الإيمان في نهج البلاغة
تعريف الإيمان
الإيمان: التصديق الجازم المقترن بإذعان النفس وقبولها واستسلامها، وهو من الأمن، يقال: آمنه: إذا صدّقه، وحقيقته: آمنه التكذيب والمخالفة، أو أصله من الطمأنينة، فقيل للمصدّق بالخبر: مؤمن؛ لأنّه مطمئنّ، فالفعل منه: آمَن يُؤمِنُ إيماناً: أذْعَنَ وصدّق. وإنّما يقال «آمن» على وجهين:
أحدهما: متعدّياً بنفسه، يقال: آمَنْتُهُ؛ أي جعلت له الأمْن.
والثاني: غير متعدٍّ، ومعناه: صار ذا أمْنٍ.
وقد جاء متعدّياً في قوله تعالى: ﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾[١].
وجاء لازماً في باقي مواضعه بمعنى الإذعان والتصديق، نحو قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾[٢]. أي يعترفون به، أو يثقون بأنّه حقّ[٣].
وقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ﴾[٤]. وقوله تعالى: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ﴾[٥].
وأمّا الإيمان فهو اعتقاد راسخ لا يقلّ في قوّته عن اليقين، ويعتمد أساساً على الثقة وطمأنينة القلب أكثر ممّا يعتقد على الحجج العقلية، والأصل فيه اعتقاد في دين، أو مُثُل عُلْيا، ثم امتدّ إلى الإيمان بمبدأ، أو شخص.
وممّا ورد من استعمال لفظ «الإيمان» في لوازم التصديق الذي معه أمن - كالثقة، والطمأنينة، والخضوع - ما ذكره بعض أصحاب المعاجم - كصاحب «لسان العرب» - من قوله: «والإيمان الثقة، وما آمن أن يجده صاحبه؛ أي ما وثق» وقال صاحب «القاموس المحيط»: «والإيمان الثقة، وإظهار الخضوع». جاءت إرادة المعنى اللغوي في قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾[٦].
فإنّ المراد بالإيمان هنا الثقة واطمئنان القلب، وهذا لم يحصل لهم بعد، بدليل أ نّهم امتنّوا على الرسول(ص) بالإسلام وترك القتال، ولكن دخلوا في الإسلام، وتركوا الحرب، ونطقوا بالشهادتين. وأمّا بمعنى الاستسلام والانقياد ففي قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ﴾[٧]. أي كانوا مؤمنين، وإن لم يكونوا في درجة آبائهم، هؤلاء ألحقنا بهم ذرّيتهم في الدرجة، وما أنقصناهم من عملهم شيئاً.
وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا﴾[٨]. أي يقيناً وتصديقاً.
قال(ع) في وصف نفسه اللاهوتية: «وُلِدْتُ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَسَبَقْتُ إِلَى الْإِيمَانِ وَالْهِجْرَةِ»[٩].
فهو(ع) أوّل من آمن بالنبيّ(ص) إيماناً صادقاً لو كشف عنه الغطاء ما ازداد يقيناً، وسائر قريش آنذاك عاكفون على عبادة الأصنام والأوثان.
ومن تحذيره(ع) من مجالسة أهل الهوى: «ومُجالَسَةَ أهْلِ الْهَوى مَنْساةٌ لِلإِيمَانِ، وَمَحْضَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ»[١٠].
فهي تجلب الغفلة عن ذكر الله، أو عن الأعمال الصالحة، وتلك أركان الإيمان وقواعده.
ومن حديثه(ع) عن صيانة اللسان: «لَا يَسْتَقِيمُ إيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ»[١١].
وفيه مراعاة النظير؛ إذ جاء(ع) بمعانٍ متلائمة في جملتين مستويتي المقدار، مع صحّة التقسيم. ومن تحذيره(ع) من أصحاب الفتن: «يَخْتِلُونَ بعَقْدِ الأيْمانِ، وَبغُرورِ الْإِيمَانِ»[١٢]. أي يخدعهم الظالمون بحلف الأيمان، ويغرّونهم بظاهر الإيمان؛ وأنّهم مؤمنون مثلهم[١٣].
