البرهان
التعريف
المعنى اللغوي
يعني «البرهان» لغةً الإتيان بالحجّة والدليل الواضح كما يعني الدليل والحجّة القاطعة والواضحة. يقول الصاحب بن عباد في هذا المجال: البُرهانُ: بَيانُ الحُجَّةِ وإيضاحُها. [١] كما يصرّح الأزهري ـ نقلاً عن الليث ـ: البُرهانُ: الحُجَّةُ وإيضاحُها. [٢]
وقد اختلف علماء اللغة فيما يتعلّق بمادّة «برهان»:
- فقد اعتبر البعض نونها زائدة وعدّوا البرهان مصدراً ثلاثياً مجرّداً من مادّة «بره»، ويدلّ على المعنى الواضح. يقول الزمخشري: أبرَهَ فُلانٌ: جاءَ بِالبُرهانِ؛ و«بَرهَنَ» مُوَلَّدٌ؛ وَالبُرهانُ: بَيانُ الحُجَّةِ وإيضاحُها؛ مِنَ البَرَهرَهَةِ، وهِيَ البَيضاءُ مِنَ الجَواري. [٣]
- كما اعتبره البعض رباعياً مجرّداً فعله «بَرهَنَ». وقد صرّح الجوهري عند ذكر مادّة «برهن» قائلا: البُرهانُ: الحُجَّةُ؛ وقَد بَرهَنَ عَلَيهِ، أي أقامَ الحُجَّةَ. [٤]
- كما ذكرها البعض في موضع ذكر الأفعال الثلاثية وذكروها أيضاً في موضع ذكر الأفعال الرباعية. [٥]
ويمكن القول في مقام التحكيم وحلّ الاختلاف في هذا الباب: إنّ «البرهان» كان في الأصل مصدراً ومن مادّة «بره»، بمعنى «الإتيان بالحجّة والدليل الواضح» ومعنى «الحجّة الواضحة»، إلّا أنّه تمّ نحت فعل ثلاثي مزيد من هذه الكلمة على وزن «فَعْلَنَ» [٦] على إثر كثرة الاستعمال وترسّخ العلاقة الذهنية بين لفظ «برهان» ومعناه، واستخدم «بَرْهَنَ» بنفس معنى «أبْرَهَ»؛ ثمّ إنّ كثرة استعمال «بَرهَنَ» وغلبته في الاستعمال أوجدا من الاُنس والعلاقة بين هذا اللفظ والمعنى في أذهان أهل اللغة العربية بحيث لم يعدّ الاهتمام منصباً على مادّة «بره» في استخدام الفعل «بَرْهَنَ» ومشتقّاته؛ أي إنّ مادّة «برهن» اكتسبت هي نفسها وضعاً مستقلّاً وأصبحت في الحقيقة بمعنى الدليل والبرهان الواضح. وبناء على ذلك يتحوّل «بَرْهَن» على وزن «فَعْلَنَ» إلى الوزن «فَعْلَلَ».
ومن الشواهد على ذلك، التطوّر التاريخي لاستخدام كلمتي «البرهان» و«برهن» ومشتقاتهما في لغة العرب وذكرهما في المعاجم اللغوية[٧].[٨]
الفرق بين البرهان والدليل
ذكر أبو هلال العسكري موضحاً الفرق بين البرهان والدليل: الفَرقُ بَينَ البُرهانِ وَالدَّليلِ: البُرهانُ: الحُجَّةُ القاطِعَةُ المُفيدَةُ لِلعِلمِ، وأَمّا ما يُفيدُ الظَّنَّ فَهُوَ الدَّليلُ. [٩]
ومهما كانت مادّة كلمة «البرهان»، لا شكّ في أنّ هذه الكلمة تعني من وجهة نظر علماء اللغة الدليل الذي يمكنه أن يثبت الادّعاء بوضوح وبشكل أكيد[١٠]، إلّا أنّه ابتعد تدريجياً عن معناه الأصلي، وأطلق حسب اصطلاح المنطق على نوع خاص من الاستدلال. [١١].[١٢]
البرهان في الكتاب والسنة
