الإمام الباقر عليه السلام

من إمامةبيديا
(بالتحويل من الباقر)

اسمه ونسبه

هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).

وامّه فاطمة بنت الحسن (ع)، فهو هاشميّ من هاشميّين، وعلويّ من علويّين [١].

كنيته ولقبه

كنيته: أبو جعفر لا غير.

وأشهر ألقابه الباقر، لقّب به لكثرة علمه وتبقّره فيه [٢]، وفي ذلك يقول القرظيّ:

يا باقر العلم لأهل التقىوخير من لبّى على الأجبل [٣]


والمعروف أنّ هذا اللقب انتزع ممّا ورد في حقّه عن رسول الله (ص)، وقد استفاض عن جابر أنّه قال له رسول الله (ص): « يَا جَابِرُ يُوشِكُ أَنْ تَبْقَى حَتَّى تَلْقَى وَلَداً لِي مِنَ اَلْحُسَيْنِ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ يَبْقُرُ عِلْمَ اَلنَّبِيِّينَ بَقْراً فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي اَلسَّلاَمَ»[٤].

مولده

وُلد (ع) بالمدينة في غرّة رجب سنة سبع وخمسين، وقيل: في الثالث من صفر [٥].

وفاته

توفّي سنة مئة وأربع عشرة من الهجرة [٦].

وقيل: كانت وفاته في السابع من ذي الحجّة [٧].

ودفن عند أبيه علي بن الحسين (ع) في البقيع [٨].

وروي: أنّه (ع) مات بالسمّ [٩].

عمره الشريف

كان له من العمر سبع وخمسون سنة، عاش أربع سنين مع جدّه الحسين (ع)، وتسعاً وثلاثين سنة مع أبيه، وثماني عشرة سنة بعده [١٠].

مدّة إمامته

بلغت إمامته ثماني عشرة سنة، وهي المدّة التي عاشها بعد أبيه (ع) [١١].

حكّام عصره

عاصره من حكّام بني اميّة: الوليد بن عبد الملك، و يزيد بن عبد الملك، و هشام بن عبد الملك، وتوفّي (ع) في أيامه [١٢].

الحركة العلميّة في عصره ودوره الفعّال فيها

كانت للإمام الباقر(ع) كأبيه وأجداده فضائل كثيرة، فكان المشار إليه في العلم والعبادة والتقوى والتواضع والحلم، وغير ذلك من الصفات الحميدة، ونقتصر فيما يأتي على إشارة إجمالية إلى الجانب العلمي ؛ لأنّ الحركة العلميّة اشتدّت في زمانه، وكان له الدوّر الكبير والفعّال فيها.

قال المفيد: «لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين(ع) من علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر(ع)، وروى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين، ورؤساء فقهاء المسلمين، وصار بالفضل به علما لأهله تضرب به الأمثال، وتسير بوصفه الآثار والأشعار...» [١٣].

وقال أيضاً: «وقد روى أبو جعفر(ع) أخبار المبتدأ وأخبار الأنبياء، وكتب عنه الناس المغازي وأثروا عنه السّنن، واعتمدوا عليه في مناسك الحجّ التي رواها عن رسول الله (ص) وكتبوا عنه تفسير القرآن، وروت عنه الخاصّة والعامّة الأخبار، وناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء، وحفظ عنه الناس كثيرا من علم الكلام» [١٤].

احتجاجات الإمام الباقر (ع)

كانت للإمام الباقر (ع) احتجاجات كثيرة على حملة الأفكار والعقائد المختلفة، نشير إلى نماذج منها:

احتجاجه على عبد الله بن نافع بن الأزرق[١٥]

له احتجاج على عبد الله بن نافع بمحضر من كبار أبناء المهاجرين والأنصار في قضيّة التحكيم في أمر الخوارج، وقد أمر الإمام (ع) أن يذكر الحاضرون فضائل عليّ (ع) فكان عبد الله يعترف بها، لكنّه كان يقول: إنّ عليّاً أحدث الكفر بعد ذلك، إلى أن ذكروا حديث: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ اَلرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ اَللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ» فقال أبو جعفر (ع): « مَا تَقُولُ فِي هَذَا اَلْحَدِيثِ؟»

فقال: هو حقّ لا شكّ فيه، ولكن أحدث الكفر بعد، فقال أبو جعفر (ع): «أَخْبِرْنِي عَنِ اَللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ أَحَبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ أَحَبَّهُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقْتُلُ أَهْلَ اَلنَّهْرَوَانِ أَمْ لَمْ يَعْلَمْ قَالَ إِنْ قُلْتَ لاَ كَفَرْتَ قَالَ فَقَالَ قَدْ عَلِمَ قَالَ فَأَحَبَّهُ اَللَّهُ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ أَوْ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ بِمَعْصِيَتِهِ فَقَالَ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقُمْ مَخْصُوماً فَقَامَ وَ هُوَ يَقُولُ ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ»[١٦].