وقال(ع) في إيمانه متشهّداً: «وأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلّااللهُ شهادَةَ إيمانٍ وَإِيقَانٍ، وَإِخْلَاصٍ وَإِذْعَانٍ»[١٤]. أي شهادة اعتقاد راسخ وتسليم قاطع ترتكز على الإتيان بها نطقاً واعتقاداً.
وقال(ع) في وصف خصائص القرآن الكريم: «فَهُوَ مَعْدِنُ الْإِيمَانِ وَبُحْبُوحَتُهُ»[١٥]. أي موضع استقراره.
ومن حديثه(ع) عن دعائم الإيمان: «الْإيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، وَالْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجِهَادِ»[١٦].
ومن هذا القبيل قوله(ع): «الإيمانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ»[١٧].
فمعرفة القلب عبارة عن الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، والإقرار باللسان هو إظهار الإيمان والتصديق بالقول تماماً كالعمل.
ومن حديثه(ع) عن خدعة رفع المصاحف في صفّين: «فَقُلْتُ لَكُمْ: هَذَا أمْرٌ ظَاهِرُهُ إيمانٌ، وَبَاطِنُهُ عُدْوَانٌ»[١٨]. أي أنّ رفع المصاحف أمرٌ ظاهره تسليمهم ورجوعهم إلى كتاب الله؛ والعمل بما فيه من أحكام، وكان القصد منه وقف القتال؛ ليستعيدوا نشاطهم، ويستمرّوا في عدوانهم.
ومن حديثه(ع) عن فلسفة الإيمان: «فَرَضَ اللهُ الْإيمانَ تَطْهِيرَاً مِنَ الشِّركِ»[١٩].
ومن تأكيده على أداء الصدقات لأنها مظهر من مظاهر الإيمان: «سُوسُوا إيمانَكُم بالصَدَقَةِ، وحصنوا أموالكم بالزكاة»[٢٠]. أي احفظوا إيمانكم وحافظوا عليه وارعوه بالصدقة لأنّها تدر الشفقة، وحصنوا أموالكم من التلف بما تخرجونه من زكاتها، فإن إعطاه الزكاة يوجب لطف الله تعالى بحفظ مال المزكّي.
ومن كلام له(ع) قاله لبعض أصحابه حين تمنّى أن يكون أخوه شاهدهم ليرى نصر أمير المؤمنين(ع) على أعدائه، فقال له(ع): «أَهَوَى أَخيكَ مَعَنَا؟» فقال: نعم، قال: «فَقَدْ شَهِدَنَا، وَلَقَدْ شَهِدَنَا في عَسْكِرنَا هَذَا أقْوَامٌ في أَصْلابِ الرِّجَالِ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ، سَيَرْعَفُ بِهِمُ الزَّمانُ، وَيَقْوى بِهِمُ الْإيمانُ»[٢١]. أي سيجود الزمان بأجيال من شيعتنا يقوى بهم أهل الإيمان، وهم معنا وفي هذا العسكر وإن غابوا عنه بأبدانهم. وبين «الزَّمَانُ» و«الْإيمَانُ» سجع مطرّف.
ومن حديثه(ع) عن كيفية وجود الإيمان في القلب: «إنَّ الْإيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً في القَلْبِ، كُلَّمَا ازْدَادَ الْإيمَانُ ازْدَادَتِ اللُّمْظَةُ»[٢٢].
أي يكون الإيمان في بداياته نقطة بيضاء في قلب المؤمن، ثمّ يزداد البياض كلّما قوي إيمان الشخص. ومن بيانه(ع) لشدّة وثوق المؤمن بما عند الله سبحانه: «لا يَصْدُقُ إيمانُ عَبْدٍ حَتَّى يَكُونَ بِمَا في يَدِ اللهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا في يَدِهِ»[٢٣].
فهو ينفق أمواله في سبيله سبحانه؛ وثوقاً منه بأنّ الباري سيعوّضه عنه.
