِكَ، وَ رَضِيَ عَنْكَ بِرِضَايَ عَنْكَ، وَ بَلَّغَكَ أَفْضَلَ نِيَّتِكَ، وَ أَنْزَلَكَ اَلْفِرْدَوْسَ اَلْأَعْلَى بِرَحْمَتِهِ! إِنَّهُ سَمِيعُ اَلدُّعَاءِ، حَفِظَكَ اَللَّهُ وَ تَوَلاَّكَ وَ دَفَعَ اَلشَّرَّ عَنْكَ بِرَحْمَتِهِ، وَ كَتَبْتُ بِخَطِّي»[١٨].

ولعليّ بن مهزيار مشهد كبير في الأهواز يزار، وقد وفّقت لزيارته.

٢. الحسن والحسين الأهوازيان:

قال عنهما النجاشي: «الحسن بن سعيد بن حماد بن مهران مولى علي بن الحسين (ع)، أبو محمد الأهوازي، شارك أخاه الحسين في الكتب الثلاثين المصنّفة، وإنّما كثر اشتهار الحسين أخيه بها» [١٩].

وقال ابن النديم: «الحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان من أهل الكوفة من موالي عليّ بن الحسين، من أصحاب الرضا، أوسع أهل زمانهما علما بالفقه والآثار والمناقب وغير ذلك من علوم الشيعة... وصحبا أيضا أبا جعفر بن الرضا...» [٢٠].

وقال الشيخ الطوسي في الفهرست: «الحسن بن سعيد... أخو الحسين بن سعيد ثقة...» [٢١]

وقال أيضا: «الحسين بن سعيد... ثقة روى عن الرضا و أبي جعفر الثاني، و أبي الحسن الثالث (ع)، وأصله كوفي، وانتقل مع أخيه الحسن إلى الأهواز، ثمّ تحوّل إلى قم، فنزل على الحسن بن أبان، وتوفّي بقم»[٢٢].

وذكرهما في رجاله في أصحاب الرضا والجواد (ع)[٢٣].

احتجاجات الإمام الجواد(ع)

ذكرنا بعض احتجاجاته مع يحيى بن أكثم بمحضر المأمون، والآن نذكر احتجاجه مع الفقهاء بمحضر المعتصم، وتفصيل ذلك هو: « إِنَّ سَارِقاً أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالسَّرِقَةِ وَ سَأَلَ اَلْخَلِيفَةَ تَطْهِيرَهُ بِإِقَامَةِ اَلْحَدِّ عَلَيْهِ، فَجَمَعَ لِذَلِكَ اَلْفُقَهَاءَ فِي مَجْلِسِهِ وَ قَدْ أَحْضَرَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَسَأَلَنَا عَنِ اَلْقَطْعِ فِي أَيِّ مَوْضِعٍ يَجِبُ أَنْ يُقْطَعَ قَالَ: فَقُلْتُ مِنَ اَلْكُرْسُوعِ قَالَ: وَ مَا اَلْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ قَالَ: قُلْتُ: لِأَنَّ اَلْيَدَ هِيَ اَلْأَصَابِعُ وَ اَلْكَفُّ إِلَى اَلْكُرْسُوعِ، لِقَوْلِ اَللَّهِ فِي اَلتَّيَمُّمِ: « ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ[٢٤]  » وَ اِتَّفَقَ مَعِي عَلَى ذَلِكَ قَوْمٌ. وَ قَالَ آخَرُونَ: بَلْ يَجِبُ اَلْقَطْعُ مِنَ اَلْمِرْفَقِ، قَالَ: وَ مَا اَلدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَالُوا لِأَنَّ اَللَّهَ لَمَّا قَالَ: « ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ[٢٥]  » فِي اَلْغُسْلِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ حَدَّ اَلْيَدِ هُوَ اَلْمِرْفَقُ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي هَذَا يَا بَا جَعْفَرٍ فَقَالَ قَدْ تَكَلَّمَ اَلْقَوْمُ فِيهِ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، قَالَ دَعْنِي مِمَّا تَكَلَّمُوا بِهِ أَيُّ شَيْءٍ عِنْدَكَ قَالَ أَعْفِنِي عَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِاللَّهِ لَمَّا أَخْبَرْتَ بِمَا عِنْدَكَ فِيهِ فَقَالَ أَمَّا إِذَا أَقْسَمْتَ عَلَيَّ بِاللَّهِ إِنِّي أَقُولُ إِنَّهُمْ أَخْطَئُوا فِيهِ اَلسُّنَّةَ فَإِنَّ اَلْقَطْعَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِنْ مَفْصِلِ أُصُولِ اَلْأَصَابِعِ فَيُتْرَكَ اَلْكَفُّ قَالَ: وَ مَا اَلْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ قَالَ: قَوْلُ رَسُولِ اَللَّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ السَّلامُ اَلسُّجُودُ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ اَلْوَجْهِ وَ اَلْيَدَيْنِ وَ اَلرُّكْبَتَيْنِ وَ اَلرِّجْلَيْنِ، فَإِذَا قُطِعَتْ يَدُهُ مِنَ اَلْكُرْسُوعِ أَوِ اَلْمِرْفَقِ لَمْ يَبْقَ لَهُ يَدٌ يَسْجُدُ عَلَيْهَا، وَ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: « ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ[٢٦]  » يَعْنِي بِهِ هَذِهِ اَلْأَعْضَاءَ اَلسَّبْعَةَ اَلَّتِي يَسْجُدُ عَلَيْهَا « ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[٢٧]»، وَ مَا كَانَ لِلَّهِ لَمْ يُقْطَعْ».

