الصفحة الرئيسية
الإمام علي عليه السلام؛ هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف. وكان أبو طالب و عبد الله أخوين لأب وامّ. وامّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. فكان هو - وإخوته - أوّل هاشمي ولد من هاشميّين.
كنيته المشهورة: «أبو الحسن»، وكنّاه رسول اللّه (ص) بـ «أبي تراب». ولقبه: أمير المؤمنين - ولم يجوّز أصحابنا أن يلقّب غيره من الأئمّة (ع) بهذا اللقب.
ولد (ع) بمكّة في البيت الحرام في الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، أي قبل البعثة بعشر سنين. هذا هو المعروف، وقيل غير ذلك.
كان عمره ثلاثاً وستّين سنة، بناء على ما هو المعروف من كونه أسلم وهو ابن عشر سنين، وأمّا بناء على كونه أسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فيكون عمره ستّا وستين سنة. أقام مع رسول اللّه (ص) ثلاثاً وثلاثين سنة، عشر منها قبل البعثة، وثلاث عشرة سنة بعدها، وعشر سنين بالمدينة بعد الهجرة، وعاش بعد ما قبض النبيّ (ص) ثلاثين سنة إلّا خمسة أشهر وأياما.
أسلم وهو ابن عشر سنين على ما هو المعروف، كما تقدّم، وقيل: ابن ثلاث عشرة سنة. وقيل: ابن خمس عشرة أو ستّ عشرة سنة. وكان أوّل الناس إسلاماً.
بلغت إمامته ثلاثين سنة إلّا خمسة أشهر وأياماً، وهي المدّة التي عاشها بعد رسول اللّه (ص). هذا على مبنانا من كونه إماماً وخليفة لرسول اللّه (ص) بلا فصل، وأمّا على مبنى غيرنا، فهي مدّة حكمه (ع).
كانت الحروب الثلاثة التي وقعت أيّام حكومته (ع) أهمّ الأحداث في مدّة حكمه، وهي:
تربّى الإمام عليّ (ع) في حجر النبيّ (ص) وشهد مشاهده كلّها إلّا غزوة تبوك، حيث جعله خليفة على المدينة. وزوّجه ابنته فاطمة الزهراء(ع) بعد أن ردّ خطبة كبار القوم لها.
كان أعلم الناس بعد رسول اللّه (ص)، حيث لم يفارقه مدّة حياته، فكان يعلم بكلّ ما ينزل من القرآن وتفسيره وتأويله، ولم يكن غيره كذلك. وكم استنجد به الخلفاء في حلّ مشاكلهم العلميّة، حتّى كان عمر يتعوّذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن (ع). ولم يختصّ علمه بالشريعة، بل كان يشمل ما سيحدث.
فهو الشجاع الذي ما فرّ قطّ، هو الذي قتل مرحبا اليهودي، وقلع باب خيبر، وقد اجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه، فعلى يده فتحت حصون خيبر بعد أن عجز غيره عن فتحها، وهو الذي قتل نصف المقتولين ببدر من المشركين، وهو الذي نام على فراش النبيّ يوم أراد المشركون قتله، وهو الذي عرفت مشاهده في جميع الغزوات والسرايا، ولم يتخلّف عن رسول اللّه (ص) فيها إلّا في غزوة تبوك.
وهو الذي اقتلع هبل من أعلى الكعبة، وكان عظيماً جدّاً، وألقاه إلى الأرض. وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خلافته (ع) بيده - وهو في الستّينات من عمره - بعد عجز الجيش كلّه عن ذلك، وأنبط الماء من تحتها.
هو سيّد الزهّاد، وإليه تشدّ الرحال، ما شبع من طعام قطّ، وكان أخشن الناس مأكلاً وملبساً. كان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة وليف أخرى، ونعلاه من ليف. وكان يلبس الكرباس الغليظ... وكان يأتدم إذا ائتدم بخلّ أو ملح، فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل، ولا يأكل اللحم إلّا قليلاً.
فكان أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوما؛ ومنه تعلّم الناس صلاة الليل، وملازمة الأوراد وقيام النافلة، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له بين الصفّين ليلة الهرير، فيصلّي عليه ورده، والسهام تقع بين يديه وتمرّ على صماخه يمينا وشمالا، فلا يرتاع لذلك، ولا يقوم حتّى يفرغ من وظيفته! وما ظنّك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده.
فقد ضرب به المثل في حسن الخلق، وبشر الوجه، وطلاقة المحيّا والتبسّم. ولكنّ أعداءه عابوه بذلك.
فكان أحلم الناس، وأصفحهم، وقد ظهر ذلك في مواقفه خلال حروبه، فقد صفح عن مروان وكان أعدى الناس له، وأشدّهم بغضا.
بلاغته وفصاحته؛ فهي أبين من الشمس وأوضح من النهار.
فقد جسّد (ع) العدالة بكلّ ما لها من معنى، ودعا إليها قولاً وعملاً.
استشهد (ع) ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة ٤٠ من الهجرة على أثر ضربة أشقى الأوّلين والآخرين عبد الرحمن بن ملجم المرادي على امّ رأسه في مسجد الكوفة، وقد خرج (ع) يوقظ الناس لصلاة الصبح ليلة تسع عشرة من الشهر نفسه. وقد كان (ع) يعلم ذلك ويخبر به
وتولّى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين(ع) بأمره، وحملاه إلى الغري من نجف الكوفة، ودفناه هناك ليلاً، وعمّيا موضع قبره وفقاً لوصيّته إليهما.
ولم يزل قبره مخفيّاً حتّى دلّ عليه الصادق (ع) في أيام زيارته لـ أبي جعفر المنصور وهو بالحيرة.

هذا الكتاب هو المجلد الثاني من مجموعة أعلام الهداية المكونة من أربعة عشر مجلداً، من تأليفات السيد منذر الحكيم بالتعاون مع عدي غريباوي، وسام البغدادي، السيد شهاب الدين الحسيني، السيد عبد الرحيم الموسوي، عبد الرزاق الصالحي و عرفان محمود ويبحث في سيرة وحياة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، وقد تولت مؤسسة مجمع أهل البيت الثقافية العالمية نشرها.
يختص هذا الكتاب بدراسة حياة الإمام علي بن أبي طالب(ع) أول أئمة أهل البيت (ع) بعد رسول الله(ص) وهو المعصوم الثاني من أعلام الهداية والذي جسد الإسلام في كل مجالات حياته الشريفة، فكان نبراساً ومتراساً ومثلاً أعلى للبشرية بعد رسول الله محمد بن عبد الله(ص).
- سوء الظن في علم الأخلاق
- سوء الظن في الحديث
- سوء الظن
- عبد الكريم بن حسان النبطي
- عبد القاهر
- عبد الغني بن موسى الليثي الكوفي
- عبد الغني بن عبد ربه
- عبد الغفار بن القاسم الأنصاري الكوفي
- عبد الصمد بن هلال الجعفي الخزاز البزكندي
- حسن الظن في علم الأخلاق
- الهلع في علم الأخلاق
- الغيرة والحمية في علم الأخلاق
- دنائة النفس في علم الأخلاق
- كرامة النفس في علم الأخلاق
- الرجاء بالله في علم الأخلاق