ومن وصفه(ع) للملائكة وعظمتهم: «فَهُمْ أُسَرَاءُ إيمَانٍ لَمْ يَفُكَّهُمْ مِنْ رِبْقَتِهِ زَيَغٌ»[٢٤]. أي أنّ إيمانهم عميق وراسخ لا يميلون عنه.
ومن تفريقه(ع) بين غيرة الرجل والمرأة: «غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ، وغَيْرَةُ الرَّجُلِ إيمَانٌ»[٢٥].
فيه فنّ التفريق، وهو من أساليب البديع، ويظهر فيه التباين بين أمرين من نوع واحد، فقد دلّت لفظة «الإيمان» على الطاعة في مقابل الكفر الذي يدلّ على المعصية، فالكفر والإيمان وإن كانا متقابلين في حقيقتهما، غير أنّ الإمام لم يقصد بهما ذلك المقدار من الدلالة على المعتقد، وإنّما قصد بهما الدلالة على المعتقد ولو بمقدار أقلّ من دلالتهما الحقيقية؛ أي أنّه قصد(ع) من الكفر أن تحلّ غيرة المرأة ما حرّم الله، وسمّاها(ع) كفراً؛ لمشاركتها الكفر في القبح، فأجرى عليها اسمه، وغيرة الرجل قصد بها الإيمان؛ وذلك لتحريمه ما حرّم الله[٢٦].
ومن إشارته(ع) لحديث الثقلين: «أَلَمْ أَعْمَلْ فِيكُمْ بِالثَّقَلِ الْأَكْبَرِ، وَأَتْرُكْ فِيكُمُ الثَّقَلَ الأَصْغَرَ؟! قَدْ ركَزْتُ فِيكُمْ رَايَةَ الْإيمَانِ»[٢٧].
شبّه(ع) حال من يقيم أحكام القرآن - في بيئة شاع فيها الشرك والضلال والانحراف، مع شدّة إبائهم ونفرتهم، وما يجده من المشقّة في تطبيق تلك الأحكام - بحال من أثقله الثقل؛ وهو متاع المسافر، على سبيل الاستعارة التمثيلية، وشبّه العترة(ع) بالمتاع الذي يتوارث بعد موت صاحبه بجامع الانتفاع به وحرص الوارث على عدم تضييعه، فاستعار(ع) لفظ المشبّه به للمشبّه على سبيل الاستعارة التصريحية، وشبّه(ع) الإيمان بالراية؛ لأنّه يهتدى به إلى سلوك سبيل الحقّ، كما يهتدى بالراية أمام الجيش ونحوه، وذكر الركز ترشيح للتشبيه، والمقصود: أنّي أثبتّ فيكم الإيمان.
وقال(ع) في ذكر قصّة آدم(ع): «ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَارَاً أَرْغَدَ فِيهَا عَيْشَهُ، وَ آمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ»[٢٨].
نسبة الأمن إلى المحلّ من قبيل المجاز العقلي؛ أي جعله في أمن وسلامة.
ومن تعليله(ع) لعدم جعل الأنبياء(ع) أقوياء ملوكاً أثرياء: «وَلَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَاتُرَامُ، وَعِزَّةٍ لَاتُضَامُ، وَمُلْك ٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ، وَتُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ، لَكَانَ ذلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ في الْاعْتِبَارِ، وَأَبْعَدَ لَهُمْ في الْاسْتِكْبَارِ، وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ»[٢٩].
فيبطل الابتلاء والاختبار؛ لأنّ شرطه تمكّن العبد من الفعل؛ على حدّ تمكّنه من الترك. وبين «قُوَّةٍ لَاتُرَامُ» و«عِزَّةٍ لَاتُضَامُ» سجع مرصّع. وبين «الرِّجالِ» و«الرِّحالِ» جناس مصحّف. وبين «الاعْتِبارِ» و«الاسْتِكْبارِ» سجع متوازٍ.