فأعجب المعتصم ذلك، وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ.

وذكروا: أنّ هذا كان سبب حسد بعض الحاضرين من الفقهاء والقضاة وسعايتهم بالإمام عند المعتصم وتحريضه بالقضاء عليه، فانتهى الأمر إلى استشهاده (ع) بالسمّ.

ومن جملة احتجاجاته ما حدث في إبّان إمامته (ع)، فقد روى علي بن إبراهيم عن أبيه، قال: «لَمَّا مَاتَ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَجَجْنَا فَدَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ حَضَرَ خَلْقٌ مِنَ اَلشِّيعَةِ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ لِيَنْظُرُوا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ عَمُّهُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُوسَى وَ كَانَ شَيْخاً كَبِيراً نَبِيلاً عَلَيْهِ ثِيَابٌ خَشِنَةٌ وَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَجَّادَةٌ فَجَلَسَ وَ خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ اَلْحُجْرَةِ وَ عَلَيْهِ قَمِيصُ قَصَبٍ وَ رِدَاءُ قَصَبٍ وَ نَعْلٌ حَذْوٌ بَيْضَاءُ فَقَامَ عَبْدُ اَللَّهِ وَ اِسْتَقْبَلَهُ وَ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ قَامَتِ اَلشِّيعَةُ وَ قَعَدَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى كُرْسِيٍّ وَ نَظَرَ اَلنَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ تَحَيُّراً لِصِغَرِ سِنِّهِ فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ اَلْقَوْمِ فَقَالَ لِعَمِّهِ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَتَى بَهِيمَةً فَقَالَ تُقْطَعُ يَمِينُهُ وَ يُضْرَبُ اَلْحَدَّ فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا عَمِّ اِتَّقِ اَللَّهَ اِتَّقِ اَللَّهِ إِنَّهُ لَعَظِيمٌ أَنْ تَقِفَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَقُولَ لَكَ لِمَ أَفْتَيْتَ اَلنَّاسَ بِمَا لاَ تَعْلَمُ فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ يَا سَيِّدِي أَ لَيْسَ قَالَ هَذَا أَبُوكَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّمَا سُئِلَ أَبِي عَنْ رَجُلٍ نَبَشَ قَبْرَ اِمْرَأَةٍ فَنَكَحَهَا فَقَالَ أَبِي تُقْطَعُ يَمِينُهُ لِلنَّبْشِ وَ يُضْرَبُ حَدَّ اَلزِّنَاءِ فَإِنَّ حُرْمَةَ اَلْمَيِّتَةِ كَحُرْمَةِ اَلْحَيَّةِ فَقَالَ صَدَقْتَ يَا سَيِّدِي وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ فَتَعَجَّبَ اَلنَّاسُ فَقَالُوا يَا سَيِّدَنَا أَ تَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَسْأَلَكَ فَقَالَ نَعَمْ فَسَأَلُوهُ فِي مَجْلِسٍ عَنْ ثَلاَثِينَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُمْ فِيهَا وَ لَهُ تِسْعُ سِنِينَ »[٢٨].[٢٩]