احتجاجه على قتادة [١٧]

روى الكليني عن أبي حمزة الثمالي، قال: «كُنْتُ جَالِساً فِي مَسْجِدِ اَلرَّسُولِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ، يَا عَبْدَ اَللَّهِ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اَلْكُوفَةِ ، فَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ لِي: أَ تَعْرِفُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: هَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً أَسْأَلُهُ عَنْهَا، فَمَا كَانَ مِنْ حَقٍّ أَخَذْتُهُ، وَ مَا كَانَ مِنْ بَاطِلٍ تَرَكْتُهُ. قَالَ أَبُو حَمْزَةَ : فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُ مَا بَيْنَ اَلْحَقِّ وَ اَلْبَاطِلِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ إِذَا كُنْتَ تَعْرِفُ مَا بَيْنَ اَلْحَقِّ وَ اَلْبَاطِلِ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَهْلَ اَلْكُوفَةِ ، أَنْتُمُ قَوْمٌ مَا تُطَاقُونَ، إِذَا رَأَيْتَ أَبَا جَعْفَرٍ فَأَخْبِرْنِي، فَمَا اِنْقَطَعَ كَلاَمُهُ حَتَّى أَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ حَوْلَهُ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَ غَيْرُهُمْ، يَسْأَلُونَهُ عَنْ مَنَاسِكِ اَلْحَجِّ، فَمَضَى حَتَّى جَلَسَ مَجْلِسَهُ، وَ جَلَسَ اَلرَّجُلُ قَرِيباً مِنْهُ. قَالَ أَبُو حَمْزَةَ : فَجَلَسْتُ حَيْثُ أَسْمَعُ اَلْكَلاَمَ، وَ حَوْلَهُ عَالَمٌ مِنَ اَلنَّاسِ، فَلَمَّا قَضَى حَوَائِجَهُمْ وَ اِنْصَرَفُوا، اِلْتَفَتَ إِلَى اَلرَّجُلِ، فَقَالَ لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» قَالَ: أَنَا قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ اَلْبَصْرِيُّ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَنْتَ فَقِيهُ أَهْلِ اَلْبَصْرَةِ ؟» قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «وَيْحَكَ يَا قَتَادَةُ ، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ خَلْقِهِ، فَجَعَلَهُمْ حُجَجاً عَلَى خَلْقِهِ، فَهُمْ أَوْتَادٌ فِي أَرْضِهِ، قُوَّامٌ بِأَمْرِهِ، نُجَبَاءُ فِي عِلْمِهِ، اِصْطَفَاهُمْ قَبْلَ خَلْقِهِ أَظِلَّةٌ عَنْ يَمِينِ عَرْشِهِ». قَالَ: فَسَكَتَ قَتَادَةُ طَوِيلاً، ثُمَّ قَالَ: أَصْلَحَكَ اَللَّهُ، وَ اَللَّهِ لَقَدْ جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيِ اَلْفُقَهَاءِ، وَ قُدَّامَ اِبْنِ عَبَّاسٍ ، فَمَا اِضْطَرَبَ قَلْبِي قُدَّامَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا اِضْطَرَبَ قُدَّامَكَ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «وَيْحَكَ أَ تَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ أَنْتَ بَيْنَ يَدَيْ ﴿ بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ فَأَنْتَ ثُمَّ، وَ نَحْنُ أُولَئِكَ». فَقَالَ لَهُ قَتَادَةُ : صَدَقْتَ وَ اَللَّهِ، جَعَلَنِيَ اَللَّهُ فِدَاكَ، وَ اَللَّهِ مَا هِيَ بُيُوتُ حِجَارَةٍ وَ لاَ طِينٍ. قَالَ قَتَادَةُ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ اَلْجُبُنِّ. قَالَ: فَتَبَسَّمَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، ثُمَّ قَالَ: «رَجَعَتْ مَسَائِلُكَ إِلَى هَذَا!» فَقَالَ: ضَلَّتْ عَنِّي، فَقَالَ: «لاَ بَأْسَ بِهِ». فَقَالَ: إِنَّهُ رُبَّمَا جُعِلَتْ فِيهِ إِنْفَحَةُ اَلْمَيِّتِ. فَقَالَ: «لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ، إِنَّ اَلْإِنْفَحَةَ لَيْسَ فِيهَا عُرُوقٌ، وَ لاَ فِيهَا دَمٌ، وَ لاَ لَهَا عَظْمٌ، إِنَّمَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ - ثُمَّ قَالَ - وَ إِنْ اَلْإِنْفَحَةُ بِمَنْزِلَةِ دَجَاجَةٍ مَيِّتَةٍ أُخْرِجَتْ مِنْهَا بَيْضَةٌ، فَهَلْ تُؤْكَلُ تِلْكَ اَلْبَيْضَةُ؟» فَقَالَ قَتَادَةُ : لاَ، وَ لاَ آمُرُ بِأَكْلِهَا، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «وَ لِمَ؟» قَالَ: لِأَنَّهَا مِنَ اَلْمَيْتَةِ. قَالَ لَهُ: «فَإِنَّ حُضِنَتْ تِلْكَ اَلْبَيْضَةُ، فَخَرَجَتْ مِنْهَا دَجَاجَةٌ، أَ تَأْكُلُهَا؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَمَا حَرَّمَ عَلَيْكَ اَلْبَيْضَةَ، وَ حَلَّلَ لَكَ اَلدَّجَاجَةَ؟» - ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) - فَكَذَلِكَ اَلْإِنْفَحَةُ مِثْلُ اَلْبَيْضَةِ، فَاشْتَرِ اَلْجُبُنَّ مِنْ أَسْوَاقِ اَلْمُسْلِمِينَ ، مِنْ أَيْدِي اَلْمُصَلِّينَ، وَ لاَ تَسْأَلْ عَنْهُ، إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَكَ مَنْ يُخْبِرُكَ عَنْهُ»[١٨].

