حديث الثقلين

من إمامةبيديا

تمهيد

قال النبي محمد (ص): «إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اَللَّهِ وَعِتْرَتِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعدي أَبَداً وَإِنَّ اَللَّطِيفَ الخَبيرَ قَد أنْبَأَني أنّهمَا لَنْ يَفْتَرِقا حتّى يرِدا علَيَّ اَلحَوض»[١]. هذا الحديث متواتر ولا شكّ في صحّة صدوره عن النبي. ونستطيع أن نستخلص منه عدّة نقاط:

  1. كلمة «مخلِّف» تدلّ على أنّ النبي سيفارق الدنيا وأنّه يترك من يمثّله ويستمرّ في هدايته للأمّة حتّى لا تضلّ بعده أبداً.
  2. النبي يطلب من الأمّة التمسّك بأمرين معاً وهما: القرآن وعترته، ولا يكفي التمسّك بأحدهما دون الآخر.
  3. القرآن والعترة لن يفترقا حتّى يردا الحوض يوم القيامة. وهذا يعني أنّ العترة هم الأعلم بالقرآن وتفسيره.
  4. الإمام علي كان ملازماً للنبي منذ بداية نزول الوحي وقال: «وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ (ص)‏»[٢]. فالإمام علي هو الأقرب لمعرفة مراد النبي وتفسير القرآن. وهذا العلم انتقل منه للأئمة من أولاده.

ضعف رواية «وسنّتي»

أمّا رواية: «كِتَابُ اللهِ وَسُنَّتِي»[٣]، فهي ضعيفة السند؛ لأنّها رويت بصيغة «بلغني» أي بدون سند متّصل، بخلاف حديث الثقلين المتواتر بأسانيد صحيحة ومتعدّدة. ولو صحّت هذه الرواية فالمراد بالسنّة هي ما رواه أهل البيت الذين عايشوا النبي طيلة حياته، وليس من عايشه فترة قصيرة[٤].

المراجع والمصادر

  1. السيد فاضل الميلاني، العقائد الإسلامية

الهوامش

  1. محمد بن علي، ابن بابويه (الصدوق)، معاني الأخبار: ٩٠ و ٩١
  2. صبحي صالح، نهج البلاغة: ٣٠١.
  3. البيهقي، أبو بكر، السنن الكبرى ١٠: ١٩٥، الحاكم، أبو عبد الله، المستدرك على الصحيحين ١: ١٧٢ وغيرهما.
  4. انظر: السيد فاضل الميلاني، العقائد الإسلامية: ٢٦٠ - ٢٦٣.