الجهاد الأكبر

من إمامةبيديا

تمهيد

«الجهاد الأكبر»: بعد عبور عالم الهجرة الكبرى، يبدأ السالك بنوع جديد من المجاهدة. ويواجه شكلاً آخر من الموانع، لم يكن قد واجهه من قبل، فالموانع في عالم الجهاد الأكبر عبارة عن نفسه التي بين جنبيه. ولهذا فإن العدو هذا خطير جداً وهو خفي للغاية، ويمتلك جميع وسائل المكر والخديعة، وقد عاشر السالك منذ بداية حياته. ففي الحديث: «أَعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ».

ورُوى أن النبي(ص) استقبل سرية كان قد بعثها للقتال. فقال: «مَرْحَباً بِقَوْمٍ قَضَوُا الْجِهَادَ الْأَصْغَرَ وَ بَقِيَ عَلَيْهِمُ الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ». فقيل: وما الجهاد الكبر؟، قال(ص): «جِهَادُ النَّفْسِ».

ولهذا العالم شروط ومهمات، فالمجاهد في ساحة الجهاد الأكبر عليه أن يتعرّف على عدوه الحقيقي الذي يريد أن يهلكه ويرديه وهو نفسه الأمّارة. كذلك عليه أن يستعد من الإمدادات الرحمانية التي هي الأسلحة الوحيدة المناسبة. وعليه أن يتعرّف على أمراض النفس وطرق نفوذ جنود الشيطان ومواقعه[١].

جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر الذي يعلو على القتل في سبيل الحق تعالى. هو في هذا المقام (المقام الأول للنفس) عبارة عن انتصار الإنسان على قواه الظاهرية وجعلها تأتمر بأمر الخالق وتطهير المملكة من دنس وجود قوى الشيطان وجنوده[٢].

أن مقام النفس الأول ومنزلها الأدنى والأسفل. هو منزل الملك والظاهر وعالمهما. جهاد النفس في هذا المقام، عبارة عن انتصار الإنسان على قواه الظاهرية، وجعلها مؤتمرة بأمر الخالق، وعن تطهير المملكة من دنس وجود قوى الشيطان وجنوده[٣].

الحب في أصله وإن كان فوق اختيار الإنسان. ولكن الأفراد يستطيعون أن يوجهوا هذا الحب المودع فيهم وفي غيرهم إلى ما يشاؤون... والبدء يكون بتصحيح مفاهيمنا وتصوراتنا عن الكمال ومصاديقه. ثم علينا أن نجاهد أنفسنا لإخراج ذلك الحب من القلب. وإن الجهاد الأكبر للنفس يدور حول هذه النقطة[٤].[٥]

المراجع والمصادر

  1. معجم المصطلحات الأخلاقية

الهوامش

  1. نورالدين، سفر إلى الملكوت، ص٣٤٥.
  2. الخميني، الاربعون حديثا، ص٢٣.
  3. الخميني، الاربعون حديثا، ص٣٢.
  4. نورالدين، سفر إلى الملكوت، ص٢٥٨.
  5. معجم المصطلحات الأخلاقية: ٢٩.