والمستفاد من كلام الإمام (ع) في مسألة البيضة والجبن: أمران:

  1. استثناء البيضة والإنفحة من حرمة أكل الميتة، وقد تقدّم الكلام عن ذلك في عنوان «أطعمة» عند الكلام عمّا يستثنى من حرمة الميتة، وفي عنوان «إنفحة» أيضاً.
  2. أنّ سوق المسلمين أمارة على كون الذي يباع فيها حلال وطاهر، وعلى ذلك تكون سوق المسلمين من جملة الأمارات.

وللإمام (ع) احتجاج آخر مع قتادة في موضوع تفسير القرآن الكريم [١٩].

احتجاجه على عمرو بن عبيد [٢٠]

قال المفيد: «وروى العلماء: أنّ عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين (ع) ليمتحنه بالسؤال - إلى أن قال: - فقال له: خبّرني - جعلت فداك - عن قوله جلّ ذكره: ﴿وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى[٢١]، ما غضب الله؟ فقال أبو جعفر (ع): « غَضَبُ اَللَّهِ عِقَابُهُ يَا عَمْرُو مَنْ ظَنَّ أَنَّ اَللَّهَ يُغَيِّرُهُ شَيْءٌ فَقَدْ كَفَرَ » [٢٢].

احتجاجه على عبد الله بن معمر الليثي [٢٣]

ورووا: « أَنَّ عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ مُعَمَّرٍ اَللَّيْثِيَّ قَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُفْتِي فِي اَلْمُتْعَةِ فَقَالَ أَحَلَّهَا اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَ سَنَّهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَمِلَ بِهَا أَصْحَابُهُ فَقَالَ عَبْدُ اَللَّهِ فَقَدْ نَهَى عَنْهَا عُمَرُ قَالَ فَأَنْتَ عَلَى قَوْلِ صَاحِبِكَ وَ أَنَا عَلَى قَوْلِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ عَبْدُ اَللَّهِ فَيَسُرُّكَ أَنَّ نِسَاءَكَ فَعَلْنَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ مَا ذِكْرُ اَلنِّسَاءِ هَاهُنَا يَا أَنْوَكُ إِنَّ اَلَّذِي أَحَلَّهَا فِي كِتَابِهِ وَ أَبَاحَهَا لِعِبَادِهِ أَغْيَرُ مِنْكَ وَ مِمَّنْ نَهَى عَنْهَا تَكَلُّفاً بَلْ يَسُرُّكَ أَنَّ بَعْضَ حَرَمِكَ تَحْتَ حَائِكٍ مِنْ حَاكَةِ يَثْرِبَ نِكَاحاً قَالَ لاَ قَالَ فَلِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اَللَّهُ قَالَ لاَ أُحَرِّمُ وَ لَكِنَّ اَلْحَائِكَ مَا هُوَ لِي بِكُفْءٍ قَالَ فَإِنَّ اَللَّهَ اِرْتَضَى عَمَلَهُ وَ رَغَّبَ فِيهِ وَ زَوَّجَهُ حَوْرَاءَ أَ فَتَرْغَبُ عَمَّنْ رَغِبَ اَللَّهُ فِيهِ وَ تَسْتَنْكِفُ مِمَّنْ هُوَ كُفْءٌ لِحُورِ اَلْجِنَانِ كِبْراً وَ عُتُوّاً قَالَ فَضَحِكَ عَبْدُ اَللَّهِ وَ قَالَ مَا أَحْسَبُ صُدُورَكُمْ إِلاَّ مَنَابِتَ أَشْجَارِ اَلْعِلْمِ فَصَارَ لَكُمْ ثَمَرُهُ وَ لِلنَّاسِ وَرَقُهُ» [٢٤].

