الإمام الحسين عليه السلام

من إمامةبيديا
(بالتحويل من الإمام الحسين)

اسمه ونسبه

هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

وامّه فاطمة بنت رسول الله (ص) سيّدة نساء العالمين، فهو سبط الرسول (ص) [١].

كنيته ولقبه

كنيته: أبو عبد الله.

لقبه: السبط، والسيّد - أي سيّد شباب أهل الجنّة - والزكي[٢].

مولده

ولد بالمدينة في الثالث [٣] أو الخامس [٤] من شعبان في السنة الرابعة من الهجرة. وقيل: في آخر شهر ربيع الأوّل، سنة ثلاث من الهجرة[٥].

سمّاه جدّه رسول الله (ص) حسينا، وعقّ كبشا عنه [٦].

وفاته

استشهد (ع) هو وجماعة من أهل بيته وأصحابه يوم عاشوراء سنة إحدى وستين من الهجرة [٧] في أرض الطفّ على أيدي الطغاة وأبناء الطلقاء.

عمره الشريف

عاش سبعاً وخمسين سنة [٨]، عاصر جدّه رسول الله (ص) سبع سنين، وأباه أمير المؤمنين (ع) سبعاً وثلاثين، وأخاه الحسن (ع) سبعاً وأربعين سنة.

هذا بناء على ولادته في السنة الرابعة، وأمّا بناء على ولادته في الثالثة فيكون عمره ثماني وخمسين سنة [٩].

مدّة إمامته

بلغت إمامته عشر سنوات وعدّة أشهر [١٠]، وهي المدّة التي عاشها بعد أخيه الحسن (ع).

موقفه من الخلافة

كان الحسين (ع) في زمان أبيه وأخيه مأموماً مطيعاً لإمام زمانه - أبيه ثمّ أخيه - ولذلك لم يكن يبدي رأياً خاصّاً غير ما كان يراه أبوه أو أخوه.

ولمّا توفّي الحسن بن علي تحرّكت الشيعة بالعراق [١١] وكتبوا إلى الحسين (ع) في أن يخلع معاوية ويبايعوه، فامتنع عليهم، وذكر: أنّ بينه وبين معاوية عهداً وعقداً لا يجوز له نقضه حتّى تمضي المدّة، فإن مات معاوية نظر في ذلك.

ولمّا مات معاوية كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - وكان واليه على المدينة - أن يأخذ البيعة من الحسين (ع) لنفسه وأمره أن يضرب عنقه إن امتنع منها، فأنفذ الوليد إلى الحسين (ع) ليلاً فاستدعاه وطلب منه البيعة، فذهب إليه الحسين (ع) مع جماعة من مواليه، فنعى الوليد موت معاوية، فاسترجع الحسين (ع)، ثمّ قرأ كتاب يزيد وما أمره فيه بأخذ البيعة، فاعتذر إليه الحسين (ع) بأنّ البيعة سرّاً لا فائدة فيها، فوافق الوليد، ولكن حرّضه مروان بأخذ البيعة منه أو ضرب عنقه، فقال له الحسين (ع): «أَنْتَ يَا اِبْنَ اَلزَّرْقَاءِ تَقْتُلُنِي أَوْ هُوَ كَذَبْتَ وَ اَللَّهِ وَ أَثِمْتَ » وخرج حتّى أتى منزله.

فأقام تلك الليلة وفي عصر اليوم الثاني بعث الوليد الرجال لأخذ البيعة فقال لهم الحسين (ع): « أَصْبِحُوا ثُمَّ تَرَوْنَ وَ نَرَى» فكفّوا تلك الليلة، فخرج مع أهل بيته متوجّها نحو مكّة، وهو يقرأ: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[١٢].

وبعد ما علم أهل الكوفة بموت معاوية وما فعله الحسين (ع) اجتمعوا وتشاوروا فيما بينهم فأرسلوا إلى الحسين (ع) الرسائل والكتب يدعونه فيها للمسير إليهم، فأرسل إليهم ابن عمّه مسلم بن عقيل وأمره بتقوى الله وكتمان أمره، فإن رأى الناس مجتمعين أخبره بذلك.

وحينما ورد مسلم الكوفة بايعه من أهلها ثمانية عشر ألفا، فكتب مسلم إلى الحسين (ع) يخبره بذلك.

ولمّا وصل النبأ إلى يزيد استشار سرجون مولى معاوية، فأشار عليه أن يعزل النعمان بن بشير عن الكوفة، ويعهد لـ عبيد الله بن زياد بولاية الكوفة، ويضمّ إليها ولاية البصرة.

وعندما وصل ابن زياد الكوفة أخذ العرفاء والناس أخذاً شديداً، ودسّ جواسيسه بين الموالين للحسين (ع) وأنصاره ليأتوه بالأخبار، وأمر رؤساء القبائل أن يخذّلوا الناس عن مسلم بن عقيل، ويعلموهم بوصول الجند من الشام.

