آية التبليغ في الحديث

من إمامةبيديا

نظرة في الآيات الكريمة

﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[١]

ما تؤكد عليه هذه الآيات الشريفة ـ على فرض ارتباطها ووحدة سياقها ـ أنّ أهل الكتاب لو آمنوا واتقوا وعملوا بما أنزل الله تعالى لنالوا السعادة في الدنيا والآخرة: أما الدنيا فنعمة جمّة من ماء ينزل عليهم بالخير والبركة فتحيي به الأرض بعد موتها، ونبات مختلف ألوانه، وأما الآخرة فمغفرة وجنة نعيم, إلا أنّ أكثرهم لم يتّقوا ولم يؤمنوا وعملوا السيئات فساء ما يعملون وما انحرفوا به عن السبيل السوي..

وهنا تطلب الآيات من الرسول الأكرم (ص) ـ وفي جو انحراف أهل الكتاب ـ أن يقوم بكل تأكيد بتبليغ ما أنزل إليه من ربه بلا أي اعتناء بضلال أهل الكتاب وبغيهم، أو خوف من الناس والعقبات التي توضع في طريق تبليغ رسالته. ذلك أنه (ص) لو بقي ينتظر الظروف المساعدة للتبليغ ولم يستمر في ابلاغ ما نزّل عليه من أوامر الله ونواهيه وبيان وتشريعاته، فإنه لن يجد تلك الظروف المساعدة تماماً، وبالتالي لن يُتِمّ الرسالة ولن يبلّغ شيئاً.

لهذا فإن عليه أن ينفّذ أوامر الله بالتبليغ دون إلقاء أي بال للتهديدات الصادرة من الجو المنحرف، فإن الله يعصمه من الناس ومن كل من لم يؤمن بشريعته وكفر بها فباء بغضب من الله وسار في طريق العمى والضلال.

وهنا يتجلّى موقف الإعلان السافر والتحدّي الكامل للجوّ الانحرافي الذي سيطر عليه أهل الكتاب، فتطلب الآيات منه (ص) أن يعلن أنّ أهل الكتاب ليسوا على شيء رغم كل ما يتبجّحون به، وأنهم لن يحظوا بشيء يذكر حتى يقيموا التوراة والإنجيل ويعملوا بما أنزل اليهم من الله، ويسلّموا وجوههم للإسلام ويؤمنوا بالنبي (ص) الذي بشّرت به كتبهم.. إلا أنّ العناد الذي أصيبوا به يحوّل وسائل الهداية إلى وسائل عمى وضلال، فلا يزدادوا بها إلاّ كفراً وضلالة وطغياناً.

ووفق هذا البيان يكون المراد من ﴿مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[٢] هو الدين الإلهي بمجموع مباديه وتشريعاته بلا نظر إلى تشريع خاص منها، فيطلب منه (ص) أن يبلّغ رسالته بكل صراحة وبدون أي مواربة، ويستمر في ذلك رغم كل دسائس أهل الكتاب وعنادهم، ثم يضمن الله له العصمة والأمان من الناس وعقباتهم التي يضعونها في طريق الدعوة ومهما كانت تلك العقبات.

وقد يكون المراد جزءاً من الدين صرّح بمضمونه بعد ذلك، وهو حقيقة الإسلام والتوحيد وخسران أهل الكتاب وأنهم ليسوا على شيء في الدنيا والآخرة. فالآيات تريد نفي حالة الانتظار والتربّص والخوف من الناس والإقدام على إعلان هذا الأمر، وإلاّ كان تركه تركاً للرسالة ككل؛ لعظم ذلك وأهميته الكبرى في مجال الدعوة إلى الإسلام، لأنه يضع الحد الفاصل بصراحة، ويعلن سخف ما عند أهل الكتاب، وأنّ الدور قد انتقل منهم إلى الأمة المسلمة التي ستحتل مركز حاملة دعوة الله إلى الأمم ورائدة العمل في سبيل الله، وسترث الأرض؛ لأن الأرض إنما يرثها عباد الله الصالحون بمشيئة الله، ولا يتمثل هؤلاء الحملة إلا في حملة الإسلام، لأنه المبدأ النافع للبشرية لا غير. يقول تعالى ﴿أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ[٣].

وإذا لاحظنا أنّ هذه الآيات لم تكن أول ما نزل على الرسول (ص)، عرفنا أنّ عنوان ﴿مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[٤] لا ينطبق إلا على باقي التشريعات التي لم يكن النبي (ص) قد بلّغها بعد إلى زمن نزول الآية، حيث يطلب إليه (ص) أن يديم الدعوة ويواصل تبليغ الرسالة، أو يؤكد له على حكم خاص ذكر بعد ذلك، وهو إعلان خواء أهل الكتاب، ونحن نعلم أنّ مواجهتهم للنبي (ص) كانت بعد سنين مضت من صراعه(ص) مع مشركي قريش في أمور أشد وأعظم، حيث هاجم أوثانهم ودعاهم إلى التوحيد، وقد كانوا أشد كفراً ونفاقاً، وألدّ خصاماً وعدواناً.

إذاً فما هو هذا الأمر العظيم الذي ينتظر النبي (ص) فيه سنوح الفرصة ويخشى العقبات الكبرى في وجه اعلانه.. مما يدعو القرآن الكريم لأن يأمر بعدم الانتظار ويعطي الضمان الإلهي بالعصمة، ثم يعلن بأنه ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ[٥]، فعدم تبليغ هذا الأمر يعني عدم تبليغ الرسالة بمجموعها؟

وواضح أنّ الآية لا تريد أن تقول: بلّغ ما أنزل اليك من ربك, وإلا فما بلغت هذا الذي انزل اليك؛ لأنه يبقى تفريعاً لا معنى له يتنزّه عن مثله كلام الله, وإنما المقصود ـ كما مر ـ أنك إن لم تبلّغ هذا الأمر فما بلّغت أصل الرسالة. ولا يقال مثل هذا القول إلا لأمر عظيم؛ تأكيداً لخطورته وأهميته. وما أكثر ما نجد العرف يقول مثلاً: مقالتي مقالتي، أو شعري شعري، لبيان أهمية كلامه أو شعره, وأنه تكفي في أهميته أنه صادر منه.