ومن أمره(ع) للأشتر النخعي رحمه الله بمراجعة الكتاب وسنّة النبيّ(ص) الواصلة من المعصومين(ع): {{نص حديث|وَارْدُدْ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ، وَيَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الْأُمُورِ؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[٣٠].
نداء للمسلمين عامة وللولاة منهم خاصة بأن يجعلوا حكم الله وسنّة النبيّ(ص) الصحيحة، المرجع في كلّ معضلة ومشكلة، ومعلوم أنّ سنّة النبيّ(ص) الصحيحة مودعة عند الأئمّة المعصومين(ع).
وقال في التحذير من الدنيا: «مَنْ أَقَلَّ مِنْهَا اسْتَكْثَرَ مِمَّا يُؤْمِنُهُ، وَمَنِ اسْتَكْثَرَ مِنْها اسْتَكْثَرَ مِمَّا يُوبِقُهُ، وَزَالَ عَمَّا قَلِيلٍ عَنْهُ»[٣١].
ومن وصفه(ع) للفقيه: «الْفَقِيهُ - كُلُّ الْفَقِيهِ - مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَ لَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ اللهِ»[٣٢]. أي هو الذي يوجِّه الناس في سيرهم نحو الباري سبحانه، فلا يقنّطهم، ولا يؤيسهم، ولا يؤمنهم.
ومن ذمّه(ع) للفرق المنحرفة: «فَيَا عَجَبَاً - وَمَا لِيَ لَاأَعْجَبُ - مِنْ خَطَأِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلافِ حُجَجِهَا في دِينِهَا!! لَايَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَلَا يَقْتَدُنَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ، وَ لَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ، وَلَا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ»[٣٣].
فهم لا يتبعون النبيّ(ص) ولا الإمام(ع) ولا يؤمنون بالغيب الذي هو شرط الإيمان، وأوّل سبل الاهتداء إلى الحقّ والصواب، ولا يقفون عند المحرّمات والشبهات المانعة عن الاستبداد بالآراء. وفي «غيب» و«عيب» جناس مصحف.
وقال(ع) في ذمّ الدنيا: {{نص حديث|لَا تَدُومُ حَبْرَتُهَا، وَلَا تُؤْمَنُ فَجْعَتُهَا، غَرَّارَةٌ ضَرَّارَةٌ»[٣٤]. في «حَبْرَتُهَا» و«فَجْعَتُهَا» سجع متوازٍ، يكتنفه الطباق بين «حَبْرَتُهَا» - أي نعمتها - وبين «فَجْعَتُهَا» أي رزيّتها، فعلّل ذلك بجناس ناقص بين «غَرَّارَةٌ» و«ضَرَّارَةٌ» أي كثيرة الغرور والضرر، وقد زانته المعاني الحسّية التي تتناسب مع قوّة التصوير على سبيل الاستعارة المكنيّة، أو المجاز العقلي في كونها غرّارة ضرّارة لأهلها.[٣٥]
تعريف المؤمن
المؤمن: من كان متّصفاً بالإيمان، وهو اسم فاعل من آمن يؤمن: أذعن وصَدّق، والمؤمن: ضدّ الكافر، ومن اطمأنّ ولم يَخَف، والمؤمن بالشيء: من وثق به وصدّقه. وجمع المؤمن: مؤمنون.
وفي الحديث: «نَهَرَانِ مُؤْمِنَانِ وَ نَهَرَانِ كَافِرَانِ فَأَمَّا اَلْمُؤْمِنَانِ فَالْفُرَاتُ وَ نِيلُ مِصْرَ وَ أَمَّا اَلْكَافِرَانِ فَدِجْلَةُ وَ نَهَرُ بَلْخٍ» جعلهما مؤمنين على التشبيه؛ لأنّهما يفيضان على الأرض، فيسقيان الحرْثَ بلا مونة وجعل الآخرَين كافرَين لأنّهما لا يسقيان ولا يُنْتَفع بهما إلّابمونة وكلفة، فهذان في الخير والنفع كالمؤمنين، وهذان في قلّة النفع كالكافِرَيْن[٣٦].