فلمّا سمع الناس ذلك تفرّقوا عن مسلم وخذلوه، حتّى انتهى الأمر إلى إلقاء القبض عليه بعد قتال بينه وبين جند ابن زياد، ثمّ استشهاده بأمر الطاغية عبيد الله بن زياد، واستشهد معه هانئ بن عروة رئيس قبيلة مذحج باتّهام إيوائه مسلم بن عقيل، فجرّوا جسديهما في أسواق الكوفة [١٣].

وسار الحسين (ع) من مكّة بعد تواتر الرسائل والرسل إليه، وعلمه ببيعة الناس لمسلم بن عقيل.

وفي الطريق وصله نبأ استشهاد مسلم وما فعله به أهل الكوفة، فلم يحل دون مسيره إليها؛ لأنّ الرسالة والمسؤولية التي كان يتحمّلها الحسين (ع) كانت عظيمة جدّا.

والتقى في طريقه الحر بن يزيد الرياحي الذي أرسله ابن زياد في ألف فارس لإلقاء القبض عليه، وقد جهدهم العطش، فسقاهم الحسين (ع) وأصحابه.

ولمّا حضرت الصلاة خطب الإمام (ع) الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنِّي لَمْ آتِكُمْ حَتَّى أَتَتْنِي كُتُبُكُمْ وَ قَدِمَتْ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ أَنِ اِقْدَمْ عَلَيْنَا فَإِنَّهُ لَيْسَ لَنَا إِمَامٌ لَعَلَّ اَللَّهَ أَنْ يَجْمَعَنَا بِكَ عَلَى اَلْهُدَى وَ اَلْحَقِّ فَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ جِئْتُكُمْ فَأَعْطُونِي مَا أَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ مِنْ عُهُودِكُمْ وَ مَوَاثِيقِكُمْ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ كُنْتُمْ لِمَقْدَمِي كَارِهِينَ اِنْصَرَفْتُ عَنْكُمْ إِلَى اَلْمَكَانِ اَلَّذِي جِئْتُ مِنْهُ إِلَيْكُمْ ».

فسكتوا ولم يتكلّم أحد منهم بكلمة.

فصلّى الحسين (ع) وصلّى الحرّ وأصحابه بصلاته.

وصلّى بهم العصر أيضاً ثمّ خطبهم فقال بعد الحمد والثناء على الله تعالى: «أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا اَلنَّاسُ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَتَّقُوا اَللَّهَ وَ تَعْرِفُوا اَلْحَقَّ لِأَهْلِهِ يَكُنْ أَرْضَى لِلَّهِ عَنْكُمْ وَ نَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْلَى بِوَلاَيَةِ هَذَا اَلْأَمْرِ عَلَيْكُمْ مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْمُدَّعِينَ مَا لَيْسَ لَهُمْ وَ اَلسَّائِرِينَ فِيكُمْ بِالْجَوْرِ وَ اَلْعُدْوَانِ وَ إِنْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ كَرَاهِيَةً لَنَا وَ اَلْجَهْلَ بِحَقِّنَا وَ كَانَ رَأْيُكُمُ اَلْآنَ غَيْرَ مَا أَتَتْنِي بِهِ كُتُبُكُمْ وَ قَدِمَتْ بِهِ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ اِنْصَرَفْتُ عَنْكُمْ».

فقال له الحرّ: أنا والله لا أدري ما هذه الكتب!

فأمر الحسين (ع) بإخراجها.

فقال الحرّ: إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك.

ثمّ كانت محاورات قال فيها الحرّ: إنّه مأمور ألّا يفارق الحسين (ع) حتّى يقدمه الكوفة.

ثمّ توافقا على أن يسيرا مسيراً لا ينتهي إلى الكوفة حتّى يرون ماذا سيكون.

وانتهى بهم المسير إلى أرض نينوى، وإذا بالكتاب من عبيد الله بن زياد: «أمّا بعد: فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي، ولا تنزله إلّا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري. والسلام».

ففعل الحرّ بما امر به وأنزلهم حيث لم يكن ماء.

فلمّا كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في أربعة آلاف فارس.

وراسل عمر بن سعد الحسين (ع) يسأله عن سبب مجيئه، فأجابه: بأنّهم كتبوا إليه في ذلك، فإذا تغيّر رأيهم فسينصرف عنهم.

فكتب عمر بذلك إلى ابن زياد، فأجابه: «... اعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه، فإذا فعل ذلك رأينا رأينا، والسلام».