وعلى هذا فما الذي كان الرسول(ص) يخاف فيه الناس وينتظر الفرصة السانحة، رغم أنه لم يخف جور مشركي مكة وإنما هزّ مجتمعهم وبيّن سخفهم وسخف آلهتهم ووبّخهم على اتّباعهم لإبائهم وعبادتهم الأوثان بلا أدنى تخوّف وارتياب. وهذا أمر يلاحظ بمطالعة سيرته الصمودية الرائعة؟

إنه إذاً أمر عظيم يصحّ أن يقال بصدده ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ[٦]، فكأنك إذ لم تبلّغه لم تصل إلى غرضك الأقصى ولم تبلغ الرسالة نفسها.

ولا يصحّ أن يدّعى ـ مع هذا ـ أنّ ذلك الذي أنزل من ربه هو شيء من أحكام المواريث أو الحدود أو الأطعمة والأشربة وأشباهها.

بل إننا لو تتبّعنا أحكام الإسلام وتشريعاته فرداً فرداً من مطلع الأمر لم نجد شيئاً يقبل الذهن العرفي أن يقال في حقّه أنّ في تركه تركاً للرسالة نفسها، أو يتصور انتظار النبي (ص) للفرصة في تبليغه خوفاً من الناس. اللهم إلا أن يكون ذلك في حدّ الرسالة نفسهاـ عقلاً أو عرفاً ـ وهو ما يرتبط بشأن الولاية والقيادة الاجتماعية الكبرى للأمة الإسلامية التي يفترض فيها أن تكون هي التي تحمل الهدى للعالم بعد أن يربّيها الإسلام على يد قادتها الحقيقيين الذين يبلّغونها واقع الإسلام ونظراته في مختلف شؤونهم الحيوية فردية أو اجتماعية.. وهو أمر يكمل به الدين وتتمّ به النعمة، وبدونه تندرس الشريعة بعد تشتت الطرق وضياع الواقع وتفرّق الأمة وتسلّط الاهواء لا محالة.

نعم، ليس هناك ما يمكن تصوّر إرادته غير هذا الشأن العظيم.

ومعه يمكن تصوّر الجوّ الذي عبّرت عنه الآيات الكريمة.

والحقيقة أننا عرفنا هذا مع رعاية السياق وقبول وحدته. ومن الواضح أنّ الآيات لا تحمل عليها من ناحية السياق والموقع معاني زائدة على معاني متونها، إلاّ أن يشكّل السياق قرينة تصرف ذهن العرف إلى أمور معيّنة تناسب تلك القرائن.

وأما بناء على نزول آية التبليغ منفردة ـ كما هو مقتضى الروايات التي وردت في شأن نزولها ـ فالأمر أظهر وأجلى.

والروايات التي تؤيد ما نستنتجه من هذه الآيات متواترة عن الشيعة والسنة.

فعن السنة روايات متظافرة عن سبعة نفر من الصحابة:

١. رواية زيد بن أرقم: عن الحافظ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في (كتاب الولاية في طرق حديث الغدير) عن زيد بن أرقم قال: «لَمَّا نَزَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِغَدِيرِ خُمٍّ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ أَمَرَ بِالدَّوْحَاتِ فَقُمِّمَتْ وَ نَادَى اَلصَّلاَةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعْنَا فَخَطَبَ خُطْبَةً بَالِغَةً ثُمَّ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ إِلَيَّ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اَللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنّٰاسِ وَ قَدْ أَمَرَنِي جَبْرَائِيلُ عَنْ رَبِّي أَنْ أَقُومَ فِي هَذَا اَلْمَشْهَدِ وَ أُعْلِمَ كُلَّ أَبْيَضَ وَ أَسْوَدَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي وَ اَلْإِمَامُ بَعْدِي فَسَأَلْتُ جَبْرَائِيلَ أَنْ يَسْتَعْفِيَنِي مِنْ رَبِّي لِعِلْمِي بِقِلَّةِ اَلْمُتَّقِينَ وَ كَثْرَةِ اَلْمُؤذِينَ لِي وَ اَللاَّئِمِينَ لِكَثْرَةِ مُلاَزَمَتِي لِعَلِيٍّ وَ شِدَّةِ إِقْبَالِي عَلَيْهِ حَتَّى سَمَّوْنِي أُذُناً فَقَالَ تَعَالَى فِيهِمْ اَلَّذِينَ يُؤْذُونَ اَلنَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ وَ أَدُلَّ عَلَيْهِمْ لَفَعَلْتُ وَ لَكِنِّي بِسَتْرِهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ فَلَمْ يَرْضَ اَللَّهُ إِلاَّ بِتَبْلِيغِي فِيهِ فَاعْلَمُوا مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ ذَلِكَ فَإِنَّ اَللَّهَ قَدْ نَصَبَهُ لَكُمْ إِمَاماً وَ فَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ مَاضٍ حُكْمُهُ جَائِزٌ قَوْلُهُ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ مَرْحُومٌ مَنْ صَدَّقَهُ اِسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا فَإِنَّ اَللَّهَ مَوْلاَكُمْ وَ عَلِيٌّ إِمَامُكُمْ ثُمَّ اَلْإِمَامَةُ فِي وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ لاَ حَلاَلٌ إِلاَّ مَا حَلَّلَهُ اَللَّهُ وَ هُمْ وَ لاَ حَرَامٌ إِلاَّ مَا حَرَّمَهُ اَللَّهُ وَ هُمْ فَصَّلُوهُ فَمَا مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ وَ قَدْ أَحْصَاهُ اَللَّهُ فِيَّ وَ نَقَلْتُهُ إِلَيْهِ لاَ تَضِلُّوا عَنْهُ وَ لاَ تَسْتَنْكِفُوا مِنْهُ فَهُوَ اَلَّذِي يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ وَ يَعْمَلُ بِهِ لَنْ يَتُوبَ اَللَّهُ عَلَى أَحَدٍ أَنْكَرَهُ وَ لَنْ يَغْفِرَ لَهُ حَتْمٌ عَلَى اَللَّهِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وَ أَنْ يُعَذِّبَهُ عَذٰاباً نُكْراً أَبَدَ اَلْآبِدِينَ فَهُوَ أَفْضَلُ اَلنَّاسِ بَعْدِي مَا نَزَلَ اَلرِّزْقُ وَ بَقِيَ اَلْخَلْقُ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ قَوْلِي عَنْ جَبْرَائِيلَ عَنِ اَللَّهِ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مٰا قَدَّمَتْ لِغَدٍ اِفْهَمُوا مُحْكَمَ اَلْقُرْآنِ وَ لاَ تَتَّبِعُوا مُتَشَابِهَهُ وَ لَنْ يُفَسِّرَ لَكُمْ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ شَائِلٌ بِعَضُدِهِ أَلاَ وَ قَدْ أَدَّيْتُ أَلاَ وَ قَدْ بَلِّغْتُ أَلاَ وَ قَدْ أَسْمَعْتُ أَلاَ وَ قَدْ أَوْضَحْتُ إِنَّ اَللَّهَ قَالَ وَ أَنَا قُلْتُ عَنْهُ لاَ تَحِلُّ إِمْرَةُ اَلْمُؤْمِنِينَ بَعْدِي لِأَحَدٍ غَيْرِهِ ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ حَتَّى صَارَتْ رِجْلُهُ مَعَ رُكْبَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَالَ مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ هَذَا أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَاعِي عِلْمِي وَ خَلِيفَتِي عَلَى مَنْ آمَنَ بِي وَ عَلَى تَفْسِيرِ كِتَابِ رَبِّي اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ عِنْدَ تَبْيِينِ ذَلِكَ فِي عَلِيٍّ اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بِإِمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأْتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ كَانَ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إِلَى اَلْقِيَامَةِ فَ‍ أُولٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمٰالُهُمْ وَ فِي اَلنّٰارِ هُمْ خٰالِدُونَ إِنَّ إِبْلِيسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ اَلْجَنَّةِ مَعَ كَوْنِهِ صَفْوَةَ اَللَّهِ بِالْحَسَدِ فَلاَ تَحْسُدُوا فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ فِي عَلِيٍّ نَزَلَتْ سُورَةُ وَ اَلْعَصْرِ `إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لَفِي خُسْرٍ `إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ وَصَّى بِالْحَقِّ وَ اَلصَّبْرِ مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اَلنُّورِ اَلَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهٰا عَلىٰ أَدْبٰارِهٰا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمٰا لَعَنّٰا أَصْحٰابَ اَلسَّبْتِ اَلنُّورُ مِنَ اَللَّهِ فِيَّ ثُمَّ فِي عَلِيٍّ ثُمَّ فِي اَلنَّسْلِ مِنْهُ إِلَى اَلْقَائِمِ اَلْمَهْدِيِّ مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى اَلنّٰارِ وَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ لاٰ يُنْصَرُونَ وَ إِنَّ اَللَّهَ وَ أَنَا بَرِيئَانِ مِنْهُمْ إِنَّهُمْ وَ أَنْصَارَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ فِي اَلدَّرْكِ اَلْأَسْفَلِ مِنَ اَلنّٰارِ وَ سَيَجْعَلُونَهَا مُلْكاً وَ اِغْتِصَاباً فَعِنْدَهَا يُفْرَغُ لَكُمْ أَيُّهَ اَلثَّقَلاٰنِ وَ يُرْسَلُ عَلَيْكُمٰا شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ وَ نُحٰاسٌ فَلاٰ تَنْتَصِرٰانِ مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ عَدُوُّنَا كُلُّ مَنْ ذَمَّهُ اَللَّهُ وَ لَعَنَهُ وَ وَلِيُّنَا كُلُّ مَنْ أَحَبَّهُ اَللَّهُ وَ مَدَحَهُ ثُمَّ ذَكَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ وَ ذَكَرَ قَائِمَهُمْ وَ بَسَطَ يَدَهُ وَ أَوْصَاهُمْ بِشَعَائِرِ اَلْإِسْلاَمِ وَ دَعَاهُمْ إِلَى مُصَافَقَةِ اَلْبَيْعَةِ لِلْإِمَامِ وَ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ بِأَمْرِ اَلْمَلِكِ اَلْعَلاَّمِ مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ قُولُوا أَعْطَيْنَاكَ عَلَى ذَلِكَ عَهْداً مِنْ أَنْفُسِنَا وَ مِيثَاقاً بِأَلْسِنَتِنَا وَ صَفْقَةً بِأَيْدِينَا نُؤَدِّيهِ إِلَى مَنْ رَأَيْنَا وَ وُلْدِنَا لاَ نَبْغِي بِذَلِكَ بَدَلاً وَ أَنْتَ شَهِيدٌ عَلَيْنَا وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً قُولُوا مَا قُلْتُ لَكُمْ وَ سَلِّمُوا عَلَى عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ قُولُوا اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اَللّٰهُ فَإِنَّ اَللَّهَ يَعْلَمُ كُلَّ صَوْتٍ وَ خَائِنَةَ كُلِّ عَيْنٍ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمٰا يَنْكُثُ عَلىٰ نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفىٰ بِمٰا عٰاهَدَ عَلَيْهُ اَللّٰهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً قُولُوا مَا يُرْضِي اَللَّهَ عَنْكُمْ وَ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ بَادَرَ اَلنَّاسُ بِقَوْلِهِمْ نَعَمْ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا عَلَى مَا أَمَرَ اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ بِقُلُوبِنَا وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَافَقَ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلِيّاً أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ طَلْحَةُ وَ اَلزُّبَيْرُ وَ بَاقِي اَلْمُهَاجِرِينَ وَ بَاقِي اَلنَّاسِ إِلَى أَنْ صَلَّى اَلظُّهْرَيْنِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ وَ اِمْتَدَّ ذَلِكَ إِلَى أَنْ صَلَّى اَلْعِشَاءَيْنِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ وَ اِتَّصَلَ ذَلِكَ ثَلاَثاً» [٧].

