نقاش:البدعة
البدعة لغة
البدعة مصدر من مادة «بدع» بمعنى إحداث الشيء وإيجاده دون أن يكون له من قبل وجود وخلق، أو ذكر، أو معرفة له، قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في هذا المجال: البَدعُ: إحداثُ شَيءٍ لَم يَكُن لَهُ مِن قَبلُ خَلقٌ ولا ذِكرٌ ولا مَعرِفَةٌ.[١]
وصرّح ابن فارس في بيان الجذر اللغوي للبدعة قائلاً: الباءُ وَالدّالُ وَالعَينُ أصلانِ: أحَدُهُما: اِبتِداءُ الشَّيءِ وصُنعُهُ لا عَن مِثالٍ، وَالآخَرُ الاِنقِطاعُ وَالكَلالُ.[٢]
وبناء على ذلك، فإنّ مادّة «ب دع» تطلق على كلّ إبداع، وكذلك كلمة «البدعة»[٣]، سواء كانت متعلّقة بالمسائل الدينية، أم غير الدينية.[٤]
البدعة في القرآن
استخدمت مادة «بدع» ومشتقّاتها أربع مرّات في القرآن الكريم ؛ مرّتين على شكل «بديع»﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾[٥]، بمعنى المُبدع فيما يتعلّق باللّه تعالى، ومرّة على شكل «بِدع»﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ﴾[٦] في شأن النبيّ (ص)، ومرّة على شكل «ابتداع»﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا﴾[٧] فيما يتعلّق بالنصارى.
وجدير ذكره أنّ المراد في المواضع الثلاثة الاُولى هو المعنى اللغوي للبدعة، ولكن هناك رأيين فيما يتعلّق بالموضع الرابع ؛ أي الآية ﴿ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾[٨]: الأوّل أنّه استُعمل في البدعة الاصطلاحية والمحرّمة[٩]، والآخر أنّه استعمل في المعنى اللغوي للبدعة [١٠].
ولكن هناك آيات مختلفة تؤكّد أنّ أحكام الدين وقواعده توقيفيّة، ويجب أن تحدّد من جانب اللّه تعالى ولا يحقّ لأحد تغييرها، أو أن ينقصها أو يزيدها، وأنّ أيّ نوع من الابتداع في الاُصول أو الفروع ممنوع[١١].[١٢]
البدعة في الحديث
يمكن تقسيم الأحاديث فيما يتعلّق ببيان البدعة وتفسيرها إلى ست مجموعات:
- المجموعة الأولى: هي الأحاديث التي تشير إلى الاصطلاح الشرعي لكلمة البدعة، في أيّ نوع من الإبداع في الدين، ووضوح مفهومه لدى المتشرّعين.
ولم يتمّ تفسير البدعة في هذه المجموعة من الروايات التي تضمّ معظم أحاديث البدعة، بل نهت عنها وحرمتها بشدّة في معرض بيان مناشئها، أضرارها، ومخاطرها على المجتمع الإسلامي، وأكّدت أنّ من الواجب على الجميع ـ وخاصّة الواعين وذوي السلطة في المجتمع ـ أن يحاربوا بحزم البدع التي سوف تتحقّق.
ومن خلال التأمّل في هذه المجموعة من الروايات، يتّضح أنّ مفهوم البدعة كان واضحاً بالنسبة إلى المخاطبين فيها ولم يكن بحاجة إلى إيضاح.
- المجموعة الثانية: الروايات التي وصفت البدع الدينية بأنّها أسوأ الاُمور، وفسّرتها بالبدعة، مثل هذه الرواية:
شَرُّ الاُمورِ مُحدَثاتُها، وكُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ وكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ.
وهناك ملاحظتان تسترعيان الاهتمام في هذا النوع من الروايات:
الملاحظة الأولى: هي الإشارة إلى المنع العقلي للبدعة، وأنّ إدخال ما لا علاقة له بالدين ليس سيئاً من الناحية العقلية فحسب، بل هو «شرّ الاُمور» وأسوأ الأعمال، ولذلك فإنّ تحريم البدعة لا يحتاج إلى دليل خاصّ، لأنّ العقل يحكم هو نفسه ـ بعد قبول المبدأ والمعاد والدين ـ أن ليس لأحد الحقّ في أن يضيف شيئاً إلى الدين، أو ينقص منه شيئاً وينسبه إلى اللّه، سوى اللّه تعالى ورسوله.
