شروط الإمامة

من إمامةبيديا
(بالتحويل من مؤهلات الإمام)

تمهيد

الاختلاف الأساسي بين الشيعة والسنة في طبيعة الإمامة ومكانتها كان سبباً في ظهور العديد من الخلافات في هذه المسألة، وبعض هذه الاختلافات تتعلّق بالشروط الواجب توفّرها في الإمام[١].

الشروط عند أهل السنة

لم يتّفق علماء أهل السنة في بيان هذه الخصائص، بل ظهرت آراء كثيرة ومختلفة بينهم[٢]، منها:

  1. ما ذكره الباقلاني من وجود ثلاثة شروط وهي: أن يكون الإمام من قريش، وأن يكون عالماً بما يحتاجه القاضي، وأن يكون قادراً على إدارة شؤون المجتمع والسياسة[٣].
  2. ما ذكره الماوردي من سبعة شروط وهي: العدالة، العلم بدرجة الاجتهاد، سلامة الحواس، سلامة أعضاء الجسم، القدرة على التدبير، الشجاعة، وأن يكون من قريش[٤].
  3. رأي التفتازاني بأنّ الشروط الواجب توفّرها فيمن يتولّى منصب الإمامة وخلافة النبي هي: أن يكون مكلّفاً، عادلاً، حرّاً، رجلاً، مجتهداً، شجاعاً، حكيماً وصائب الرأي، ومن قريش[٥].

لابدّ من الإشارة إلى بعض النقاط هنا:

  • سبب اختلاف علماء السنة هو اعتقادهم بأنّ النبي (ص) سكت عن هذا الأمر رغم أهميّته وضرورته، لذلك كان على كلّ عالم منهم أن يجتهد في تقديم إجابة حسب دراسته لمصالح الأمّة. لكن يجب عليهم الإجابة عن سؤال مهم: كيف يمكن للنبي (ص) الذي اهتمّ كثيراً ببيان الأحكام الشرعية والعملية حتّى في التفاصيل الصغيرة أن يترك توضيح هذه المسألة الحيوية ولا يبيّن الشروط الواجب توفّرها في الإمام الصالح؟
  • يؤكّد الكثير من علماء السنة أنّ إمام المسلمين لا يُعزل من منصبه حتّى لو كان فاسقاً فاجراً ظالماً، وهذا يتناقض مع اشتراطهم للعدالة في الإمام.
  • يشهد التاريخ أنّ معظم حكام المسلمين بعد الإمام علي (ع) كانوا يفتقرون للكثير من الشروط المذكورة، لكنّ السنة اعتبروهم خلفاء للرسول (ص) وأئمة للمجتمع الإسلامي. فلو اكتفينا بالشروط التي ذكروها، سنجد أنّ الكثير ممّن عدّوهم خلفاء ليسوا كذلك في الواقع[٦].

الشروط عند الشيعة

من الواضح أنّ الشيعة تؤمن بسموّ منصب الإمامة وأنّه منصب إلهي، وأنّ الإمام هو حافظ الشريعة ومن يوفّر كلّ الاحتياجات الدينية للأمّة. لذلك من الطبيعي أن يكون للإمام خصائص تمكّنه من أداء مسؤولية الإمامة الخطيرة بأفضل وجه. وأهمّ هذه الشروط عند الشيعة هي:

  1. العصمة: أي أن يكون الإمام معصوماً من الخطأ والذنب.
  2. العلم اللدني: أي أن يكون علم الإمام مستمدّاً من الله مباشرة.
  3. الأفضلية المعنوية على الآخرين: أي أن يكون الإمام أفضل الناس من الناحية المعنوية والروحية.
  4. التنصيص: أي أن يكون الإمام منصوصاً عليه من قِبل الله ورسوله.

الشرط الأوّل: عصمة الإمام

الشرط الثاني: العلم اللّدنّي

الشرط الثالث: الأفضلية

الشرط الرابع: التنصيص

المراجع والمصادر

  1. محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الاسلامي

الهوامش

  1. انظر: محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الإسلامي: ٤٨٣.
  2. انظر: جعفر السبحاني، الإلهيات ۴: ۱۶ – ۱۹.
  3. انظر: أبوبكر الباقلاني، تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل: ۴۷۱.
  4. انظر: الماوردي، الأحكام السلطانية: ۶.
  5. انظر: التفتازاني، شرح المقاصد ۵: ۲۴۳ - ۲۴۵.
  6. انظر: محمد سعيدي مهر، دروس في علم الكلام الإسلامي: ٤٨٣ و ٤٨٤.