عالمية الإسلام وخلوده

من إمامةبيديا

تمهيد

من الأصول المسلمة في الاعتقادات الإسلامية، التي يتفق عليها جميع المسلمين هو أصل عالمية الإسلام وخلوده، يُراد من عالمية الإسلام عدم اختصاصه بقوم أو أمة أو عرق أو إقليم خاص، بل هو شامل لكل البشر والأمم مهما كان انتماءهم، والمقصود من خلود الإسلام عدم اختصاصه بزمان ما، بل هو مستمر إلى نهاية التاريخ فلن ينسخه دين آخر أبداً. توجد عدّة أدلة تؤيّد هذين الأصلين سبنحثها في ثلاث نقاط متتالية:

عالميّة الإسلام وخلوده في القرآن

توجد الكثير من الآيات الدالة على ذلك ويُمكن تصنيفها كالتالي:

  1. آيات تُشير إلى أنّ رسالة النبي(ص) عامة لكل الناس، مثلاً في سورة الفرقان: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا[١]، كما جاء في آية أخرى: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ[٢] فإن عبارة ﴿وَمَنْ بَلَغَ تدلّ بوضوح على عموم رسالة نبي الإسلام(ص)، لأنها تعني أنّ كل شخص - في أيّ زمان ومكان كان ومن أيّ دولة وعرق- إذا وصلته رسالة الإسلام فإنه مأمور بالإطاعة والاتباع[٣].
  2. هناك كثير من الآيات تخاطب (الناس) (بني آدم) ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا دون أن تقيدها بزمن أو مكان أو قوم خاص، معنى ذلك أنّ كل شخص يؤمن بالنبي الأكرم(ص) هو مخاطب بهذه الآيات سواء كان عربياً أو غير عربي، سواء كان معاصراً للنبي(ص) أو جاء بعد زمن النبي(ص). هذه الخطابات العامّة تؤيّد عالمية القرآن وخلوده[٤].
  3. جاء في بعض الآيات أنّ القرآن كتاب هداية ل ﴿النَّاسِ أو ل ﴿لِلْعَالَمِينَ مما يدلّ على شمولية الدعوة القرآنية لكل زمان ومكان ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ[٥].
  4. تُشير بعض الآيات إلى أنّ التكليف عام لكل الناس، الجميع مكلّف بالالتزام بالأحكام العملية والقوانين الدينية، منها ما جاء في مورد فريضة الحج: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا[٦].
  5. يذكر القرآن انتصار الإسلام على سائر الأديان منها الأديان الإلهية السابقة: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[٧]، يظهر من هذا التعبير أولاً أنّ كل أتباع الديانات السابقة موظفون باتّباع الإسلام، وثانياً لن يتمكن أيّ دين آخر من غلبة الإسلام حتى في المستقبل وهذا بيان آخر لخلود الإسلام.

عند التدقيق في الآيات المذكورة، فإنه لا يبقى مجالٌ للشك في عالمية الدين الإسلامي وخلوده.

الأدلة الروائية

هناك روايات كثيرة تشهد على خلود دين الإسلام نكتفي هنا بذكر حديث واحد وهو: «حَلَالُ مُحَمَّدٍ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[٨].

خاتمية نبي الإسلام

المراجع

  1. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي

الهوامش

  1. سورة الفرقان: ۱.
  2. سورة الانعام: ۱۹.
  3. راجع أيضاً: سورة النساء: ۷۹، سورة الأعراف: ۱۰۸، سورة سبأ: ۲۸، سورة الأنبياء: ۱۰۷.
  4. هذه الآيات كثيرة جداً في القرآن الكريم، راجع: سورة البقرة: ۲۱ و۱۶۸؛ سورة النساء: ۱، ۱۷۰، ۱۷۴؛ سورة يونس: ۲۳، ۵۷، ۱۰۴، ۱۰۸. من الملفت أن القرآن يعبر عن دعوة سائر الأنبياء إلى أممهم ب(قوم) في إشارة إلى أنّ دعوتهم تختص بقوم خاص، إلا أن هذا التعبير لم يرد في النبي الأكرم(ص).
  5. سورة البقرة: ۱۸۵.
  6. سورة آل عمران: ۹۷.
  7. سورة التوبة: ۳۳.
  8. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج۱۱، ص۵۶، ح۵۵.