الملاحظة الثانية: هي أنّ تفسير المحدثات الممنوعة ب«البدعة» يظهر أنّ معنى كلمة «البدعة» كان واضحاً بالنسبة إلى مسلمي صدر الإسلام إلى درجة بحيث لم تكن بحاجة إلى تفسير وتبيان فحسب، بل إنّ الكلمة المعادلة لها لغويّاً مثل «المُحْدَث» كانت تفسّر بواسطتها.
- المجموعة الثالثة: تفسير البدعة بالإبداع في الدين، بعد النبي (ص): «اَلسُّنَّةُ مَا سَنَّ رَسُولُ اَللَّهِ وَ اَلْبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْ بَعْدِهِ»
وقد اعتبرت هذه الرواية أنواع المحدَثات في الدين بعد النبي (ص) بدعة وممنوعة.
- المجموعة الرابعة: تفسير البدعة بالمحدَثات التي تخالف سنّة النبي (ص): «أَمَّا اَلسُّنَّةُ فَسُنَّةُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمَّا اَلْبِدْعَةُ فَمَا خَالَفَهَا»
- المجموعة الخامسة: تفسير البدعة بالمحدَثات التي تخالف أمر اللّه تعالى وكتابه ورسوله، وتقوم على الرأي والهوى: «وَ أَمَّا أَهْلُ اَلْبِدْعَةِ فَالْمُخَالِفُونَ لِأَمْرِ اَللَّهِ وَ لِكِتَابِهِ وَ لِرَسُولِهِ اَلْعَامِلُونَ بِرَأْيِهِمْ وَ أَهْوَائِهِمْ وَ إِنْ كَثُرُوا».
- المجموعة السادسة: تفسير البدعة بالمحدَثات التي لا تستند إلى الدليل والبرهان الإلهيّين: «وَ إِنَّمَا اَلنَّاسُ رَجُلاَنِ مُتَّبِعٌ شِرْعَةً وَ مُبْتَدِعٌ بِدْعَةً لَيْسَ مَعَهُ مِنَ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ بُرْهَانُ سُنَّةٍ وَ لاَ ضِيَاءُ حُجَّةٍ»
جدير ذكره أنّه لا خلاف بين الأحاديث السابقة، فالإبداع في الدين ممنوع مطلقاً استناداً إلى أحاديث المجموعة الاُولى، والأحاديث الاُخرى هي في الحقيقة بيان لمصاديق البدعة، ولذلك يقول العلامة المجلسي:
البدعة في الشرع ما حَدَثَ بعد الرسول (ص)، ولم يَرِد فيه نصٌّ على الخصوص، ولا يكون داخلاً في بعض العمومات، أو ورد نهي عنه خصوصا أو عموما، فلا تشمل البدعةُ ما دخل في العمومات، مثل بناء المدارس وأمثالها الداخلة في عمومات إيواء المؤمنين وإسكانهم وإعانتهم، وكإنشاء بعض الكتب العلمية والتصانيف التي لها مدخل في العلوم الشرعية، وكالألبسة التي لم تكن في عهد الرسول (ص)، والأطعمة المحدثة فإنّها داخلة في عمومات الحلّية ولم يرد فيها نهي.[١٣]
وبناء على ذلك، فإنّ للبدعة مفهوماً اصطلاحياً في لسان الشارع، وهو الزيادة في الدين أو النقص منه، وهذا المعنى مذموم وممنوع مطلقاً من الناحيتين العقلية والشرعية، ولذلك فإنّ من غير الصحيح تقسيم البدعة إلى حسنة وسيّئة، كما وصف الخليفة الثاني صلاة التراويح بأنّها بدعة حسنة، ومن ثَمّ تمّ تقسيم البدعة إلى حسنة وسيّئة من بعده لتبرير هذا العمل. [١٤]
كما أنّ تقسيم ابن عبد السلام[١٥] البدعة حسب الأحكام الخمسة: الوجوب، الاستحباب، الحرمة، الكراهة والإباحة، لا يتلاءم مع مفهوم البدعة الاصطلاحي، نعم لا مانع من هذا التقسيم فيما يتعلّق بالمعنى اللغوي للبدعة، ولهذا فقد اعتبر الشهيد الأوّل ـ أحد فقهاء الإمامية المعروفين ـ الأحكام الخمسة جارية في مفهوم البدعة اللغوي، حيث يقول في كتابه القواعد:
محدثات الاُمور بعد النبي (ص) تنقسم أقساما لا يطلق اسم البدعة عندنا إلّا على ما هو محرَّم منها:
أوّلها: الواجب، كتدوين القرآن والسنة إذا خيف عليهما التفَلُّت من الصدور، فإنّ التبليغ للقرون الآتية واجب إجماعا، وللآية [١٦]، ولا يتمّ إلّا بالحفظ. وهذا في زمان الغيبة واجب، أمّا في زمن ظهور الإمام فلا، لأنّه الحافظ لهما حفظا لا يتطرّق إليه خلل.