٢. رواية أبي سعيد الخدري: عن ابن أبي حاتم وابن مردويه والواحدي النيسابوري باسنادهم إلى أبي سعيد الخدري أنّ الآية نزلت على رسول الله (ص) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب [٨].

٣. رواية ابن عباس: عن الحافظ أبي عبد الله المحاملي بإسناده عن ابن عباس قال: لما أمر النبي (ص) أن يقوم بعلي بن أبي طالب المقام الذي قام به، فانطلق النبي(ص) إلى مكة فقال: رأيت الناس حديثي عهد بكفر. بجاهلية، ومتى أفعل هذا به يقولوا صنع هذا بابن عمه. ثم مضى حتى قضى حجة الوداع ثم رجع حتى إذا كان بغدير خم أنزل الله عز وجل ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[٩] ـ الآية ـ فقام منها فنادى (الصلاة جامعة) ثم قام وأخذ بيد علي فقال: «اللَّهمَّ من كنتُ مَولاهُ فعليٌّ مَولاهُ اللَّهمَّ والِ من والاهُ وعادِ من عاداهُ»[١٠].

وروى الحافظ أبو بكر الفارسي الشيرازي في كتابه: (ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين) عن ابن عباس أنّ الآية نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب [١١].

٤. رواية جابر بن عبد الله الانصاري: عن الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) بإسناده عن ابن عباس وجابر الانصاري قالا: أمر الله تعالى محمداً أن ينصّب علياً للناس فيخبرهم بولايته، فتخوّف النبي (ص) أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه. فأوحى الله ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[١٢] فقام رسول الله (ص) بولايته يوم غدير خم [١٣].

٥. رواية براء بن عازب: عن سيد علي الهمداني في (مودة القربى) عن براء بن عازب قال: أقبلت مع رسول الله (ص) في حجة الوداع، فلما كان بغدير خم نودي (الصلاة جامعة)، فجلس رسول الله (ص) تحت شجرة وأخذ بيد علي وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: ألا، من أنا مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا علي بن ابي طالب! أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وفيه نزلت ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [١٤].

٦. رواية أبي هريرة: عن شيخ الإسلام ابي اسحاق الحمويني في كتابه (فرائد السمطين) عن مشايخه الثلاث سيد برهان الدين ابراهيم بن عمر الحسيني المدني، والشيخ الإمام مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي، وبدر الدين محمد بن محمد بن أسعد البخاري بإسنادهم عن ابي هريرة أن الآية نزلت في علي [١٥].

٧. رواية ابن مسعود: عن القاضي الشوكاني في تفسيره (فتح القدير) عن ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله(ص) ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[١٦] ـ أن علياً مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [١٧].

وعن الشيعة روايات كثيرة جداً:

(منها) ما رواه ثقة الإسلام الكليني عن الفضلاء عن مولانا الباقر (ع) قال: فأمر الله محمداً (ص) أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج. فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله (ص) وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه، فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[١٨] فصدع بأمر الله ـ تعالى ذكره ـ فقام بولاية علي (ع) يوم غدير خم، فنادى( الصلاة جماعة) وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب[١٩].

(ومنها) ما رواه الكليني أيضاً عن مولانا ابي عبد الله (ع) في حديث طويل، قال: فلما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع نزل عليه جبرائيل (ع) فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ[٢٠]، فنادى الناس فاجتمعوا، وأمر بسمرات فقم شوكهن، ثم قال (ص) (يا) أيها الناس من وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: الله ورسوله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ـ ثلاث مرات [٢١].

(ومنها) ما رواه شيخنا الطبرسي في الاحتجاج مسنداً إلى مولانا ابي جعفر الباقر (ع) في حديث طويل، قال فيه: فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل (ع) على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهاء والعصمة من الناس. فقال: يا محمد، إنّ الله عز وجل يقرئك السلام ويقول: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في علي ـ ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[٢٢] وكان أوائلهم قريباً من الجحفة، فأمره أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم علياً للناس ويبلغهم ما انزل الله في علي (ع)، وأخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس. فأمر رسول الله (ص) عندما جاءت العصمة منادياً ينادي في الناس (الصلاة جامعة) ـ إلى أن قال ـ وأؤدي ما أوحي إليَّ حذراً من أن لا أفعل فتحل لي منه قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته، لأنه قد أعلمني أنّي إن لم أبلّغ ما أنزل إليّ فما بلغت رسالته. وقد ضمن لي تبارك وتعالى ـ العصمة، وهو الله الكافي الكريم.