اُطلق «البرهان» في الكتاب والسنة في معناه اللغوي؛ أي الدليل الواضح والمفيد بالعلم. وقد جاءت هذه الكلمة سبع مرّات في القرآن بشكل مفرد[١٣]، ومرّة واحدة بشكل تثنية. [١٤]
وأهمّ الملاحظات التي تسترعي الاهتمام في التعرّف على منزلة البرهان في الكتاب والسنة هي:
الكلمات المشابهة للبرهان في القرآن
توجد في الكتاب والسنة كلمات اُخرى تستعمل بمعنى البرهان[١٥]، وهي:
- السلطان: يسمّى البرهان سلطاناً لأنّه يتسلّط على العقول والقلوب[١٦]، ويمنح الإنسان القدرة على مواجهة المعارضين في العقيدة، مثل: أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ[١٧]. [١٨]
- الآية: البرهان دليل واضح وظاهر على أحقّية مَنْ جاء به، ولذلك فقد عُبِّر عنه ب «الآية» [١٩] في بعض المواضع، مثل: ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ[٢٠]. فقد عبّرت هذه الآية عن عصا موسى واليد البيضاء والاُمور الإعجازية الاُخرى التي ظهرت على يد موسى (ع) وأثبتت صدقه، ب «الآيات»، في حين ذكرت العصا واليد البيضاء في آية اُخرى باعتبارهما برهانين: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ[٢١]
- الحجة: البرهان هو الدليل القاطع والطريق الواضح لإحقاق الحقّ وإبطال الباطل، ولذلك يسمّى ب «الحجّة»[٢٢] مثل: فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ[٢٣]
- البيّنة: البرهان دليل واضح وبيّن لإثبات الادّعاء والتمييز بين الحقّ والباطل، ولذلك فقد اُطلق عليه مصطلح «البيّنة»[٢٤]، مثل: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ[٢٥]، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ[٢٦].[٢٧]
قيمة البرهان وأهميته
البرهان من وجهة نظر الكتاب وسنّة أهل البيت (ع)، قاعدة الإسلام وأساسه في العقيدة والأخلاق والعمل، وأئمة الدين يدعون الناس على أساس البرهان إلى التوحيد والنبوة والمعاد والإمامة، وكذلك إلى القيم الأخلاقية والعملية. وباختصار فإنّ الإسلام يرى أنّ البرهان هو ميزان ومعيار التمييز بين الحقّ والباطل، والإسلام نفسه يعتمد على البرهان وكما يطالب المعارضين بالبرهان[٢٨].[٢٩]
وَقفةٌ عند ما يسمّى بالبرهان
إذا تأمّلنا فيما سُمّي برهاناً في الكتاب والسنّة ـ مثل: القرآن نفسه، الأنبياء، معجزات الأنبياء وأهل البيت (ع) وما إلى ذلك ـ إلى جانب الآيات والروايات التي تعتبر الفطرة والعقل معيار التمييز بين الحقّ والباطل، فإنّنا سنخلص إلى أنّ العقل السليم والفطرة النقيّة هما من وجهة نظر الإسلام قاعدة البرهان وأساسه، وقد سمّيت معجزات الأنبياء بالبرهان لأنّ العقل يدرك بوضوح دلالتها على صدق المدّعي، وسمّي الأنبياء والقرآن والإسلام وأهل البيت بالبرهان لأنّهم يقدّمون برامج للحياة تتطابق مع المقاييس العقلية والفطرية، كما أنّ تسمية اُمور اُخرى بالبرهان تدلّ على انسجامها مع الفطرة والعقل.