والمؤمن من أسماء الله تعالى، سمّي به لأنّه يؤمن من عذابه من أطاعه، ولم يجىء إلّافي قوله تعالى: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ﴾[٣٧].
وورد لفظ مؤمن في مواضع اُخرى، كقوله تعالى: ﴿وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾[٣٨].
وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾[٣٩]. أي بمصدّق لنا[٤٠].
قال(ع) مبيّناً اغتصاب أبي بكر لخلافة رسول الله(ص): «أَمَا وَاللهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلانٌ (ابن أبي قحافة) وَإنَّهُ لِيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَا؛ يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً، وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ»[٤١].
«وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ»: أي يسعى ويدأب، ولا يعطى حقّه حتّى يموت[٤٢].
و«تَقَمَّصَهَا»: اتخذها قميصاً، شبّه الإمام(ع) الخلافة بالقميص الذي يلبسه الإنسان؛ بجامع الإحاطة والتزيّن، أي أنّه استولى عليها. و«القطب»: الحديدة التي تدور عليها الرحى؛ وهي حجر الطاحون، وكما أنّ الرحى لا تدور إلّاعلى القطب، ودورانها بغيره لا ثمرة فيه، كذلك الخلافة لا تصلح لغيره، فهو أولى بها من سواه، وأنّه(ع) من الخلافة في الصميم وفي وسطها كالقطب من الرحى.
«يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ»: شبّه الإمام(ع) نفسه بالجبل الأشمّ الذي تتجمّع عليه الثلوج والأمطار، ثمّ تنحدر عنه؛ لسموّ قدره(ع) وقربه من مهبط الوحي، وأنّ ما يصل إلى غيره من فيض الفضل، فإنّما يتدفّق من حوضه، ثمّ ينحدر عن مقامه العالي. ثمّ ترقّى إلى تمثيل آخر أعظم رفعة، فإنّ السيل ينحدر عن الهضبة والرابية، فأردفه بتعذّر رقي الطير، فربما يكون للقلال الشاهقة حدّ، أو ما هو أعلى.
و«سَدَلْتُ»: أرخيت دونها ثوباً؛ أي أنّي لبست ثوباً آخر غير ثوب الخلافة لمّا رأيتها مغتصبة، وأنّه - صلوات الله عليه - غضّ نظره عنها. و«الكشح»: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو كناية عن إعراضه عنها، كالمأكول المعاف الذي تطوى البطن دونه. و«طَفَقْتُ»: من أفعال الشروع؛ بيان لقلّة الإغضاء.
«اَرْتَئي»: شرعت اُجيل رأيي، وأنظر فيه، وأتدبَّر ماذا ينبغي أن أفعل. «أَصُولُ»: أسطو وأثِب، و«جَذَّاء»: مقطوعة، والمراد - هنا - ليس ما يؤيّدها كأنّه قال: تفكّرت في الأمر، ونظرت فيه، فوجدت الصبر أولى، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحي. و«الطخية»: الظلمة والقطعة من السحاب. و«عَمْيَاء»: شديدة الإظلام لا يرى فيها، تأكيد لظلام الحال واسودادها.
ونسبة العمى إلى الطخية مجاز عقلي علاقتة السببية؛ إذ يعمى القائمون فيها الذين لا يهتدون إلى الحقّ.
والمراد من الاستعارتين أنه(ع) تردّد بين أن يناوئ أبا بكر العداوة، ويطالبه بالخلافة، فيدبّ الخلاف بين المسلمين، وينشقّ بعضهم على بعض، وبين أن يصبر على هذه الحالة الوخيمة التي كأنّها الظلمة الحالكة السواد؛ لما صدر من الهضم والظلم منهم بحقّه وبحقّ الإسلام.
و«يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ» كنايتان لعظم المصيبة، وفداحة الأمر.