وثانيها: المحرَّم، وهو كلّ بدعة تناولتها قواعد التحريم وأدلَّته من الشريعة، كتقديم غير الأئمّة المعصومين عليهم، وأخذهم مناصبهم، واستئثار ولاة الجور بالأموال، ومنعها مستحقّها، وقتال أهل الحقّ وتشريدهم وإبعادهم، والقتل على الظنّة، والإلزام ببيعة الفسّاق والمقام عليها وتحريم مخالفتها، والغسل في المسح، والمسح على غير القدم، وشرب كثير من الأشربة، والجماعة في النوافل، والأذان الثاني يوم الجمعة، وتحريم المتعتين، والبغي على الإمام، وتوريث الأباعد ومنع الأقارب، ومنع الخمس أهله، والإفطار في غير وقته. إلى غير ذلك من المحدثات المشهورات، ومنها بالإجماع من الفريقين: المكس، وتولية المناصب غير الصالح لها ببذل أو إرث أو غير ذلك.
وثالثها: المستحبّ، وهو ما تناولته أدلَّة الندب، كبناء المدارس والربط. وليس منه اتّخاذ الملوك الأهبة، ليعظموا في النفوس، اللّهمّ إلّا أن يكون ذلك مرهبا للعدوِّ.
ورابعها: المكروه، وهو ما شملته أدلَّة الكراهية، كالزيادة في تسبيح الزهراء عليهاالسلام، وسائر الموظّفات، أو النقيصة منها، والتنعّم في الملابس والمآكل بحيث [لا][١٧] يبلغ الإسراف بالنسبة إلى الفاعل، وربّما أدّى إلى التحريم إذا استضرّ به وعياله.
وخامسها: المباح، وهو الداخل تحت أدلَّة الإباحة، كنخل الدقيق، فقد ورد: إنّ أوّل شيء أحدثه الناس بعد رسول اللّه (ص) اتّخاذ المناخل، لأنّ لين العيش والرفاهية من المباحات، فوسيلته مباحة.[١٨]
وتظهر ملاحظة نصّ ما قاله ابن عبدالسلام أنّه قسم البدعة إلى الأحكام الخمسة، ولكن الشهيد الأوّل قسم مفهومها اللغوي، ولذلك فإنّ انتقاد العلّامة المجلسي للشهيد الأوّل وهو أنّه قسم البدعة إلى الأحكام الخمسة، ليس صحيحاً[١٩].[٢٠].[٢١]
التنبّؤ بحدوث البدعة في الاُمّة الإسلامية
إنّ الملاحظة التي تستحقّ التأمّل، هي أنّه قد ورد التحذير في الكثير من أحاديث البدعة، من أنّ المسلمين سوف يبتلون بها رغم أضرار هذه الظاهرة المشؤومة ومخاطرها على المجتمع المسلم. وهناك طائفتان لهما دور محوري في هذا المجال: الطائفة الأولى هي أئمّة الضلال، كما روي عن رسول اللّه (ص) أنّه قال: «أخوَفُ عِندي عَلَيكُم مِنَ الدَّجّالِ أئِمَّةٌ مُضِلّونَ، هُم رُؤَساءُ أهلِ البِدَعِ»
وتتمثّل الطائفة الثانية في المحدثين المتاجرين بالدين: «سَيَكونُ في اُمَّتي دَجّالونَ كَذّابونَ، يُحَدِّثونَكُم بِبِدَعٍ مِنَ الحَديثِ بِما لَم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُكُم، فَإِيّاكُم وإيّاهُم لا يَفتِنونَكُم»
والآن يجب أن نرى استناداً إلى هذه التنبؤات، ما هي التدابير التي اتّخذها رسول اللّه (ص) لمحاربة البدع التي ستحدث في تاريخ الإسلام؟[٢٢]
إجراءات النبي (ص) لمحاربة البدعة
قام رسول اللّه (ص) ببعض الإجراءات الأساسية لمحاربة البدع التي ستحدث بعده:
التعريف بعِدل القرآن للاُمَّة
كان أوّل وأهمّ إجراء لرسول اللّه (ص) في محاربة البدعة وأصحابها، أنّه قدّم أهل بيته في حديث الثقلين المتواتر باعتبارهم عدل القرآن، فقال (ص): «إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ، ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلّوا: كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي، فَإِنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ»[٢٣]
ويدلّ هذا الحديث بوضوح على أنّ أهل بيت رسول اللّه (ص) هم عدل للقرآن، كما يدلّ على مرجعيتهم العلمية في اُصول الدين وفروعه، وكونهم محفوظين من أيّ خطأ، ويؤكّد على أنّ التمسك بهم يقي الاُمّة من الضلالة حتّى يوم القيامة.