وعلى هذا الأساس، فلا وجود في الإسلام لشيء يتناقض مع العقل والفطرة، وإذا ما نُسب شيء إلى اللّه والأنبياء وأهل البيت (ع) يخالف العقل والفطرة، فإنّه غير صحيح بالتأكيد[٣٠].[٣١]
أوصاف البراهين الإلهيّة وأنواعها
وصفت البراهين الإلهية بأربع صفات، استناداً إلى النصوص التي جاءت في الفصل الرابع، وهي: الوضوح، البلوغ، الشمول والدوام. وما يستحقّ البحث والدراسة هو: هل إنّ جميع البراهين الإلهية تتوفّر فيها هذه الأوصاف، أم أنّ الخصائص المذكورة تختصّ بنوع خاصّ من البراهين الإلهية ؟ للإجابة على هذا السؤال يجب القول إنّ البراهين الإلهية تنقسم إلى طائفتين: البراهين الظاهرة والبراهين الباطنة، كما روي عن الإمام الكاظم (ع): «إِنَّ لِلَّهِ عَلَى اَلنَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً، فَأَمَّا اَلظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ اَلْأَنْبِيَاءُ وَ اَلْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ، وَ أَمَّا اَلْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ». [٣٢]
وتتمتّع براهين اللّه تعالى الباطنية ـ أي البراهين الفطرية والعقلية ـ بجميع الخصائص التي سبقت الإشارة إليها، بمعنى أن جميع أفراد البشر كانوا على مرّ التاريخ يميّزون بشكل واضح بين الخير والشرّ، فهم يعرفون على سبيل المثال أنّ العدل خير والظلم شر: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا[٣٣]
ولعلّ في الرواية التالية عن الإمام الصادق (ع)، إشارة إلى هذا المعنى: «مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَ لِلَّهِ عَلَيْهِ حُجَّةٌ، إِمَّا فِي ذَنْبٍ اِقْتَرَفَهُ، وَ إِمَّا فِي نِعْمَةٍ قَصَّرَ عَنْ شُكْرِهَا» [٣٤]
وأمّا البراهين الإلهية الظاهرة ـ أي الأنبياء وأوصياؤهم ـ فإنّها لا تشتمل على جميع الأوصاف التي سبقت الإشارة إليها، فما أكثر ما تكون الحجة الإلهية غير ظاهرة بسبب وجود المانع أو لا تكون في متناول كلّ الناس، كما هو الحال بالنسبة إلى الإمام المهدي(عج) فإنّه غائب عن الأنظار منذ قرون، وقد روي في هذا المجال عن الإمام علي (ع): «لاَ تَخْلُو اَلْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ بِحُجَّةٍ ظَاهِرٍ أَوْ خَافٍ مَغْمُورٍ لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اَللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ» [٣٥]
وأما فيما يتعلق بفائدة البرهان المخفي والإمام الغائب للمجتمع، فإنّ ذلك يمثّل موضوعاً آخر مرّ بيانه في مبحث الإمامة. [٣٦]
والملاحظة الملفتة للنظر هي أنّ البرهان الباطني أي البرهان الفطري والعقلي لا يمكن أن يكون مبنى ومعيار التكليف الإلهي، حيث يصرّح القرآن: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا[٣٧]
وهذا الكلام يعني أنّ الإنسان رغم أنّه يستطيع بنفسه التمييز بشكل إجمالي بين الخير والشرّ، إلّا أنّ اللّه سوف لا يؤاخذه ما لم تصله التكاليف الإلهية عن طريق الأنبياء أو أوصيائهم.[٣٨]
آثار اتّباع البرهان
يؤدّي اتّباع البرهان إلى معرفة حقائق الوجود والتمتّع المادي والمعنوي، الدنيوي والاُخروي، ويمكن أن نلخّص أهمّ آثار اتّباع البرهان في العناوين التالية:
- التحرّر من الخرافات: يحذّر القرآن الكريم من خلال دعوة الناس إلى اتّباع البرهان من خرافات مثل: الشرك وعبادة الأوثان[٣٩]، الاعتقاد بأنّ للّه ولداً[٤٠]، اعتبار الملائكة بنات اللّه[٤١]، والتعصّب للفئات والعنصرية [٤٢] وغير ذلك.
- التحرّر من الاتّباع الأعمى للآخرين: إنّ متَّبِع البرهان لا يمكن أن يتّبع شخصاً دون دليل واضح، ولذلك فإنّ أتباع القرآن الحقيقيين لا يمكن أبداً أن يتّبعوا آباءهم واُمّهاتهم والشخصيات والأحزاب والفئات السياسية والاجتماعية دون علم.[٤٣]
- الحصول على اليقين: من شأن اتّباع البرهان أن ينقذ الإنسان من الشكّ الذي هو آفة الحياة المعنوية [٤٤]، ويرشده إلى مرتبة اليقين بحقائق الوجود[٤٥].