ومن حديثه(ع) عمّا سيكون من فتنة بني اُميّة: «رَايَةُ ضَلَالٍ قَدْ قَامَتْ عَلَى قُطْبِهَا... تَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الْأَدِيمِ، وَتَدُوسُكُمْ دَوْسَ الْحَصِيدِ، وَتَسْتَخْلِصُ الْمُؤْمِنَ مِنْ بَيْنِكُمُ»[٤٣]. أي تستلخص الفتنةُ المؤمنَ من بينكم؛ لأنّها السبب في كمال إيمانه.
ومن حثّه(ع) الناس على استشعار التقصير إزاء الباري سبحانه: «وَاعْلَمُوا - عِبَادَ اللهِ - أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَايُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَنَفْسُهُ ظَنُونٌ عِنْدَهُ»[٤٤]. أي أنّ المؤمن يجد نفسه مقصّراً وعاجزاً عن أداء الواجب أمام الله؛ ليرفع أعماله الصالحة إلى سمت الكمال.
ومن وصيّته(ع) بالتدبّر قبل الكلام: «وَإِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، وَإِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ؛ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ تَدَبَّرَهُ في نَفْسِهِ»[٤٥]. فيه فنّ العكس. ميّز الإمام(ع) فيه بين المؤمن والمنافق، وشخّص بينهما، إذ يظهر أنّ مستقيم اللسان مؤمن، وغير مستقيمه منافق. و«الوراء» في الموضعين كناية عن التبعية؛ لأنّ لسان المؤمن تابع لقلبه، فلا ينطق إلّا بعد تقديم الفكر فيما ينبغي أن يقوله، وقلب المنافق وذكره متأخّر عن نطقه، فكأنّ لفظ «الوراء» استعارة من المعنى المحسوس للمعقول.
ومن دعوته(ع) إلى أخذ الحكمة ولو من المنافق: «خُذِ الْحِكْمَةَ أَنَّى كَانَتْ؛ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ في صَدْرِ الْمُنَافِقِ، فَتَلَجْلَجُ في صَدْرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَى صَوَاحِبِهَا في صَدْرِ الْمُؤْمِنِ»[٤٦].
إذ إنّ الحكمة هي سداد في الرأي، وفطنة في الذهن، لذا لا تستقرّ في صدر المنافق؛ لأنّه ليس من أهلها، فتخرج عنه، وتدخل في صدر المؤمن، فتسكن وتستقرّ إلى صواحبها من الحكميات التي يحويها صدر المؤمن.
ومثله قوله(ع): ««الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ»[٤٧].
الحكمة منحة إلهية يختصّ الله سبحانه بها من يشاء من عباده، فالمؤمن يبحث عنها، فهي له كالضالّة التي يهمّه أن يصل إليها.
ومن بيانه(ع) لموضع بشر المؤمن وحزنه: «الْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ في وَجْهِهِ، وَحُزْنُهُ في قَلْبِهِ»[٤٨].
فلا يتظاهر بالحزن على المعاصي أو على فراق الله سبحانه مثلاً، بخلاف المرائي.
ومن بيانه(ع) لكيفية تعامل المؤمن مع الدنيا: «وَإِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الْاعْتِبَارِ، وَيَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الْاضْطِرَارِ»[٤٩].
فيعتبر بحال الماضين، ولا يلتذّ من الدنيا إلّابمقدار الضرورة، كآكل الميتة. وبين «الاعْتِبارِ» و«الاضْطِرارِ» سجع متوازٍ؛ أراد الإمام(ع) من خلاله تزهيد المؤمن في الدنيا، والاكتفاء بالحدّ الأدنى منها.
ومن تقسيمه(ع) لساعات المؤمن: «لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ: فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَهُ، وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ»[٥٠].
فيه فنّ الجمع والتفريق؛ إذْ جمع للمؤمن زمناً يلتزم فيه بما يناسبه من الأعمال، لذا وجب تقنيتها وتنظيمها حسب الأقسام الثلاثة.
ومن تحديده(ع) لموضع شكوى المؤمن: «مَنْ شَكَا الْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ، فَكَأَنَّهُ شَكَاهَا إِلَى اللهِ، وَمَنْ شَكَاهَا إِلَى كَافِرٍ، فَكَأَنَّمَا شَكَا اللهَ»[٥١].
