دعوة الإسلام
تمهيد
مضمون الدعوة قد يلقي الضوء على صدق الدعوة؛ فإنّ الفرق بين الدين المصطنع الكاذب والدين السماويّ الإلهي في مستوى المعارف والأفكار شاسع لا يخفى على ذي حِجر، بل إنّ من يكون من أهل المعرفة بمقدار ما يتذوّق المعارف الراقية والنُظُم الشامخة والحِكَم البالغة والمبادئ العالية يحسّ أنّ دلالة هذا الوجه على النبوّة الحقّة أقوى من دلالة الإعجاز، نعم دلالة الإعجاز عامّة لجميع الطبقات، ودلالة هذا الوجه مخصوصة بالطبقة الواعية للمعارف الراقية والنظم الشامخة، وهنا نقول: إنّ نفس علوّ معارف القرآن والإسلام ونُظُمهما ـ حتّى لو فصلناها عن باقي القرائن التي أشرنا اليها في الدليل الثالث ـ تلقي الضوء الواضح على صدق دعوة نبيّنا(صلى الله عليه وآله)، فلنشر ولو مختصراً إلى المعارف القرآنية والإسلاميّة الشامخة، سواء في جانب النُظُم والقوانين الحيّة التي تسعد البشريّة في الدنيا قبل الآخرة، أو في جانب الأخلاق وتهذيب النفوس، أو في جانب المراتب العرفانيّة الراقية، أو في جانب مبدأ التوحيد.[١]
المراجع والمصادر
الهوامش
- ↑ السيد كاظم الحائري، أصول الدين، ص221.