وتمّ لقاء بين الحسين (ع) وابن سعد بين المعسكرين، وتناجيا فيه طويلاً، ثمّ كتب عمر إلى ابن زياد كتابا جاء فيه: «إنّ الله قد أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الامّة، هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه، أو أن يسير إلى ثغر من الثغور، فيكون رجلا من المسلمين...».

فلمّا قرأ عبيد الله بن زياد الكتاب، قال: «هذا كتاب ناصح مشفق على قومه».

فقام إليه شمر بن ذي الجوشن، فقال: «أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك ؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك، ليكوننّ أولى بالقوّة، ولتكوننّ أولى بالضعف والعجز...».

قال له ابن زياد: «نعم ما رأيت، الرأي رأيك، اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد، فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي، فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ سلما، وإن هم أبوا فليقاتلهم، فإن فعل فاسمع له وأطع، وإن أبى أن يقاتلهم، فأنت أمير الجيش، واضرب عنقه وابعث إليّ برأسه».

وكتب ابن زياد إلى ابن سعد كتاباً جاء فيه: «انظر فإن نزل حسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم فإنّهم لذلك مستحقّون، وإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره...».

ولمّا أقبل شمر بكتاب عبيد الله إلى عمر بن سعد، قال له عمر: «ما لك ويلك ؟! لا قرّب الله دارك، قبّح الله ما قدمت به عليّ، والله إنّي لأظنّك أنت نهيته أن يقبل ما كتبت به إليه، وأفسدت علينا أمرنا، قد كنّا رجونا أن يصلح، لا يستسلم والله حسين، إن نفس أبيه لبين جنبيه...».

وحاولوا إيقاع الحرب عصر اليوم التاسع من المحرم - أي تاسوعاء - ولكنّ الحسين (ع) استمهلهم ليلة العاشر؛ ليعبد الله فيها، فكان له ولأصحابه في تلك الليلة دويّ كدويّ النحل، فهم ما بين راكع وساجد وقارئ للقرآن، وبين مستعدّ للّقاء.

ولمّا أصبح الحسين (ع) عبّأ أصحابه بعد صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً، وأربعون راجلاً، فجعل زهير بن القين على الميمنة، و حبيب بن مظاهر على الميسرة، وأعطى رايته العبّاس أخاه، وجعلوا البيوت في ظهورهم.

وروي عن عليّ بن الحسين زين العابدين أنّه قال: « لَمَّا صَبَّحَتِ اَلْخَيْلُ اَلْحُسَيْنَ [عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ] رَفَعَ اَلْحُسَيْنُ يَدَيْهِ فَقَالَ: اَللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ، وَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ، وَ أَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ اَلْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِيهِ اَلْحِيلَةُ، وَ يَخْذُلُ فِيهِ اَلصَّدِيقُ وَ يَشْمَتُ فِيهِ اَلْعَدُوُّ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُهُ إِلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي عَمَّنْ سِوَاكَ، فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَ صَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ مُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ ».

ثمّ خطبهم ووعظهم وعرّفهم نفسه، ثمّ ساء لهم ما الذي جعلهم يستحلّون دمه ؟!

ولكنّ الله قد طبع على قلوبهم، فلم تؤثّر فيهم الموعظة والنصيحة إلّا في من كان أهلا لها.

وانحاز الحرّ بن يزيد الرياحي - وهو أوّل من لقى الحسين (ع) من قبل ابن زياد كما تقدّم - من عسكر ابن سعد وتوجّه نحو الحسين (ع)[١٤] وهو يرتعد ويقول لمن سأله عمّا به وعن سبب قدومه: « إني و اللّه اخيّر نَفْسِي بَيْنَ اَلْجَنَّةِ و اَلنَّارِ، فَوَ اَللَّهِ مَا أَخْتَارُ عَلَى اَلْجَنَّةِ شَيْئاً و لَوْ قُطِّعْتُ و حُرِقْتُ».

جاء إلى الحسين (ع) فقال له: «جعلت فداك يا بن رسول الله، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت أنّ القوم يردّون عليك ما عرضته عليهم... وإنّي لتائب إلى الله ممّا صنعت فترى لي من ذلك توبة ؟».

فقال له الحسين (ع): « نَعَمْ يَتُوبُ اَللَّهُ عَلَيْكَ فَانْزِلْ ».

ثمّ رمى ابن سعد وقال: «اشهدوا أنّي أوّل من رمى».

نعم، بدأ القتال بين جيشين: أحدهما يقارب المئة أو يتجاوزها قليلاً لكنّهم لبسوا القلوب على الدروع منتظرين لقاء الله تعالى، والآخر أقلّ ما قيل فيه: إنّه كان أربعة آلاف[١٥] مقاتل، يعلمون أنّهم يقاتلون ابن بنت نبيّهم (ص).