- التمتع بالأمن: يُعدّ الشعور بالأمن والاطمئنان النفسيين من أهمّ آثار اتّباع البرهان، حيث يحصل للإنسان نتيجة بلوغ اليقين؛ وبذلك فإنّ أولياء اللّه لا تنتابهم بأيّ حال من الأحوال حالة الشعور بانعدام الأمن والخوف والرعب. [٤٦]
- الانتصار على المعارضين: إنّ متّبعي البرهان لا يهزمون أبداً في ساحة الجهاد العقائدي، ذلك لأنّ البرهان يجعل الحقّ ملازماً لهم، والحقّ ينتصر دوماً على الباطل وفق السنّة الإلهية الثابتة، والنصر الإلهي هو حليف اتّباع البرهان في ساحة الكفاح السياسي أيضاً. [٤٧].[٤٨]
آثار معارضة البرهان
وعلى العكس من ذلك، فإنّ معارضة البرهان هي مدعاة للضلال والخسران المادي والمعنوي. وفيما يلي نذكر بعض مخاطر عدم الالتفات إلى البرهان ومعارضته:
- اتّباع الظن: إنّ الشخص الذي لا يمتلك الاستعداد لاتّباع العقل والبرهان العقلي، فسوف لا يكون أمامه في الحياة من سبيل سوى اتّباع الظنّ، ولذلك فإنّه في الكثير من آيات القرآن عند استبعاد البرهان والعلم، طُرح إلى جانبه اتّباع الظنّ والاعتماد على التخمين. [٤٩]
- اتّباع الأهواء النفسية: يتمثّل الخطر الثاني الذي يبتلى به الإنسان نتيجة معارضة البرهان، في اتّباع أهواء النفس، فالشخص الذي يترك البرهان فإنّه يسقط لا محالة في فخّ الأهواء والرغبات غير المشروعة، ولذلك فقد اعتبر القرآن الكريم اتّباع هوى النفس إلى جانب اتّباع الظنّ نتيجةً لعدم اتّباع البرهان. [٥٠]
- المصير المشؤوم: يحفل القرآن الكريم بالتذكير بالمصير المؤلم الباعث للاعتبار للاُمم التي عارضت البراهين الإلهية الواضحة وعرّضت نفسها لِأَسوأِ العواقب. [٥١]
ومن النماذج البارزة لهذه التذكيرات، إعراض أهل مدين عن الحجج الواضحة لشعيب (ع) وهلاك هؤلاء القوم. [٥٢].[٥٣]
المراجع والمصادر
الهوامش
- ↑ المحيط في اللغة: ج ٣ ص ٤٨٣ «بره».
- ↑ تهذيب اللغة: ج ١ ص ٣٢٢. ويقول ابن منظور في ذيل مادّة «بره»: «البُرهانُ: الحُجَّةُ الفاصِلَةُ البَيِنَّةُ» وفي ذيل مادّة «برهن»: «البُرهانُ: بَيانُ الحُجَّةِ واتِّضاحُها» (لسان العرب: ج ١٣ ص ٥١ «برهن» وص ٤٧٦ «بره»).
- ↑ أساس البلاغة: ص ٢١ «بره».
- ↑ صحاح اللغة: ج ٥ ص ٢٠٧٨. ضمناً أنّ الجوهري في ذيل «بره» لم يذكر الكلمتين «برهان» و«برهن» أبداً.
- ↑ مثل الأزهري في تهذيب اللغة: ج١ ص٣٢٢ الذي ذكرها في ذيل«بره»، ونقل عن الليث وابن الأعرابي أنهما يعتبران فعل«برهن» من الكلمات المولّدة ثم يجيزان احتمال أن تكون نونها أصلية؛وابن منظور في لسان العرب: ج١٣ ص٥١ ذيل مادة «برهن» وص٤٧٦ ذيل مادة «بره»، والزبيدي في تاج العروس: ج١٨ ص٥٥ ذيل مادة «برهن» و ج١٩ ص١٥ ذيل مادة «بره»، والفيّومي في المصباح المنير: ص ٤٦.
