الحكمة

من إمامةبيديا

التمهيد

«الحكمة»: اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه، أي اتقان العلم بحقائق الأشياء وأحوالها وخواصّها وأوصافها الظاهرة والباطنة، ومصالحها ومفاسدها، ومعرفة ارتباط المسببات بأسبابها، وتعليق كل حال منها بأوقاتها التي قدّر فيها وقرن بها، واتقان الصنعة بتطبيقها على العلم بها[١].

الحكمة هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، وهي وضع الشيء من قول أو فعل في أحسن مواضعه، وهو الكلام الذي يقل لفظه ويجل معناه[٢].

الحكمة بمعناها العام وضع الشيء في موضعه المناسب، وقد اعتبرها علماء الأخلاق المسلمين وسطاً بين الجربزة والجهل البسيط، ووسطاً بين السفه والبله .. إن الحكمة إذن نقطة توازن بين الجهل البسيط وخبث الدهاء وقوامها في الفكرة السليمة التي تضع الشيء في موضعه المناسب[٣].

الحكمة هي العدالة، والعدالة هي الحكمة، فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه، والعدالة أيضاً كذلك.

وقيل: الحكمة تحقيق العلم، وإتقان العمل.

وقيل: ما يمنع الجهل.

وقيل: هي الإصابة في القول.

وقيل: هي طاعة الله.

وقيل: هي الفقه في الدين.

وقيل: كل ما يؤدي إلى مكرمة، أو يمنع من قبيح.

وقيل ما يتضمن صلاح الدنيا والآخرة.

والتعاريف متقاربة، ويظهر من الأحاديث والروايات الشريقة أنها العلوم الحقة النافعة مع العمل بمقتضاها. وقد تطلق على العلوم الفائضة من الله عز وجل على العبد، بعد العمل بما يعلم. والحكمة هي الكلام الموافق الحق، ويعرف اللغويون الفلسفة بالحكمة.

والحكمة هي صواب الأمر، وسداده (والسداد هو الرشاد والاستقامة)، وهي العدل الذي هو الإنصاف، وإعطاء كل ذي حق حقه. والملكة الباعثة على ملازمة التقوى، كما يعرفه الفقهاء. وهي الحلم الذي هو ضد الطيش، والغضب، وضد الجهل والسفه، والصبر والأناة والسكون مع القدرة والقوة، وهو العقل. والحكمة هي الفهم، والوعي، ووضع الشيء في موضعه. ومن خلال التعريفات الآنفة الذكر يتوضح لنا أن الحكمة هي الكلام الذي يعبر عن الحق، والحق هو الرأي، والاعتقاد الذي يطابقه الواقع ويلازمه الرشد، من غير غي، وهذه هي الحكمة، فهو الرأي الذي أحكم في صدقه فلا يتخلله كذب، وفي نفعه، فلا يعقبه ضرر[٤].

الحكمة هي الاعتدال في معرفة حقائق الموجودات على ما هي عليه. وبإزائها في طرف الإفراط «الجربزة» وهي اعمال الفكر في ما لا ينبغي أو في الزائد عما ينبغي والاعتماد على الاحتمالات والتشكيك، وعدم الثبوت على النظريات الصحيحة، وفي طرف التفريط، «البله» وهو تعطيل القوة الفكرية وعدم استعمالها في ما ينبغي أو في اقل منه[٥].[٦]

المراجع والمصادر

  1. معجم المصطلحات الأخلاقية

الهوامش

  1. الأنصاري، (شرح الكاشاني)، منازل السائرين، ص٣٣٢.
  2. هيثة محمد، الأخلاق والآداب الإسلامية، ص٦٥٥.
  3. مدن، بناء الشخصية في خطاب الامام المهدي، ص٢١٦.
  4. الموسوي، كيف نتصرف بحكمة، ص١٢، ١٣، ١٤.
  5. المكارم الشيرازي، الحياة في ظل الأخلاق، ص٢٣.
  6. معجم المصطلحات الأخلاقية: ٣٣.