فأوحى الله إليّ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ يعني في الخلافة لعلي بن أبي طالب ـ ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ [٢٣].

(ومنها) ما رواه العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالاً: امر الله محمداً (ص) أن ينصّب علياً للناس ليخبرهم بولايته، فتخوّف رسول الله(ص) أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك. فأوحى الله إليه ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في علي ـ ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فقام رسول الله (ص) بولايته يوم غدير خم [٢٤].[٢٥]

روايات مشايخ العامّة في آية التبليغ

فيما يلي عدد من الاحاديث والروايات التي أخرجها مشايخ العامّة وأعلامهم في كتبهم‌.

فقد أخرج الحافظ ابن عَسَاكِر الشافعي‌ّ بإسناده عن أبي سَعيدٍ الخُدري‌ّ قال نزلت هذه الآية‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[٢٦] علي رسول الله (ص) يوم غدير خمّ في علي بن أبي طالبٍ. [٢٧]

وروي الحافظ الحاكم الحَسْكاني الحنفي‌ّ في كتاب «شواهد التنزيل‌» ثماني روايات بثمانية أسناد مختلفة تنتهي إلي أبي هُرَيرة‌، وأبي إسحاق الحميدي (الخدري ـ خ )، وابن عبّاس‌، والحبري‌ّ، وقَيْس بن مَاصِر عن عبد الله بن أبي أوفي‌، وزياد بن المنذر أبي الجارود، وجابر بن عبد الله قالوا: الآية‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[٢٨] نزلت في علي بن أبي طالب (ع) يوم عيد الغدير. وجاء في بعضها أنّ النبي رفع يد علي حتّى بان بياض إبطيهما فقال‌: «أَلاَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ؛ اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ». ثمّ قال‌: «اَللَّهُمَّ اِشْهَدْ»!

ومضمون الرواية التي ينقلها عن زياد بن المنذر (أبي الجارود) يماثل تقريباً مضمون الرواية التي ذكرناها أخيراً عن «تفسير العيّاشي‌ّ» عن أبي الجارود.

والحديث الذي يرويه عن الاعمش‌، عن عبايه بن ربعي‌، عن ابن عبّاس‌، عن رسول الله (ص) هو حديث المعراج‌، إلي أن يقول الله‌: «أَنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً إِلاَّ جَعَلْتُ لَهُ وَزِيراً، وَ أَنَّكَ رَسُولِي وَ أَنَّ عَلِيّاً وَزِيرُكَ!»

يقول ابن عبّاس‌: فهبط رسول الله‌؛ وكره أن يحدّث الناس بشي‌ء منها، إذ كانوا حديثي عهد بالجاهليّة‌؛ حتّي مضي من ذلك ستّة أيّام‌، فأنزل الله‌: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ[٢٩]!

واحتمل النبي هذا أيضاً؛ حتّي كان يوم الثامن عشر، فأنزل الله‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[٣٠]. فأمر رسول الله بلالاً حتّى يؤذّن في الناس أن لا يبقي غداً أحد إلاّ خرج إلي غدير خمّ. فخرج رسول‌الله والناس من الغد، فقال‌: «أَيُّهَا النَّاسُ! إنّ اللَهَ أَرْسَلني إليكُم بِرِسالَة‌، وَإنِّي ضقت بِهَا ذَرعاً مَخافَة أن تتّهموني وتكذّبوني‌، حتّي عاتبني رَبِّي فِيها بِوعيد أَنْزلَهُ علي بَعْدَ وعيد! ثمّ أخذ بِيَدِ علي بن أبي طالب فرفعها حتّي رأي الناس بياض إبطيهما، ثمّ قال‌: أَيُهَا النَّاسُ! اللَهُ مَوْلاَي وَأَنَا مَوْلاَكُمْ! فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلي مَوْلاَهُ! اللَهُمَّ وَالِ مَن وَالاَهُ! وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ! وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ! وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ! فأنزل الله هذه الآية‌: إليوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» [٣١]

يقول الحاكم الحَسْكاني‌ّ في ذيل الحديث الذي يرويه عن الحبري‌ّ: وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب «دُعَاء الهُدَاةِ إلي أَدَاءِ حَقِّ المُوَالاَةِ» حول ولاية علي بن أبي طالب‌، (من تصنيفي في عشرة أجزاء ).

ويقول المرحوم سيّد ابن طاووس‌: ومن الذين ألّفوا كتاباً في حديث الغدير: الحاكم الحَسْكاني الذي سمّي كتابه‌: «دُعَاءَ الهُدَاةَ إلي أَدَاءِ حَقِّ المُوَالاَةِ». [٣٢]

يقول جَلاَلُ الدِّين السُّيُوطِي الشَّافِعي‌ّ في تفسير «الدرّ المنثور» قوله تعإلي‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ؛ الآية أخرج أبو الشيخ عن الحَسَن أنّ رسول الله (ص) قال‌: إنّ الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً؛ وعرفت أنّ الناس مكذّبي‌، فوعدني لاُبلّغنّ، أو ليعذّبني‌، فأنزل هذه الآية ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ.

وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم‌، وأبو الشيخ أيضاً عن مجاهد قال‌: لمّا نزلت‌: ﴿بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ، قال رسول‌الله‌: «يا ربّ! إنّما أنا واحد! كيف أصنع يجتمع علي الناس‌؟» فنزلت‌: ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ[٣٣]!

