الأدب عند أهل السنة
التعريف
أصل معنى كلمة «أدب» في اللغة: «الجمع»[١]، ومنه: الأدب بمعنى الظرف وحسن التناول[٢]. سمي أدبا؛ لأنه يأدب - أي يجمع - الناس إلى المحامد[٣].
ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عند الفقهاء عن المعنى اللغوي، فللأدب عند الفقهاء والأصوليين عدة إطلاقات:
- قال الكمال بن الهمام: الأدب: الخصال الحميدة[٤]، ولذلك بوبوا فقالوا: «أدب القاضي»، وتكلموا في هذا الباب عما ينبغي للقاضي أن يفعله وما ينبغي أن ينتهي عنه. وكذلك قالوا: «آداب الاستنجاء»، «وآداب الصلاة». وعرفه بعضهم بقوله: الأدب: وضع الأشياء موضعها[٥].
- كما يطلق الفقهاء والأصوليون لفظ «أدب» أيضا أصالة على المندوب[٦]، ويعبرون عن ذلك بتعبيرات متعددة منها: النفل، والمستحب، والتطوع، وما فعله خير من تركه، وما يمدح به المكلف ولا يذم على تركه، والمطلوب فعله شرعا من غير ذم على تركه، وكلها متقاربة[٧].
- وقد يطلق بعض الفقهاء كلمة «آداب» على كل ما هو مطلوب سواء أكان مندوبا أم واجبا[٨]. ولذلك بوبوا فقالوا: «آداب الخلاء والاستنجاء» وأتوا في هذا الباب بما هو مندوب وما هو واجب، وقالوا: إن المراد بكلمة «آداب» هو كل ما هو مطلوب.
- ويطلق الفقهاء أحيانا (الأدب) على الزجر والتأديب بمعنى التعزير. (ر: تعزير)[٩]
حكمه
الأدب في الجملة هو مرتبة من مراتب الحكم التكليفي، وهو غالبا يرادف المندوب، وفاعله يستحق الثواب بفعله، ولا يستحق اللوم على تركه [١٠].[١١]
مواطن البحث
لقد نثر الفقهاء الآداب على أبواب الفقه، فذكروا في كل باب ما يخصه من الآداب، ففي الاستنجاء ذكروا آداب الاستنجاء، وفي الطهارة بأقسامها ذكروا آدابها، وفي القضاء ذكروا آداب القضاء، بل صنف بعضهم كتبا خاصة في الآداب الشرعية، كالآداب الشرعية لابن مفلح، وأدب الدنيا والدين للماوردي، وغيرهما.[١٢]
المراجع والمصادر
الهوامش
- ↑ أساس اللغة لأحمد بن فارس، مادة (أدب).
- ↑ القاموس المحيط، مادة (أدب).
- ↑ لسان العرب، مادة (أدب).
- ↑ فتح القدير ٥ / ٤٥٣، طبع بولاق سنة ١٣١٦ هـ، وانظر البحر الرائق ٦ / ٢٧٧، طبع المطبعة العلمية، وحاشية ابن عابدين ٥ / ٤٦٣
- ↑ حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص ٤١ طبع المطبعة العامرة العثمانية سنة ١٣٠٤ هـ
- ↑ شرح المنار لابن ملك وحواشيه ص ٥٨٨، طبع المطبعة العثمانية سنة ١٣١٥ هـ، وفتح الغفار شرح المنار ٢ / ٦٦، طبع مصطفى البابي الحلبي سنة ١٣٥٥ هـ، والفتاوى البزازية بهامش الفتاوى الهندية ٤ / ٢٥، طبع بولاق سنة ١٣١٠ هـ، وحاشية القليوبي ١ / ٣٨، طبع مصطفى البابي الحلبي.
- ↑ حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص ٤١ - ٤٢
- ↑ انظر: حاشية البجيرمي على منهج الطلاب ١ / ٥١، / ٣١٦ طبع المكتبة الإسلامية في ديار بكر - تركيا.
- ↑ الموسوعة الفقهية، ج٢، ٣٤٥.
- ↑ مراقي الفلاح بحاشية الطحطاوي ٤٢ ط، العثمانية.
- ↑ الموسوعة الفقهية، ج٢، ٣٤٥.
- ↑ الموسوعة الفقهية، ج٢، ٣٤٦.