احتجاجه على محمد بن المنكدر[٢٥]

روى الكليني بإسناده عن أبي عبد الله (ع)، قال: «إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ اَلْمُنْكَدِرِ كَانَ يَقُولُ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ يَدَعُ خَلَفاً أَفْضَلَ مِنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ اِبْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِظَهُ فَوَعَظَنِي فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ بِأَيِّ شَيْءٍ وَعَظَكَ قَالَ خَرَجْتُ إِلَى بَعْضِ نَوَاحِي اَلْمَدِينَةِ فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ فَلَقِيَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ كَانَ رَجُلاً بَادِناً ثَقِيلاً وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى غُلاَمَيْنِ أَسْوَدَيْنِ أَوْ مَوْلَيَيْنِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي سُبْحَانَ اَللَّهِ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ فِي هَذِهِ اَلسَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ اَلْحَالِ فِي طَلَبِ اَلدُّنْيَا أَمَا لَأَعِظَنَّهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ بِنَهْرٍ وَ هُوَ يَتَصَابُّ عَرَقاً فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ فِي هَذِهِ اَلسَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ اَلْحَالِ فِي طَلَبِ اَلدُّنْيَا أَ رَأَيْتَ لَوْ جَاءَكَ أَجَلُكَ وَ أَنْتَ عَلَى هَذِهِ اَلْحَالِ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ فَقَالَ لَوْ جَاءَنِي اَلْمَوْتُ وَ أَنَا عَلَى هَذِهِ اَلْحَالِ جَاءَنِي وَ أَنَا فِي طَاعَةٍ مِنْ طَاعَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَكُفُّ بِهَا نَفْسِي وَ عِيَالِي عَنْكَ وَ عَنِ اَلنَّاسِ وَ إِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ أَنْ لَوْ جَاءَنِي اَلْمَوْتُ وَ أَنَا عَلَى مَعْصِيَةٍ مِنْ مَعَاصِي اَللَّهِ فَقُلْتُ صَدَقْتَ يَرْحَمُكَ اَللَّهُ أَرَدْتُ أَنْ أَعِظَكَ فَوَعَظْتَنِي»[٢٦].

كانت هذه نماذج من احتجاجاته، وله احتجاجات عديدة أخرى ذكرت في كتب الحديث والسيرة، مثل احتجاجه على هشام بن عبد الملك، و طاووس اليماني، و أبي حنيفة، وغيرهم من حملة الأفكار والآراء المختلفة [٢٧].

الراوون عن الإمام الباقر (ع)

وأمّا الذين رووا عنه فهم كثيرون يعدّ أغلبهم علماء بارزين من السنّة والشيعة، وقد ذكرت أسماؤهم في كتب الرجال.

روى عنه من أهل السنّة

فمّمن روى عنه من أهل السنّة: عمرو بن دينار، و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي، و قرة بن خالد السدوسي البصري، و محمد بن المنكدر، و يحيى بن كثير الطائي، و الزهري، و ربيعة الرأي، و سليمان بن مهران الأسدي الأعمش، و عبد الله بن أبي بكر بن عمر بن حزم الأنصاري، و موسى بن سالم، و موسى الحناط، و القاسم بن الفضل، و القاسم بن محمد بن أبي بكر التميمي - أحد الفقهاء السبعة - و محمد بن سوقة، و حجاج بن أرطاة، و معروف بن خربوذ الكوفي، و أبو حنيفة، و أسلم المنقري، و محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي صاحب المغازي، و عبد الله بن عطاء المدني، وغيرهم [٢٨].