وعندئذ وقعت الواقعة الكبرى، والكارثة العظمى التي ما زال يعرق لها جبين الإنسانية خجلا ممّا جنته أيدي الطغاة اللئام.

نعم، استشهد الإمام الحسين (ع) وولداه[١٦]، وإخوته[١٧]، وبنو أخيه الحسن (ع)[١٨]، وبنو عمومته[١٩]، وأصحابه [٢٠] بأبشع ما يتصوّره الإنسان، واحتزّوا رؤوسهم، وسلبوهم، وأجروا الخيل على صدورهم، وأحرقوا بيوتهم، وسبوا الأطفال والنساء، وساقوهنّ كما تساق الإماء، لم تراع لرسول الله (ص) فيهم حرمة، ولم يمتثل قول الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى[٢١]، بل امتثلوا قول ابن مرجانة لعنة الله عليه وعلى من ولّاه وتولّاه إلى يوم الدين، آمين ربّ العالمين.

دوافع النهضة الحسينيّة

أمّا الدوافع التي حدت بالحسين (ع) إلى النهوض، فهي:

أوّلاً: تولّي الخلافة عن رسول الله (ص) من قبل رجل فاسق فاجر لا يعرف عن الإسلام شيئا، وهو يزيد بن معاوية.

وقد أشار الإمام الحسين (ع) إلى ذلك مراراً أثناء رسائله وخطبه، فمن ذلك:

- ما كتبه جوابا عمّا أرسله إليه معاوية، وقد جاء فيه: «واعلم: أنّ الله ليس بناس لك قتلك بالظنّة، وأخذك بالتهمة، وإمارتك صبيّا يشرب الشراب ويلعب بالكلاب [٢٢]، وما أراك إلّا وقد أوبقت نفسك وأهلكت دينك، وأضعت الرعية، والسلام» [٢٣].

ما قاله جوابا لـ الوليد بن عتبة: «أيّها الأمير، إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمور قاتل نفس محرّمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله...» [٢٤].

ثانياً: أنّه (ع) كان يرى نفسه أحقّ بالخلافة من يزيد، وقد أشار إلى ذلك كراراً في خطبه أيضاً، فمن ذلك: ما قاله عند لقائه للـ حر بن يزيد الرياحي، وجاء فيه: « وَ نَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْلَى بِوَلاَيَةِ هَذَا اَلْأَمْرِ عَلَيْكُمْ مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْمُدَّعِينَ مَا لَيْسَ لَهُمْ وَ اَلسَّائِرِينَ فِيكُمْ بِالْجَوْرِ وَ اَلْعُدْوَانِ »[٢٥].

وما جاء في رسالته إلى رؤوس الأخماس [٢٦] بالبصرة، وأشرافها، وهو قوله (ع): «أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اَللَّهَ اِصْطَفَى مُحَمَّداً صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ عَلَى خَلْقِهِ، وَ أَكْرَمَهُ بِنُبُوَّتِهِ، وَ اِخْتَارَهُ لِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اَللَّهُ إِلَيْهِ وَ قَدْ نَصَحَ لِعِبَادِهِ وَ بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ وَ كُنَّا أَهْلَهُ وَ أَوْلِيَاءَهُ وَ أَوْصِيَاءَهُ وَ وَرَثَتَهُ وَ أَحَقَّ اَلنَّاسِ بِمَقَامِهِ فِي اَلنَّاسِ، فَاسْتَأْثَرَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا بِذَلِكَ، فَرَضِينَا وَ كَرِهْنَا اَلْفُرْقَةَ وَ أَحْبَبْنَا اَلْعَافِيَةَ، وَ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّا أَحَقُّ بِذَلِكَ اَلْحَقِّ اَلْمُسْتَحَقِّ عَلَيْنَا مِمَّنْ تَوَلاَّهُ» [٢٧].

ثالثاً: كثرة الرسائل والكتب التي أرسلت إليه من قبل أهل الكوفة، وقد أشار إلى ذلك في خطبه واحتجاجاته، منها عند لقائه للحرّ، ويوم عاشوراء، فممّا قاله يوم عاشوراء: « يَا شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ يَا حَجَّارَ بْنَ أَبْجَرَ يَا قَيْسَ بْنَ اَلْأَشْعَثِ يَا يَزِيدَ بْنَ اَلْحَارِثِ أَ لَمْ تَكْتُبُوا إِلَيَّ أَنْ قَدْ أَيْنَعَتِ اَلثِّمَارُ وَ اِخْضَرَّ اَلْجَنَابُ وَ إِنَّمَا تَقْدَمُ عَلَى جُنْدٍ لَكَ مُجَنَّدٍ » [٢٨].