وأخرج ابن أبي حاتم‌، وابن مردويه‌، وابن عساكر، عن أبي سعيد الخُدري‌ّ أنّ الآية‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ نزلت علي رسول‌الله (ص) في علي بن أبي طالب يوم غدير خمّ.

وأخرج ابن مردويه‌ عن ابن مَسْعُود، قال‌: كنّا نقرأ علي عهد رسول‌الله (ص): يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إنَّ عَلِيَّاً مَوْلَي المُؤْمِنِينَ. وَإن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ و وَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. [٣٤]

يقول الإمام الفخر الرازي الشافعي في «التفسير الكبير»: والوجه العاشر من الوجوه الواردة في شأن نزول آية التبيلغ هو أنـّها «نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب (ع)؛ ولمّا نزلت هذه الآية‌، أخذ رسول‌الله بِيَدِ علي وقال‌: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلي مَوْلاَهُ! اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ». ولمّا لقيه عمر عنه قال‌: هَنِيئاً لكَ يَاابْنَ أَبي طَالِبٍ! أَصْبَحْتَ مَوْلاَي وَمَوْلَي كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.

وهو قول ابن عبّاس‌، والبراء بن عازب‌، ومحمّد بن علي. [٣٥]

ويقول نظام الدين القمّي النيسابوري‌ّ في تفسيره‌: ثمّ أمرالله رسوله أن لاينظر إلي قلّة المقتصدين‌، وكثرة المعاندين‌، ولا يتخوّف مكروههم‌، فقال‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ. وعن أبي سعيد الخُدري أنّ هذه الآية نزلت في فضل علي بن أبي طالب يوم غدير خمّ.

فأخذ رسول الله (ص) بيده وقال‌: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا علي مَوْلاَهُ اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ». فلقيه عمر وقال‌: هنِيئاً لَكَ يَا ابْنَ أبي طَالِبٍ! أَصْبَحْتَ مَوْلاَي وَمَوْلَي كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ! وهو قول عبد الله بن عبّاس‌، والبراء بن عازب‌، ومحمّد بن علي. [٣٦]

وجاء في هذه الرواية عبارة فَهَذَا علي مَوْلاَهُ بنحو خاصّ؛ و هَذَا التي تشير إلي شخص خارجي تدلّ علي التأكيد في التعيّن والتشخّص‌. وروي عن أبي إسحاق الثعلبي النيسابوري‌ّ في تفسيره‌: «الكَشْف والبيان‌» روايتان‌:

الاُولي‌: عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (ع)، وفيها أنّ معني بَلِّغْ هو: بَلِّغْ مآ أُنزِلَ إليكَ مِن رَّبِّكَ فِي فَضْلِ علي. ولمّا نزلت هذه الآية‌، أخذ رسول الله (ص) بِيَدِ علي وقال‌: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلي مَوْلاَهُ».

الثانية‌: بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعإلي‌: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» ـ الآية‌؛ قال‌: نزلت هذه الآية في علي. أمر الله نبيّه أن يبلّغ ولاية علي؛ فأخذ رسول الله يد علي وقال‌: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلي مَوْلاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. [٣٧]

وذكر شهاب الدين السيّد محمود الآلوسي الشافعي البغدادي‌ّ في تفسيره قائلاً: زعمت الشيعة أنّ المراد بـ ﴿مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ خلافة علي. فقد رووا بأسانيدهم عن أبي جعفر وأبي عبد الله أنّ الله تبارك وتعإلي أوحي إلي نبيّه (ص) أن يستخلف عليّاً ؛ فكان رسول الله يخاف أن يشقّ ذلك علي جماعة من أصحابه‌. فأنزل الله تعإلي هذه الآية تشجيعاً له بما أمره بأدائه‌.

وعن ابن عبّاس‌ عنهما قال‌: نزلت هذه الآية في علي حيث أمر سبحانه نبيّه أن أن يخبر النّاس بولاية علي، فتخوّف رسول الله أن يقولوا: حابي ابن عمّه‌؛ وأن يطعنوا في ذلك عليه‌. فأوحي الله تعإلي إليه هذه الآية‌؛ فقام بولايته يوم غدير خمّ، وأخذ بيده‌، وقال‌: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلي مَوْلاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ».

وأخرج السيوطي في «الدرُّ المنثور» عن أبي حاتم‌، وابن مردويه‌، وابن عساكر راوين عن أبي سعيد الخدري‌ّ قال‌: نزلت هذه الآية علي رسول‌الله (ص) يوم غدير خُمّ في علي بن أبي طالب .

وأخرج ابن مردويه‌ عن ابن مسعود قال‌: كنّا نقرأ علي عهد رسول الله (ص): يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إنَّ عَلِيَّاً مَوْلَي المُؤْمِنِينَ. وَإن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ.[٣٨]

وأخرج شيخ الإسلام إبراهيم بن محمّد بن مؤيِّد الحَمُّوئي‌ّ عن مشايخه الاربعة‌: برهان الدين أبي الوفاء إبراهيم بن عُمَر بالإذن في الرواية‌؛ ومجدالدين عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي‌ّ، بَدرالدين محمّدبن محمّدبن أسعد البخاري بالإجازة في الرواية‌، وعبدالحافظ‌بن بَدْران بالقراءة عليه‌، ذلك بإسنادهم عن أبي هريرة قال‌: قال رسول الله (ص): سمعت في الليلة التي أسري بي إلي السماء فيها نداءً من تحت العرش‌: «إِنَّ عَلِيَّاً رَايَةُ الهُدَي‌، وَحَبِيبُ مَنْ يُؤْمِنُ بِي‌؛ بَلِّغْ عَلِيَّاً (ذَلِكَ). فَلَمَّا نَزَلَ النَّبِي أُنْسِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَهُ جَلَّ وَعَلاَ عَلَيهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ[٣٩]» [٤٠]

وقال الشَّيخُ نُور الدِّينِ علي بْنُ مُحَمّد بْن صَبَّاغ المَالِكِي‌ّ: قال الإمام أبو الحسن الواحدي‌ّ في كتابه المسمّي بـ «أسباب النزول‌»: يرفعه بسنده إلي أبي سعيد الخُدري‌ّ قال‌: نزلت الآية‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يوم غدير خمّ في علي بن أبي طالب‌.