ومن نهيه(ع) عن احتشام المؤمن أخاه: «إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ»[٥٢].
أي أنّ الاحتشام دلالة وأمارة على الفرقة؛ لأنّه لو لم يصدر عنه ما يقتضي الاحتشام، لانبسط على عادته الأُولى، فالانقباض أمارة المباينة.
ومن بيانه(ع) لشدّة محبّة المؤمن له: «لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي»[٥٣]. لأنّ حبّه(ع) جزء من الإيمان.
ومن وصفه(ع) لأهل الفتن والبدع والضلال: «قَدْ خَاضُوا بِحَارَ الْفِتَنِ، وَأَخَذُوا بِالْبِدَعِ دُونَ السُّنَنِ، وَأَرَزَ الْمُؤْمِنُونَ، وَنَطَقَ الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ»[٥٤].
أي أحجم المؤمنون عن الكلام، وسكتوا طلباً للسلامة؛ ودفعاً للضرر عن أنفسهم، بينما كانت الكلمة لأصحاب الباطل والكذب، فتكلّموا بهما، ونطقوا بما يحقّق أهدافهم.
ومن بيانه(ع) لوجوب إنكار المنكر ولو بالقلب: «أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ وَمُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ»[٥٥].
ومن وصفه(ع) للمؤمنين: «إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُسْتَكِينُونَ، إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُشْفِقُونَ، إِنَّ الْمُؤْمِنينَ خَائِفُونَ»[٥٦]. «مُسْتَكِينُونَ»: خاضعون لله تعالى؛ ذليلون بين يديه، و«مُشْفِقُونَ»: خائفون وحذرون.
ومن تحذيره(ع) من الكبر: «أَلَا وَقَدْ أَمْعَنْتُمْ في الْبَغْي، وَأَفْسَدْتُمْ في الْأَرْضِ، مُصَارَحَةً لِلّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ، وَمُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالُْمحَارَبَةِ، فَاللهَ اللهَ في كِبْرِ الْحَمِيَّةِ، وَفَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ»[٥٧].
«أَمْعَنْتُمْ»: ذهبتم فيها بعيداً، و«البغي»: الظلم، «مُصَارَحَةً»: مكاشفة، و«المُنَاصَبَة»: المعاداة، و«ناصبه»: نصب له حرباً. وبين «المناصبة» و«المحاربة» سجع متوازٍ؛ لبيان أنّهم دخلوا مدخلاً عميقاً في الظلم والفساد والخروج عن حدود الله ظاهرين مجاهرين في عداوتهم لله.
وبين «كِبْرِ الْحَمِيَّةِ» و«فَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ» سجع متوازٍ أيضاً؛ للتحذير من الكبر والفخر والحميّة التي تولّد البغضاء؛ لأنّها سبيل الشيطان في التسلّط على الإنسان.
ومن حديثه(ع) في أهمّية الصلاة: «وَقَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لَا تَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زِينَةُ مَتَاعٍ»[٥٨].
ومن بيانه(ع) لعدم تزكيته لنفسه المقدّسة: «وَلَوْلَا مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ مِنْ تَزْكِيَةِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ، لَذَكَرَ ذَاكِرٌ فَضَائِلَ جَمَّةً، تَعْرِفُهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ»[٥٩]. تعرفها قلوب المؤمنين: تسلم بصحتها.
ومن كتابه(ع) لبعض عمّاله وقد اختلس من بيت المال: «كَيْفَ تُسِيغُ شَرَاباً وَطَعَاماً وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً؟! وَتَشْرَبُ حَرَاماً، وَتَبْتَاعُ الْإِمَاءَ وَتَنْكِحُ النِّسَاءَ مِنْ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدِينَ؟!»[٦٠].