وكانت الكتب الموجّهة إليه - من شيعته وغيرهم، ممّن ثبت على ولايته وممّن انحرف - كثيرة جدّاً [٢٩]، فكتب في جوابهم: « بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ مِنَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى اَلْمَلَإِ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ وَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ هَانِئاً وَ سَعِيداً قَدِمَا عَلَيَّ بِكُتُبِكُمْ وَ كَانَ آخِرَ مَنْ قَدِمَ عَلَيَّ مِنْ رُسُلِكُمْ وَ قَدْ فَهِمْتُ كُلَّ اَلَّذِي قَصَصْتُمْ وَ ذَكَرْتُمْ وَ مَقَالَةَ أَجِلاَّئِكُمْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْنَا إِمَامٌ فَأَقْبِلْ لَعَلَّ اَللَّهَ يَجْمَعُنَا بِكَ عَلَى اَلْهُدَى وَ أَنَا بَاعِثٌ إِلَيْكُمْ أَخِي وَ اِبْنَ عَمِّي وَ ثِقَتِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَإِنْ كَتَبَ إِلَيَّ أَنَّهُ قَدْ أَجْمَعَ رَأْيُ أَجِلاَّئِكُمْ وَ ذَوِي اَلْحِجَى وَ اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ عَلَى مِثْلِ مَا قَدِمَتْ بِهِ رُسُلُكُمْ وَ قَرَأْتُ كُتُبَكُمْ قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ وَشِيكاً إِنْ شَاءَ اَللَّهُ فَلَعَمْرِي مَا اَلْإِمَامُ إِلاَّ اَلْحَاكِمُ بِالْكِتَابِ اَلْقَائِمُ بِالْقِسْطِ وَ اَلدَّائِنُ بِدِينِ اَللَّهِ اَلْحَابِسُ نَفْسَهُ عَلَى ذَاتِ اَللَّهِ وَ اَلسَّلاَمُ»[٣٠].

رابعاً: هذا كلّه بحسب ظواهر الأمور، وأمّا بحسب الواقع فكلّ إمام - في معتقد الإمامية - مأمور بأمور يسير وفقها، والإمام الحسين (ع) كذلك، وقد كان هذا الأمر ظاهرا من كلماته وخطبه في طول طريقه من مكّة إلى كربلاء؛ لأنّه أقدم على ما فعله مع علم مسبق بما سيؤول إليه الأمر الذي أخبره به جدّه وأبوه عليهما السّلام [٣١].

نتائج النهضة

لقد استشهد الإمام الحسين (ع) هو وأهل بيته وأصحابه، وأسرت نساؤه وسائر أهل بيته، إلّا أنّ الآثار التي ترتّبت على قيامه ضدّ السلطة الأموية عظيمة جدّا، من أهمّها:

أوّلاً: زعزعة السلطة الأموية بإيجاد الشكّ في مشروعيّتها، وكان من آثار هذا التزلزل:

١. امتناع معاوية بن يزيد بن معاوية عن الاستخلاف من بعده، وانتقال الحكم من بني اميّة إلى مروان وبنيه[٣٢].

٢. ظهور الثورات العديدة ضدّ الحكم الأموي، وقد بدأ ذلك بقيام أهل المدينة بقيادة عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة سنة ٦٢ ه، بهدف خلع يزيد؛ لمّا شاهدوا فسقه وفجوره وهتكه حرم الله وحرم رسوله (ص).

ثمّ قيام التوّابين - الذين ندموا على عدم التحاقهم بالحسين (ع) وعدم نصرتهم له - سنة ٦٥ ه بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي.

ثمّ قيام المختار بهدف الأخذ بثأر الحسين (ع) سنة ٦٦ ه [٣٣].

وثورات أخرى.

ثانياً: بيان انحطاط الحكم الأموي لارتكابه أبشع الجرائم وأفضعها تجاه أهل بيت النبيّ (ص) الذين أمر الله تعالى بمودّتهم، ووصّى النبيّ (ص) بمحبّتهم.

ثالثاً: الدروس والعبر التي خلّفتها النهضة والتي تجلّت بها المثل العليا في الخطّ العلوي مقابل الانحطاط في الخطّ الأموي، ومن نماذجها:

١. التضحية بكلّ ما يملكه الإنسان من غال ونفيس - حتّى الطفل الرضيع - في سبيل الله وإعلاء كلمته.

٢. الإباء عن قبول الضيم والذلّ مهما كانت النتيجة، وقد أشار إلى ذلك الإمام الحسين (ع) نفسه في قوله يوم عاشوراء - حينما قال له قيس بن الأشعث: «انزل على حكم بني عمّك، فإنّهم لم يريدوا بك إلّا ما تحبّ» -: « لاَ وَ اَللَّهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ اَلذَّلِيلِ وَ لاَ أُقِرُّ لَكُمْ إِقْرَارَ اَلْعَبِيدِ» [٣٤].