ثمّ قال‌: قال الشيخ محيي الدين النووي‌ّ: غدير خُمّ ـ بضمّ الخاء المعجمة وتشديد الميم مع التنوين اسم لغَيْضَة علي ثلاثة أميال من الجحفة‌. عندها غدير مشهور يضاف إلي الغَيضَة فيقال له‌: غدير خُمّ. [٤١]

وقال مُحَمّد بن طلحة الشافعي‌ّ: زيادة تقرير: نقل الإمام أبو الحسن علي الواحدي‌ّ في كتابه المسمّي بـ «أسباب النزول‌» يرفعه بسنده إلي أبي سعيد الخُدري‌ّ قال‌: نزلت هذه الآية‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ نزلت في علي بن أبي طالب يوم غدير خُمّ.«مطالب السئول في مناقب آل الرسول‌» ج ٢، ص ١٦، الطبعة الحجريّة‌.

وروي أبو الحسن الواحدي النيسابوري‌ّ بسنده عن الاعمش وأبي جحاف‌، عن عطيّة‌، عن أبي سعيد الخدري‌ّ أنّ الآية‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ نزلت في علي بن أبي طالب يوم غديرُ خمّ.[٤٢]

وقال الشيخ سليمان القندوزي الحنفي‌ّ في تفسير ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ: أخرج الثعلبي‌ّ عن أبي صالح‌، عن ابن عبّاس‌، وعن محمّد بن علي الباقر أنـّهما قالا: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب‌.

وكذلك الحَمُّوئي‌ّ في «فرائد السِّمْطين‌» أخرجه عن أبي هريرة‌.

وأيضاً المالكي أخرج في «الفصول المهمّة‌» عن أبي سعيد الخُدري قال‌: نزلت هذه الآية في علي في غدير خُمّ. هكذا قال الشيخ محيي الدِّين النووي‌ّ[٤٣].

وقال سيّد علي بن شهاب الهمداني‌ّ في المودّة الخامسة من كتابه‌: «مَوَدَّةُ القُرْبَي‌»: عن براء بن عازب‌ قال‌: أقبلت مع رسول‌الله (ص) في حجّة الوداع‌. فلمّا كان بغدير خُمّ، نودي‌: الصَّلاَةَ جَامِعَةً. فجلس رسول الله (ص) تحت شجرة وأخذ بِيَدِ علي وقال‌: «ألَسْتُ أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ»؟! قالوا: بَلَي يا رَسُولَ اللَهِ! فقال‌: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلي مَوْلاَهُ؛ ثمّ قال‌: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ! وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ». فلقيه عمر بن الخطّاب‌ فقال‌: هَنِيئاً لَكَ يَا علي بْنَ أَبي طَالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلَي كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ. وفيه نزلت‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ الآية‌. [٤٤]

وذكر مير خواند: غياث الدين بن همام‌ في «حبيب السير» عن «كشف الغمّة‌» قائلاً: لمّا بلغ شفيع الاُمّة (ص) غدير خمّ، وعُرف أنّ الناس سيفترقون عن موكبه المبارك بعد عبور المكان‌، ويذهبون إلي أوطانهم‌، واقتضت الإرادة الازليّة أن يطّلع الناس كلّهم علي هذا الامر، نزلت الآية‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في استخلاف علي والنصّ علي إمامته و ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [٤٥]

وقال الشيخ محمَّد عَبْدهُ المصري‌ّ رئيس جامعة الازهر: روي ابن أبي حاتم‌، وابن مردويه‌، وابن عساكر عن أبي سعيد الخُدري أنّ الآية‌: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ نزلت يوم غدير خُمّ في علي بنِ أبي طالبٍ [٤٦]

فهذا كلّه بحث إجمإلي يدور حول شأن نزول آية التبليغ عن مصادر الشيعة والعامّة‌؛ وقام العلاّمة الاميني بالبحث‌، عن مصادر العامّة فقط‌. وتعرّض إلي شأن نزول الآية المذكورة بالتفصيل نقلاً عن ثلاثين كتاباً معتبراً لمشايخ العامّة وحفّاظهم [٤٧].[٤٨]

المراجع والمصادر

  1. الإمامة والولاية في القرآن الكريم
  2. سيد محمد حسين الحسيني الطهراني ، معرفة الإمام (كتاب)'''معرفة الإمام'''