بين «الإمَاءَ» و«النِّسَاءَ» سجع متوازٍ عبّر من خلاله عن أنّ الذي لا يحترز من أكل الحرام، يحمله الشره إلى الدناءة والطمع في كلّ ما هو متاح لإشباع نزواته الجنسية وعلى حساب حقوق الآخرين من اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين. وفيه مبالغة في إظهار مساوئه، وتصوير رذائله.
ومن كلام له(ع) في بيان الأفضل من المؤمنين: «وَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَةً مِنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ»[٦١].
وقال(ع) في اتقاء فِراسة المؤمن: «اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ»[٦٢].
إنّ المؤمنين الكاملي الإيمان تصفو نفوسهم، وتلطف سرائرهم، وتصدق فراساتهم، فيكون خيالهم حقيقة، وظنّهم يقيناً، ويلهمون الصواب والسداد قولاً وفعلاً، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾[٦٣].[٦٤].[٦٥]
المراجع والمصادر
الهوامش
- ↑ سورة قريش، الآية ٤.
- ↑ سورة البقرة، الآية ٣.
- ↑ الكشّاف، ج١، ص٤٧.
- ↑ سورة البقرة، الآية ٨٥.
- ↑ سورة البقرة، الآية ٥٥.
- ↑ سورة الحجرات، الآية ١٤.
- ↑ سورة الطور، الآية ٢١.
- ↑ سورة آل عمران، الآية ١٧٣.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ٥٧.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ٨٦.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٧٦.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٥١.
- ↑ نهج البلاغة، شرح الإمام محمّد عبده، ج٢، ص٥٢.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٩٥.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٩٨.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٣١.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٢٢٧.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٢٢.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٢٥٢.
- ↑ نهج البلاغة، الحكمة، ص١٤٦.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٢.
- ↑ نهج البلاغة، غرائب كلامه ٥.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٣١٠.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ٩١.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ١٢٤.
- ↑ في ظلال نهج البلاغة، ج٤، ص٣٩٥.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ٨٧.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٩٢.
- ↑ سورة النساء، الآية ٥٩. نهج البلاغة، الكتاب ٥٣.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١١١.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٩٠.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ٨٨.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١١١.
- ↑ السيد جعفر السيد باقر الحسيني، شرح مفردات نهج البلاغة ، ج۱، ص ٣٢٢-٣٢٨.
- ↑ ينظر اللسان، مادّة: (أمن)؛ الجامع، ج١، ص١٧٣؛ مسند أحمد، ج٣، ص٣٦٧؛ غريب الحديث، ابن الجوزي، ج١، ص٤٢؛ النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص٦٩.
- ↑ سورة الحشر، الآية ٢٣.
- ↑ سورة البقرة، الآية ٢٢١.
- ↑ سورة يوسف، الآية ١٧.
- ↑ مفردات الراغب، مادّة: (أمن)، ص٩١.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ٣.
- ↑ حدائق الحقائق، ج١، ص١٥٦.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٠٨.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٧٦.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٧٦.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٧٩.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٨٠.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٣٣٣.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٣٦٧.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٣٩٠.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٤٢٧.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٤٨٠.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٤٥.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٥٤.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٣٧٣.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٥٣.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٩٢.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة ١٩٩.
- ↑ نهج البلاغة، الكتاب ٢٨.
- ↑ نهج البلاغة، الكتاب ٤١.
- ↑ نهج البلاغة، الكتاب ٦٩.
- ↑ نهج البلاغة، قصار الحكم ٣٠٩.
- ↑ سورة البقرة، الآية ٢٨٢.
- ↑ سجع الحمام، ص٣٤. وهو بمعنى الحديث النبوي: «اِتَّقُوا فِرَاسَةَ اَلْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اَللَّهِ» والمراد: الاستقامة والسلوك الصحيح؛ لأنّه قد تنكشف للمؤمن خفايا أعمال البعض، فيهتك حجابه شرح النهج، دخيل، ص٧١١.
- ↑ السيد جعفر السيد باقر الحسيني، شرح مفردات نهج البلاغة ، ج۱، ص ٣١٢-٣١٨.