وقال أيضا: «أَلاَ وَ إِنَّ اَلدَّعِيَّ اِبْنَ اَلدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اِثْنَتَيْنِ اَلسِّلَّةِ وَ اَلذِّلَّةِ وَ هَيْهَاتَ مِنَّا اَلذِّلَّةُ يَأْبَى اَللَّهُ لَنَا ذَلِكَ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ حُجُورٌ طَابَتْ وَ حُجُورٌ طَهُرَتْ وَ نُفُوسٌ أَبِيَّةٌ »[٣٥].

وقال عمر بن سعد لشمر: «.. لا يستسلم والله حسين، إنّ نفس أبيه لبين جنبيه...» [٣٦].

٣. ظهور التقابل والتباين التامّ بين الإمام الحسين (ع) وبين أعدائه، ومن نماذجه:

أ. التقابل في الهدف، فإنّ الدافع الذي كان يقود الإمام الحسين (ع) وأصحابه نحو الجهاد والتضحية إنّما كان دافعاً إلهيّا لا غير، وحتّى الرسائل التي أرسلت إليه إنّما كانت محفّزا وحجّة للقيام، لا داعياً واقعياً، بل كان الدافع الواقعي هو إصلاح أمر الخلافة والامّة كما صرّح بذلك مرارا.

في حين كان دافع من حاربه ومن ألّبهم على ذلك هو الدفاع عن السلطة الأموية في مقابل الوعود والتهديدات التي كانوا يتلقّونها من ذوي السلطة، وقد قال معاوية مخاطبا أهل الكوفة بعد الصلح بينه وبين الإمام الحسن (ع): «إِنِّي وَ اَللَّهِ مَا قَاتَلْتُكُمْ لِتُصَلُّوا وَ لاَ لِتَصُومُوا وَ لاَ لِتَحُجُّوا وَ لاَ لِتُزَكُّوا إِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ ذَلِكَ وَ لَكِنِّي قَاتَلْتُكُمْ لِأَتَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ وَ قَدْ أَعْطَانِيَ اَللَّهُ ذَلِكَ وَ أَنْتُمْ لَهُ كَارِهُونَ»[٣٧].

إذا كان هذا هو الدافع لمعاوية في حربه للحسن (ع)، فإنّ دافع يزيد كان ذلك بطريق أولى.

ب. التقابل في السيرة والعمل، فإنّ الحسين (ع) كان عاملاً بجميع المبادئ الإنسانية، في الوقت الذي فقد أعداؤه كلّ تلك المبادئ ومثلها، ومن أمثلة ذلك:

عدم بدء الإمام الحسين (ع) بالقتال مهما كثرت الحركات الاستفزازية من أعدائه [٣٨].

وهذه كانت سيرة أخيه وأبيه من قبل.

في حين كان أعداؤه هم البادئين بالحرب.

سقيه (ع) جيش الحرّ وقد أجهدهم العطش وبلغ عددهم الألف، مع أنّه كان قد جاء لإلقاء القبض على الحسين (ع) [٣٩].

في حين أنّ أعداءه منعوا الماء عنه وعن أهل بيته وفيهم النساء والأطفال والرضّع عدّة أيام [٤٠].

وقد سبقت هذه السجية يوم عاشوراء، فإنّ معاوية لمّا استولى على ماء الفرات في صفّين منع أصحاب عليّ (ع) الشرب منه، ولكن لمّا استولى عليّ وأصحابه عليه وهزموا أصحاب معاوية أذن لهم أن يشربوا منه [٤١].

أمر ابن زياد عمر بن سعد أن يمثّل بالحسين (ع) وأصحابه، وأن يوطئ الخيل صدره وظهره، وهو سبط الرسول (ص) [٤٢].

وفي مقابله نرى نهي عليّ (ع) لأولاده عن التمثيل بقاتله عبد الرحمن بن ملجم؛ لأنّ الرسول (ص) نهى عن المثلة ولو بالكلب العقور[٤٣].

والنماذج من هذا القبيل كثيرة جدّاً، وهي بحاجة إلى استقراء وبحث مستقلّ - ليتبيّن للناس بشكل أوضح حقيقة المنهجين: منهج عليّ وبنيه (ع)، ومنهج أعدائه، وتتّضح معالمهما وفوارقهما، وتفوّق المنهج العلوي - الذي ينبع من عين الحقيقة الإلهيّة - والإسلام الأصيل - على غيره من المناهج.

فضائل الحسين ومناقبه (ع)

كلّ ما ذكرنا من الفضائل والمناقب للإمام الحسن (ع) فهي صادقة بالنسبة إلى أخيه الحسين (ع)، وقد خصّه الله تعالى بفضيلة أخرى - ربّما كانت لأجل ما لاقاه من القتل الذريع وأسر أهل بيته من قبل شرار الخلق - وهي جعل الإمامة في ولده (ع) [٤٤].