الهوامش

  1. سورة المائدة، الآية ٦٥-٦٨.
  2. سورة المائدة، الآية ٦٤.
  3. سورة الأنبياء، الآية ١٠٥.
  4. سورة المائدة، الآية ٦٤.
  5. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  6. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  7. الغدير: ج١، ص ٢١٤ ـ ٢١٦، نقلاً عن ضياء العالمين.
  8. الغدير: ج١، ص ٢١٦، ح ٢و ٥، ص ٢١٨، ح ٨، و ص ٢٢٢ عن الشوكاني في فتح القديرج٣، ص ٥٧.
  9. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  10. الغدير: ج١، ص ٥٢، وص ٢١٦.
  11. الغدير: ج١، ص ٢١٦، ح٤.
  12. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  13. الغدير: ج١، ص ٢١٩، ح١٠.
  14. الغدير: ج١، ص ٢٢٠، ح ١٧.
  15. الغدير: ج١، ص ٢٢٠، ح ١٦.
  16. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  17. الغدير: ج١، ص ٢٢٢، ح ٢٧.
  18. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  19. اصول الكافي: ج١، ص ٢٨٩. وقد مضى تمام الحديث في ذيل آية الولاية ص ٧٥.
  20. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  21. اصول الكافي: ج١، ص ٢٩٥.
  22. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  23. الاحتجاج طبعة النجف ج١، ص ٦٩.
  24. غاية المرام: ص ٣٣٦، ج٤.
  25. الإمامة والولاية في القرآن الكريم، ص ٥٠.
  26. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  27. «تفسير الدرّ المنثور» ج ٢، ص ٢٩٨.
  28. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  29. سورة هود، الآية ١٢.
  30. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  31. «شواهد التنزيل‌» ج ١، ص ١٨٧ إلي ١٩٣، الحديث رقم ٢٤٣ إلي ٢٥٠، طبعة مؤسّسة الاعلمي‌ّ، بيروت‌؛ وروي الطبرسي في تفسير «مجمع البيان‌» (طبعة صيدا ج ٢، ص ٢٢٣) حديثين من هذه الاحاديث عن «شواهد التنزيل‌» بإسناده عن ابن أبي عُمَير وابن عبّاس‌.
  32. «شواهد التنزيل‌» ج ١ ص ١٩٠.
  33. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  34. تفسير «الدرّ المنثور» ج ٢، ص ٢٩٨.
  35. تفسير «مفاتيح الغيب‌» المشتهر بـ «التفسير الكبير»، ج ٣، ص ٦٣٦، الطبعة الاُولي‌، طبعة شركة الصحافة العثمانيّة‌.
  36. تفسير «غرائب القرآن ورغائب الفرقان‌» ج ٦، ص ١٢٩، الطبعة الاُولي ١٣٨١ ه، طبعة مطبعة مصطفي البابي الحلبي‌ّ، مصر.
  37. وقد نقل صاحب «الغدير» في ج‌١، ص‌٢١٧ و٢١٨ هذين الحديثين في كتابه عن الثعلبي‌ّ. وذكر مصادرهما كلّ من ابن البطريق في «العُمدة‌» ص ٤٩، والسيّد ابن طاووس في «الطرائف‌»، والاربلي في «كشف الغمّة‌» ص ٩٤، وذكر الطبرسي في «مجمع البيان‌» ج ٢ ص ٢٢٣ الحديث الثاني عن تفسير «الكشف والبيان‌»؛ والحديث الاوّل عن ابن شهرآشوب في «المناقب‌» ج ١ ص ٥٢٦. ونقل أُستاذنا العلاّمة الطباطبائي ثلاث روايات عن «تفسير الثعلبي‌ّ»: اثنتين منها عن الإمام الباقر (ع)، وواحدة عن ابن عبّاس‌. «الميزان‌»، ج‌٦، ص‌٥٦ ).
  38. تفسير «روح البيان‌» ج ٦، ص ١٩٢ و ١٩٣، طبعة دار الطباعة المنيريّة‌.
  39. سورة المائدة، الآية ٦٧.
  40. «فرائد السمطين في فضائل المرتضي والبتول والسبطين‌» ج ١، ص ١٥٨.
  41. «الفصول المهمّة‌» ص ٢٧ الطبعة الحجريّة‌، و ص ٢٤ و ٢٥ طبعة النجف‌. قال في «مراصد الاطّلاع‌» ج ١، ص ٤٨٢: خُمّ، قيل‌: رَجلٌ. وقيل‌: غَيْضَة‌. وقيل‌: مَوضعٌ تصبّ فيه عينٌ. وقيل‌: بئر قريب من المَيْثَب‌، حفرها مُرَّة بن كعب‌، نُسب إلي ذلك غدير خمّ، وهو بين مكّة والمدينة‌؛ قيل‌: علي ثلاثة أميال من الجُحفة‌. وقيل‌: علي ميل‌. وهناك مسجد للنبي (ص).
  42. «أسباب النزول‌» ص ١٥٠؛ و «الفصول المهمّة‌» لابن صبّاغ ص ٢٧؛ و«الميزان‌» ج ٦، ص ٦٠.
  43. «ينابيع المَوَدّة‌» ج ١، ص ١٢٠، طبعة إسلامبول سنة ١٣٠١ ه.
  44. كتاب «مودّة القربي‌» وجاء الحديث كلّه في الجزء الاوّل من «ينابيع المودّة‌»، المودّة الخامسة‌، ص ٢٤٩. طبعة إسلامبول‌.
  45. «حبيب السير» طبعة حيدري مع مقدّمة همائي‌، ج ١، ص ٤١١. علماً أنّ تأريخ «حبيب السير» من الكتب المعتبرة‌. وقال صاحب «كشف الظنون‌» ج ١، ص ٤١٩: هذا الكتاب من الكتب المفيدة والمعتبرة‌. وعدّه حسام الدين في كتابه «مَرَافض الرَّوافِض‌» من الكتب المعتبرة‌. ونقل عنه أبو الحَسَنات الحنفي في كتابه «الفوائد البهيّة‌» كثيراً، وعدّه من الكتب المعتبرة‌.
  46. «تفسير المنار» ج ٦، ص ٤٦٣.
  47. «الغدير» ج ١، ص ٢١٤ إلي ٢٢٣.
  48. سيد محمد حسين الحسيني الطهراني ، معرفة الإمام، ج ٧، ص .