النبوة

من إمامةبيديا
(بالتحويل من نبوة)

التعريف

المعنى اللغوي

النبوة (لغة) مشتق من النبأ، والنبأ مصدره النبوءة (فعولة) وأما كيف صارت نبوة بلا همز، فإننا نجد أنّ الهمزة قلبت واواً وأدغمت بالواو الأصلية فصارت نبوة، ولدينا نظير ذلك في اللغة لفظة (مروءة) و(مروَّة) نجد كلاهما بمعنى واحد وأصل المروة المروءة من المرء، فالاشتقاق اللغوي للنبوة تستند إلى أصل لغوي والنبأ هو عبارة عن الخبر مطلقاً.

المعنى الاصطلاحي

النبوة (اصطلاحاً) فالنبي هو الإنسان المخبر عن الله بغير واسطة بشر.

إذن لدينا ثلاث عناصر في التعريف: الإنسان، المخبر عن الله بغير واسطة بشر.

فالنبي ليس مطلق الشخص الذي يخبر، بينما في اللغة إنَّ النبأ هو الخبر المطلق أي خبر كان.

فنجد إن النبوة ليست مطلق الإخبار بل هي الإخبار عن الله تبارك وتعالى وحينئذٍ يكون تعريف النبي: هو الإنسان المخبر عن الله بغير واسطة بشر أعم من أن يكون له شريعة كمحمد(ص) أو ليس له شريعة كيحيى.

ويعلق الفاضل المقداد السيوري في كتاب (النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر) على كل واحدة من هذه القيود الثلاث - ما مضمونه -: ويخرج بقيد الإنسان المَلَك إذا النبي هو الإنسان العنصر الأساس، وهي مسألة واضحة لاتحتاج إلى تفصيل. لأنه يجب أن يعيش معهم ولذلك نرى مَنْ ينكر ذلك كما قال تعالى: ﴿وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ملك فيكون مَعَهُ نَذِيرًا [١]، فالمشركون كانوا يتصورون أن النبي يجب أن يكون منزلاً من السماء، ويملك ما لا يملكه البشر، بينما الشريعة تؤكد على هذا وتركز على أنَّه شخص مثلكم يمشي بينكم ويموت أيضاً لأنه ما كان لأحد قبل رسول الله(ص) الخلد، لأنه يجب أن يتفاعل اجتماعياً معهم ويجب أن يكون على اتصال مستمر معهم، ويجب أن يكون من جنسهم ومن لونهم، فهو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ..

وأما القيد الثاني فيقول الفاضل المقداد وبقيد المخبر عن الله يكون خاصاً به دون غيره من المخبرين عن الناس. إذاً فلابد في هذا النبي أن يكون مخبراً عن الله تبارك وتعالى.

وأما القيد الثالث وهو أن يكون بغير واسطة بشر لأنه إذا كان يخبر عن الله تبارك وتعالى بواسطة بشر فمثله كالإمام فإنه يخبر عن الله تبارك وتعالى لكن لا مباشرةً، وكالعالم الذي يخبر عن غيره.. إذاً بقيد (بغير واسطة بشر) يخرج الإمام والعالم فإنهما مخبران عن الله تعالى بواسطة النبي[٢].

تنويع أبحاث النبوة

إنّنا هنا نتحدّث عن جانبين مهمّين يتعلّقان بالنبوّة وهما النبوّة الخاصّة والنبوّة العامّة.

النبوة العامة

حينما نتحدّث عن «النبوة العامّة» فإنّنا نقصد أصل النبوّة وكيفية صلة الأنبياء بالرسالة الإلهية من دون تفرقة بين نبي وآخر، وبعبارة أخرى أنَّ النبوّة هي تمثيل إلهي على وجه الأرض كما قال تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلُ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً[٣]، أمّا كيف يكون خليفته في الأرض؟ فهذا ما نتحدّث عنه إن شاء الله؛ فعندما يكون الحديث عن النبوّة العامّة فهذا يعني دراسة كلّ ما يرتبط بمن جاء من الأنبياء ليبلّغ الناس أحكام الله تبارك وتعالى.

وللبحث عن النبوّة العاّمة هناك أبحاث أساسية أربعة يمكن تلخيصها فيما يأتي:

  1. ضرورة البعثة: ونعني به هل هناك ضرورة عقلية ووجوب يدعو إلى إرسال الأنبياء أم لا؟
  2. إثبات صدق المدّعي للنبوّة: وهي إثبات صدق المدّعي للنبوة وما هي الطرق وما هي الوسيلة لإثبات صدق دعواهم وما هي الطرق والوسائل التي يثبت بها ذلك؟
  3. حقيقة الوحي: وهي نقطة أساسية جدّاً في معرفة هذا المعنى العظيم الذي حار فيه كثير من المفكّرين والفلاسفة، ويجب التركيز على هذه النقطة.
  4. العصمة: وهي عصمة النبي وتسديده من قِبل الله تعالى وما يتعلّق بمقوّمات شخصية النبي.

النبوة الخاصة

دراسات «النبوّة الخاصّة» هي الأبحاث التي تتعلق بالرسالة الخاتمة لنبيّنا محمد(ص) وفي هذا المجال يجب أن نعرف الخواصّ والمزايا التي ترتبط برسول الله(ص) وهذا أسلوب متداول لدى علماء الكلام والباحثين عن العقيدة الإسلامية.

إثبات النبوة

ختم النبوة

نبوة النبي الخاتم

مقالات ذات صلة

المراجع والمصادر

  1. السيد فاضل الميلاني، العقائد الإسلامية

الهوامش

  1. الفرقان: ۷.
  2. السيد فاضل الميلاني، العقائد الإسلامية، ص ١٦١-١٦٣.
  3. سورة البقرة، الآية ۳۰.