وقد ورد عن الأئمّة (ع) في فضل زيارته ما لم يرد في زيارة غيره من الأئمّة (ع)، وورد في رثائه والحزن عليه ما لم يرد في حقّ غيره [٤٥]، وقد رثاه الشعراء والأدباء قديما وحديثا، وألّفوا وصنّفوا كتبا كثيرة في قيامه وشخصيّته وإبائه وشجاعته وتضحيته في سبيل إعلاء كلمة الدين.

وقد استمرّت سيرة الشيعة في أن يجعلوا يوم عاشوراء يوم حزن وبكاء؛ لما لقي فيه الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه من المصائب، وأن يقيموا مجالس الخطابة؛ لتبيين وشرح قيام الحسين (ع) وأهدافه والنتائج المترتّبة على ذلك إضافة إلى نشر الثقافة الإسلامية بصورة عامّة في هذه المجالس.[٤٦]

المراجع والمصادر

  1. محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة

الهوامش

  1. انظر الإرشاد ٢: ٢٧.
  2. انظر: الفصول المهمّة: ١٦١ - ١٦٢، والبحار ٤٣: ٢٣٧، باب ولادة الحسنين عليهما السّلام.
  3. انظر: مسارّ الشيعة: ٦١، ومصباح المتهجّد: ٨٢٦، وإعلام الورى ١: ٤٢٠.
  4. انظر الإرشاد ٢: ٢٧.
  5. انظر التهذيب ٦: ٤١، وهو يوافق ما نقل: من أنّه كان بين مولد الحسن ومولد الحسين عليهما السّلام ستّة أشهر وعشرا. انظر أصول الكافي ١: ٤٦٣ - ٤٦٤.
  6. انظر الإرشاد ٢: ٢٧.
  7. انظر: التهذيب ٦: ٤١، وأصول الكافي ١: ٤٦٣.
  8. انظر: أصول الكافي ١: ٤٦٣، فمع أنّه قائل بولادته سنة ثلاث من الهجرة، فإنّه يقول: إنّ عمره سبع وخمسون سنة، ولعلّ توجيهه أنّه (ع) استشهد في أوّل سنة إحدى وستّين، فلا تعدّ سنة في الحساب، فيصحّ ما قاله، لكن قال المفيد: مضى (ع) وسنّه يومئذ ثمان وخمسون سنة، مع أنّه قال بولادته في السنة الرابعة من الهجرة. انظر الإرشاد ٢: ٢٧ و١٣٣. نعم قال الشيخ الطوسي بولادته في السنة الثالثة من الهجرة، وأنّ عمره ثمان وخمسون سنة. انظر التهذيب - - ٦: ٤١ - ٤٢.
  9. المصدر المتقدّم.
  10. انظر: إعلام الورى ١: ٤٢٠، والإرشاد ١: ١٣٣، وفيه: «إحدى عشرة سنة».
  11. ما ذكرناه في هذا الموضوع مقتبس من كتاب الإرشاد ( للمفيد ) ٢: ٣٢ - ١٢٢، وإعلام الورى ( للطبرسي ) ٢: ٤٣٤ - ٤٧٧. ويلاحظ أيضا تاريخ الطبري: حوادث السنتين: ٦٠ و٦١.
  12. سورة القصص، الآية 21.
  13. وفيهما قال عبد الله بن الزبير الأسدي:
    إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلى هانئ في السوق وابن عقيل‏

    إلى آخر الأبيات، انظر الإرشاد ٢: ٦٤.

