إثبات وجود الله

من إمامةبيديا
(بالتحويل من وجود الله تعالى)

تمهيد

للبشر على اختلاف الجنس واللون والثقافة طُرق عديدة لإثبات الخالق والبرهنة على وجوده، ولقد عرف الإنسان على اختلاف مراحل إدراكه ألواناً من الاستدلال على القدرة العظيمة والقوة القاهرة التي صنعت هذا الكون بما فيه من نظام متقن، وإبداع جميل هذه الطرق وإن تشعبت لكنها توصل إلى هدف واحد هو إثبات وجود الله. وإذا ألقينا نظرة على أوجه الاستدلال هذه، أمكننا أن نصنفها إلى منهجين؛ المنهج القديم والمنهج الحديث إضافة إلى منهج أهل البيت (ع).[١]

عدم الحاجة إلى البرهان

وجوده تعالى أغنى من أن يحتاج إلى بيان أو يتوقف على برهان، حيث إن العيان يغني عن البيان، والوجدان يكفي عن البرهان.

وقد أيقن به كل ذي علم، وأدركه كل ذي عقل، وأحس به كل ذي شعور، وفهمته كل فطرة بحيث أغنى الصباح عن المصباح. حتى الذي ينكره بلسانه لا محالة يتوجه إليه عند الإضطرار بقلبه وجنانه، بل يمكن القول بأن وجوده الشريف فطري جبلي حتى للبهائم و الحيوانات كما في قصة نملة سليمان(ع) وقضايا الوجدان التي تدلنا على توجه الحيوانات أيضاً إلى الله تعالى... ففي الحديث: «إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ(ع) خَرَجَ يَسْتَسْقِيَ فَمَرَّ بِنَمْلَةٍ مُلْقَاةٍ عَلَى ظَهْرِهَا، رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَ هِيَ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَنَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَا غِنًى بِنَا عَنْ رِزْقِكَ فَلَا تُهْلِكْنَا بِذُنُوبِ غَيْرِنَا. فَقَالَ سُلَيْمَانُ(ع): ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ بِغَيْرِكُمْ»[٢].

وفي الأحاديث الشريفة شواهد كثيرة على ذلك يقف عليها المتتبع.

فإثبات وجود الصانع إذن لا يحتاج في الحقيقة إلى دليل بعد حكم الفطرة؛ إذ مقتضى الفطرة عدم الحاجة بعدها إلى الأدلة[٣].

إثبات وجود الله في القرآن

إثبات وجود الله في الحديث

الأدلة العقلية على وجود الله

قد عرفت أن وجود الله تعالي غني عن البيان، بل هو فطري لكل إنسان، ولا يمكن إنكاره لكل ذي وجدان.

ومع ذلك - على مسلك الإستدلال - تُقام الحجة لتنكشف المحجة على وجود الخالق، وظهور الصانع بالبراهين العقلية و الأدلة اللُّيبية، مضافاً إلى الأدلة المتقدمة الشرعية.

والأدلة العقلية على وجود الله كثيرة وفيرة بتناسب كل ذي بصر وبصيرة، مضافاً إلى برهان العلة، ودليل الحكمة على وجود الله الخالق وهو: (كلما بالغير – وهي الممكنات - لابد وأن ينتهي إلى ما بالذات. وهو واجب الوجود - ليكون الذاتي علة العلل وخالق المخلوقات.. وإلا لزم التسلسل وهو محال).

فيثبت وجود الذاتي الواجب، الخالق لمن سواه، وليس المستحق لذلك إلا الله (جل جلاله وعم نواله).

والأدلة العقلية الوجدانية الواضحة على وجود الخالق تعالى كثيرة جداً؛ منها[٤]:

دليل النظام

امتناع الصدفة

برهان الاستقصاء

برهان الحركة

برهان القاهرية

المراجع والمصادر

  1. السيد علي الحسيني الصدر، العقائد الحقة
  2. السيد فاضل الميلاني، العقائد الإسلامية

الهوامش