روى عنه من الشيعة

أمّا من روى عنه من الشيعة، فقد عدّ الشيخ الطوسي من رجاله وأصحابه ما يقارب الخمسمئة، من أبرزهم:

أبان بن تغلب

أبان بن تغلب الكوفي، المتوفّى سنة ١٤١ [٢٩].

قال عنه النجاشي: «... عظيم المنزلة في أصحابنا، لقي عليّ بن الحسين، وأبا جعفر، وأبا عبد الله (ع)، روى عنهم، وكانت له عندهم منزلة، وقدم...»

وقال له أبو جعفر (ع): « اِجْلِسْ فِي مَسْجِدِ اَلْمَدِينَةِ وَ أَفْتِ اَلنَّاسَ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يُرَى فِي شِيعَتِي مِثْلُكَ ».

وقال أبو عبد الله (ع) لمّا أتاه نعيه: « أَمَا وَ اَللَّهِ لَقَدْ أَوْجَعَ قَلْبِي مَوْتُ أَبَانٍ».

وكان قارئاً من وجوه القرّاء، فقيها، لغوياً، سمع من العرب، وحكى عنهم» [٣٠].

خرّج حديثه مسلم، و الترمذي، و النسائي، و أبو داود، و ابن ماجة. وثّقه أحمد، و ابن معين، والنسائي، و أبو حاتم[٣١].

بريد العجلي

بريد بن معاوية العجلي المتوفّى سنة ١٥٠ ه [٣٢].

قال عنه النجاشي: «وجه من وجوه أصحابنا، وفقيه أيضاً، له محلّ عند الأئمّة» [٣٣].

وروى الكشي عن أبي عبد الله (ع) أنّه كان يقول: «أحبّ الناس إليّ أحياء وأمواتا أربعة: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة، ومحمّد بن مسلم، والأحول...» [٣٤].

وهو من الفقهاء الستّة، وممّن أجمعت العصابة على تصديقهم [٣٥].

أبو حمزة الثمالي

ثابت بن دينار، قال عنه النجاشي: «لقي عليّ بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا الحسن(ع)، وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث.

وروي عن أبي عبد الله (ع) أنّه قال: " أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه ".

وروى عنه العامّة، ومات في سنة خمسين ومئة» [٣٦].

قيل: روى عنه سفيان الثوري، وشريك، و حفص بن غياث، و أبو اسامة، و عبد الملك بن أبي سليمان، و أبو نعيم، و وكيع، و عبد الله بن موسى.

وخرّج حديثه: الترمذي، و ابن ماجة، و النسائي[٣٧].

جابر الجعفي

جابر بن يزيد الجعفي، المتوفّى سنة ١٢٨ ه [٣٨].

روى عنه شعبة، والثوري، وإسرائيل، و الحسن بن حيّ وشريك، وغيرهم.

وخرّج حديثه أبو داود، والترمذي، وابن ماجة [٣٩].

محمد بن مسلم

محمد بن مسلم بن رياح الكوفي الثقفي المتوفّى سنة ١٥٠ ه [٤٠].

قال عنه النجاشي: «... وجه أصحابنا بالكوفة، فقيه، ورع، صحب أبا جعفر وأبا عبد الله (ع)، وروى عنهما، وكان من أوثق الناس، له كتاب يسمّى الأربعمئة مسألة في أبواب الحلال والحرام» [٤١].

وهو ممّن أجمعت العصابة على تصديقهم [٤٢]، وهو القائل: «ما شجر في رأيي شيء قطّ إلّا سألت عنه أبا جعفر (ع)، حتّى سألته عن ثلاثين ألف حديث، وسألت أبا عبد الله عن ستّة عشر ألف حديث» [٤٣].

أقام بالمدينة أربع سنين يأخذ العلم عن الباقر (ع) [٤٤].