- ↑ يُعَدّ هذا الفعل من الأبواب غير المشهورة وعلى الوزن العروضي للفعل الرباعي المجرد. وقد اصطلح على تسمية هذا النوع من الأفعال ومصادرها بالمنحوتة وهذا الفعل ملحق بالفعل المجرد. وقد وضع سيبويه في كتابه باباً بعنوان: «باب ما لحقته الزوائد من بنات الثلاثة واُلحق ببنات الأربعة، حتى صار يجري مجرى ما لا زيادة فيه، وصارت الزيادة بمنزلة ما هو من نفس الحرف». ثم ذكر أوزاناً وأمثلة على سبيل المثال، ومنها: «فَوْعَلْتُ، فَيْعَلْتُ، فَعْوَلْتُ، فَعْلَيْتُ، وفَعْلَنْتُ.. نحو: حَوقَلتُ وبَيطَرتُ وهَينَمتُ وجَهوَرتُ وقَلسَيتُ وقَلنَستُ وشَيطَنتُ» حيث ذكرها كلّها على الوزن العروضي «دَحرَجْتُ» ثم يذكر أوزاناً وأمثلة للملحقات بالرباعي المزيد مثل: «تقلسى وتشيطن وتمكَّن وتمسكن» حيث جاءت كلّها على الوزن «تدحرج» (راجع: الكتاب ـ لسيبويه ـ: ج ٢ ص ٤٠٢ ـ ٤٠٤).
- ↑ من الأمثلة والشواهد التي يمكن ذكرها تأييداً لهذا التحليل، ملاحظة استخدام كلمة «برهان» وعدم استخدام الفعل «برهن» ومشتقاته في القرآن الكريم والنصوص الإسلامية الاُخرى حتى أواخر القرن الثاني، وكذلك نوع ذكرهما في كتب علماء اللغة القدامى والمتوسطين والمتأخرين. ذلك لأن علماء اللغة القدامى مثل الخليل بن أحمد (المتوفى سنة ١٧٠) يكتفون بذكر مادة «بره» و«برهان» ولا يذكرون ـ أساساً ـ الفعل «برهن» ومشتقاته. ويذكرهما العلماء المتوسطون ـ مثل الليث وابن الأعرابي، من تلاميذ الخليل (والمتوفيين في حوالي سنة ٢٠٣ وسنة ٢٣١) ـ بشيء من الشكّ ويعتبرونهما مولّدتين أحياناً. إلّا أنّ هذه الكلمة تكتسب في ما ذكره اللغويون الأكثر تأخراً منهم ـ مثل الجوهري (المتوفى عام ثلاثمئة وتسعين ونيّف) والأزهري (المتوفى عام ٣٧٠) ـ مكانة أكثر استقراراً ورسوخاً ويذكرونها كمادّة مستقلّة. ويتجلّى ذلك بشكل واضح في ما ذكره علماء اللغة المتأخّرون (راجع: تهذيب اللغة: ج ١ ص ٣٢٢ ذيل مادة «بره» و«برهن»، صحاح اللغة: ج ٥ ص ٢٠٧٨ ذيل ماده «برهن»، لسان العرب: ج ١٣ ص ٤٧٦ ذيل مادة «بره» وج ١٣ ص ٥١ ذيل ماده «برهن»، تاج العروس: ج ١٨ ص ٥٥ ذيل مادة «برهن» وج ١٩ ص ١٥ ذيل مادة «بره»، المصباح المنير: ص ٤٦ موضع ذكر مادّة «بره» ).
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٨، ص ١٦٧.
- ↑ معجم الفروق اللغوية: ص ٩٧.
- ↑ راجع: ترتيب كتاب العين: ص ٨٠، لسان العرب: ج ١٣ ص ٥١، الصحاح: ج ٥ ص ٢٠٧٨، تاج العروس: ج ١٨ ص ٥٥، المصباح المنير: ص ٤٦ و....
- ↑ للتعرّف على المعنى المصطلح للبرهان راجع: دائرة المعارف بزرگ اسلامى و دانشنامه جهان إسلام ـ كلاهما بالفارسية ـ، كلمة «برهان».
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة (كتاب)|موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٨، ص ١٦٩.
- ↑ البقرة: ١١١، النساء: ١٧٤، يوسف: ٢٤، الأنبياء: ٢٤، المؤمنون: ١١٧، النمل: ٦٥، القصص: ٧٥.
- ↑ القصص: ٣٢.
- ↑ لتوضيح أكثر لهذه الكلمة راجع: دائرة المعارف قرآن ـ بالفارسية ـ: ج ٥ ص ٥٠٩ «اسامى و شؤون برهان».
- ↑ سُمِّيَ الحُجَّةُ سُلطانا، وذلك لِما يَلحَق مِن الهجومِ علَى القلوبِ ولكِن أكثَرُ تَسَلُّطِهِ على أهلِ العِلمِ وَالحِكمَةِ مِن المؤمنين (مفردات ألفاظ القرآن: ص ٤٢٠ «سلط»). وفي الميزان في تفسير القرآن: ج ١١ ص ١٧٧: «السلطان هو البرهان لتسلُّطه على العقول».