المراجع والمصادر

  1. محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة

الهوامش

  1. نسبة إلى نوب، وهم جيل من الناس موطنهم - وهو بلاد النوبة - يقع في الجزء الجنوبي من بلاد مصر. المعجم الوسيط: «النوبة».
  2. ومريسة: قرية بمصر، وولاية من ناحية الصعيد. معجم البلدان ٥: ١١٨، «مريسة».
  3. انظر: أصول الكافي ١: ٤٩٢، والإرشاد ٢: ٢٧٣، والتهذيب ٦: ٩٠، وإعلام الورى ٢: ٩١، والبحار ٥٠: ١ - ١٧، تاريخ الإمام الجواد (ع)، باب مولده.
  4. انظر: أصول الكافي ١: ٤٩٢، والإرشاد ٢: ٢٧٣، والتهذيب ٦: ٩٠، وإعلام الورى ٢: ٩١، والبحار ٥٠: ١ - ١٧، تاريخ الإمام الجواد (ع)، باب مولده.
  5. انظر: أصول الكافي ١: ٤٩٢، والإرشاد ٢: ٢٧٣، والتهذيب ٦: ٩٠، وإعلام الورى ٢: ٩١، والبحار ٥٠: ١ - ١٧، تاريخ الإمام الجواد (ع)، باب مولده.
  6. الإرشاد ٢: ٢٧٩.
  7. روى في الإرشاد: أنّه كتب ابن قياما إلى أبي الحسن الرضا (ع) كتابا يقول فيه: «كيف تكون إماما وليس لك ولد؟ فأجابه أبو الحسن (ع): وما علمك أنّه لا يكون لي ولد؟ والله لا تمضي الأيام والليالي حتّى يرزقني الله ذكرا يفرّق بين الحقّ والباطل». الإرشاد ٢: ٢٧٧. وكانت محنة الإمام الرضا (ع) في ذلك كبيرة حتّى بعد ولادة الإمام الجواد (ع)، حيث كان بعضهم يشكّك في إمامته من حيث صغر سنّه، فيقول الإمام الرضا (ع): «وما يضرّ ذلك! قد قام عيسى بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين». الإرشاد ٢: ٢٧٦، وسوف نذكر بعض ما يتّصل بذلك عند الكلام عن احتجاجات الإمام الجواد (ع).
  8. انظر: أصول الكافي ١: ٤٩٢، والإرشاد ٢: ٢٧٣، والتهذيب ٦: ٩٠، وإعلام الورى ٢: ٩١، والبحار ٥٠: ١ - ١٧، تاريخ الإمام الجواد (ع)، باب مولده.
  9. انظر: أصول الكافي ١: ٤٩٢، والإرشاد ٢: ٢٧٣، والتهذيب ٦: ٩٠، وإعلام الورى ٢: ٩١، والبحار ٥٠: ١ - ١٧، تاريخ الإمام الجواد (ع)، باب مولده.
  10. سورة النور، الآية 32.
  11. سورة المائدة، الآية 95.
  12. سورة آل عمران، الآية 34.
  13. انظر هذا وما تقدّم في الإرشاد ٢: ٢٨١ - ٢٨٩، وإعلام الورى ٢: ١٠١ - ١٠٥، والبحار ٥٠: ٧٣ - ٨٤، تاريخ الإمام الجواد (ع)، باب تزويجه (ع) امّ الفضل.
  14. انظر الإرشاد ٢: ٢٩٥.
  15. انظر تفسير العيّاشي ١: ٣٤٨ - ٣٤٩، الحديث ١٠٩، في آخر قوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ...، ومناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٨٤ و٣٩١، ومروج الذهب ٣: ٤٦٤، والفصول المهمّة: ٢٦٣.
  16. رجال النجاشي: ٢٥٣، الترجمة ٦٦٤.
  17. انظر الوسائل ٩: ٥٠١، الباب ٨ من أبواب الخمس، الحديث ٥.
  18. اختيار معرفة الرجال: ٥٥١، ذيل الرقم ١٠٤٠، وذكر مكاتبات أخرى فيها احترام وتبجيل لابن مهزيار.
  19. رجال النجاشي: ١٣٦ - ١٣٧، الترجمة ٥٨.
  20. الفهرست (لابن النديم): ٣١٠.
  21. الفهرست (للشيخ الطوسي): ٩٠، الترجمة ١٧٩.
  22. المصدر المتقدّم: ١٠٤، الترجمة ٢٢٥.
  23. رجال الشيخ الطوسي: ٣٧١ و٣٧٢ و٣٩٩.
  24. سورة النساء، الآية ٤٣.
  25. سورة المائدة، الآية ٦.
  26. سورة الجن، الآية ١٨.
  27. سورة الجن، الآية ١٨.
  28. البحار ٥٠: ٨٥ - ٨٦، تاريخ الإمام الجواد (ع)، باب فضائله، الحديث الأوّل.
  29. محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة ٥: 590 - 597.