كان فقهاء الكوفة وقضاتها إذا عجزوا عن جواب مسألة أرسلوا إليه من يسأله عنها، فمن ذلك:

ما رواه الكليني: من أنّه قدّم رجل إلى ابن أبي ليلى خصماً له، فقال: «إنّ هذا باعني هذه الجارية، فلم أجد على ركبها [٤٥] - حين كشفتها - شعراً، وزعمت أنّه لم يكن لها قطّ، فقال ابن أبي ليلى: إنّ الناس ليحتالون لهذا بالحيل حتّى يذهبوا به، فما الذي كرهت؟! قال: أيّها القاضي، إن كان عيباً فاقض لي به، قال: حتى أخرج إليك، فإنّي أجد أذى في بطني، ثمّ دخل وخرج من باب آخر، فأتى محمد بن مسلم الثقفي، فقال له: أيّ شيء تروون عن أبي جعفر في المرأة لا يكون على ركبها شعر، أيكون ذلك عيبا؟ فقال له محمّد بن مسلم: أما هذا نصّاً فلا أعرفه، ولكن حدّثني أبو جعفر، عن أبيه، عن آبائه (ع)، عن النبيّ (ص) أنّه قال: كلّ ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص فهو عيب فقال له ابن أبي ليلى: حسبك، ثمّ رجع إلى القوم فقضى لهم بالعيب» [٤٦].

ما رواه الكشّي بإسناده إلى محمد بن مسلم، قال: «إنّي لنائم ذات ليلة على السطح إذ طرق الباب طارق، فقلت: من هذا؟ فقال: شريك، رحمك الله. فأشرفت فإذا امرأة فقالت: لي بنت عروس ضربها الطّلق، فما زالت تطلق حتّى ماتت والولد يتحرّك في بطنها ويذهب ويجيء، فما أصنع؟ فقلت: يا أمة الله، سئل محمد بن عليّ بن الحسين الباقر (ع) عن مثل ذلك، فقال: يشقّ بطن الميّت ويستخرج الولد، يا أمة الله، افعلي مثل ذلك، أنا يا أمة الله رجل في ستر، من وجّهك إليّ؟! قالت لي: رحمك الله، جئت إلى أبي حنيفة صاحب الرأي، فقال: ما عندي في هذا شيء، ولكن عليك بمحمّد بن مسلم الثقفي، فإنّه يخبر، فما أفتاك به من شيء فعودي إليّ فأعلمينيه، فقلت لها: امض بسلام. فلمّا كان الغد خرجت إلى المسجد وأبو حنيفة يسأل عنها أصحابه، فتنحنحت، فقال: اللهمّ غفرا، دعنا نعيش» [٤٧].

زرارة بن أعين

زرارة بن أعين بن سنسن، قال عنه النجاشي: «شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم، وكان قارئاً، فقيها، متكلّما، شاعراً، أديباً، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقاً فيما يرويه...» [٤٨].

ومات سنة مئة وخمسين [٤٩].

قال عنه الإمام جعفر الصادق (ع): «لَوْلاَ زُرَارَةُ وَ نُظَرَاؤُهُ لَظَنَنْتُ أَنَّ أَحَادِيثَ أَبِي عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ سَتَذْهَبُ» [٥٠].

وكان هو و محمد بن مسلم و بريد العجلي والأحول أحبّ الناس إلى أبي عبد الله(ع)[٥١].

وكانوا امناء أبي جعفر (ع) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إليهم (ع) في الدنيا والآخرة [٥٢].

وقال ابن أبي عمير لـ جميل بن دراج: «ما أحسن محضرك وأزين مجلسك! فقال: إي والله ما كنّا حول زرارة بن أعين إلّا بمنزلة الصبيان في الكتّاب حول المعلّم» [٥٣].

وكان إخوته: «بكير»، و «حمران»، و «عبد الملك»، من أكابر أصحاب أبي جعفر الباقر وابنه جعفر الصادق (ع) [٥٤].[٥٥]

