النبي الخاتم
تمهيد
ولد محمد بن عبدالله(ص) سنة ۵۷۰م في أسرة بني هاشم المشهورة بالفضل والشرف والطهارة عند قبيلة قريش واستمر على طهارته حتى الأربعين سنة وكان مشهوراً بين الناس بالفضيلة، اعترف له العام والخاص واحترمه الجميع، في سنة ۶۱۰م عندما بلغ الأربعين سنة بُعث بالنبوّة وبدأ بتبليغ الدعوة الإلهية ابتداءً من عشيرته المقربين، كما أمره الله، وبعد مضي بعض السنوات بدأت دعوته العامة للرسالة، فاتبعه جماعة من الناس، ثم تعرّضوا للتعذيب من المشركين وكانت ألوان العذاب تزداد يوماً بعد يوم إلا أنهم استقاموا على الإسلام حتى مضت عشر سنوات من بدء البعثة، ثم هاجر الرسول(ص) إلى يثرب وكانت لهجرته مع أتباعه بركات عظيمة فمنذ الهجرة بدأت تزداد شوكة المسلمين وقوتهم يوماً بعد يوم حتى لم تعد الدعوة الإسلامية مُقتصرة على مكة وماحولها، بل انتشرت في أرجاء الجزيرة العربية ورفع علم الإسلام بالتدريج في الدول المجاورة. انتقل نبي الإسلام(ص) إلى لقاء معبوده سنة ۶۳۳م (۱۳ه) بعد أن جاهد غاية الجهاد ليخرج أمة الجزيرة العربية من حضيض التخلف الثقافي والأخلاقي إلى أن جعلها مركزاً من أكبر مراكز الحضارة. هذا أمير المؤمنين(ع) يصف المُحيط الذي بعث فيه نبي الله(ص): «أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ طُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ وَ اعْتِزَامٍ مِنَ الْفِتَنِ وَ انْتِشَارٍ مِنَ الْأُمُورِ وَ تَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ وَ الدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ عَلَى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا وَ إِيَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا وَ اغْوِرَارٍ مِنْ مَائِهَا قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَى وَ ظَهَرَتْ أَعْلَامُ الرَّدَى فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ لِأَهْلِهَا عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهَا ثَمَرُهَا الْفِتْنَةُ وَ طَعَامُهَا الْجِيفَةُ وَ شِعَارُهَا الْخَوْفُ وَ دِثَارُهَا السَّيْفُ»[١].[٢]
طرق إثبات نبوة محمد(ص)
عالمية الإسلام وخلوده
معاجز النبي الخاتم
مقالات ذات صلة
المراجع
الهوامش
- ↑ نهج البلاغة، خ ۸۹.
- ↑ محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي، ص ٤٣١.