وبعبارة اُخرى، فإنّ أهل البيت هم ورثة علم النبي (ص)، استناداً إلى حديث الثقلين والأحاديث الاُخرى [٢٤]، وأنّ ما يقولونه حول الدين هو كلامه وسنّته، كما جاء في رواية عن الإمام الصادق (ع): «حَديثي حَديثُ أبي، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ، وحَديثُ الحُسَينِ (ع) حَديثُ الحَسَنِ (ع)، وحَديثُ الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ (ع)، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ رَسولِ اللّهِ (ص)، وحَديثُ رَسولِ اللّهِ قَولُ اللّهِ عز وجل».[٢٥]
ويصرّح رسول اللّه (ص) في حديث آخر حول دور أهل بيته في الدفاع عن سنّته ومحاربة البدع بعده: «إنَّ عِندَ كُلِّ بِدعَةٍ تَكونُ مِن بَعدي يُكادُ بِهَا الإِيمانُ، وَلِيّا مِن أهلِ بَيتي مُوَكَّلاً بِهِ يَذُبُّ عَنهُ، يَنطِقُ بِإِلهامٍ مِنَ اللّهِ، ويُعلِنُ الحَقَّ ويُنَوِّرُهُ، ويَرُدُّ كَيدَ الكائِدينَ».
ولذلك فقد عرَّفَ أهلُ البيت (ع) في المراحل المختلفة من تاريخِ الإسلام البِدَعَ وأصحابَ البدع للناس، كما أبانوا لهم ما عُدَّ بدعةً وليس منها.
بيان مسؤوليّة العلماء
تمثّل الإجراء الثاني الذي قام به رسول اللّه (ص) لمحاربة البدع، في أنّه أوجب على علماء الاُمّة الحقيقيين ألّا يكتموا الحقيقة وأن يظهروا للناس ما يعلمونه من سنّة رسول اللّه والبدع: «إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ في اُمَّتي فَليُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ، فَمَن لَم يَفعَل فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ»
بيان مسؤولية أصحاب السلطة
وكان إجراؤه الثالث أنّه أوجب على ذوي السلطة القضاء على أصحاب البدع، نظراً إلى الخطر الذي يشكلونه: «أيُّهَا النّاسُ، إنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، ولا سُنَّةَ بَعدَ سُنَّتي، فَمَنِ ادَّعى بَعدَ ذلِكَ فَدَعواهُ وبِدعتُهُ فِي النّارِ، فَاقتُلوهُ»
بيان مسؤولية عامّة المسلمين
وكان إجراؤه الرابع أنّه أوصى الناس أن يتجنبوا مجالسة أصحاب البدع، واحترامهم، والتبسّم في وجوههم، وأيّ نوع من أنواع التعاون معهم، وأن يعزلوهم عن المجتمع من خلال الإعراض عنهم، والتعامل معهم بحدّة واستحقار: «مَن أهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ أمَّنَهُ اللّهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ»
ويتّضح من خلال التأمّل فيما ذكرناه حول بيان مفهوم البدعة وضرورة المحاربة الشاملة لها وكذلك النصوص الآتية، أنّ أتباع مذهب أهل البيت (ع) يصرّون أكثر من أتباع المذاهب الإسلامية الاُخرى على اتّباع سنّة رسول اللّه (ص) واجتناب أيّ نوع من البدع، وأنّ جميع المذاهب الإسلامية بإمكانها من خلال العمل بإرشادات رسول اللّه (ص) وقبول المرجعية العلمية لأهل بيته (ع) والتمسّك بهم، أن يصلوا إلى نقطة مشتركة في التوصّل إلى سيرته وسنّته الصحيحة، وبذلك فإنّهم سيحقّقون الهدف السامي المتمثّل في وحدة كلمة الاُمّة الإسلامية أمام الشرك والاستكبار.[٢٦]
- ↑ ترتيب كتاب العين: ص ٧٢ «بدع».