المراجع والمصادر

  1. محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة

الهوامش

  1. انظر: الإرشاد ٢: ١٥٧ - ١٥٨، وإعلام الورى ١: ٤٩٨.
  2. جاء في لسان العرب: مادة «بقر»: «التبقّر: التوسّع في العلم والمال، وكان يقال لمحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ: الباقر - رضوان الله عليهم - لأنّه بقر العلم، وعرف أصله واستنبط فرعه وتبقّر في العلم». وجاء هذا المعنى في غيره من كتب اللغة.
  3. انظر الإرشاد ٢: ١٥٧.
  4. انظر: الإرشاد ٢: ١٥٨، وإعلام الورى ١: ٥٠٥ - ٥٠٦، والبحار ٤٦: ٢٢٣ - ٢٢٨، تاريخ علي بن الحسين (ع)، باب مناقبه. ورويت كيفيّة لقاء جابر للإمام الباقر (ع) وإخباره بذلك في عدّة روايات مستفيضة المعنى وإن اختلفت في البيان، منها ما رواه الشيخ المفيد عن ميمون القدّاح عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (ع)، قال: «دخلت على جابر بن عبد الله رحمة الله عليه، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام ثمّ قال لي: من أنت؟ - وذلك بعد ما كفّ بصره - فقلت: محمّد بن عليّ بن الحسين، فقال: يا بنيّ، ادن منّي، فدنوت منه، فقبّل يديّ، ثمّ أهوى إلى رجلي يقبّلها فتنحيّت عنه، ثمّ قال لي: إنّ رسول الله (ص) يقرئك السلام، فقلت: وعلى رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته، وكيف ذلك يا جابر؟ فقال: كنت معه ذات يوم، فقال لي: يا جابر، لعلّك أن تبقى حتّى تلقى رجلا من ولدي يقال له: محمّد بن عليّ بن الحسين يهب الله له النور والحكمة، فأقرئه منّي السلام». الإرشاد ٢: ١٥٨.
  5. انظر: الإرشاد ٢: ١٥٨، وأصول الكافي ١: ٤٦٩، والتهذيب ٦: ٧٧، كتاب المزار، الباب ٢٤، ولم يذكروا اليوم والشهر، وإعلام الورى ١: ٤٩٨، وذكر فيه اليوم والشهر.
  6. انظر المصادر المتقدّمة.
  7. انظر إعلام الورى ١: ٤٩٨.
  8. انظر: الإرشاد ٢: ١٥٨، وأصول الكافي ١: ٤٦٩، والتهذيب ٦: ٧٧، كتاب المزار، الباب ٢٤، ولم يذكروا اليوم والشهر، وإعلام الورى ١: ٤٩٨، وذكر فيه اليوم والشهر.
  9. انظر الفصول المهمّة: ٢٠٩.
  10. انظر إعلام الورى ١: ٤٩٨.
  11. انظر إعلام الورى ١: ٤٩٨.
  12. انظر المصدر المتقدّم: ٤٩٩.
  13. الإرشاد ٢: ١٥٨.
  14. الإرشاد ٢: ١٦٣.
  15. كان نافع بن الأزرق من رؤساء الخوارج انفرد عنهم، وأسّس فرقة الأزارقة، وهم قائلون بتكفير غيرهم، أقام هو وجماعته بالأهواز، وأباح قتل النساء والأطفال ونهب الأموال من سائر المسلمين، فقاتله أهل البصرة أيام عبد الله بن الزبير، فقتل هو في المعركة. انظر شرح النهج ٤: ١٣٦ - ١٤٠. والظاهر أنّ عبد الله هذا هو ابنه. وذكر المفيد في الإرشاد محاورة بين الإمام الباقر (ع) وبين نافع هذا، ولكنّ ملاءمة الخبر تاريخيا لزمان إمامة الإمام (ع) مشكل. انظر الإرشاد ٢: ١٦٤، ونسب الكليني إلى نافع مولى عبد الله بن عمر محاورة شبيهة بهذه المحاورة. انظر الكافي ( الروضة ) ٨: ١٢٠، الحديث ٩٣.
  16. الكافي ( الروضة ) ٨: ٣٤٩ - ٣٥١، الحديث ٥٤٨.
  17. هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري الأكمه، كان تابعيا من علماء البصرة، وكان يمشي بدون قائد، فدخل المسجد فإذا بعمرو بن عبيد ونفر معه قد اعتزلوا حلقة الحسن البصري وحلقوا وارتفعت أصواتهم، فأمّهم، وهو يظنّ أنّها حلقة الحسن، فلمّا صار معهم عرف أنّها ليست هي، فقال: إنّما هؤلاء المعتزلة، ثمّ قام عنهم، فمذ يومئذ سمّوا المعتزلة. توفّي سنة مئة وسبع عشرة. انظر وفيات الأعيان ٤: ٨٥، الترجمة ٥٤١.