- ↑ سورة الصافات، الآية ١٥٦.
- ↑ راجع: هود: ٩٦، ابراهيم: ١٠، الكهف: ١٥، المؤمنون: ٤٥، النمل: ٣٦، الدخان: ١٩، الطور: ٣٨ و...
- ↑ الآية: هي العلامة الظاهرة (مفردات ألفاظ القرآن: ص ١٠١ «أي»).
- ↑ سورة المؤمنون، الآية ٤٥.
- ↑ سورة القصص، الآية ٣٢.
- ↑ الحجّة: الدّلالةُ المُبَيِّنَةُ لِلمَحَجَّةِ، أي المقصد المستقيم الذي يقتضي صحّة أحد النقيضين (مفردات ألفاظ القرآن: ص ٢١٩ «حجج»).
- ↑ سورة الأنعام، الآية ١٤٩.
- ↑ البينة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة (مفردات ألفاظ القرآن: ص ١٥٧ «بان»).
- ↑ سورة هود، الآية ١٧.
- ↑ سورة الأنفال، الآية ٤٢.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٨، ص ١٧١.
- ↑ راجع: البقرة: ٥٦، الأنبياء: ٢٤، النمل: ٦٤، القصص: ٧٥.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٨، ص ١٧٢.
- ↑ على أنّ هذا لا يعني أن بإمكان العقل أن يحيط بكلّ الحقائق الدينية؛ كأن يدرك كنه اللّه، أو يكتشف حقيقة الروح والملائكة، وهذه الاُمور تفوق العقل، وليست ضدّه.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة (كتاب)|موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٨، ص ١٧٢.
- ↑ الكافي: ج ١ ص ١٦ ح ١٢، تنبيه الخواطر: ج ٢ ص ٣٥ كلاهما عن هشام بن الحكم، تحف العقول: ص ٣٨٦، بحار الأنوار: ج ١ ص ١٣٧ ح ٣٠.
- ↑ سورة الشمس، الآية ٧-٨.
- ↑ الأمالي للطوسي: ص٢١١ ح٣٦٦، تنبيه الخواطر: ج٢ ص١٧٠، بحار الأنوار: ج٧ ص٢٦٢ ح١٣.
- ↑ نهج البلاغة: الحكمة ١٤٧، الأمالي للطوسي: ص ٢١ ح ٢٣ عن كميل، بحار الأنوار: ج ٢٣ ص ٢٠ ح ١٦ نقلاً عن تفسير القمّي.
- ↑ راجع: موسوعة معارف الكتاب والسنة: ج ٤ ص ١٨٤ (بحث حول فلسفة الإمامة والقيادة).
- ↑ سورة الإسراء، الآية ١٥.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٨، ص ١٧٣.
- ↑ راجع: المؤمنون: ١١٧، الأنبياء: ٢٤، النمل: ٦٤، الأعراف: ٧١، يوسف: ٤٠ و...
- ↑ راجع: يونس: ٦٨.
- ↑ راجع: الصافات: ١٤٩ ـ ١٥٦، النجم: ٢١.
- ↑ راجع: البقرة: ١١١.
- ↑ راجع: هود: ٨٨.
- ↑ راجع: هود: ١٧.
- ↑ راجع: الأنعام: ٧٥ ـ ٧٩ و ٨٣.
- ↑ راجع: الأنعام: ٨١، الأنبياء: ١٠٣، يونس: ٦٢ و ٦٤.
- ↑ راجع: الأنبياء: ١٨، الإسراء: ٨١، المجادلة: ٢١، المائدة: ٥٦ و....
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٨، ص ١٧٥.
- ↑ راجع: النجم: ٢٣ و ٢٧ ـ ٢٨، الأنعام: ١٤٨، الزخرف: ٢٠، النساء: ١٥٧.
- ↑ راجع: النجم: ٢٣. وأيضاً راجع: سورة محمد: ٤٧.
- ↑ راجع: دائرة المعارف قرآن كريم «بالفارسية»: ج ٥ ص ٥١٦.
- ↑ راجع: هود: ٩١ و ٩٤.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٨، ص ١٧٦.