- ↑ معجم مقاييس اللغة: ج ١ ص ٢٠٩ «بدع».
- ↑ لسان العرب: ج ٨ ص ٦ «بدع».
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٧، ص ٢٠٣.
- ↑ سورة البقرة، الآية ١١٧.
- ↑ سورة الأحقاف، الآية ٩.
- ↑ سورة الحديد، الآية ٢٧.
- ↑ سورة الحديد، الآية ٢٧.
- ↑ تفسير ابن كثير: ج ٨ ص ٥٤ وراجع أيضا: البدعة، مفهومها، حدّها، آثارها: ص ١٣ و٣٣.
- ↑ الميزان في تفسير القرآن: ج ١٩ ص ١٧٣.
- ↑ نظير الآيات التالية: النساء: ٥٩، الحشر: ٧، الأعراف: ١٥٦، آل عمران: ٣٢، الأحزاب: ٣٦، يونس: ٥٩، النحل: ١١٦، المائدة: ٤٤ ـ ٤٧ وراجع: ص ٢١٩ (الفصل الثالث: تحذير اللّه عز وجلمن البدعة).
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٧، ص ٢٠٣-٢٠٤.
- ↑ بحارالأنوار: ج ٧٤ ص ٢٠٢.
- ↑ راجع: فتح الباري لابن حجر: ج ١٣ ص ٢١٢.
- ↑ قال عبدالسلام [في القواعد]: البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرَّمة ومندوبة ومكروهة ومباحة (راجع: مغني المحتاج: ج ٤ ص ٤٣٦ وسبل الهدى والرشاد: ج ١ ص ٣٧٠).
- ↑ لعله يقصد بها قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ (البقرة: ١٥٩).
- ↑ أثبتنا ما بين المعقوفين من بحارالأنوار: ج ٧٤ ص ٢٠٤.
- ↑ القواعد والفوائد: ج ٢ ص ١٤٤، بحارالأنوار: ج ٧٤ ص ٢٠٣ ـ ٢٠٤.
- ↑ قال العلامة المجلسي بعد تبيينه للمعنى الاصطلاحي للبدعة: «وبه يظهر بطلان ما ذكره بعض أصحابنا تبعاً للعامة من انقسام البدعة بانقسام الأحكام الخمسة» (بحار الأنوار: ج ٢ ص ٢٦٤).
- ↑ لمزيد الاطلاع على الآراء والمسائل المتعلقة بالبدعة راجع: دائرة المعارف الإسلامية الكبرى «دائرة المعارف جهان إسلام، بالفارسيّة»: عنوان «البدعة».
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٧، ص ٢٠٤-٢٠٩.
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٧، ص ٢٠٩.
- ↑ للاطلاع على سند هذا الحديث ودلالته راجع: هذه الموسوعة: ج ٦ ص ١٤٧ (دراسة حول حديث الثقّلين ودلالته على استمرار إمامة أهل البيت (ع) ).
- ↑ راجع: هذه الموسوعة: ج ٦ ص ٢١٩ (خصائصهم في العلم) وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) ج ٦ ص ٧ (القسم الحادي عشر: علوم الإمام عليّ (ع) ).
- ↑ الكافي: ج ١ ص ٥٣ ح ١٤، الإرشاد: ج ٢ ص ١٨٦، منية المريد: ص ٣٧٣، بحار الأنوار: ج ٢ ص ١٧٩ ح ٢٨ وراجع: هذه الموسوعة: ج ٦ ص ٢٢٤ (حديثهم حديث رسول اللّه (ص) ).
- ↑ محمد الريشهري، موسوعة معارف الكتاب والسنة، ج٧، ص ٢٠٩-٢١٢.