البصرة

من إمامةبيديا

التمهيد

«البصرة»: مدينة كبيرة ومهمّة في العراق، وفيها ميناء يقع على شط العرب في مقابل مدينة خرمشهر وتكثر فيها المزارع والبساتين. المعنى اللغوي لكلمة البصرة هي الأرض الصلبة الوعرة، وكانت قديماً تسمى بـالخريبة، وتدمر، والمؤتفكة. وتطلق كلمة العراقين على الكوفة والبصرة أيضاً.

بنيت البصرة في عام ١٤ للهجرة في زمن عمر بن الخطاب قبل ستّة اشهر من بناء الكوفة. واتخذها الامويون مدّة من الزمن عاصمة لهم، ومن القابها أيضاً قبّة الإسلام، وخزانة العرب.

قاتل الإمام علي(ع) المتمردين الذين اجتمعوا ضده بالبصرة في الوقعة المعروفة بمعركة الجمل، وذمّها في مواضع عديدة من نهج البلاغة في قوله فيها وفي أهلها: «لَعَنَكِ اَللَّهُ يَا أَنْتَنَ اَلْأَرْضِ تُرَاباً وَ أَسْرَعَهَا خَرَاباً وَ أَشَدَّهَا عَذَاباً فِيكِ اَلدَّاءُ اَلدَّوِيُّ قِيلَ مَا هُوَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ كَلاَمُ اَلْقَدَرِ اَلَّذِي فِيهِ اَلْفِرْيَةُ عَلَى اَللَّهِ وَ بُغْضُنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ فِيهِ سَخَطُ اَللَّهِ وَ سَخَطُ نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ كَذِبُهُمْ عَلَيْنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ اِسْتِحْلاَلُهُمُ اَلْكَذِبَ عَلَيْنَا»

وهذا ما يعكس وجود افكار منحرفة عن أهل البيت ومواقف معادية لهم.

كانت البصرة في مستهل امرها مركزا لاشياع عثمان، إلّا انها تحوّلت من بعد خلافة الإمام علي(ع) إلى مركز للشيعة، ولكن استمر أيضاً وجود اشخاص معاندين لآل علي.

قال الإمام الصادق(ع): عند ما قتل الحسين بكى عليه كلّ شيء إلّا ثلاث: البصرة ودمشق، وآل حكم بن العاص. وهذا الكلام معروف عن الإمام علي انه كتبه إلى ابن عباس واليه على البصرة: «اِعْلَمْ أَنَّ اَلْبَصْرَةَ مَهْبِطُ إِبْلِيسَ، وَمَغْرِسُ اَلْفِتَنِ ...» [١]

كتب الإمام الحسين إلى ستّة من أشراف البصرة يستنهضهم على نصرته والأخذ بحقّه، وكانوا من رؤساء الأخماس فيها وهم: مالك بن مسمع، الأحنف ابن قيس، المنذر بن الجارود، مسعود بن عمرو، قيس بن الهيثم، وعمر بن عبيد الله. وبعث كتبه إليهم بيد مولى له يقال له «سليمان»، فردّ عليه البعض ردّاً واهناً، وارسل بعضهم مبعوث الإمام إلى ابن زياد. وقد لبّى يزيد بن مسعود نداء الإمام وجمع القبائل ودعاهم إلى نصرته، فسرّهم ذلك واعلنوا عن دعمهم وتأييدهم له. فكتب إلى الإمام كتاباً أعلن له فيه النصرة والتأييد، إلّا ان كتابه انتهى إلى الإمام في اليوم العاشر من المحرم بعد مقتل أصحابه وأهل بيته.

ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام الحسين بلغه قتله فجزع وذابت نفسه اسى وحسرات[٢]، ولبى يزيد بن نبيط البصري نداء الإمام ولحقه اثنان من أولاده وصحبه مولاه، حيث التحقوا بالإمام في مكّة وصحبوه إلى العراق واستشهدوا بين يديه في كربلاء[٣].

ومع انّ بعض شهداء كربلاء كانوا من شيعة البصرة، إلّا انّ البصرة على العموم لم تقف الموقف المطلوب والمناسب من الإمام، كما لم تبدي فيما سبق الدعم المطلوب لأهل البيت.

اهل البصرة اليوم اغلبهم من الشيعة الاثني عشرية، وبعضهم اخباريون. ويسكن البصرة من غلاة الشيعة الشيخية والصوفية.[٤]

المراجع والمصادر

  1. جواد المحدثي، موسوعة عاشوراء

الهوامش

  1. بحار الانوار ٥٧: ٢٠٥.
  2. حياة الإمام الحسين ٢: ٣٢٧.
  3. حياة الإمام الحسين ٢: ٣٢٨.
  4. جواد المحدثي، موسوعة عاشوراء، ص ٦٦.