  18. الكافي ٦: ٢٥٦ - ٢٥٧.
  19. انظر الكافي ( الروضة ) ٨: ٣١١.
  20. عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة في وقته، كان جدّه «باب» من سبي كابل، وكان أبوه «عبيد بن باب» يخلف أصحاب الشّرط بالبصرة. توفّي سنة مئة وأربع وأربعين، وقد تقدّم في ترجمة قتادة ما يناسب المقام. انظر وفيات الأعيان ٣: ٤٦٠، الترجمة ٥٠٣.
  21. سورة طه، الآية 81.
  22. الإرشاد ٢: ١٦٥.
  23. لم أعثر على ترجمته فعلاً
  24. البحار ٤٦: ٣٥٦، تاريخ الإمام الباقر (ع)، باب مناظراته، الحديث ١٠.
  25. عدّه الكشّي من جملة رجال العامّة الذين كان لهم ميل ومحبّة شديدة لأهل البيت (ع). انظر رجال الكشّي: ٣٩٠، الرقم ٧٣٣، وقال عنه العجلي من العامّة: «مدني، تابعي، ثقة، رجل صالح». معرفة الثقات ٢: ٢٥٥، الترجمة ١٦٥١.
  26. الكافي ٥: ٧٣ - ٧٤، باب الاقتداء بالأئمّة (ع) في طلب الرزق، الحديث الأوّل.
  27. انظر البحار ٤٦: ٣٤٧ - ٣٥٩، تاريخ الإمام الباقر (ع)، باب مناظراته، وذكرت مناظراته مبثوثة في كتب التوحيد وما يرتبط بالعقيدة، وفي مواضع الخلاف في كتب الفقه
  28. انظر الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ( ١ - ٢ ): ٤٤٠ - ٤٤٥، نقلا عن تهذيب التهذيب، والتقريب، وتذكرة الحفّاظ، والجرح والتعديل، وغيرها من كتب الرجال.
  29. انظر رجال النجاشي: ١٠ - ١٣، الترجمة ٧.
  30. انظر رجال النجاشي: ١٠ - ١٣، الترجمة ٧.
  31. انظر الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ( ١ - ٢ ): ٤٤٦، نقلا عن تهذيب التهذيب، ولسان الميزان، وميزان الاعتدال، وغيرها من كتب التراجم.
  32. انظر رجال النجاشي: ١١٢، الترجمة ٢٨٧.
  33. انظر رجال النجاشي: ١١٢، الترجمة ٢٨٧.
  34. اختيار معرفة الرجال: ١٣٥، الرقم ٢١٥.
  35. اختيار معرفة الرجال: ١٣٥، الرقم ٤٣١.
  36. رجال النجاشي: ١١٥، الترجمة ٢٩٦، وانظر ترجمته في معجم رجال الحديث ٣: ٣٨٥ - ٣٩٢.
  37. انظر الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ( ١ - ٢ ): ٤٤٦ - ٤٤٧.
  38. انظر رجال النجاشي: ١٢٨، الترجمة ٣٣٢.
  39. انظر الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ( ١ - ٢ ): ٤٤٦ - ٤٤٧.
  40. رجال النجاشي: ٣٢٣ - ٣٢٤، الترجمة ٨٨٢.
  41. رجال النجاشي: ٣٢٣ - ٣٢٤، الترجمة ٨٨٢.
  42. انظر اختيار معرفة الرجال: ٢٣٨، الرقم ٤٣١.
  43. انظر المصدر المتقدّم: ١٦٣، الرقم ٢٧٦.
  44. انظر اختيار معرفة الرجال: ١٦٧، الرقم ٢٨٠.
  45. الرّكب: العانة، وقيل: منبتها. لسان العرب: «ركب».
  46. الكافي ٥: ٢١٥، باب من يشتري الرقيق فيظهر به عيب، الحديث ١٢، ورواه عنه الحرّ العاملي في الوسائل ١٨: ٩٧، الباب الأوّل من أبواب أحكام العيوب، وفيه حديث واحد، واستشهد به الفقهاء في بيان حقيقة العيب.
  47. اختيار معرفة الرجال: ١٦٢ - ١٦٣، الرقم ٢٧٥.
  48. رجال النجاشي: ١٧٥، الترجمة ٤٦٣.
  49. رجال النجاشي: ١٧٥، الترجمة ٤٦٣.
  50. اختيار معرفة الرجال: ١٣٣، الرقم ٢١٠.
  51. انظر المصدر المتقدّم: ١٣٥، الرقم ٢١٥.
  52. انظر المصدر المتقدّم: ١٣٦، الرقم ٢١٩.
  53. المصدر المتقدّم: ١٣٤، الرقم ٢١٣.
  54. انظر ترجمة زرارة في معجم رجال الحديث ٧: ٢١٨ - ٢٥٧، وترجمة حمران في ٦: ٢٥٥ - ٢٦٢، وعبد الملك في ١١: ١٤ - ١٧، وبكير في ٣: ٣٥٩.
  55. محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة ٥: ٥٣٤ - ٥٤٣.