  14. انحاز إلى الحسين (ع) من جيش عمر بن سعد أشخاص آخرون أيضا.
  15. هؤلاء جاءوا مع ابن سعد، وقد جاء قبلهم ألف مع الحرّ، وكان يأتي المدد باستمرار، وقد قيل في عددهم: - - إنّهم كانوا ثلاثين ألفا.
  16. وهما: عليّ وعبد الله الرضيع عليهما السّلام.
  17. وهم: العبّاس، وعبد الله، وجعفر، وعثمان، امّهم امّ البنين؛ وعبيد الله، وأبو بكر، امّهما ليلى بنت مسعود الثقفية.
  18. وهم: القاسم، وأبو بكر، وعبد الله.
  19. وهم: محمّد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وامّهما زينب بنت عليّ عليها السّلام؛ وعبد الله وجعفر وعبد الرحمن أبناء عقيل بن أبي طالب؛ ومحمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب سلام الله ورحمته عليهم أجمعين.
  20. ومنهم: حبيب بن مظاهر الأسدي، ومسلم بن عوسجة، وزهير بن القين، وبرير بن خضير الهمداني، والحرّ بن يزيد الرياحي، و...
  21. سورة الشورى، الآية 23.
  22. قال المسعودي: «وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب، وجلس ذات يوم على شرابه، وعن يمينه ابن زياد، وذلك بعد قتل الحسين، فأقبل على ساقيه، فقال: اسقني شربة تروّي مشاشي * ثمّ مل فاسق مثلها ابن زياد صاحب السرّ والأمانة عندي * ولتسديد مغنمي وجهادي ثمّ أمر المغنّين فغنّوا به. - - وغلب على أصحاب يزيد وعمّاله ما كان يفعله من الفسوق. وفي أيامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة، واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب...». مروج الذهب ٣: ٦٧.
  23. الإمامة والسياسة: ١٥٧.
  24. مقتل الخوارزمي: ١٨٤، نقلا عن أحمد بن أعثم الكوفي.
  25. الإرشاد ٢: ٧٩، وتاريخ الطبري ٤: ٣٠٣.
  26. قسّمت البصرة خمسة أخماس: العالية، وبكر بن وائل، وتميم، وعبد القيس، والأزد. انظر لسان العرب:« خمس».
  27. وقعة الطفّ: ١٠٧.
  28. الإرشاد ٢: ٩٨.
  29. انظر الإرشاد ٢: ٣٦ - ٣٨.
  30. الإرشاد ٢: ٣٩.
  31. انظر: الإرشاد ٢: ١٢٩ - ١٣٢، ومقتل المقرّم: ٥٢ - ٥٥ و١٤٩ و١٥١ و١٩٤ و١٩٦ و٢٠٥ و٢١٣ و٢١٧ و٢١٩.
  32. قال المسعودي: «وملك معاوية بن يزيد بن معاوية بعد أبيه، فكانت أيّامه أربعين يوما إلى أن مات، وقيل: شهرين...». ثمّ قال: «ولمّا حضرته الوفاة اجتمعت إليه بنو اميّة فقالوا له: اعهد إلى من رأيت من أهل بيتك، فقال: والله ما ذقت حلاوة خلافتكم، فكيف أتقلّد وزرها ؟ وتتعجّلون أنتم حلاوتها، وأتعجّل مرارتها، اللهمّ إنّي بريء منها، متخلّ عنها...». ثمّ قال: «فقالت له امّه: ليت أنّي خرقة حيضة ولم أسمع منك هذا الكلام، فقال لها: وليتني يا امّاه خرقة حيض ولم أتقلّد هذا الأمر، أتفوز بنو اميّة بحلاوتها وأبوء بوزرها ومنعها أهلها ؟ كلّا! إنّي لبريء منها». ثمّ ذكر الاختلاف في سبب موته. انظر مروج الذهب ٣: ٧٢ - ٧٣.
  33. انظر شرح هذه الثورات في تاريخ الطبري: حوادث السنوات ٦٢ و٦٥ و٦٦.
  34. انظر: الإرشاد ٢: ٩٨، وإعلام الورى ١: ٤٥٩، وتاريخ الطبري ٤: ٣٢٣، والكامل في التاريخ ٤: ٦٢ - ٦٣.
  35. انظر: شرح النهج ٣: ٢٤٩ - ٢٥٠، وأعيان الشيعة ١: ٦٠٣.
  36. انظر: الإرشاد ٢: ٨٩، وإعلام الورى ١: ٤٥٤، وتاريخ الطبري ٤: ٣١٥، وفيه: «... نفسا أبيّة».
  37. شرح النهج ١٦: ٤٦، وانظر الإرشاد ٢: ١٤.
  38. قاله أكثر من مرّة، فمن ذلك: عند لقائه جيش الحرّ واقتراح زهير بن القين قتالهم، ويوم عاشوراء. انظر الإرشاد ٢: ٨٤ و٩٦.
  39. انظر الإرشاد ٢: ٧٨.
  40. انظر الإرشاد ٢: ٨٦.
  41. انظر تاريخ الطبري ٣: ٥٦٦ - ٥٦٩.
  42. كتب ابن زياد إلى ابن سعد: «وإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره...». الإرشاد ٢: ٨٨.
  43. قال الإمام (ع) في وصيّته: «انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه، فاضربوه ضربة بضربة، ولا تمثّلوا بالرجل، فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول: " إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور "». نهج البلاغة: ٤٢٢، قسم الرسائل، الرسالة ٤٧.
  44. انظر البحار ٤٤: ٢٢١، تاريخ الحسين بن عليّ (ع)، باب ما عوّضه الله بشهادته، الحديث الأوّل.
  45. انظر هذا وما قبله في كتاب كامل الزيارات للشيخ جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ( ت ٣٦٧ ه ).
  46. محمد علي الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة ٥: ٥١٤ - ٥٢٤.